يضم أكثر من 1300 وثيقة افتتاح معرض ذاكرة وطن في أرض اللبان بصلالة
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
نظمت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية معرضا وثائقيا بعنوان "ذاكرة وطن في أرض اللبان"، ضمن جدول فعاليات عودة الماضي بمنطقة السعادة، ويأتي المعرض -الذي افتتح مساء أمس - بهدف نشر المعرفة من خلال إكساب الكفاءات الوطنية بالمعارف والعلوم، إضافة إلى أنه تأكيد على ضرورة الوثائق وأهمية البحث العلمي والإبداع الفكري وتنمية التواصل والترابط بالمجتمع المحلي والمجتمعات الأخرى، ويستمر حتى 21 من الشهر الجاري.
رعى المناسبة صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، بحضور معالي البروفيسور أوغور أونال رئيس أرشيف الدولة برئاسة الجمهورية التركية، وسعادة السفير التركي محمد حكيم أوغلو سفير الجمهورية التركية لدى سلطنة عُمان، وسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وعدد من المسؤولين والمشايخ والرشداء.
وقال الدكتور طالب بن سيف الخضوري المدير العام المساعد للمديرية العامة للبحث وتداول الوثائق بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: "إن حرص هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية للمشاركة في فعاليات موسم خريف ظفار يأتي إيمانا بأهمية إبراز الدور الحضاري والتاريخي لسلطنة عمان عبر الحقب الزمنية المختلفة وبيان إسهام الإنسان العُماني في مختلف المدن العمانية في الحضارة الإنسانية".
وأشار الخضوري إلى أهمية إبراز نماذج من المخزون الوثائقي بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الذي يتحدث عن تاريخ المحافظات والمدن العُمانية مؤكدا على أن المعرض الوثائقي يهدف إلى نشر الوعي الثقافي بأهمية الوثائق في البحث العلمي والإبداع الفكري.
تضمن المعرض أكثر من 1300 وثيقة مطبوعة ورقية توثق الدور الحضاري والتاريخي لسلطنة عمان عبر حقب زمنية مختلفة، ودور العُمانيين في الإسهام الحضاري للحضارة الإنسانية، إلى جانب التعريف بالدور التاريخي والحضاري الذي قامت به محافظة ظفار عبر حقب زمنية مختلفة والتأكيد على العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان والجمهورية التركية من خلال استعراض عدد من الوثائق التاريخية والرسائل والبرقيات الدبلوماسية بين البلدين.
كمت تضمن المعرض بين جنباته سبعة أركان وهي "عُمان عبر التاريخ" والذي يعرض تاريخ عُمان بدءًا من كونها مستوطنة بشرية استقطبت الإنسان القديم للعيش فيها خلال العصور الحجرية المتعاقبة وما خلفه من آثار وحفريات تدل على وجوده في أرض عُمان مرورا بتاريخها ما قبل الإسلام وبعد ظهوره، انتهاءً بالتطورات السياسية الحاصلة في المدة التي تلتها وظهور حكم النباهنة، كما تناول الركن دولة اليعاربة، والدولة في عصر البوسعيديين إلى عصر النهضة المباركة.
وركز ركن "ظفار في ذاكرة التاريخ العُماني" على محافظة ظفار و أهميتها التاريخية ومكانتها خاصة في التاريخ العُماني الحديث والقديم على السواء حيث كانت محافظة ظفار أرض اللبان والبخور في الجزيرة العربية وبوابة عُمان الضخمة على المحيط الهندي ومعبر القوافل في جنوب شبه الجزيرة العربية حيث يحتوي هذا الركن على مراسلات وخرائط وشواهد وثقت تاريخ المحافظة بمختلف ولاياتها، ومن بين الوثائق المعروضة التي تتزامن مع موسم الخريف رسالة الميجر ميرفي القنصل البريطاني في مسقط إلى السلطان تيمور بن فيصل سلطان عُمان يخبره أن موسم فصل الخريف في أحسن ما يكون.
ويوثق ركن "ظفار في الصحف والمجلات" ما كتبته الصحافة عن محافظة ظفار من خلال بعض الصحف والمجلات المحلية والعالمية وما قدمته عنها من صور ومقالات وأخبار نشرت في مختلف الصحف والمجلات عن محافظة ظفار وولاياتها في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية والسياحية، إلى جانب جولات السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- للمحافظة، مستعينة بأهم الوثائق المتعلقة بظفار في الصحافة العالمية منها خبر صحفي بعنوان "سلطان مسقط وعُمان يعود لعاصمة ملكه" تناول الخبر عودة السلطان سعيد بن تيمور إلى مسقط قادمًا من ظفار.
واستعرض ركن "العلاقات الدولية" وثائق تسرد العلاقات الدبلوماسية والودية بين عمان ودول العالم وبقية دول العالم حيث تبادل الأئمة والسلاطين العُمانيين مع غيرهم من حكام ورؤساء الدول الهدايا والزيارات الرسمية وقلدوا و تقلدوا النياشين واستقبلوا الرؤساء والسفراء، وعقدوا الاتفاقيات والمعاهدات وغيرها الكثير، ومن بين المعاهدات المعروضة معاهدة بين ملكة بريطانيا والسلطان سعيد بن تيمور سلطان عُمان؛ تنص على إعادة جزر كوريا موريا (جزر الحلانيات) لسلطان عُمان بتاريخ 15/ 11/ 1967 م.
وجاء ركن "العلاقات العمانية التركية" لإبراز العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان و الدولة العُثمانية طول فترة حكم السلاطين العُثمانيين وعمق هذه العلاقات من خلال التدقيق في وثائق الأرشيف العُثماني التي أفردت لها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية خمسة مجلدات تأكيدا منها على عمق تلك العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين؛ حيث شمل الركن عددًا من الصور التي تربط سلطنة عُمان بجمهورية تركيا، منها صور لزيارات رسمية متبادلة و عددا من الوثائق التاريخية والمراسلات بين أئمة وسلاطين عُمان مع الدولة العثمانية في مختلف المجالات منها السياسية والاقتصادية والتجارية وغيرها من المجالات إلى جانب عدد من الصور التي تعكس تواصل البلدين في الجوانب التنموية واللقاءات الودية والزيارات والاجتماعات.
وفي ركن "المخطوطات" تم استعراض جملة من أصول المخطوطات؛ لتعريف الزائر بالمخطوطة العُمانية على طبيعتها وجمالية خطوطها ونقوشها والتمعن في شكل الخط ونوعية الورق والحبر المستخدم حينها؛ حيث تتنوع مواضيعها في الفنون والمعارف العلمية المتعلقة بعلوم الفقه والتاريخ واللغة وعلوم القراَن وعلم البحار والطب والفلك والتنجيم إلى غير ذلك من العلوم الإنسانية.
ويعرض ركن "المحتوى الرقمي" بعض من العملات والطوابع البريدية التي وثقت بعض الأحداث والمعالم البارزة في تاريخ سلطنة عمان، كما عرض تطور العملة العُمانية، إلى جانب عرض عدد من الخرائط التي توضح امتداد الممالك العمانية عبر التاريخ، إضافة إلى المسارات البحرية المهمة والمناطق التي تمر عليها حركة التجارة العالمية في ذلك الوقت، وعرض بعض الرسومات و القصاصات الصحفية التي تحدثت عن عُمان وظفار وبعض الصور من معالم الحياة فيهما، إلى جانب عرض مطبوعات الهيئة من كتب تتمثل في سلسلة البحوث والدراسات بأجزائها المختلفة والسلسلة التاريخية والحضارية للمحافظات والمدن العُمانية، إضافة إلى النشرات والإصدارات والكتب والمطويات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هیئة الوثائق والمحفوظات الوطنیة محافظة ظفار سلطنة عمان الع مانیة إلى جانب فی مختلف من خلال سلطنة ع عدد من
إقرأ أيضاً:
"ذاكرة الوطن" مائدة مستديرة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب
شهدت قاعة المؤسسات، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56، مساء أمس، المائدة المستديرة الرابعة بعنوان "ذاكرة الوطن"، وذلك ضمن سلسلة الموائد المستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، والمقام بمركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس.
شهدت الندوة حضور كل من الدكتور أحمد عبد العزيز، أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، والناقدة الفنية الدكتورة هبة الهواري، حيث دار النقاش حول دور الفن في توثيق تاريخ الوطن وإحياء الذاكرة الوطنية من خلال الأعمال التشكيلية.
في مستهل الندوة، رحبت الدكتورة هبة الهواري بالحضور وأشادت بأهمية موضوع المائدة المستديرة، كما وجهت الشكر للناقد عزت إبراهيم على جهوده المميزة في دعم الفعاليات الثقافية.
من جانبه، استعرض الدكتور أحمد عبد العزيز مسيرته الأكاديمية والفنية، مشيرًا إلى أن مشروع تخرجه في كلية الفنون الجميلة كان عن “انتصار العبور عام 1973”، وأنه استمر في تقديم أعمال نحتية تعبر عن القضايا الوطنية، حيث شارك في العديد من المعارض والمحافل الدولية على مدار خمسين عامًا، ممثلًا لمصر في دول مثل ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، الولايات المتحدة، الصين، والبرازيل.
كما أوضح الدكتور أحمد أنه حصل على العديد من الجوائز الدولية في مجال النحت، منها الجائزة الفضية للنحت في بينالي القاهرة الدولي، وجائزة الشراع الذهبي في بينالي الكويت، بالإضافة إلى اختياره ضمن قائمة “أعلى مائة قمة في العالم” من قبل جامعة كامبريدج.
وفي حديثه عن دور الفن في تعزيز الوعي الوطني، قال الدكتور أحمد عبد العزيز:
“الفن ليس مجرد تعبير جمالي، بل هو ذاكرة للأمم، وأداة لتوثيق التاريخ وإلهام الأجيال القادمة. لذلك، أسسنا لجنة من المؤرخين والنقاد، من بينهم عزت إبراهيم، لإحياء الروح الوطنية من خلال الفن، حيث تمكنا من توثيق 500 شخصية وطنية بارزة بين السياسة والفن والأدب.”
وشهدت الندوة عرضًا لمجموعة من اللوحات التي تربط بين الذاكرة الوطنية والفكر القومي، من بينها أعمال توثق شخصيات تاريخية مثل نجيب محفوظ، سميرة موسى، مصطفى كامل، وأحمد لطفي السيد، بالإضافة إلى لوحات تجسد أحداثًا محورية مثل حرب أكتوبر، السد العالي، والمشروعات القومية، إلى جانب لوحات لشخصيات سياسية بارزة مثل الرئيس جمال عبد الناصر، الرئيس أنور السادات، وطلعت حرب.