سودانايل:
2025-03-10@01:59:53 GMT

الواثق كمير وحوار عن جنيف

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن التعليق الصوتي للدكتور الواثق كمير على "مفاوضات جنيف" الذي طالب فيه أن يكون مدخلا لحوار بين المهتمين بقضايا السياسة، و المحلليين السياسيين، و حتى قيادات القوى السياسة، و يعتبر محاولة ذكية و جيدة؛ أن ينقل الحوار من حالة الاستقطاب الحاد في المجتمع، إلي حوار فكري يساعد على تقديم آراء و تصورات ليست فقط توقف الحرب حتى تتعدها لما بعد الحرب.

. و الدكتور الواثق درج من بعد اتفاقية "نيفاشا 2005" أن يقدم رؤى بهدف نقل الحوار من حوار سياسي يعتمد على الشعارات، إلي حوار فكري يحاول به أختراق الأزمات و يقدم حلولا عبر تصورات.. حيث كان الواثق ينشر تصوراته في عدد من الصحف يستهدف بها مثقفي التيارات الفكرية، و السياسيين ذوي الانتماءات المتنوعة، و حتى القراء من كل لون و شاكلة، و الآن يقدم رؤيته عن "مفوضات جنيف المرتقبة" ليس لكي تضاف لباقي الرؤى الأخرى "مع – ضد" و لكن أن يفتح نوافذا بين التيارات من أجل الدخول في حوار عقلاني يساعد على وجود طريق ثالث مغاير..
يوضح دكتور الواثق أن هناك ثلاثة عوامل هي التي جعلت أمريكا تسرع بعقد " مفاوضات جنيف" و الاسراع نفسه هو عرضة للخطأ و عدم تجويد الأجندة بالصورة المطلوبة، و العوامل هي :-
1 – الحسابات الأمنية خاصة إلي إثيوبيا، و التي جعلت الميليشيا تحاول الزحف إلي الحدود السودانية الأثيوبية.
2 – تحولات القيادة السودانية العسكرية في المجال الدولي إلي روسيا و إيران و هي بالفعل سوف تؤرق الإدارة الأمريكية.
3 – الدورة الانتخابية المقبلة في أمريكا، و هي تتعلق بموقف الحزب الحاكم الآن " الديمقراطي" معنى أن يتم استغلالها في الدعاية الانتخابية.
أشار الواثق إلي دور المبعوث السويسري للقرن الأفريقي، و الذي زار بورتسودان و التقي بالقيادات فيها السياسية و العسكرية، و أيضا زار السعودية، و يعتقد الواثق ربما تكون " مفاوضات جنيف" هي من ترتيب المبعوث السويسري بما فيها فكرة نقل المفاوضات من جدة إلي جنيف، و ربما هذه الترتيبات هي التي جعلت أمريكا تعتمد على الترتيبات السويسرية لذلك لم تنظر للأجندة بشكل موضوعي انما نظرت للمشاركين، و ماهية شروط نجاح المفاوضات.. و بخصوص حضور الأمارات " لمفاوضات جنيف" باعتبارها من المراقبين في المحادثات هل حضور موفق.. يعتقد دكتور كمير مادام الأمارات تعتبر هي كفيل للميليشيا و تقدم لها الدعم، لذلك يجب أن يكون الحديث معها مباشرة لأنهاء دورها بالصورة المطلوبة.
بعد ما قدم الدكتور كمير تصوره المقرون بتحليل لمجريات الأزمة، طرح سؤالأ مهما: هل لقاء الجنرالين سوف يفلح في وقف الحرب؟ خاصة أن أمريكا و المبعوثين الأوروبين يعتقدون أن المفاوضات بين الجنرالين وجها لوجه هو الطريق الأمثل الذي سوف يؤدي إلي وقف الحرب خاصة أن الميليشيا قد فقدت السيطرة على قواتها على الأرض، و بالتالي تحتاج إلي قائدها لكي يساعد على السيطرة عليها.. هل هذه رغبة الميليشيا أم رغبة الأمارات؟
الحوار بصوت عال مسألة ضرورية بين مثقفي التيارات الأخرى إلي جانب النخب السياسية بحثا عن الحلول للأزمات المتلاحقة للمشكل السوداني.. لكن السؤال نفسه هل أمريكا نفسها وسيطا نزيها يمكن الاعتماد عليه؟ أن تاريخ العلاقة بين السودان و أمريكا يشير لعدم الثقة في علاقة البلدين، ليس فقط في مرحلة الإنقاذ، و لكن قبل الانقاذ و خاصة في الديمقراطية الثالثة. التجارب تؤكد أن أمريكا دائما تبحث عن مصالحها الذاتية في المقام الأول، دون مراعاة لمصالح الآخرين، و هل أمريكا نفسها هي بعيدة عن محاولة الانقلاب التي قامت بها الميليشيا و فشله الانقلاب كان سببا في الحرب المستمرة الآن.. و هل أمريكا ليس لها علم أن الأمارت هي التي تدعم الميليشيا بالسلاح و كل العتاد المطلوب في الحرب؟ و لماذا أمريكا همها الأول هو إيجاد مخرجا للأمارات حتى لا تقع تحت طائلة القانون الدولي..
أن إصرار الرباعية التي كانت تقودها أمريكا الرهان على مجموعة بعينها في فترة "الإتفاق الإطاري" دون النظر ألي المكونات الأخرى، إليست هي التي قادت إلي الحرب، هنا يأتي الخوف، أن تكون مجهودات أمريكا الهدف منها الوصول لعملية " تسوية " بين الجيش و الميليشيا لكي تعيد أجندة " الاتفاق الإطاري" بذات الكيفية التي كان عليها.. و هذا هو الذي تريده دولة الأمارات و ساعية إليه، و لا يمكن أن تعتبر دولة أحد الفاعلين الذين قادوا للحرب و في نفس الوقت أن تكون وسيطا نزيها..
المشكل يا دكتور الواثق في القوى السياسية التي تنتظر دائما الخارج أن يأتي لها بالحلول. كان " الإتفاق الإطاري" فكرة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي " مولي في" و لم تستطيع القوى السياسية إدارته بجدارة، نظرت إليه بأنه يمث آليتها للسلطة.. و بعد الحرب أكتشفت أمريكا و الاتحاد الأوروبي أن قيادات الإطاري أصبحت غير مقبولة شعبيا، فجاءت وزارة الخارجية الأمريكية بفكرة "تقدم" و قيادات مستقلة، و أيضا فشلوا في إدارتها بتوقيعهم على إعلان سياسي مع الميليشيا في أديس أبابا.. و مجموعة أخرى مغايرة عينها أيضا على السلطة بديلا لمجموعة " تقدم و قحت المركزي" إذا التفاوض سوف يكون محصورا في العمل العسكري بعيدا عن السياسي، و بالتالي مستقبل العمل السياسي يتحدد مساره بنتائج التفاوض إذا تم بين الجانبين. و لا اعتقد أن هناك قوى سياسية تستطيع أن تدخل حوارا كما تطالبهم و هؤلاء لا يملكون أي تصورات للحل غير الصعود للسلطة. نسأل الله حسن البصير.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هی التی

إقرأ أيضاً:

قبل اجتماع جدة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية أمريكا وأوكرانيا

(CNN)-- أجرى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، محادثات هاتفية، مساء الجمعة، مع وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا، حول الحرب في أوكرانيا، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية الأمريكية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صحفي: "أكد الوزير أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عازم على إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، وأكد أن جميع الأطراف يجب أن تتخذ خطوات لضمان السلام الدائم".

ومن المتوقع أن تعقد كييف وواشنطن محادثات بشأن إنهاء الحرب الأسبوع المقبل في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

وجدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي مناشدته بوقف جزئي لإطلاق النار بعدما علقت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا.

وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون محليون، السبت، إن الهجمات الروسية أسفرت عن مقتل 23 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 50 آخرين في شرق وجنوب أوكرانيا اليوم الماضي.  

وقالت السلطات إن من بين القتلى 11 شخصًا على الأقل، و30 مصابا في مدينة دوبروبيليا بمنطقة دونيتسك الشرقية.

مقالات مشابهة

  • الصين تستعد لحرب أمريكا
  • أمريكا تندد بالمجازر التي حدثت في الساحل السوري
  • سموتريتش: نعمل مع أمريكا لتحديد البلدان التي سيهاجر إليها سكان غزة
  • أمريكا ترفض مقترح كندا لملاحقة أسطول الظل الروسي
  • مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية
  • ماذا نعرف عن المساعدات العسكرية التي قدمتها أمريكا لأوكرانيا قبل قرار ترامب بإيقافها؟
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • قبل اجتماع جدة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية أمريكا وأوكرانيا
  • السودان يلاحق الإمارات بشكوى جديدة في جنيف
  • السعودية ترحب باستضافة اجتماع بين أمريكا وأوكرانيا الأسبوع المقبل