سودانايل:
2024-11-15@22:32:31 GMT
استهدوا بالله وامشوا المفاوضات، ونسات ياسر العطا ليست حلا!
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
رشا عوض
حتى لو كانت هناك معركة كرامة حقيقية ، لا توجد مقومات الانتصار وشروطه! لماذا؟
جبهة الحرب منقسمة على نفسها انقسامات عميقة جدا حول غنائم السلطة:
هناك تيار تقديس الجيش الذي يريد ان تكون للجيش اليد العليا على الجميع بمن فيهم القيادات الكيزانية( الجيش ملك والجميع رعايا في مملكته) ، هذا تيار البرهان ومعضلته ان الجيش تكوزن لدرجة صعبت كثيرا من مهمة انعتاقه من الكيزان .
تيار المركز الامني العسكري الكيزاني الذي يرى نفسه المملكة والجميع رعاياه بمن فيهم الجيش ، فالجيش نفسه تحت حذاء العصابة لدرجة ان صبية اللايفات يصدرون له التعليمات ويسبون له الدين ويشتمون قائده!
الكيزان موحدون خلف المركز الامني العسكري لانهم جميعا يؤمنون ايمانا راسخا بان طريقهم الوحيد للسلطة هو القوة العسكرية وهذا هو سر وحدة موقفهم الى حد كبير حول مساندة مركزهم الامني والعسكري في الحرب، ولكنهم ايضا في حالة انقسام حول الغنائم ، ولهذا الانقسام تمظهرات جهوية وقبلية، فهناك كيزان الشمالية ونهر النيل وفي نهر النيل نفسها هناك انقسامات الجعليين والشايقية ، وهناك تحالفات عابرة للحزبية اساسها قبلي ، مثلا تجد يساريين ولبراليين شغالين في توجيه دفة القضية العامة في اتجاه مطابق للكيزان استنادا الى رابطة قبلية وجهوية محددة، فضلا عن وجود كيزان دارفور وكردفان ، بعضهم يخدم اجندة الكيزان من داخل الدعم السريع وبعضهم كفر بكيزان الشمال ويريد الانتقام منهم بواسطة الدعم السريع.
وطبعا هناك كيزان المخابرات الاقليمية والدولية وهم كثر وفي مواقع مؤثرة ومفصلية في التنظيم وفي الجيش والامن،
هذه الانقسامات المتشعبة والمعقدة ، وفي ظل انعدام الفكرة المتماسكة حتى في حدود ايدولوجيا الاسلام السياسي نفسها وانعدام السقوف الاخلاقية في الصراع بل غياب الحدود الدنيا من المروءة السودانية المتعارف عليها ، وطغيان فكرة واحدة فقط هي ابتلاع السلطة والتهام الموارد ، كل هذه المعطيات تقول شيئا واحدا هو : استحالة تحقيق النصر العسكري!
كيف ينتصر قوم في معركة كرامة يزعمون ان رأس الرمح فيها هو الجيش وهم يشتمون الجيش، ويتهمون قائده بالخيانة والتواطؤ مع الجنجويد ويسرفون في الحديث عن الطوابير والخونة والعملاء داخل الجيش المفترض ان يحسم معركة الكرامة فهل هذا معقول؟!!
سبب الهزيمة هو عجز بنيوي في الجيش وخلل هيكلي في الدولة ، هذه المشكلة العويصة لن يحلها استبدال البرهان بياسر العطا!
ياسر العطا زول وناس جدا ، كلامه في تلفزيون السودان مجرد ونسة يمكن ان يطرب لها البلابسة والمغيبين ولكنها لا تحمل اي حل! ولو صعد اليوم الى قيادة الجيش لن يفعل سوى ترديد ما يقوله في المايكات دون تغيير شيء على ارض الواقع.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً: