كيف نجح اليمين المتطرف في تأجيج العنف ضد مسلمي بريطانيا؟
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
لندن- أدى مقتل 3 فتيات صغيرات طعنا وإصابة 10 أشخاص آخرين على يد مراهق يبلغ من العمر 17 سنة، لم تحدد الشرطة البريطانية هويته، إلى اندلاع موجة عنف غير مسبوقة في مدينة ليفربول (وسط بريطانيا) ضد المسلمين والمهاجرين، بعد انتشار معلومات مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن المهاجم لاجئ مسلم.
اندلعت على إثرها موجة احتجاجات في عدد من المدن البريطانية تخللتها أعمال تخريب ضد المنشآت العامة والخاصة ومواجهات عنيفة مع الشرطة، هاجم خلالها العشرات من أنصار اليمين المتطرف مسجدين في منطقة ساوثبورت ومدينة سندرلاند في شمال شرق إنجلترا، مرددين شعارات عنصرية ضد المسلمين ومعادية للمهاجرين.
كما حطم متظاهرون ملثمون واجهة أحد الفنادق التي تؤوي مهاجرين من طالبي اللجوء في روثرهام بجنوب منطقة يوركشير الأحد الماضي، وأضرموا النار فيه مرددين عبارات مناهضة للمهاجرين.
احتجاجات اليمين المتطرف ضد المسلمين والمهاجرين تخللتها مواجهات عنيفة مع الشرطة البريطانية (غيتي) كيف تواجه حكومة حزب العمال أول تحد لها؟لم تستطع الحكومة بعد تحديد الجهات الضالعة في أحداث الشغب الأخيرة، توجيه تهمة لجهة محددة بعينها، فيما يبدو أنها احتجاجات التف حولها طيف واسع من الوجوه اليمينية والمناهضين لهجرة الأجانب، في الوقت الذي ساهمت فيه وسائل التواصل الاجتماعي في تسهيل التعبئة للتظاهر عبر نشر مقاطع تحريضية ضد الأقليات المسلمة والمهاجرين باعتبارهم الأطراف المسؤولة عن تردي الأوضاع في بريطانيا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه سيدفع بالمزيد من التعزيزات الأمنية للتعامل مع مثل هذه الأحداث لاستعادة الأمن في عموم البلاد، متوعدا المشاركين في الأعمال التخريبية بأنهم لن يفلتوا من المساءلة القانونية.
وأشار ستارمر إلى أن بعض المتهمين قد مثل أمام المحكمة، محذرا من الانخراط في أي نشاط تحريضي سواء في الشارع العام أو عبر الفضاء الرقمي، حيث هدد الضالعين في التحريض الإلكتروني بالمتابعة القانونية.
وأعرب ممثلون للجاليات المسلمة في بريطانيا عن خشية متزايدة في صفوف المصلين من استهدافهم خلال ذهابهم للمساجد للصلاة، فيما تتردد النساء المحجبات في الخروج بالمناطق التي تصاعدت فيها الأحداث خشية أن يتم استهدافهن بسبب مظهرهن.
هل فعلا المسلمون يشكلون جالية كبرى في بريطانيا؟بحسب آخر إحصاء وطني رسمي، يعيش ما يناهز 4 ملايين مسلم في بريطانيا ويشكلون ما يُقدر بـ6.5% من مجموع تعداد السكان في المملكة المتحدة.
وتتركز الجاليات المسلمة في 5 مناطق حضرية كبرى، تتصدرها منطقة برمنغهام التي تضم ما يناهز 350 ألف مسلم تليها براتفورد التي تضم ما يقارب 167 ألف مسلم، بالإضافة إلى العاصمة البريطانية لندن التي يقطنها حوالي 145 ألف مسلم ومدينة مانشستر التي ينتشر فيها أيضا حوالي 123 ألف مسلم.
وتشير التقديرات إلى أن المسلمين أيضا أصبحوا موزعين في مناطق أخرى بعيدة عن مراكز التجمع التقليدية، لكن 40% من الأقليات المسلمة تعيش في أوضاع هشة وفي مناطق يغلب عليها طابع الفقر وغياب العدالة الاجتماعية.
يرى المجلس الإسلامي في بريطانيا في تقرير له أن هذه الأرقام الرسمية تتعارض مع ما تروج له دعاية اليمين المتطرف بشأن ارتفاع أعداد المسلمين في بريطانيا، فيما تؤكد بشكل ملموس أن هذه الجاليات ما زالت تتعرض للتهميش والحرمان والإقصاء الممنهج.
تشير تقديرات رسمية إلى أن المسلمين يشكلون 6.5% من عدد سكان المملكة المتحدة (رويترز) هل أعداد طالبي اللجوء في بريطانيا في تزايد؟وفيما ترتفع أصوات المحتجين المتطرفين ضد طالبي اللجوء في بلادهم، قدر مجلس المهاجرين البريطاني، وهو منظمة غير حكومية، أعداد طالبي اللجوء في بريطانيا خلال السنة الماضية بحوالي 67 ألف طلب بانخفاض بلغ حوالي 17% مقارنة بالسنة التي قبلها، في حين يشكل طالبو اللجوء نسبة قليلة من مجموع الوافدين إلى الأراضي البريطانية، لتحتل البلاد المرتبة الـ20 على المستوى الأوروبي في هذا الصدد.
وتشير الإحصاءات الرسمية أيضا إلى انخفاض أعداد المهاجرين السريين الذين استطاعوا عبور القناة البريطانية خلال السنوات الماضية، حيث سجل خفر السواحل البريطاني عبور حوالي 603 مراكب في 2023 مقارنة مع ضبط حوالي ألف مركب هجرة غير نظامية سنة 2022. وأوضح مجلس المهاجرين أن حوالي 25% فقط من طالبي اللجوء تم البت في طلباتهم من قبل وزارة الداخلية البريطانية.
وتتعارض من جديد هذه التقديرات مع الرواية التي يروج لها اليمين المتطرف، والتي يصفها كثيرون بأنها محاولة للتهويل من أعداد المهاجرين القادمين من بلدان عربية وإسلامية إلى بريطانيا بهدف نسج سردية تسوغ خطاب الكراهية ضدهم.
كيف تسبب التضليل الإلكتروني في اندلاع العنف؟ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في إشعال موجة العنف الحالية، حيث تم تداول أخبار كاذبة ومضللة على منصات مثل تيك توك وفيسبوك بشأن الهجوم بالسلاح الأبيض ضد الفتيات الثلاث، وربطه بفشل الحكومة في إيقاف موجات الهجرة للبلاد وتصاعد ما يصفه اليمين المتطرف بموجة المد الإسلامي في بريطانيا.
وطالب رئيس الوزراء البريطاني ستارمر منصات التواصل الاجتماعي باتخاذ التدابير الضرورية لمنع انتشار المقاطع التي تؤدي لتغذية جذوة الاحتجاجات وتناقل الأخبار الزائفة التي أدت إلى صب مزيد من النار على خطاب الكراهية ضد المهاجرين.
بعد ساعات من الهجوم الذي أودى بحياة 3 فتيات الاثنين الماضي، نشر زعيم حزب الإصلاح اليميني المتطرف نايجل فاراج، الذي استطاع الظفر بمقعد برلماني لأول مرة في الانتخابات الماضية، مقطع فيديو ألمح من خلاله إلى أن الشرطة قد أخفت معلومات عن عمليات الطعن، مما غذّى نظريات المؤامرة التي يتناقلها المؤيدون للاحتجاجات، والتي ربطت بين الهجوم ومحاولات الشرطة البريطانية حجب هوية المهاجم عن الرأي العام البريطاني.
من يقف وراء هذه الاحتجاجات؟وشهدت عدة مدن بريطانية حشدا غير مسبوق ومنسقا لأنصار اليمين المتطرف، فيما لا تزال الأطراف المحركة لهذه الاحتجاجات محل شكوك وتحليلات متضاربة.
وتشير أصابع الاتهام إلى بعض التنظيمات المتطرفة كرابطة الدفاع الإنجليزية المتطرفة والتي يرجح أنها توقفت عن ممارسة أي نشاط رسمي لها منذ أزيد من عقد، لكن بعض الوجوه المحسوبة عليها شوهدت خلال أعمال الشغب الحالية.
وألمحت نائبة رئيس الوزراء البريطاني، أنجيلا راينر، إلى أن الرابطة يمكن أن يتم حظرها بناء على قانون الإرهاب، بعد مشاركة أعضائها في أعمال الشغب والتخريب الأخيرة، حيث تنشط الرابطة في بريطانيا منذ عام 2009 وترى أن البريطانيين المسلمين المهاجرين يشكلون خطرا على مستقبل البلاد وعلى ما يصفونه بـ"الثقافة البريطانية".
وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2011 أدين عضوان من الرابطة بتهمة التآمر لتفجير مسجد في منطقة ستوك أون ترينت، لكن سرعان ما توارى نشاط هذه المنظمة في السنوات اللاحقة وتراجعت قدرتها على التعبئة في صفوف البريطانيين.
وتصدرت العناوين الإخبارية مرة أخرى عام 2017 بعد فشلها في الحشد لمسيرة حضرها فقط 6 أشخاص، في إشارة حينها لتراجع قدرة حركات اليمين المتطرف على الحشد في الشارع، قبل أن يستعيد هذا التيار وبشكل مفاجئ قدراته، في حراك منظم غير مبسوق هز الشارع البريطاني مؤخرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التواصل الاجتماعی طالبی اللجوء فی الیمین المتطرف فی بریطانیا ألف مسلم إلى أن
إقرأ أيضاً:
صفحة سوداء أخرى وليست أخيرة من تاريخ تنظيم الأخوان المسلمين بالسودان (الكيزان) (3)
صفحة سوداء أخرى وليست أخيرة من تاريخ تنظيم الأخوان المسلمين بالسودان (الكيزان) (3)
مأساة الهلالية نموذجاً (3-5)
لن يغسل. حزن آمهات .. الذين
تدثروا
هذا الثرى ..
أردان ... الخطايا
لن يذهب ..
(الإنجاز )
و (الإنتاج )
و (الإعجاز)..
عذاب من ... وهنوا
وتجرعوا
الوجع ... الزؤام
باتوا على ...حزنٍ
ممض
وتيقظوا على ..أحزانٍ
عظام (1)
عودة على بدء :
عدت بك للوراء قليلًا لإعوام ليست بالبعيدة عن تاريخ كتابة هذه السطور، صديقي القارئ المحتج (على زعمي بوجود علاقة بين تنظيم الاخوان المسلمين بالسودان ( الكيزان ) والحملات الإنتقامية لمليشيات الجنجويد – الدعم السريع حالياً – على أهالي قرى ومدن بعينها بولاية الجزيرة بصورة عامة وعلى مدينة الهلالية بصورة خاصة وما ترتب على ذلك من زهق لأرواحٍ ونهب وإتلافٍ لممتلكات مواطنين عزل)(2).
وتوقفت خطواتنا في الحلقة الأولى من مقالي المتسلسل والذي عنونته ب: صفحة سوداء أخرى وليست أخيرة من تاريخ الإخوان المسلمين بالسودان – مأساة الهلالية نموذجاً. عند السادس من أبريل للعام 2019 حين وفدت حشود المتظاهرين من شوارع وأزقة وأحياء خرطومية - للمدن الثلاث: الخرطوم، أمدرمان والخرطوم بحري - لتصب تلك الحشود عند محيط القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بمدينة الخرطوم. فيما تواضع على تسميته - عبر شاشات القنوات الإخبارية وصفحات وأعمدة الميديا الكلاسيكية والإلكترونية على حدٍ سواء. وكذلك عبر وسائط التواصل الإجتماعي Social media – تواضع على تسميته: اعتصام القيادة العامة .
ثم حدثتك - صديقي القارئ المحتج – في الحلقة الثانية من مقالاتي المتسلسلة هذه، عن أطماع تنظيم الإخوان المسلمين بالسودان (الكيزان) بالعودة مجدداً إلى سدة الحكم. ولكن هذه المرة ليست عبر إنقلاب منسوبيهم بالمؤسسة العسكرية السودانية – القوات المسلحة السودانية – في الثلاثين من يونيو للعام 1989 ولكن عبر إنقلاب اللجنة الأمنية العليا في 25 أكتوبر 2021 لقطع المسار الديمقراطي للفترة الإنتقالية والحيلولة دون تنحي الشق العسكري للشق المدني في النص الثاني من تلك الفترة ولكن عبر إيقاد ناراً للحرب في صباح السبت الأسود 15 أبريل 2023، والنفخ في ألسنتها إعلامياً، لتأجج نيرانها بحيث لا تخمد إلا بعودة تنظيم الأخوان المسلمين بالسودان (الكيزان) إلى سدة حكم الخرطوم العاصمة وبالتالي حكم بقية ولايات السودان مستفيدين من (الدور الإقليمي وتأثير الأجندة الدولية في تأجيج الصراع في السودان)(3)
هذا وقد لعب الإعلام والإعلام المضاد لطرفي الصراع عبر الدعاية Propaganda والتسويق للحرب باعتبارها الخيار الوحيد والمتاح لحسم الخلاف ، دوراً بازراً في تمديد شهور هذه الحرب والتي تقترب كثيراً من العامين. حيث عمد – أي الإعلام - إلى تجيير صراع الأطماع بين الفريقين وجعله حرباً من اجل الكرامة وصراعاً من أجل الحفاظ على وحدة وتراب (عازة)(4) وحماية بناتها وأبنائها من عودة تنظيم الإخوان المسلمين بالسودان(الكيزان) للحكم . وكانت الكوادر الاعلامية لهذه (الجماعة) – من خلف الكواليس - هي التي تحرك هذه الخطاب المتخم بالتلاعب بالحشود Crowd Manipulation (5) .. فتأمل!!
منتسبي (الكيزان ) يرتدون البزة العسكرية:
وطالما انتهي حديثي – صديقي القارئ المحتج - في اللقاء السابق بينا- عبر سلسلة هذه المقالات - عند المغامرات المتواصلة لتنظيم الأخوان المسلمين بالسودان (الكيزان) من أجل العودة مجدداً لسدة حكم الخرطوم العاصمة. هيا بنا تعود مرة أخرى لسنوات ولكنها سنوات بعيدة من تاريخ كتابة هذه السطور، عندما اقتحمت جماعات الإسلام السياسي متمثلة في جماعة الإخوان المسلمين بالسودان (الكيزان) عندما اقتحمت بعض كوادر هذه (الجماعة)، الجيش النظامي – القوات المسلحة السودانية – ضاربين بعرض الحائط بقومية هذا الجيش وعدم انتمائه لأي تنظيم عقدي أو إثني، حيث أن الأمين العام الحالي لتنظيم الإخوان المسلمين بالسودان(الكيزان): علي أحمد كرتي (منذ أن كان طالباً في الجامعة، كان مفرغاً للعمل وسط الضباط والجيش، هو واثنان آخران، هما أحمد محمد علي الفششوية، والزبير أحمد الحسن، وكانوا يعرفوا وقتها باسم «السواقين»، يقومون بالإشراف على تنظيم «الضباط الإخوان» داخل الجيش) (6)
هذا غير أن كرتي - الأمين العام الحالي لهذه الجماعة من جماعات الإسلام السياسي – نفسه (عمل منسقاً لقوات الدفاع الشعبي، التي كانت تمثل ميليشيا «إخوانية»، تزعم أنها مساندة للجيش، بما مكّنه من تمتين علاقته مع المنظومة العسكرية، من خلال علاقته بتنظيم «الضباط الإخوان» أو قوات الدفاع الشعبي، ما جعل يده على الأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى هي الأقوى.) (7)
ولأن الأمثلة كثيرة - صديقي القارئ المحتج – على خلق تنظيم الأخوان المسلمين بالسودان(الكيزان) مليشيات مواليةً للتفكير العقدي لهذه ( الجماعة )، داخل جسد القوات النظامية: القوات المسلحة السودانية. سوف أذكر لك – على سبيل المثال لا الحصر – مجموعتين مسلحتين من مليشيات (الكيزان).
كتائب الظل:
اختراق تنظيم الإخوان المسلمين للسودان (الكيزان) للجيش النظامي بالسودان: القوات المسلحة السودانية عبر كوادره من منسوبي الجيش ليس فقط من خلال حرب البرهان/حميدتي ولكن أثناء اعتلاء المشير/عمر البشير ظهر دبابة في إنقلاب الثلاثين من يونيو للعام 1989 لحكم الخرطوم، حيث ظهرت مفردة: كتائب الظل لأولئك المجموعات المؤدلجة سياسياً بالفكر الإخواني لتنظيم (الكيزان) والتي (غُرست في الأجهزة الأمنية السودانية منذ السبعينيات، لها أفرع عديدة أهمها "كتائب الأمن الشعبي"، نشأت فكرتها بعد دخول نظام الجبهة الإسلامية القومية في السلطة، واقتصرت مهامها في البداية)(8) وقد أطلت هذه المفردة – كتائب الظل – بصورة واضحة خلال شهر يناير 2019 قبل أشهر من تنحية المشير/عمر البشير من سده الحكم ، وذلك في معرض حديث لنائبه الأول وقتها: علي عثمان محمد طه بإحدى برامج فضائية: سودانية24 ذكر أن ( هنالك كتائب ظل كاملة يعرفونها) (9)
كتيبة البراء:
سميت هذه المليشيا المسلحة تيمناً على اسم الصحابي الجليل: البراء بن مالك، وأصل هذه الكتيبة: ((قوات الدفاع الشعبي، وأن أغلب المنضوين لها هم مقاتلون سابقون في الميليشيا «الإخوانية» الشهيرة، وقاتلوا مع الجيش في جنوب السودان ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان)) (10)
واللافت للنظر أنه عندما (( أصيب أمير كتيبة «البراء بن مالك»، المصباح أبو زيد طلحة، في معارك المدرعات، وزاره بعد خروجه من الحصار مباشرة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وهو يستشفي من إصابته في مدينة عطبرة)) (11)
وقد تقاطعني – صديقي القارئ المحتج – قبل أن استرسل في عرض فكرتي لك، بأن هذه الزيارة في حكم ( البروتوكول ) ومن باب رد الجميل، بإعتبار أن هذه المليشيا المسلحة لتنظيم الإخوان المسلمين بالسودان(الكيزان) والتي سمت نفسها بكتائب البراء، تقاتل في خندقٍ واحد من الجيش النظامي: القوات المسلحة السودانية والتي يترأسها الفريق أول/ عبد الفتاح البرهان في حربه ضد الفريق أول/ محمد حمدان دقلو (حميدتي ) وجنجويده!.
ولكن دعني أعيدك – صديقي القارئ المحتج – مرة أخرى لأعوام ليست بالبعيدة عن تاريخ كتابة هذه السطور، فقد أعلن الفريق أول/عبد الفتاح البرهان أن ما قام به هو وبقية أعضاء الشق العسكري – وهم كما تعلم أصدقاء الأمس ولكن أعداء اليوم – أن ما قاموا به في 25 أكتوبر 2021 هو من أجل ( تصحيح مسار الثورة)(12)
مع الوضع في الاعتبار، أن التشكيل الوزاري الأخير الذي تم إعلانه من مقر الحكم بالعاصمة البديلة : مدينة بورتسودان، قلد حقيبة الإعلام لصحافي دعا السودانيين للخروج وإسقاط نفس حكومة الثورة التي جاء إنقلاب اللجنة الأمنية العليا - والتي يترأسها فريق أول/ عبد الفتاح البرهان ونائبه – وقتها – الفريق أول/ محمد حمدان دقلو ( حميدتي ) – جاء إنقلابهم عليها لتصحيح مسارها . وبعد ثلاث أعوام من ذلك يتم تلقيد الإعلامي: خالد الإعيسر(13).
وهذا أيضاً على سبيل المثال ليس الحصر لمنسوبي تنظيم الإخوان المسلمين بالسودان (الكيزان) الذين اعادهم ( تصحيح مسار الثورة ) للواجهة عبر حقائب وزارية أووظائف داخل الوحدات الإدارية Localities التي تتبع للمحافظات السودانية Sudanese provinces التي تقع تحت سيطرة الجيش النظامي: القوات المسلحة السودانية في خضم شهور حرب البرهان/حميدتي التي أدعو الله – سبحانه وتعالى – أن لا تغدو سنوات للحرب.
اتوقف هنا على أن أعاود الحديث بإذن الله في الحلقة المقبلة من مقالي المتسلسل: صفحة سوداء أخرى وليست أخيرة من تاريخ تنظيم الإخوان المسلمين بالسودان ( الكيزان ) – مأساة الهلالية نموذجاً . لأتحدث في الحلقة الرابعة من هذه المقالات المتسلسلة عن اختراق تنظيم الإخوان المسلمين بالسودان (الكيزان) لمليشيات الجنجويد قبل أن يحيلها المشير/عمر البشير إلى قوات نظامية تحمل اسم: قوات الدعم السريع و( أجازها البرلمان السوداني عام 2017 وعدها قوة أمنية مستقلة تتبع للقوات المسلحة)(14)
- يتبع -
حاشية :
(1) مزمل الباقر – حكاية https://www.tiktok.com/@muzamilalbagir/video/7330186358457109766?is_from_webapمp=1&sender_device=pc
(2) مزمل الباقر – مقال: صفحة سوداء أخرى وليست أخيرة من تاريخ تنظيم الإخوان المسلمين بالسودان(الكيزان)-مأساة الهلالية نموذجا(1-5) – الحوار المتمدن - العدد: 8156 https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=847678
(3) التجاني سيسي: أخطاء الفترة الانتقالية أوصلت السودان إلى الحرب – الجزيرة نت https://www.ajnet.me/politics/2024/7/17/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9
(4) عازة في هواك – ويكيبديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A7%D8%B2%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D9%87%D9%88%D8%A7%D9%83
(5) التلاعب بالحشود – ويكبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A8_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B4%D9%88%D8%AF
(6) كتائب الإخوان تقاتل إلى جانب الجيش السوداني – جريدة الشرق الأوسط https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/4579826-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86%C2%BB-%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A
(7) كتائب الإخوان تقاتل إلى جانب الجيش السوداني – مصدر سابق https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/4579826-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86%C2%BB-%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A
(8) وُصفت بـ"بارود الحرب".. ما هي كتائب الظل وما دورها في السودان؟ - هاني رعد – إرم نيوز https://www.eremnews.com/archive/videos/abwojwoxms
(9) علي عثمان يكشف عن كتائب ظل تدافع عن النظام – Sudan Video
https://www.youtube.com/watch?v=K3ZL5rh-sMM
(10) كتائب (الإخوان) تقاتل إلى جانب الجيش السوداني – مصدر سابق https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/4579826-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86%C2%BB-%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A
(11) كتائب (الإخوان) تقاتل إلى جانب الجيش السوداني – مصدر سابق https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/4579826-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86%C2%BB-%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A
(12) قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان: هذا ليس انقلابا .. ما قمنا به هو تصحيح لمسار الثورة – فرانس24 https://www.youtube.com/watch?v=hM2cQjt1kD8
(13) الصحفي خالد الاعيسر يدعو السودانيين للخروج وإسقاط حكومة الثورة – قناة المدار https://www.youtube.com/watch?v=g0LOaQEOSFg
(14) قوات الدعم السريع في السودان – الجزيرة نت https://www.ajnet.me/encyclopedia/2023/5/15/%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86
meezo1211@gmail.com