سودانايل:
2025-05-02@06:51:54 GMT

ألغام ما بعد الألغام

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

وجدي كامل

التحذير الذي اطلقته محلية مدينة الخرطوم بحري لسكان ريفها من الالغام المزروعة بمناطقهم اثناء الحرب بكشف الامطار الغزيرة الحالية عنها تحذير يستوجب الانتباه ليس فقط على السكان المستهدفين منه بقدر ما يصبح تحذيرا يقبل، ويحتمل النشر على النطاق الاوسع، والتوليد لتحذيرات اخرى مماثلة و ممتدة عن مخاطر اشمل ستنهض امام المواطنيين المقيمين بالمناطق المتأثرة بالحرب، كما بانتظار النازحين بداخل السودان وخارجه حال عودتهم الى ديارهم ومساكنهم.

فاذا ما تمكن موسم الخريف الحالي من الكشف عن تلك الالغام القابلة للانفجار في مناطق ريفي بحري فان المخلفات العسكرية الحربية، وارتباطاتها بالخراب البيئي من افساد للنسق والنظام البيئي فستعد اشد خطورة لما ستنتجه من نتائج كارثية على معاش، وتعايش، وصحة الانسان.

وتعد الآثار المترتبة على التسليح، والعنف،والدمار الذين لازموا الحرب، بما في ذلك المخلفات البشرية، والحيوانية ونفوق الطيور وهجرتها له ما له من متاعباوضح ما يتصدرها من الصور هو واقع ما بعد الحرب بأكمله.

اما السلاح الذي بات في اياد كثيرة لا تحصى ولا تعد فمن البائن انه سيمثل مصدرا متقدما لمخاوف ومخاطر لاحقة. فالسلاح الذي عم القرى والحضر وتم تمليكه للمواطنيين ممن يصنفون كمستنفرين آو كتائب مقاتلة يشكل عبئا اضافيا للسلام الاجتماعي ويرجح حدوث الانتهاكات الجسيمة بواسطته حتى في افضل نجاح مساعي التجميع له، مما يؤشر لاتساع رقعة الحرب باشكال صريحة مباشرة، واشكال خفية رمزية ترقى من الناحية الاولى الى مستوى ممارسة التصفيات الجسدية والقتل خارج القانون، الى اشاعة الحروب ثقافية المدمرة المسلحة بالكراهية والعنصرية والتمييز. فالحرب التي افصحت عن عدم المسؤلية الوطنية للمؤسسة السياسية وللجهات والافراد ممكن تورطوا في معاركها ستواجه اعتى عقباتها بانتشار ظواهر خرق القانون والتفلتات الامنية التي لن يستمر في ارتكابها الخارجون عن القانون ممن تم اطلاق سراحهم اثناء، وعشية اندلاعها، بل من المتأثرين بعدم عدالتها ونتائج ذلك عليهم على المستويين الشخصي والعام بما لحق بهم من اذى وضرر.

فكل ما يرشح من معلومات وتتبدى من ظواهر تشير الى ان السودانيين المتأثرين بالحرب لن يعودوا طيبين، مسامحين، مسالمين كما كانوا من قبل رغم التسليم بالقضاء والقدر حسب المعتقدات، او المستودع في الاخلاق من مخزون ثقافي. ففكرة الانتقام هنا واردة كسيناريو من السيناريوهات كرد فعل للضحايا الذين سيكتشفون بعد قليل ان الذين جردوهم وسرقوهم مملوكاتهم سينفردون بلعب ادوار البطولة المطلقة في اقتصاد ما بعد الحرب الذي ينتظر الا يقل قذارة في اساليبه وعملياته مما سبقه من اقتصاد اثناء الحرب . فالمتغيرات النفسية ستولد المزيد من السلوكيات العدائية والعدوانية الناشزة وغير المتقيدة بالقانون وروحه باحترام اسس التعايش المتعارف عليها كما كان بينهم في السابق على التقدير الاقل.

حقائق مؤلمة جمة وكثيفة ستواجه فكرة العيش والتعايش من جديد بسبب الانتهاكات، وتجفيف مصادر الدورة المالية الاقتصادية بنظامها المتعارف عليه والقائم على مبدا الاسهام والمشاركة الانتاجية كل حسب نطاق عمله وانتاجه عندما يعود النازحون الى بيوتهم ومدنهم وقراهم فيكتشفون تبخر اولويات وسائل الحياة، بالاضافة لما اصاب بيوتهم ومساكنهم من تجفيف ونهب لكل شيء، وشوارع خلت من مظاهر المدنية والسلام والطمأنينة ، والسلامة.

اما جسور التواصل فمن الطبيعي ان تتاثر بتحطم الطرق و( الجسور )، وما سيتبع ذلك من صعوبات وعقبات تحول دون التواصل الفيزيائي بتكاليف اعتيادية ونمطية سابقة. فالمواصلات والتواصل الفيزيائي سيكونان من ضحايا الواقع القادم بالعاصمة المثلثة بسبب السرقات التي طالت كل شي بما فيها،وسائل المواصلات وما يتركه ذلك من تجميد لمهن وانشطة اقتصادية ذات ارتباط بالتنقل والحركة. وغالبا ما ستصبح الخرطوم في وسطها مكانا طاردا للتجمعات والوزارات والمصالح الحكومية الخدمية التي ستتحول الى اماكن موحشة تفتقد للعاملين والمهن ذات الارتباط بالتجمعات بسبب التخريب الذي طال المباني والمؤسسات ونظم الانتاج. سيختل نتيجة ذلك ميكانيزم العمل الذي تم سلب ادواته ونظمه.

واذا كان من المؤكد ان تتوفر اسواقا للخضار والفاكهة واللحوم ( رغم فشل الموسم الزراعي وشبح المجاعة المخيم او القائم حاليا) الا انه سيتعثر توفير الاسواق الاخرى – اسواق العمل ذات الارتباط بالمعاش القديم للناس وما تاتي به من عوائد مالية بعد ان تم تجفيف ( شفشفة ) الوسائل والادوات المشغلة لها. انه، وبتكبير صورة الكارثة المحدقة لما بعد كارثة الحرب واقع اشد بؤسا وصعوبة لتفكيك معضلاته مما يتصور وينظر له، وبحيث ستنتظر الناس ألغاما رمزية تفوق في خطورتها ومخاطرها ما يتم التحذير منه حاليا من محلية الخرطوم بحري عن الالغام المدفونة تحت الارض.

على الحرب ان تتوقف اليوم قبل الغد للحد من خسارات اشد قادمة في حالة استمرارها.

wagdik@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ما بعد

إقرأ أيضاً:

هل جامعتك ضمنها؟.. تعرف على الجامعات التي عطلت الدراسة اليوم بسبب العاصفة

أقرت عدد من الجامعات المصرية منح إجازة اليوم لطلابها بسبب سوء الأحوال الجوية وفق بيان هيئة الأرصاد ، وإعلان حدوث عاصفة ترابية، بينما لم تعلن باقي الجامعات تعطيل الدراسة اليوم.

وقد تركت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي القرار للجامعات، حيث تتخذ كل جامعة القرار وفق تقديرها للأوضاع الخاصة بالطلاب وبالتنسيق مع المحافظين.

التعليم العالي تكشف حقيقة منح طلاب الجامعات إجازة غدا بسبب الطقستوجيه عام من وزير التعليم العالي للجامعات بشأن طقس غدا

وقد وجه الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رؤساء الجامعات، بالتنسيق مع المحافظين، في اتخاذ القرارات المناسبة بشأن تعطيل الدراسة غدًا الأربعاء الموافق 30 أبريل وفقا لحالة الطقس بكل محافظة.

وجاء على رأس الجامعات التي اتخذت قرار تعطيل الدراسة اليوم :

جامعة المنصورة الحكومية

جامعة جنوب الوادي الجديد الأهلية

جامعة بني سويف الأهلية

جامعة بني سويف

جامعة بني سويف التكنولوجية

جامعة الفيوم

جامعة العلمين

الجامعة المصرية الروسية

جامعة أسيوط التكنولوجية

جامعة الجيزة الجديدة

جامعة النهضة

جامعة جنوب الوادي الجديد 

جامعة قناة السويس

طباعة شارك التعليم العالي وزارة التعليم العالي الجامعات الطقس العاصفة الترابية حالة الطقس طلاب الجامعات

مقالات مشابهة

  • المشروع السعودي “مسام” يدمر أكثر من أربعة آلاف قطعة متفجرة في أبين جنوبي اليمن
  • جهود متواصلة للحد من أضرار الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار في درعا
  • هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
  • شريط الأشباح رقم 10 الذي خاضت به أميركا الحرب النفسية مع فيتنام
  • نيويورك تايمز: إرث نظام الأسد المميت… ألغام أرضية وذخائر غير منفجرة
  • المراحل العشر التي قادت فيتنام إلى عملية الريح المتكررة ضد أميركا
  • ما الذي تفعله الأطعمة فائقة المعالجة بجسمك؟.. تأثيرات صادمة لاستهلاكها من أول يوم حتى عدة أشهر
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • هل جامعتك ضمنها؟.. تعرف على الجامعات التي عطلت الدراسة اليوم بسبب العاصفة