عربي21:
2025-01-18@08:46:13 GMT

إرهاب إسرائيلي على كل الجبهات

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

تأخذ الوحشية الصهيونية على الشعب الفلسطيني مواصفاتها اللامعقولة تماما، والمتحولة لصورة أخرى من مجازر ومذابح جماعية تلاحق وجوده فوق أرضه وخارجها، حيث يختلط العبث والنفاق بالبكاء، وبالضحك الأسود وبقهقهة الأقدار القاسية التي جعلت من الجلاد القديم متمكنا من الضحية القديمة في أرضها، ومتمكنا من جعل أنظمة عربية صناديق بريد لرسائل عدوانها؛ ضغط بالإرهاب وتهديد للضحايا إن صرخوا للدفاع عن أنفسهم.



بعد أكثر من 300 يوم من الوحشية الإسرائيلية في غزة، وسقوط أكثر من 150 ألفا بين شهيد وجريح، أصبح المعيار الفاصل لأي تحرك سياسي في المنطقة العربية يعود إلى مدى التزييف في الرسائل الإسرائيلية والأمريكية، والمواقف التي تتمحور حول نقاش ضحايا الهمجية الصهيونية بعدم التصعيد والرد على العدوان.

والتصعيد واقع بلغ ذروته في مشهد حرب الإبادة على غزة، وهو مستمر منذ 75 عاما.. التصعيد بالإرهاب الصهيوني من ناحية منهجية وصرفة في غزة وبقية الأرض الفلسطينية؛ من خلال المس المباشر بوجود الشعب الفلسطيني فوق أرضه، في ظل اتساع جرائم الإبادة الجماعية مع عمليات السطو على الأرض وتهويدها، وإضفاء شرعية زائفة على الاحتلال ومشاريعه العدوانية التي ضربت بالعمق كل ادعاءات الحرص على "السلام" والدعوة لمنع التصعيد في المنطقة؛ بعد ضخامة الجرائم الصهيونية، هي واحدة من أكاذيب كثيرة بربط مواجهة الفلسطينيين لجرائم المستعمر الصهيوني بتدخل هذا الطرف أو ذاك والتركيز على مسألة "مكافحة الإرهاب".

لا غرابة والحال هذه، أن تأتي المواقف العربية والدولية بعد واقعة اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، واغتيال القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت، على مقاس الشروط الأمريكية والإسرائيلية
فلا غرابة والحال هذه، أن تأتي المواقف العربية والدولية بعد واقعة اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، واغتيال القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت، على مقاس الشروط الأمريكية والإسرائيلية، بملاحظة حالة من الاستنفار العربي المشابه لنيسان/ أبريل 2024 بعد القصف الإسرائيلي للقنصلية الايرانية بدمشق، وما قيل بعدها من إشادة وتفاخر أمريكي وإسرائيلي بتصد عربي للرد الإيراني على العدوان، ولا غرابة أيضا أن يكون توقيت زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا لعدد من دول الخليج العربي وإسرائيل؛ هو في السياق الأكثر أهمية لما لعبته هذه الدول من دور مهم في صدّ هجمات إيران يوم 13 نيسان/ أبريل الماضي.

حشد الأساطيل وإرسال حاملات الطائرات للمنطقة، وإغلاق المجال الجوي العربي كقبة حماية لإسرائيل، ورفع أجراس التحذير لمنع التصعيد في المنطقة ظاهريا، ولتأمين حماية الوحشية الصهيونية في الجوهر.. كل ذلك لحرف البوصلة باتجاه النغمة الصهيونية الأمريكية من أن العدو اليوم في المنطقة هو إيران كعرفٍ جديد وتقليد قديم ينزع عن الصهيونية فاشيتها الاستعمارية، بالإضافة لمقياس عربي وغربي وصهيوني يرى اليوم أن مقاومة الشعب الفلسطيني تشكل عقبة كأداء بوجه هذا المشروع الاستعماري، من خلال تحميل الفلسطينيين ضحايا هذه الوحشية مسؤولية مقاومة الاحتلال، فأصبح النقاش والجدل بهذا المعنى لتبهيت الجرائم وتسخيف مقاومتها، وبما ينسجم مع المواصفات الأمريكية والغربية لحماية المشروع الصهيوني لتبديد ونسف الحقوق الفلسطينية.

ومع حبس الأنفاس بانتظار رد إيران على اغتيال إسرائيل لضيفها هنية، تمعن المؤسسة الصهيونية بارتكاب المجازر بحق المدنيين في أماكن نزوحهم المتكرر في المدارس والمشافي والخيام وفي العراء، حيث فشل العجز العربي حتى عن تأمين الحماية لهم وردع المحتل عن تكرار المذابح مئات المرات في عشرة أشهر.

وبهذه المواصفات اللامعقولة من العبث، والتي تمثل ضربا بكل المواثيق والأعراف والشرائع عرض الحائط، لم تترك المؤسسة الصهيونية أي أثر يدل على حياة الفلسطينيين في غزة، والتي تتطابق تماما مع مخطط التهجير الجماعي بعد جرائم الإبادة الجماعية. فاستهداف كل ما يرمز لإنسانية الشعب الفلسطيني تحت ذرائع تزوير الحقائق لتحطيمه، وقتله في المستشفيات والمدارس والجامعات ودور العبادة، ونسف المربعات السكنية واستهداف الطواقم الصحية والصحفية والإنسانية.. كل ذلك لم يدفع النظام العربي لتفنيد هذه المغالطة والتشويه والدفاع عن الشعب الفلسطيني، والتركيز على حقه بالدفاع عن نفسه أمام إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه المؤسسة الصهيونية، فتختفي من كل البيانات العربية وتصريحات القادة مفردة حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال والدفاع عن نفسه، لأن هذه المفردة نُزعت من القاموس العربي واستبدلت أمريكيا وغربيا بـ"حق إسرائيل الدفاع عن نفسها".

ومن هنا يتبدى عمق المأزق الذي انحدر إليه البعض ليس في الغرب والولايات المتحدة، بل عند من يطلق في وجوهنا رصاص المواقف الحاسمة في دوائر النظام العربي المندفع نحو المتاهة الصهيونية المخادعة حتى في لعبة مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

هل حقا نحن كعرب وفلسطينيين أمام تحديات كبرى نستعد لمواجهتها؟ أم أن بعضنا منخرط بحلف النجدة الأمريكي لإسرائيل؟ وهل هناك فعلا امتعاض عربي رسمي وجديّ من جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة والتي بات مشهدها يومي وعلى مرأى ومسمع الجميع؟
بعد كل هذا المشهد الفلسطيني والعربي القاتم، ومشهد العربدة والغطرسة الصهيونية والأمريكية المنتفضة للدفاع عن المستعمر الصهيوني؛ لنعد لسياقنا ولأسئلتنا البديهية: هل حقا نحن كعرب وفلسطينيين أمام تحديات كبرى نستعد لمواجهتها؟ أم أن بعضنا منخرط بحلف النجدة الأمريكي لإسرائيل؟ وهل هناك فعلا امتعاض عربي رسمي وجديّ من جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة والتي بات مشهدها يومي وعلى مرأى ومسمع الجميع؟

من الحماقة السياسية حصر الإجابة التي أصبحت من بديهيات معرفة العقل العربي عن معادلة ارتماء البعض في حضن إسرائيل والخروج من خارطة الصراع، أو التخندق ضمن مقولة فارغة بائسة عن "السلام" والتطبيع على غرار شيء أفضل من لا شيء، والتي أوصلت القضية الفلسطينية لهذا الوضع الذي يضيق الخناق وصولا لدرجة الحصار والتآمر على القضية وشعوب المنطقة العربية بعد اتضاح كل شيء؛ من التآمر على الثورات العربية إلى مؤامرات التطبيع وضياع القدس والضفة بالتهويد والاستيطان، إلى الصمت المخزي بالعجز والعار أمام جرائم الإبادة الجماعية في غزة.

إذا، وبالحساب العقلي والمنطقي وبقانون الربح والخسارة، هل التوجه المستمر نحو استلطاف المؤسسة الصهيونية والانبطاح العربي الدوني أمام عنجهية أمريكية، وقبول تهديدها ونقل رسائلها؛ يشكل قاعدة أمان وسلام في المنطقة وينهي حقبة تصعيد لم تتوقف؟

الضعف والعجز والأزمات التي تنخر بالنظام العربي لا تبرر له المشاركة بالجريمة من خلال الصمت عنها وقبول أن يكون شُرطيا على حدود إبادة أشقائه، والتكيف السلبي مع الوحشية الصهيونية سيرمي بأثقاله مجددا ليعصف بكل من هو آيل للسقوط والاندثار. والأقدار القاسية التي يحاول الصهيوني فرضها بجرائمه المتعددة ونشر الإرهاب على كل الجبهات؛ تتطلب الكف عن استخدام لغة عربية ناعمة، وممارسة سياسة قاسية بوجه الإرهاب الحقيقي؛ لأن هذه النعومة لن توقف كرة الإرهاب الصهيوني المتدحرجة على المنطقة كلها.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال اغتيال الإيراني إيران اغتيال الاحتلال إسماعيل هنية العالم العربي مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جرائم الإبادة الجماعیة الشعب الفلسطینی فی المنطقة فی غزة

إقرأ أيضاً:

حلقة النار ضدّ إسرائيل وأساسها لبنان.. هل انتهى دورها؟

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تساءلت فيه عمّا إذا كانت إسرائيل تمكنت من إنهاء التهديد المُتعدّد الجبهات في الشرق الأوسط.   ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه منذ عام 2021، عندما أطلقت حماس الصواريخ على إسرائيل "للرد" على الإجراءات الإسرائيلية التي لم تكن راضية عنها في ما يتعلق بالحرم القدسي والقدس الشرقية، واجهت إسرائيل تهديداً متزايداً على جبهات متعددة، وأضاف: "لقد توسع هذا التهديد ليشمل حزب الله وسوريا في نيسان 2023، عندما تمَّ إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة ولبنان وسوريا في نفس الوقت تقريباً للرد على النزاعات بين إسرائيل والمتظاهرين الفلسطينيين على الحرم القدسي".   وأردف: "لكن ذروة هذا التهديد المُتعدّد الجبهات كانت مذبحة السابع من تشرين الأول التي أجبرت إسرائيل على خوض حروب كبيرة وممتدة في وقت واحد ضد حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، و5 جبهات أخرى وهي إيران، ووكلاء إيران في سوريا، قوات الحوثي في اليمن، وكلاء إيران في العراق، والمسلحون في الضفة الغربية".   وسأل التقرير: "هل أنهى وقف إطلاق النار مع حزب الله في 27 تشرين الثاني الماضي وطرد إيران من سوريا مع سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في كانون الأول، ووقف إطلاق النار مع حماس في 15 كانون الثاني الجاري، التهديد المتعدد الجبهات؟".   وأكمل: "كانت النظرية وراء التهديد متعدد الجبهات، أو حلقة النار، بسيطة جداً، وهي إغراق إسرائيل في وقتٍ واحد على العديد من الجبهات. وللعلم، فإن هذه النظرية صاغها وهندسها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني سابقاً قاسم سليماني، في عام 2017، قبل اغتياله في عام 2020".   وتابع: "كان سليماني وأعداء إسرائيل الآخرون يدركون أن أياً منهم لن يتمكن من إلحاق الهزيمة المباشرة بإسرائيل أو حتى تحديها بشكل جدي في مواجهة فردية. ولكن إذا بدأوا جميعاً في الهجوم في وقت واحد، وضربوا كل أجزاء الجبهة الداخلية في وقت واحد، فقد يتمكنون من سحق إسرائيل من خلال إجبارها على تقسيم قواتها، كما كانوا يأملون. فعلياً، قد تتمكن حماس من قصف الجنوب وحزب الله في الشمال، ولكن من المشكوك فيه أن يتمكن أي منهما من إلحاق أضرار جسيمة بالبلاد بأكملها".   وأضاف: "بشكل جماعيّ، قد يتمكن وكلاء إيران من هزيمة إسرائيل فقط من خلال العدد الهائل من التهديدات المتحركة من مواقع مختلفة، أو على أقل تقدير، قد تتمكن من إجبار القدس على تقديم تنازلات استراتيجية مختلفة من شأنها أن تعمل على تحسين قوة ومكانة محور طهران".   وقال: "بحلول شباط 2023، علمت صحيفة جيروزاليم بوست من مصادر دفاعية أنه من المتوقع أن تتخذ الجمهورية الإسلامية إجراءات أكثر عدوانية ومخاطرة لاستغلال التهديد متعدد الجبهات ضد إسرائيل. وفي نقاط مختارة على مدى الأشهر الـ15 الماضية، ربما تصورت إيران ووكلاؤها أن استراتيجيتها متعددة الجبهات قد أثمرت".   وأكمل: "لم يكن الأمر يتعلق فقط بـ 1200 إسرائيلي قتلتهم حماس و250 آخرين احتجزتهم كرهائن في 7 تشرين الأول 2023، بل كان الأمر يتعلق أيضاً بـ 10600 صاروخ أطلقتها حماس على وسط وجنوب إسرائيل، بما في ذلك أحياناً مئات الصواريخ يومياً على تل أبيب، من تشرين الأول 2023 حتى كانون الثاني 2024، مع استمرار إطلاق الصواريخ من وقت لآخر طوال عام 2024".   وقال: "لقد قررت إسرائيل السماح لحزب الله بتدمير أجزاء من الشمال، بما في ذلك إجلاء أكثر من 60 ألف مواطن من منازلهم لمدة 13 شهراً للهروب من نيران الصواريخ. ومن منتصف أيلول إلى أواخر تشرين الثاني 2024، قضى ثلث شمال إسرائيل وقتاً كبيراً تحت الإغلاق بسبب إطلاق الصواريخ من حزب الله".   وأضاف: "على مدى عام، تعرضت إسرائيل لهجمات باليستية دورية من الحوثيين في اليمن، وكان العديد منها قادراً على إرسال ما بين مليونين إلى 3 ملايين شخص في وسط البلاد إلى الملاجئ في منتصف الليل".
وأكمل: "لقد كان عام 2024 أفضل إلى حد ما من عام 2023 في هذا الصدد، فالمستوى الإجمالي للهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين من الضفة الغربية في عامي 2023 و2024 كان خارج المخططات. وبطبيعة الحال، قُتل جنود بشكل دوري بواسطة طائرات من دون طيار تمّ إطلاقها من سوريا والعراق".   وأردف: "في نهاية المطاف نجحت إسرائيل في إحداث انتكاسات عند حزب الله، فبعد 13 شهراً من الوعد بعدم الانسحاب من الحرب ما لم تنسحب إسرائيل من غزة، انسحب الحزب من المواجهة وهي في حالة صعبة لاسيما بعد اغتيال أمينه العام السّابق السيد حسن نصرالله".   وتابع: "لا يزال حزب الله القوة الأقوى في لبنان، ولكنه على الأقل يوافق حالياً على تسويات سياسية مع قوى أكثر اعتدالاً في لبنان لم يكن ليحلم بها أبداً قبل الحرب".   على صعيد آخر، يقول التقرير إنَّ "إيران هددت بمهاجمة إسرائيل على الفور للمرة الثالثة بعد أن دمرت طائرات الجيش الإسرائيلي معظم دفاعاتها الجوية المميزة، وبعض إنتاجها من الصواريخ الباليستية، وموقعاً نووياً واحداً في 26 أكتوبر. ولكن حتى الآن، فإنَّ إيران لم تنفذ تهديدها".   وأضاف: "لقد وعدت حماس بأنها لن تتفاوض بشأن إعادة الرهائن إلا إذا انسحب الجيش الإسرائيلي أولاً من غزة، ولكنها في نهاية المطاف توصلت إلى اتفاق وقف إطلاق النار حيث سيبقى الجيش في جزء من غزة حتى عودة جميع (أو على الأقل معظم) الرهائن".   وأكمل: "كذلك، تمَّ تفكيك كل كتائب حماس الـ24 على يد الجيش الإسرائيلي بحلول شهر حزيران الماضي. وللإشارة، فقد قد قُتل مهندسا حرب حماس، يحيى السنوار، ومحمد ضيف، إلى جانب إسماعيل هنية ومعظم قيادات الحركة قبل الحرب. ولكن هناك أسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت حماس سوف تحتفظ بالسيطرة الكاملة على غزة بعد وقف إطلاق النار، أو ما إذا كانت ستحتاج، من أجل الحصول على المساعدات لإعادة الإعمار، إلى قبول نوع من الحكم الهجين مع السلطة الفلسطينية وغيرها من الأطراف الإقليمية والعالمية".   وأمام كل ذلك، طرح التقرير سؤالاً أساسياً وهو على النحو التالي: "هل كل هذه الأمور كافية لإقناع حماس وحزب الله وإيران والقوى الأخرى المعادية لإسرائيل بأن استراتيجية الجبهات المتعددة أيقظت الأسد الإسرائيلي النائم وانفجرت في وجههم؟".   هنا، يتابع التقريرُ قائلاً: "بالإضافة إلى تجنب أي نزاع كبير مع إسرائيل خلال العام المقبل، وربما سنوات أخرى، كمسألة تكتيكية لإيجاد الوقت لإعادة البناء وإعادة التسلح، فهل يتوصل بعض هؤلاء الأعداء المختلفين على الأقل استراتيجياً إلى استنتاج مفاده أنه ينبغي لهم الحد من أي صراع مع إسرائيل؟".   وقال: "بعبارة أخرى، ونظراً لأن إسرائيل تتمتع بمزيد من القوة والنفوذ على كل الجبهات تقريباً مقارنة بما كانت عليه قبل السابع من تشرين الأول، فهل تم دحض نظرية الحرب متعددة الجبهات مع إسرائيل؟".   واستكمل: "قبل هجوم السابع من تشرين الأول، كانت إسرائيل تخشى القتال مع حزب الله خشية أن يؤدي صراع صغير إلى إشعال فتيل هجوم صاروخي أكبر من جانب حزب الله. ولكن هل من الممكن أن تتوصل الأطراف المختلفة إلى استنتاجات مختلفة، مع اهتمام أقل بالصراع مع إسرائيل؟ كذلك، هل من الممكن أن تقوم إيران ببساطة بتغيير استراتيجيتها في الصراع إلى مسارات جديدة، بما في ذلك مسار الأسلحة النووية، والإرهاب العالمي، والحرب السيبرانية؟".   وتابع: "من السابق لأوانه القول بأي أمر، والكثير مما ستستنتجه الأطراف المختلفة يعتمد على ما إذا كان التهديد الذي تشكله حماس من غزة لا يزال منخفضاً".   وقال: "يعتقد بعض المراقبين أيضاً أن بعض أعداء إسرائيل، حتى بعد الضربات التي تلقوها، ما زالوا ينظرون إلى الأخيرة باعتبارها أكثر قابلية للهزيمة في ضوء هجوم السابع من تشرين الأول والعقاب الذي تحملته الجبهة الداخلية لمدة 15 شهراً".   وختم: "في المُقابل، هناك على الأقل أمل في أن يكون التغيير الاستراتيجي الإيجابي الناجم عن هذه الحرب هو دفع أعداء إسرائيل إلى التفكير مرتين بشأن ما إذا كان الانضمام إلى حرب طرف آخر مع إسرائيل يصب في مصلحتهم". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • استمرار التسجيل بـ«تحدّي القراءة العربي».. 1903 مُشترك حتى الآن
  • حلقة النار ضدّ إسرائيل وأساسها لبنان.. هل انتهى دورها؟
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية التي لم يطوِها الغياب
  • البرلمان العربي يرحب بإعلان التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ويعتبرها خطوة نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
  • رئيس البرلمان العربي يرحب بوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
  • برعاية السيد ذي يزن «البخّارة» تحصد جائزة مهرجان المسرح العربي.. وإشادة بالعروض التي «وظفت التكنولوجيات والرقمنة»
  • "العربية": فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني غدًا
  • ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
  • وزير الثقافة الفلسطيني يشارك في مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي |صور
  • سحر السنباطي تشارك في احتفالية اليوم العربي لمحو الأمية بجامعة الدول العربية