سودانايل:
2024-09-09@19:51:19 GMT

الواثق كمير وحوار عن جنيف

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن التعليق الصوتي للدكتور الواثق كمير على "مفاوضات جنيف" الذي طالب فيه أن يكون مدخلا لحوار بين المهتمين بقضايا السياسة، و المحلليين السياسيين، و حتى قيادات القوى السياسة، و يعتبر محاولة ذكية و جيدة؛ أن ينقل الحوار من حالة الاستقطاب الحاد في المجتمع، إلي حوار فكري يساعد على تقديم آراء و تصورات ليست فقط توقف الحرب حتى تتعدها لما بعد الحرب.

. و الدكتور الواثق درج من بعد اتفاقية "نيفاشا 2005" أن يقدم رؤى بهدف نقل الحوار من حوار سياسي يعتمد على الشعارات، إلي حوار فكري يحاول به أختراق الأزمات و يقدم حلولا عبر تصورات.. حيث كان الواثق ينشر تصوراته في عدد من الصحف يستهدف بها مثقفي التيارات الفكرية، و السياسيين ذوي الانتماءات المتنوعة، و حتى القراء من كل لون و شاكلة، و الآن يقدم رؤيته عن "مفوضات جنيف المرتقبة" ليس لكي تضاف لباقي الرؤى الأخرى "مع – ضد" و لكن أن يفتح نوافذا بين التيارات من أجل الدخول في حوار عقلاني يساعد على وجود طريق ثالث مغاير..
يوضح دكتور الواثق أن هناك ثلاثة عوامل هي التي جعلت أمريكا تسرع بعقد " مفاوضات جنيف" و الاسراع نفسه هو عرضة للخطأ و عدم تجويد الأجندة بالصورة المطلوبة، و العوامل هي :-
1 – الحسابات الأمنية خاصة إلي إثيوبيا، و التي جعلت الميليشيا تحاول الزحف إلي الحدود السودانية الأثيوبية.
2 – تحولات القيادة السودانية العسكرية في المجال الدولي إلي روسيا و إيران و هي بالفعل سوف تؤرق الإدارة الأمريكية.
3 – الدورة الانتخابية المقبلة في أمريكا، و هي تتعلق بموقف الحزب الحاكم الآن " الديمقراطي" معنى أن يتم استغلالها في الدعاية الانتخابية.
أشار الواثق إلي دور المبعوث السويسري للقرن الأفريقي، و الذي زار بورتسودان و التقي بالقيادات فيها السياسية و العسكرية، و أيضا زار السعودية، و يعتقد الواثق ربما تكون " مفاوضات جنيف" هي من ترتيب المبعوث السويسري بما فيها فكرة نقل المفاوضات من جدة إلي جنيف، و ربما هذه الترتيبات هي التي جعلت أمريكا تعتمد على الترتيبات السويسرية لذلك لم تنظر للأجندة بشكل موضوعي انما نظرت للمشاركين، و ماهية شروط نجاح المفاوضات.. و بخصوص حضور الأمارات " لمفاوضات جنيف" باعتبارها من المراقبين في المحادثات هل حضور موفق.. يعتقد دكتور كمير مادام الأمارات تعتبر هي كفيل للميليشيا و تقدم لها الدعم، لذلك يجب أن يكون الحديث معها مباشرة لأنهاء دورها بالصورة المطلوبة.
بعد ما قدم الدكتور كمير تصوره المقرون بتحليل لمجريات الأزمة، طرح سؤالأ مهما: هل لقاء الجنرالين سوف يفلح في وقف الحرب؟ خاصة أن أمريكا و المبعوثين الأوروبين يعتقدون أن المفاوضات بين الجنرالين وجها لوجه هو الطريق الأمثل الذي سوف يؤدي إلي وقف الحرب خاصة أن الميليشيا قد فقدت السيطرة على قواتها على الأرض، و بالتالي تحتاج إلي قائدها لكي يساعد على السيطرة عليها.. هل هذه رغبة الميليشيا أم رغبة الأمارات؟
الحوار بصوت عال مسألة ضرورية بين مثقفي التيارات الأخرى إلي جانب النخب السياسية بحثا عن الحلول للأزمات المتلاحقة للمشكل السوداني.. لكن السؤال نفسه هل أمريكا نفسها وسيطا نزيها يمكن الاعتماد عليه؟ أن تاريخ العلاقة بين السودان و أمريكا يشير لعدم الثقة في علاقة البلدين، ليس فقط في مرحلة الإنقاذ، و لكن قبل الانقاذ و خاصة في الديمقراطية الثالثة. التجارب تؤكد أن أمريكا دائما تبحث عن مصالحها الذاتية في المقام الأول، دون مراعاة لمصالح الآخرين، و هل أمريكا نفسها هي بعيدة عن محاولة الانقلاب التي قامت بها الميليشيا و فشله الانقلاب كان سببا في الحرب المستمرة الآن.. و هل أمريكا ليس لها علم أن الأمارت هي التي تدعم الميليشيا بالسلاح و كل العتاد المطلوب في الحرب؟ و لماذا أمريكا همها الأول هو إيجاد مخرجا للأمارات حتى لا تقع تحت طائلة القانون الدولي..
أن إصرار الرباعية التي كانت تقودها أمريكا الرهان على مجموعة بعينها في فترة "الإتفاق الإطاري" دون النظر ألي المكونات الأخرى، إليست هي التي قادت إلي الحرب، هنا يأتي الخوف، أن تكون مجهودات أمريكا الهدف منها الوصول لعملية " تسوية " بين الجيش و الميليشيا لكي تعيد أجندة " الاتفاق الإطاري" بذات الكيفية التي كان عليها.. و هذا هو الذي تريده دولة الأمارات و ساعية إليه، و لا يمكن أن تعتبر دولة أحد الفاعلين الذين قادوا للحرب و في نفس الوقت أن تكون وسيطا نزيها..
المشكل يا دكتور الواثق في القوى السياسية التي تنتظر دائما الخارج أن يأتي لها بالحلول. كان " الإتفاق الإطاري" فكرة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي " مولي في" و لم تستطيع القوى السياسية إدارته بجدارة، نظرت إليه بأنه يمث آليتها للسلطة.. و بعد الحرب أكتشفت أمريكا و الاتحاد الأوروبي أن قيادات الإطاري أصبحت غير مقبولة شعبيا، فجاءت وزارة الخارجية الأمريكية بفكرة "تقدم" و قيادات مستقلة، و أيضا فشلوا في إدارتها بتوقيعهم على إعلان سياسي مع الميليشيا في أديس أبابا.. و مجموعة أخرى مغايرة عينها أيضا على السلطة بديلا لمجموعة " تقدم و قحت المركزي" إذا التفاوض سوف يكون محصورا في العمل العسكري بعيدا عن السياسي، و بالتالي مستقبل العمل السياسي يتحدد مساره بنتائج التفاوض إذا تم بين الجانبين. و لا اعتقد أن هناك قوى سياسية تستطيع أن تدخل حوارا كما تطالبهم و هؤلاء لا يملكون أي تصورات للحل غير الصعود للسلطة. نسأل الله حسن البصير.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هی التی

إقرأ أيضاً:

الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها

الأستاذ فتحي الضو:

في ندوة بأيوا ستي عن الحرب ومآلاتها والسيناريوهات المحتملة

* في الندوة التي أقامتها الجمعية السودانية الأميريكية لخدمات المجتمع بأيوا سيتي أمس الأول تحدث الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرار الحرب .

قال إن الحرب هي إمتداد للسياسة بطريقة أو أخري,كما قال المفكر الألماني كارل كلاوزفيتز ولكن الحرب الدائرة الآن هي حرب الجنرالات , حرب تغبيش الوعي وإبعاد الناس المتضررين بالحرب عما يحدث فيها, قال إنها حرب من صنع الجبهة الإسلامية لأنها فقدت السلطة التي أدمنتها طوال الثلاثين سنة الماضية وما زالت تتربص بها , يقول البعض إن هذه الحرب قسمت المجتمع السواني, وهذا غير صحيح, فهي حرب الأغلبية الساحقة مقابل أقلية فلولية من بقايا النظام البائد عسكريين ومدنيين.
و كذلك هناك سؤال غبي يطرح دائما أنت مع الجيش أم الدعم السريع ؟ رد بقوله : أنا لم أستشر في هذه الحرب فلماذا استشار في تعريفها ، الثابت عندي انني ضد هذه الحرب . وقال الضو إن ثورة ديسمبر المجيدة ثورة سلمية شهد بها العالم اجمع وعلي النقيض منها جاءت الحرب, ولكن الثورة مازالت قائمة وجذوتها لم تنطفي وإن إستهدفت الحرب إستمراريتها.
ويجب أن لانغض الطرف عن الطرفين في هذه الحرب فهما شركاء في إشعالها بتقديرات نسبية في الانتهاكات التي حدثت وان ذلك حسابه آت لا ريب فيه وليس هناك تبرئة لاي كائن قبل ان تنصب موازيين العدالة والى حين ذلك قال إن , الطرفين سواء في جرم هذه الحرب العبثية برعاية الحركة الاسلامية حاملة الوزر الأكبر . * وتحدث فتحي الضو عن ان البلاد تتجاذبها ثلاثة كتل: الكتلة الظلامية وهي معروفة بكتلة أنصار النظام السابق . والكتلة الرمادية وقوامها القوات المسلحة وبعض القوي السياسية الخاملة. والكتلة البيضاء أوالكتلة العذراء ,وهي كتلة الشباب الذين فجروا ثورة ديسمبر المجيدة وهي التي ستقود البلاد مستقبلا طال الزمن او قصر , والتي نأمل فيها خيرا كثيرا . الواقع السـواني اليوم فيه فرز كبير للكيمان , الكتلة الظلامية هي التي أدخلـت الهوس الديني منذ 1983م, وهي التي تسعي للعودة للسلطة . أما الكتلة الرمادية فهي التي تطمح في السلطة دوما,بتغبيش الوعي وظلت تتخلي عن واجباتهاوأدعت إن لها الأحقية في السلطة . ومن الأسئلة التي تعمد لتغبيش الوعي السؤال القائل من الذي أطلق الرصاصة الأولي, وهو سؤال ليس له معني , الأثنان شاركا في ذات الجرم كما قلنا , هذه أسئلة تطرحها عناصر الجبهة الإسلامية ليدخلوا الناس في " حجوة أم ضبيبنة " !! وتطرق إلي الحروب التي خاضها السودان تاريخيا منذأمد بعيد وحتي عصرنا الحاضر من حـروب الممالك والسـلطنات وحرب الإبادة التي حدثت في العام 1885م وحروب دارفور الأخيرة والحرب التي فصلت الجنوب.. وتمني الضو أن تنتهي هذه الحرب وتخرج بمشروع وطني , والفشل في بناء مشـروع وطني يقـع علي عـاتق النخب التي فشلت في ذلك, ولم تحسـن إدارة التنوع الثقافي والعرقي .. فصار التنوع نقمة عوضا أن يكون نعمة .
* تحدث عن مبادرات السلام وإحتمالات التدخل الدولي, فقال هناك سيناريوهات عديدة وما يحدث الآن هو سناريو "الفناء الذاتي" أو محاولات توازن الضعف , وهو السيناريو المستمر الآن, وقد تأتي مرحلة يتغلب فيها أحدهم علي الآخر . * السيناريو الآخـر هو التدخل المباشـر, وإحتمالات توسع دائرة الحـرب دوليا وإقليميا خاصة وأن منطقة البحرالأحمر منطقة ملتهبة فحوالي 13 في المائة من التجارةالدولية تمر عبر البحر الأحمر . * أما السيناريو الذي أطلقت عليه " التدخـل الرشيد " فهو سيناريو الفصل السـابع الذي يمكن أن تعتمده الأمم المتحدة بمؤشرات بدأت من يوم امس , رغم أعتراض الصين وروسيا مع انه سيناريو مجرب في السودان رغم اعتراض البلدين المذكورين لان لغةٍ المصالح هي التي تسد. وقد تناولـته في كتابي (الطوطم) قبل الحرب حينما تساءلت هل تندلع الحرب الاهلية في السودان ونقلت ما قالته باربارا وولتر في كتابها عن الحروب الأهلية في العالم,قالت إن هناك "32"عامل من عوامل إشعال الحرب الأهلية في العالم, وجدت إن ثلثي ما قالت كان موجودا في السودان .
* فإذا ماصارت حرب السودان مهددة للمجتمع الدولي لن تشاور أحد في التدخل الدولي. المعترضون علي الفصل السابع تحت مزاعم السيادة الوطنية يقول الضو الحقيقة لا سيادة مع الدم المنهمر !! إذا لم يتم ذلك بإرادتك, سيتم جبرا . الأنحياز للفصل السابع يأتي في غياب المبادرات وخاصة الوطنية , الجهود السعودية الأميريكية ليست مبادرة مكتملة الأركان لمعالجة كارثة وطن يزحف نحو التلاشي.. , وأنعدام الجهود الوطنية وغياب الأحزاب السودانية حتي في أضعف الأيمان,مثل البيانات التي صارت شحيحة . وليست هناك جهود تبزل لوقف الحرب .
* تطرق الضو بعد ذلك للآثار السالبة للحرب علي البلاد وعلي الشخصية السودانية المتسامحة وقال اخشى ان تكون هذه الصفحة قد طويت!!. * أدار الندوة الأستاذ أسامة عبد الجليل , بينما رحب بالحضور الأستاذ محمد جورية رئيس الجالية , وشارك عدد كبير في الحوار الذي أعقب حديث الأستاذ فتحي الضو مع بروز أصوات من سدنة النظام السابق بصورة غوغائية تصدى لها بعض الحاضرين واستنكروها وتجاهلها المتحدث.  

مقالات مشابهة

  • انطلاق الدورة الـ57 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف
  • أونروا: الظروف التي نعمل بها في غزة مليئة بالتحديات منذ بدء الحرب حتى هذه اللحظة
  • الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير: التوصية بنشر قوات دولية محايدة لحماية المدنيين يجب التعامل معها بحذر شديد
  • افتتاح الدورة الـ57 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف
  • «القدس للدراسات»: أمريكا لا تستطيع الضغط على نتنياهو بشأن إنهاء الحرب
  • باحث سياسي: نتنياهو يضغط على أمريكا ولا يريد إنهاء الحرب خوفا من السجن
  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي: الحرب التي نخوضها ليست في لبنان وغزة فقط إنما في الضفة الغربية كذلك
  • الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها
  • بالأرقام.. حجم الأموال التي أنفقتها أمريكا على إنتاج القذائف!
  • قيادي بفتح: أمريكا لا ترغب في وقف الحرب الإسرائيلية المسعورة على غزة