“الإمطار الكمي والتمرير النوعي”: كيف يستعد اليمن لتطبيق مبدأ وحدة الساحات في الرد على “إسرائيل”
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
الجديد برس:
يمنح الرد المتوقّع لمحور المقاومة على الاعتداءات الإسرائيلية في بيروت وطهران وبغداد، مجالاً واسعاً لقوات صنعاء للرد على القصف الإسرائيلي لميناء الحديدة، سواءً في المناورة أو التكتيك أو استخدام الأسلحة النوعية. ومن المتوقع أن يوفر ذلك لأطراف المحور القدرة على الإطباق الجوي على إسرائيل بالصورايخ والمسيّرات، أي ما يسمى «الإمطار الكمي» بهدف الإشغال، و«التمرير النوعي» بهدف الإصابة بواسطة الجهد المشترك المتزامن من جهات مختلفة.
كما يسمح، أيضاً، للمرة الأولى، بتحويل التهديد الإسرائيلي بالتصعيد إلى فرصة تاريخية، من حيث التطبيق الفعلي لمبدأ وحدة الساحات، والخروج من حالة المراوحة، والترقّي في التصعيد بما يسمح برسم معادلات تعزّز من رصيد محور المقاومة مجتمعاً. إذ إن الحماقة الإسرائيلية المتمثلة في تجاوز الخطوط الحمر، فرضت تقليصاً كبيراً للخصوصيات المحلية لكل طرف من المحور، والتقدّم خطوات في اتجاه الدعم المتقابل والإحاطة من جهات مختلفة، ما يوفّر فرصة لتغطية الثُغر في كل جبهة، وهو عمل كانت بدأته صنعاء مع «المقاومة الإسلامية في العراق».
ولئن استطاع اليمن تحييد حاملات الطائرات من مسرح عملياته، فإن البحرية الأمريكية، بعد أن قرّرت سحب حاملة الطائرات «آيزنهاور» من البحر الأحمر، قلّلت من الاشتباك المباشر مع قوات صنعاء، وألغت مهمّتها في التصدي للهجمات اليمنية المتعلّقة بحماية السفن التجارية، بعد أن نجحت تلك القوات في تعطيل عبور هذه الأخيرة إلى موانئ العدو. وعليه، تقتصر مهمة التصدي الأمريكي للمسيّرات والصواريخ اليمنية المستهدفة للكيان الإسرائيلي، حالياً، على مدمّرتين في البحر الأحمر، فيما تنقل وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤول في البنتاغون قوله السبت الماضي، إن «مدمرتين تابعتين للبحرية الأمريكية تتواجدان حالياً في الشرق الأوسط، ستتّجهان شمالاً عبر البحر الأحمر في اتجاه البحر المتوسط، حيث يمكن أن تبقى واحدة على الأقل منهما هناك، إذا لزم الأمر».
ويأتي ذلك فيما لا تزال واشنطن ترسل تعزيزات إضافية إلى كامل منطقة غرب آسيا، تتضمّن منظومات «باتريوت» و«ثاد» مقطورة، وأسراباً من الطائرات ومنها سرب من مقاتلات الجيل الخامس من طراز «رابتور أف 22 إي» ومعدّات وسفناً حربية. ورغم أن القوات الأمريكية تقول إن لديها مجموعة واسعة من الخيارات، وتتحفّظ على ذكر أسماء الدول التي تستضيف على أراضيها الأنظمة الصاورخية أو ستسمح باستخدام مطاراتها للطائرات الأميركية لحساسية الأمر، إلا أن القواعد الأمريكية معروفة في معظم دول الخليج ومصر والأردن، واستُخدمت جميعها سابقاً في مهام وأدوار مختلفة دفاعاً عن مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
فرضت الحماقة الإسرائيلية بتجاوز «الخطوط الحمر»، تقليصاً لخصوصية كل جبهة من جبهات المحور
ومنذ ما قبل قرع طبول الحرب في المنطقة، كانت لوثة العدوان الأمريكي – البريطاني على اليمن تلاحق الإدارة الأمريكية، التي وضعت نفسها في وضع لا تعرف فيه ما ينبغي عليها فعله في البحر الأحمر، بعد الفشل في المسار الذي رسمته لنفسها منذ اليوم الأول للعدوان. ويبدو أن الإدارة لم تستجب حتى هذه اللحظة للتوصيات المختلفة، سواء حول توسعة الحرب على اليمن وتدمير البنى التحتية المدنية هناك، أو استهداف الشخصيات الناشطة في المجال العسكري داخل حركة «أنصار الله»، وذلك رغم أنها تنظر إلى الحركة على أنها لاعب رئيسي وإستراتيجي في عملية تشديد الخناق على إسرائيل، وأنها أثبتت كونها مشكلة مستعصية بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، وفقاً لتقارير صحافية أمريكية.
أيضاً، تعتبر واشنطن أن الهجمات اليمنية في البحر الأحمر تخدم جهات عدة، من ضمنها روسيا في حربها ضد أوكرانيا، فيما تنظر بقلق إلى التقارير التي تشير إلى أن موسكو تسعى إلى تسليح «أنصار الله» في البحر الأحمر، رداً على الدعم الهائل الذي تقدّمه واشنطن لكييف، وتعتبر تصاعد الأعمال العسكرية في اليمن في إطار جبهة الإسناد لغزة، تلميعاً لصورة الحركة باعتبارها نصيرة للقضية الفلسطينية ومعارضة شجاعة للغرب.
مع ذلك، اتضح، في الأيام الأخيرة، أن واشنطن قلّلت الاحتكاك إلى الحد الأدنى مع قوات صنعاء، وابتعدت عن مسرح العمليات المباشر، فيما جرى تأكيد المعلومات التي نشرت منذ أسبوعين عن أن حاملة الطائرات «روزفلت» ومجموعتها المكونة من ست سفن حربية، لم تدخل منطقة عمليات البحرين الأحمر والعربي، بل دخلت مضيق هرمز في طريقها إلى مياه الخليج.
وهذا يشير إلى أن الضغط العسكري الكبير الذي واجهته القوات الأمريكية من قبل القوات المسلحة اليمنية أجبرها على «إعادة النظر في إستراتيجيتها، أي التخلي عن ضرب القدرات اليمنية والاكتفاء فقط بصد الهجمات، والاستعاضة عن ذلك بإمكانية استخدام المقاتلات الأمريكية المتمركزة في القواعد البرية في المنطقة، وبالتحديد في دول الخليج»، فضلاً عن تقليل الطائرات الأمريكية، في الأسبوعين الأخيرين، من استهدافاتها للأراضي اليمنية.
وفي حين أن الهدف اليمني تحقّق كلياً بتوقّف كل السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا عن العبور من باب المندب والبحر الأحمر، واستبدال معبر رأس الرجاء الصالح به، فإن ابتعاد السفن العسكرية عن مسرح العمليات يؤدي إلى توسيع مجال المناورة لدى تلك الأطراف في صدّ الهجمات اليمنية على الكيان الصهيوني.
وفي المقابل، تعمل صنعاء على معالجة بُعد الأهداف الإسرائيلية، باللجوء إلى تكتيكات عسكرية أثبتت نجاحها في التملّص من منظومات الدرع المنتشرة في البحر الأحمر، كما حدث لدى وصول طائرة «يافا» إلى تل أبيب، وفقاً لتأكيد موقع «بيزنس إنسايدر».
وأشار الموقع إلى أن الاحتلال سيضطر إلى إعادة بناء دفاعاته الجوية، ناقلاً عن خبير عسكري أمريكي، قوله إن هجوم «أنصار الله» القاتل على تل أبيب يجبر إسرائيل على إعادة التفكير في دفاعاتها من الطائرات المسيّرة، في إشارة واضحة إلى أن الضربة اليمنية مثّلت نجاحاً في التكتيك المستخدم في مباغتة أجهزة الإنذار والدرع الصاروخية الإسرائيلية.
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر إلى أن
إقرأ أيضاً:
أمريكا وتفكيك “الحلف الموؤود”
يمانيون../
“أثبتت المواجهات العسكرية غير المتكافئة، بين القوات اليمنية المساندة لغزة وقوات دول العدوان أمريكا وبريطانيا المدافعة عن سفن “إسرائيل” في المعركة البحرية، نجاح اليمنيون في إيقاف حركة الملاحة البحرية وتحريكها، وفقاً لقول مِنصة “ديفينس كونيكت”.٠
وأضافت المِنصة الأسترالية المتخصصة في أخبار الدفاع: “ليس من المبالغة قول إن اليمنيين أثبتوا -بلا شك- بكفاءتهم وقدرتهم وصمودهم، ونجحوا في تقييد قوة النظام العالمي الغربي بقيادة الولايات المتحدة”.
وأكدت “كونيكت” أن اليمنيين أثبتوا كفاءتهم بشكل فعَّال في مواجهة جيوش الغرب، بتكلفة ضئيلة مقارنة بتكاليف القوات والقطع البحرية والأسلحة التي حشدتها أمريكا وبريطانيا ودول الحلف البحري إلى المنطقة.
تفكيك المفكك
ورد في الأخبار نبأ مفاده “إن الولايات المتحدة تستعد لتفكيك المفكك، ما يسمى حلف “حارس الازدهار” العسكري البحري، الذي أعلنه وزير دفاعها السابق، لويد أوستن قبل 14 شهراً، من معقل الصهيونية يافا “تل أبيب”، لحماية سفن “إسرائيل” في البحر الأحمر بمشاركة 19 دولة.
المِنصة الإعلامية المحسوبة على واشنطن، قناة “الحدث الإخبارية” المملوكة للنظام السعودي، أكدت اعتزام إدارة ترامب حل التحالف العسكري الأمريكي – البريطاني – الغربي؛ لفشله في يومه الأول في مواجهة القوات المسلحة اليمنية التي كشفت هوان الجيوش الضاربة للحلف الغربي التي أسقط اليمنيين فزاعات مدمراتها الحربية، وأذابوا هيبة حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر.
الحلف الميِّت
تحاول أمريكا إخفاء الحقيقة المُرة عن أنظار العالم بإحياء اسم حلف عسكري وُلد ميتاً في عملية قيصرية بإخفاق قيادته، من اليوم الأول، في كسر الحصار البحري اليمني، وحماية سفن “إسرائيل” والمتوجهة إليها، التي تحمل العلم الأمريكي والبريطاني من الهجمات اليمنية المساندة لغزة في بحار الأحمر والعربي والمتوسط والمحيط الهندي.
تعود أسباب حل الحلف الموؤود في مخاضه، بمشاركة 19 عشر دولة (أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وكندا وأستراليا وفرنسا والدنمارك وهولندا والنرويج واليونان والبحرين وسيشل …الخ)، وفق الرواية الأمريكية نفسها، إلى فشله في مواجهة هجمات الصواريخ والمسيّرات اليمنية في معركة البحر الأحمر.
وفي ديسمبر 2023، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، إنشاء تحالف عسكري عدواني على اليمن باسم “حارس الازدهار” في إطار المحاولات الصهيو – غربية لكبح عنفوان الجبهة اليمنية المساندة لغزة في معركة البحر الأحمر، لكنها مُنيت بفشل عسكري مقيت على الرغم من تطوّر جيوش أمريكا وحلفائها.
إقرار صهيوني
وأقر “معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” بإطلاق القوات المسلحة اليمنية أكثر من 370 عملية هجومية بالصواريخ والمسيّرات على “إسرائيل”، وتنفيذ أكثر من 400 عملية بحرية ضد سفن الكيان والمرتبطة به.
ونفذت دول العدوان (أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”) وحليفاتها ، مُنذ 12 يناير 2024 ، أكثر من 774 غارة وقصفا جويا على المحافظات والمدن اليمنية الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء.
البأس اليماني
وأعلن اليمن في نوفمبر 2023 ، معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس) المساندة لغزة ومقاومتها، على العدوان الصهيو – أمريكي على غزة وفرضت قواته المسلحة حظراً بحرياً على سفن “إسرائيل” ودول العدوان ، واستهدفت أكثر من 220 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية لقوات العدوان الأمريكي – البريطاني – “الإسرائيلي”، في المواجهات البحرية، وأطلقت ما يقارب من 1165 صاروخا باليستيا وفرط صوتي ومسيّرة، على أهداف في عُمق الكيان المؤقت.
.. ونجاح معادلة صنعاء
يشار إلى إن سفن شركات الشحن البحري عاودت الإبحار من البحر الأحمر، ما يؤكد نجاح معادلة القوات المسلحة اليمنية على العدو الصهيو – أمريكي ؛ (وقف الهجمات في البحر الأحمر مقابل وقف العدوان على غزة)، بموافقته منتصف الشهر الفائت على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى، وعودة النازحين.
السياســـية – صادق سريع