العالم يشكو الصين بسبب "التيتانيوم" وإغراق الصلب المسطح
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
إن الظروف الاقتصادية بالغة السوء التى تمر بها العديد من بلدان العالم بسبب تسارع الأحداث الجيوسياسية خاصة فى منطقة الشرق الأوسط وعددا من البلدان الاوروبية شجعت دولة الصين على إغراق أسواق العالم بمنتجاتها من الصلب المختلفه خاصة البليت والمسطحات بصفتها أكبر منتج فى العالم بكميات إنتاج مرعبه تتخطى رقم المليار طن .
وصل عدد قضايا الإغراق التى فرضتها بعض الدول على الصين وحدها خلال العام الحالى إلى 10 قضايا من إجمالى 14 قضية إغراق على مستوى العالم وفقا لإحصائيات منظمة التجارة العالمية W.T.O.
مؤخرا ، قامت دولة تايلاند بتمديد فرض رسوم جمركية على وارداتها من لفائف الصلب المدرفله على الساخن وارد الصين
وتبين من التحقيقات التى قامت بها السلطات التايلاندية أن المنتجين الصينين يقومون بخلط الصلب المسطح بمادة التيتانيوم للتهرب من سداد الرسوم الجمركية على الصلب المدرفل غير المخلوط ، وهو ما أدى إلى قيام السلطات فى تايلاند بفرض قيود جمركية تصل إلى 30.9 % من القيمة الجمركية على الواردات الصينية من الصلب المسطح ويتم تطبيق الرسوم بأثر رجعي بدءً من سبتمبر 2023 .
كانت صادرات الصين من الصلب قد زادت خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2024 بنسبة 24% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى ووصلت أرقام صادرات بكين خلال تلك الفتره من العام الحالى إلى 53.4 مليون طن وهو رقم ضخم يعادل الكميات التى تنتجها العديد من المصانع فى عدد من بلدان العالم .
صادرات مصر من الصلب
حققت مصر ارقاماً غير مسبوقه فى التصدير بعد أن كانت تعتمد بشكل كبير فى أوقات كثيرة على إستيراد المنتجات النهائية خاصة حديد التسليح، أو المنتجات نصف النهائية بجانب الخامات الرئيسية فى عمليات التصنيع سواء خام الحديد ، أو البليت ، أو الخرده.
فى التسعة أشهر الأولى من عام 2023 إرتفعت أرقام صادرات الحديد والصلب لتقترب من تحقيق رقم المليون طن بنسبة زياده لا تقل عن 35% ولتكون قيمتها 1.7 مليار دولار مقارنة بـ 1 مليار دولار في نفس الفترة المماثلة لعام 2022
جاءت إسبانيا فى صدارة الدول المستوردة للحديد المصري بقيمة 312 مليون دولار وبزيادة 145% مقارنة بنحو 228 مليون دولار في أول تسعة أشهر من عام 2022
وحلت تركيا فى المركز بقيمة 251 مليون دولار بزيادة 3544% عن الفترة المماثلة من عام 2022 التي بلغت خلالها 12 مليون دولار فقط، وفي المركز الثالث حلت إيطاليا بقيمة 230 مليون دولار بزيادة 150% مقارنة بنحو 165 مليون دولار خلال الفترة المناظرة من 2022.
وخلال النصف الأول من العام الحالى كانت مصر ثانى أكبر مصدر للفائف الصلب المدرفله على الساخن بعد دولة الصين العظمى إلى الأسواق التركيه ، حيث بلغت صادرات الصين إلى تركيا من المسطحات على الساخن نحو 896 ألف طن ، وجاءت مصر فى المركز الثانى بصادرات تقدر بنحو 288 الف طن ، ثم جاءت روسيا العظمى بعد مصر بصادرات تقدر بنحو 185 الف طن .
التعريفة الجمركية على ورادات المسطحات فى مصر .. هزيلة
إذا كانت الحماية فى مصر غائبة على واردات البليت مما تسبب فى زيادة الواردات لأكثر من 750 ألف طن آخذه فى التصاعد والزيادة ، وفي الوقت الذى تفرض فيه العديد من الدول رسوماً نجد الرسوم الجمركية التي التى يتم فرضها فى مصر على الواردات من مسطحات الصلب المدرفلة على الساخن لا تتعدى 5 % وهى نسبه لا تتناسب مطلقاً والرسوم التي تقوم العديد من الدول بفرضها كما سبق الإشاره الى دولة تايلاند فى السطور السابقه .
إن انخفاض الرسوم الجمركية على واردات الصلب المسطح يجعل السوق المحلى مرتعاً للدول الأخرى التي تسعى بكل ما أوتيت من قوه لحماية أسواقها من تدفق الواردات. إذا نظرنا إلى الولايات المتحده الامريكية سنجد إدارة الرئيس الأمريكي بايدن وقد فرضت قيودا مشددة على صادرات الصين من الصلب المسطح وغيرها التي تأتى عبر سواحل المكسيك إلى الأسواق الأمريكية.
كما فرضت إدارة بايدن أيضا رسوم إغراق على الواردات من الصلب المسطح تصل إلى 66% ، اما البرازيل فتفرض 25%، وتركيا 15%، والسعودية 10%، وهناك دول كثيرة أخرى تفرض رسوما متفاوتة على وارداتها من الصلب المسطح ومنها، فيتنام إندونيسيا، ماليزيا، الهند، الجزائر، أما الرسوم التي تفرضها دول الإتحاد الأوروبي فتصل إلى 25%.
نؤكد ونقول ، إن انخفاض قيمة التعريفة الجمركية المفروضة فى مصر على الواردات من المسطحات تتسبب فى زيادة حجم الواردات منها بالسوق المحلى وإلحاق الخسائر بالصناعه الوطنية ، والدليل على ذلك ووفقا للإحصائيات الرسمية فى مصر، فقد زادت الواردات الأجنبية من الصلب المسطح بالسوق المحلى فى مصر من 145 ألف طن خلال الربع الأول من عام 2023 إلى 175 ألف طن خلال الربع الأول من العام الحالي بزيادة نسبتها 21% وهذه النسبة من الواردات قابلة للزيادة بشكل اكبر وهو الأمر الذى يتطلب تدخل حاسم من المسئولين المعنيين فى الدولة لحماية واحده من أهم الصناعات المصرية على الإطلاق .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط الصين الصلب منظمة التجارة العالمية على الواردات ملیون دولار على الساخن من العام من الصلب من عام فى مصر
إقرأ أيضاً:
غدا.. إنطلاق قمة الشرق الأوسط للصلب بدبى بمشاركة كبار الصناعه فى مصر
تنطلق غدا بمدينة الجميره بالإمارات العربية المتحده أكبر قمة صناع الصلب فى العالم والشرق الأوسط والتى ينظمها سنويا مؤسسة فاست ماركتس للأبحاث .
تتناول قمة الصلب العديد من القضايا المتعلقه بواقع ومستقبل صناعة الصلب فى العالم ، وتعرض أهم التطورات المتعلقه بالتكنولوجيا .ويقام على هامش القمه معرض الشرق الأوسط للحديد والصلب 2024 . يصل عدد الشركات العالمية المشاركه فى قمة الصلب إلى 460 شركه ، ونحو 1300 مشارك من رؤساء وممثلى كبرى الدول المنتجه للصلب ، أو المورده للخامات والتكنولوجيا، أو المؤسسات البحثيه . يعد هذا الملتقى هو أكبر ملتقى من حيث جلسات وورش العمل والمتحدثين حيث يصل عدد المتحدثون إلى نحو 100 متحدث .يشارك فى أعمال القمه عمالقة صناع الصلب فى مصر وعلى رأسهم مجموعة عز ،
ومجموعة السويس للصلب ، ومجموعة المراكبى للصلب ، بالإضافه إلى عدد من شركات الدرفله وتذهب بمشاركات فردية . يتحدث خلال جلسات المؤتمر من مصر جورج متى رئيس اللجنه الإقتصادية بالإتحاد العربى للصلب رئيس قطاع التسويق بمجموعة عز ، والمهندس حسن المراكبى رئيس مجموعة المراكبى للصلب وهى من الشركات التى تشهد نموا كبيرا على مستوى الإنتاج وجودته وسعرها التنافسى ، أو من حيث معدلات التصدير حيث دخلت مجموعة المراكبى ضمن الثلاثه الكبار لمصدرى اللفائف . كما يتحدث فى قمة الصلب بالجميره الإماراتية ، سعيد الجافرى الرئيس التنفيذي بحديد الإمارات ، وأحمد سوينا وكيل وزارة الصناعه بالمملكه العربية السعودية، وجيرمى ليونارد من جامعة إكسفورد ، وراسل روبوتسون الرئيس التجارى ببورصة الخليج التجارية ، والرئيس التنفيذى لمجموعة دانا . كما يتحدث فى القمه وآنا جريفين رئيس الحوكمه البيئية والاجتماعية بشركة الخليج العربى للصناعات AGSI
، وراجو داسوانى الرئيس التنفيذي بفاست ماركتس ، ووحيد فولا دكار الرئيس التنفيذي لميتال بارك .
تعد صناعة الصلب على مستوى العالم من أكثر الصناعات التى تأخذ النصيب الأكبر من الإهتمام وتوفير الحماية لها من جانب الحكومات فى الدول الرئيسية المنتجه والمصدره سواء فى الصين والهند ، أو فى اوروبا ، أو امريكا لأنها تساهم بالنصيب الأكبر فى معدلات النمو والناتج المحلى الإجمالى مع الإشاره إلى أنها تجر ورائها عشرات من الصناعات الأخرى فى مختلف القطاعات الصناعية والإنتاجية .