الحرة:
2025-02-01@19:25:21 GMT

عراقيون يتحدون الجفاف لإنقاذ زراعة الشلب

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

عراقيون يتحدون الجفاف لإنقاذ زراعة الشلب

بعد سنوات شهد خلالها على تآكل أرضه تدريجيا، يواجه المزارع، منتظر الجوفي، الجفاف وشح المياه في العراق عبر زراعة الأرز بطرق ري حديثة وبذور مقاومة للحر.

على وقع الجفاف الذي أنهك العراق طوال 4 سنوات، يعمل خبراء لدى وزارة الزراعة على تجارب يأملون من خلالها إنقاذ زراعة الأرز، وخاصة صنف العنبر الحاضر على كل مائدة في البلاد.

ويعمد هؤلاء إلى تطوير بذور جديدة، بينها ما هو تركيبة وراثية من العنبر، وزرعها عبر استخدام المرشات بدلا من طريقة الغمر التقليدية التي تتطلب أن يبقى الأرز مغمورا بالمياه على مدى 5 أشهر، الأمر الذي لم يعد متاحا بسهولة جراء الجفاف.

ويقول الجوفي (40 عاما)، وهو يتصبب عرقا أثناء تنقله في أرضه بمحافظة النجف (وسط البلاد)، إنها "المرة الأولى التي بدأنا فيها الزراعة بالطرق الحديثة عبر (الري) بالمرشات".

ويضيف الرجل الذي يعمل في الزراعة منذ 15 عاما بأن "الفرق كبير جدا"، مقارنة بالغمر.

استخدام المرشات بدلا من طريقة الغمر في زراعة لأرز

وتحتاج زراعة الأرز، ومنه صنف العنبر، إلى ما بين 10 إلى 12 مليار متر مكعب من المياه خلال الموسم الواحد، لكن الخبراء يقولون إن المرشات تستهلك 30 بالمئة فقط من كمية المياه.

ولم يتمكن الجوفي العام الماضي من زراعة أرضه تماما بسبب شح المياه، لكنه اليوم يتنقل بين المرشات للتأكد من أنها تعمل بالشكل الصحيح غير آبه بالشمس الحارقة ودرجات الحرارة التي تلامس 50 درجة مئوية.

ويقول الجوفي إن المزارعين كانوا سابقا يقضون وقتهم في ضمان تدفق المياه بالطريقة الصحيحة، وأما اليوم "فيقوم شخص واحد بتشغيل المرشات، لتسقي الأرض بصورة صحيحة ... ولا يبقى موقع لا تصله المياه التي تطال جميع الجهات بالتساوي".

ويعد العراق الذي يتعافى من عقود من النزاعات والفوضى من الدول الخمس الأكثر تأثرا بالتغير المناخي، وفقا للأمم المتحدة.

الجفاف أثر على زراعة الأرز في العراق

وتسبب الجفاف بخفض انتاج الأرز بشكل هائل في العراق، فبعدما كانت مساحات الأرز تتخطى 300 ألف دونم، بمعدل إنتاج 300 ألف طن، لم يزرع في عام 2023 سوى 5 آلاف دونم فقط، وفق خبراء بوزارة الزراعة.

"شح المياه"

وبعدما سئم مزارعو الأرز من رؤية حقولهم، وقد باتت أشبه بالصحراء، كان لا بد من إيجاد طرق للتأقلم مع الظروف القاسية المفروضة عليهم.

ويقول المسؤول في برنامج إكثار بذور الأرز لدى وزارة الزراعة، عبدالكاظم جواد موسى، "جراء الجفاف وشح المياه، كان لا بد لنا من استخدام تقنيات ري حديثة وبذور بتركيبات وراثية جديدة".

ويضيف: "الأمر الأهم هو استخدام التقنيات الحديثة في زراعة الأرز لمقاومة شح المياه"، مشيرا إلى أن فريق الخبراء يسعى إلى إيجاد المزيج الأفضل بين طرق الري والبذور.

ويجرب الخبراء طرق ري باعتماد أنواع مختلفة من المرشات، بينها الصغيرة والثابتة أو تلك التي تتنقل داخل الحقل، والري بالتنقيط، كما يعملون على 5 أنواع بذور مختلفة أقل استهلاكا للمياه.

فريق خبراء يسعى إلى إيجاد المزيج الأفضل بين طرق الري والبذور

ويوضح موسى بأنه وفريقه يريدون "اختبار التراكيب الوراثية (لتحديد) أي من هذه الأصناف يتحمل عملية الري بالمرشات" بدلا من الغمر.

وبعدما حقق الخبراء نتائج إيجابية العام الماضي مع بذور الغري، وهي أحدى "التراكيب الوراثية" من العنبر، وأرز الياسمين وأصله من جنوب آسيا، عبر الري بالمرشات، قدموها لمزارعين مثل الجوفي لتحديد مدى نجاحها.

ويقول جواد: "في نهاية الموسم سنخرج بتوصيات حول أي مرشات يجدر استخدامها وأي صنف بذور ملائم لها"، آملا أن يسهم ذلك في زيادة "مساحة الأراضي المزروعة بالأرز".

صعوبات وعوائق

وأرغم الجفاف كثر على هجرة الزراعة والنزوح بعيدا عن أراضيهم، كما عمدت السلطات إلى تقنين استخدام المياه وتقليص الأراضي الزراعية لتوفير مياه الاستخدام اليومي للسكان البالغ عددهم 43 مليون نسمة، لا سيما خلال الصيف.

الأرز يعد مادة غذائية رئيسية في العراق

وفي عام 2022، قلصت السلطات مساحات زراعة الأرز إلى 10 آلاف دونم فقط في محافظتي النجف والديوانية (جنوب العراق)، المعقلان الرئيسيان لتلك الزراعة وخصوصا العنبر.

وخلال الفترة الماضية، تظاهر العشرات في الديوانية لمطالبة الحكومة بالسماح لهم بالعودة إلى أراضيهم بعد توقف لعامين. لكن السلطات لم تسمح لهم العام الحالي بزراعة سوى 30 بالمئة من حقولهم، وفق قولهم.

ويقول المزارع فائز الياسري (57 عاما)، الذي هرع لزراعة جزء من أرضه، إن "2020 كانت آخر سنوات الوفرة ومن بعدها حل الجفاف".

وفي محاولة لتوفير بعض المياه، يؤكد الياسري بأنه سيقوم بحراثة الأرض وتعديلها قبل غمر بذور الأرز معتمدا الطريقة التقليدية، داعيا السلطات إلى تزويد الفلاحين بالمبيدات والكهرباء في بلد يعاني من أزمة طاقة مزمنة.

وبرغم اعتقاده أن "الربح ليس بكثير" هذه المرة، يقول الياسري: "نتحمل من أجل إعادة بذور العنبر والياسمين".

وبعكس الياسري، فقد ابن عمه باسم (30 عاما) الأمل بعودة زراعة الأرز بحيث أن المعوقات كبيرة وبات يصعب التغلب عليها.

ويقول باسم: "سمحوا لنا بزراعة نسبة (من الأرض) لكن ليس هناك مياه أو كهرباء".

وتابع: "الزراعة انتهت نهائيا بسبب شح المياه ... انتهى الشلب" في اشارة إلى نبات الأرز كما يُعرف في العراق.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: زراعة الأرز فی العراق شح المیاه

إقرأ أيضاً:

تعاون مصري ياباني.. مشروع «ISMAP » يُحدث نقلة نوعية في زراعة أسيوط

أكد اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط على تقديمه لكافة أوجه الدعم لتنفيذ المشروعات التنموية لخدمة صغار المزارعين والسيدات بالقرى والنجوع أو أي مشروعات إنتاجية وزراعية يستفيد منها المواطن الأسيوطي لافتاً إلى إهتمام الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بقطاع الزراعة وتطوير الخدمات المقدمة للمزارعين والفلاحين لتحقيق أقصى استفادة ممكنه موضحاً أن وفد من هيئة التعاون الدولي اليابانية (الجايكا) بطوكيو ومصر يواصل متابعته لمشروع تحسين الزراعة الموجهة نحو السوق لصغار المزارعين (ISMAP) وزيارة القرى المستهدفة بمحافظة أسيوط وذلك في إطار المشروعات التي يتم تنفيذها بالتعاون بين وزارة الزراعة المصرية والحكومة اليابانية وهيئة التعاون الدولي اليابانية بهدف تحسين وزيادة دخول صغار المزارعين وتمكين المرأة الريفية بمختلف مراكز المحافظة.

وأوضح محافظ أسيوط أن مديرية الزراعة بقيادة خميس محمد علي وكيل الوزارة استقبلت وفد هيئة التعاون الدولي اليابانية (الجايكا) بطوكيو ومصر والمتدربين المصريين بالمحافظات المستهدفة وذلك في إطار إستكمال التدريب المقدم لأعضاء الفريق المصري بالمحافظات المستهدفة بعد اتمامهم التدريب بدولة اليابان ضمن فاعليات مشروع تحسين الزراعة الموجهة (ISMAP) نحو السوق في البلدان العربية ( التخطيط والإدارة) والذي يضم كل من السيد إيطو مستشار التنمية الريفية بالجايكا باليابان، والسيد تسوجومي متدرب من الجايكا فرع أو بهيروا باليابان، والسيد هاتا رئيس الفريق الياباني بمصر، والسيدة هيرومب مسئول المرأة بالفريق الياباني بمصر، وعماد راجي المدير الإقليمي بمكتب الجايكا، وأعضاء الفريق المصري بمحافظة أسيوط حيث تم تقديم عرض توضيحي عن التسويق ودراسة السوق للدكتورة شرين حسين مسئول المرأة بالمشروع تلاها الزيارة الميدانية وتقسيم المتدربين إلى 3 مجموعات والتحرك إلى سوق الجملة بأسيوط لتنفيذ دراسة السوق ومقابلة التجار وملأ الاستبيان الخاص بدراسة السوق ثم العودة مرة أخرى لمكتب الجايكا بمديرية الزراعة لتحليل البيانات وتلخيص النتائج ومشاركة النتائج مع المجموعات مضيفاً إنه تم تقديم عرض توضيحي آخر عن كيفية إختيار المحاصيل المستهدفة للزراعة وإجراء دراسة جدوى عليها وقدم العرض المهندس محمد على مهندس ارشاد بإدارة الإرشاد الزراعي وعضو بالفريق لافتاً إلى اختتام التدريب بإجراء مناقشة عن كيفية إختيار المحاصيل المستهدفة للزراعة بناء على دراسة السوق ودراسة الجدوى.

يذكر أن مشروع تحسين الزراعة الموجهة نحو السوق لصغار المزارعين (ISMAP) يهدف لتحسين دخل صغار المزارعين وتمكين المرأة الريفية لتحسين دخل الأسرة وتعزيز الإقتصاد القروي من خلال تنفيذ عدد من المشروعات في قطاعات الري والزراعة تهدف إلى تطوير وزيادة الإنتاجية الزراعية بإستخدام أحدث الأساليب العلمية المتبعة في أنحاء العالم وذلك لتحقيق تنمية زراعية جيدة يستفيد منها المواطنين بقرى المحافظة.

مقالات مشابهة

  • «زراعة المنوفية»: تنفيذ 4906 إزالات لمخالفات وتعديات على الأراضي
  • كيفية زراعة الفواكه النادرة في مصر.. تحديات وفرص
  • كيف تصبح مليونيرًا من زراعة نباتات العطور في مصر؟
  • «محلية النواب» تمهل الجهات المعنية لتحديد موقف الأراضي المخصصة لـ«زراعة القاهرة»
  • محلية النواب تناقش أراضي زراعة القاهرة غير المستغلة ونقص الخدمات ببولاق الدكرور
  • زراعة شمال سيناء تطلق حملة رش وقائي لحشرة النمل الأبيض
  • تعاون مصري ياباني.. مشروع «ISMAP » يُحدث نقلة نوعية في زراعة أسيوط
  • «زراعة شمال سيناء» تطلق حملة لمكافحة النمل الأبيض في العريش
  • «موارد الشارقة» تعزّز ثقافة موظفيها بزراعة القمح
  • تحسين الأراضي: زراعة 5750 فدان بالقمح على مصاطب بـ 19 محافظة