الي الطيب صالح في مرقده : ها ،، قد تعبت جوانحنا
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
المغيرة التجاني علي
mugheira88@gmail.com
بقلب حزين أكتب اليك , وأعلم أن رسالتي هذه لا تصلك , وفي هذا كل الخير , فذلك القلب الكبير الطيب المحب لا أخاله يقوي علي تحمل كل هذا البلاء الذي حل ببلدك العظيم , بلداً طالما حلمت به في كتاباتك و أشواقك و أسفارك أمناً , سالماً و سعيدا .
أكتب لك من بين ركام البيوت المهدمة و من بين الشوارع و الجدران الملطخة بالدم العزيز الغالي , تقف شاهدة علي مأساة بنيه الكبرى .
قلت يا الطيب مرة في حواراتك الشائقة (( أما السودان، فأنا أحمله بين جوانحي، حيثما ذهبت وحيثما أذهب، هذا هو الوجع الأول البدائي واللانهائي )) كانت هذه خلاصة قولك في وطن عزيز علي قلبك , وطن هو وجعك الأول ,, البدائي و اللانهائي, غصت في أغوار إنسانه و رسمت سيرته الطويلة في حكاياتك, رمزا للطيبة والبساطة و عنوانا للعزة والسماحة و الجمال , تحتفي به و تؤوب اليه من المهاجر لترتاح نفسك عنده من شقاء الاغتراب ,, ترافقه في جلسات العصاري علي الجداول و ضفاف النهر الخالد وعلي قيزان الرمال الفضية في ضيافة الأماسي الحالمة المقمرة , تستمتع بوجودك بين شيوخ القرية ونسائها لتذوب روحك في دنياواتهم و تستمد من فيض عذوبتهم سحرالحكاوي الآسرة . وكنت يا الطيب حفياً بالمدائن والقري و الأرياف , تنسج من رؤاها العامرة خيوط الأحلام الوردية لوطن سعيد متسامح , فالوطن عندك جنةً من الفردوس علي الأرض و ملاذًا تأوي اليه من ضجيجِ الحياةِ، ومكانًا لِراحةِ نفسكَ وجسدكَ رغما عن ما به من رقة عيش وبساطة مسكن .
لقد تعبت جوانحنا نخن يا أخي , ولم نعد ذلك الشعب الطيب الذي عرفت و أحببت . لقد تشتت شمله و فر بجلده في جماعات وأفراد الي الملاجيء البعيدة هارباً من جحيم الحرب و من رهق الجوع والعوز و المسغبة , تاركاً خلفه ذكريات حزينة و الآماً مرة و جراح لا تندمل . لقد تبدلت تلك الوجوه السمراء الضاحكة و ذبلت تلك الابتسامات المشرقة المضيئة و شخصت العيون الطيبة المتفائلة فتغيرت ملامحنا و حكاياتنا التي دونت قصتها , بصدق نفسك و شفافية روحك و نداوة عبارتك . إن ذلك البلد الجميل الذي عرفت ورسمت واقعه لوحات جميلة في رواياتك المجيدة وحملته معك في مهاجرك , حل به الخراب و انهكته الحروب و فتكت به الكوارث ومزقته الفتن و المحن و خلفت في نفسه جراحات عميقة بقيت علي جسده الأسمر الأصيل خدوش وجراحات و الآم. لقد تعبت جوانحنا نحن ي الطيب , فنم أنت في مرقدك غرير العين هانئها و دع لنا الرهق و الآلام وكل الأوجاع .
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وفيات السبت .. 7 / 9 / 2024
#سواليف
#وفيات السبت .. 7 / 9 / 2024
الحاجة رحمة محمود البطوش/ والدة العين جمال الصرايرة
نوال محمود عبدالرحيم ابو الرب
يوسف صالح الحلاج
تمام نواش النوارسة
ابراهيم علي ابراهيم ابو زيد
محمد سالم الحاوي
عائدة عبدالكريم جمعة الشلختي
ليلى مبدا عيسى دلل
رولا محمد سعيد صفر شوماف
يوسف صالح الحلاج
مقالات ذات صلة وفيات الجمعة .. 6 / 9 / 2024 2024/09/06دانيه اسماعيل العوده الزعبي
رولا محمد سعيد صفر شوماف
سناء سعد سلامة هلسه
عبدالعزيز سليم برهم ذياب
صالح محمود عرابي صالح
يحيى عبدالرحمن عرار
إبراهيم سلمان التعمري البستنج
جهاد فؤاد نارموق
إسماعيل مهدي طاهر الحسيني
ليلى مبدا عيسى دلل
هاديه عيسى يوسف الفرارجه
عدنان شفيق اللداوي
عزيزة سليمان محمد أبو طماعه
جهاد أسعد السرميطي
محمود محمد الرزوق التركاوي
كفاح حمدي الغرباوي
إيمان أحمد سليمان الكلوب
عائدة عبدالكريم جمعة الشلختي
فهدة سعد الحرايزة
أحمد حمزة عيسى
فاطمة مصباح الشناوي
سعاد أيوب فخري فاخر تيف
جمال سلامه مطلق الهباهبة
جميلة عبدالمحسن السالم المحاسنة
أحمد حسن المنسي أبو فارس