بعد استقالة الشيخة حسينة واجد من رئاسة الوزراء.. ماذا ينتظر الشعب في بنجلاديش؟
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
بعد 15 عامًا في السلطة، استقالت الشيخة حسينة واجد، رئيسة وزراء بنجلاديش فجأة وهربت من البلاد؛ ليأتي رحيلها بعد أسابيع من الاحتجاجات التي قادها الطلاب والتي قوبلت بالعنف، واستقبلت بالابتهاج في شوارع العاصمة دكا، بحسب ما جاء في صحيفة «الجارديان» البريطانية.
لماذا استقالت الشيخة حسينة واجد؟واحتج الطلاب للمطالبة بمزيد من العدالة في الوصول إلى الوظائف الحكومية، وقوبلوا بالعنف، بما في ذلك مقتل ما يقرب من 300 شخص؛ ليزداد الأمر اشتعالا وبعدها أجبرت «حسينة» على التنحي.
ومن المقرر، أن يلتقي منسقو حركة الاحتجاج الطلابية في بنجلاديش مع قائد الجيش الجنرال واكر الزمان بعد إعلان الجيش أنه سيشكل حكومة مؤقتة في أعقاب استقالة الشيخة حسينة من منصب رئيسة الوزراء.
وقال الجيش في بيان إن «زمان» يعتزم لقاء منظمي الاحتجاج عند الظهر بالتوقيت المحلي، يوم الثلاثاء، وذلك بعد يوم من إعلان استقالة «حسينة» في خطاب متلفز وقوله إنه سيتم تشكيل حكومة مؤقتة.
وأضاف «زمان» أنه أجرى محادثات مع زعماء الأحزاب السياسية الرئيسية- باستثناء حزب رابطة عوامي الذي تقوده حسينة منذ فترة طويلة- لمناقشة الطريق إلى الأمام في بنجلاديش ومن المقرر أن يجري محادثات مع الرئيس محمد شهاب الدين.
وفي وقت مبكر من صباح الثلاثاء، أشادت الولايات المتحدة بسلوك جيش بنجلاديش. وقال متحدث باسم البيت الأبيض: «لقد دعت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة إلى احترام الحقوق الديمقراطية في بنجلاديش، ونحن نحث على أن يكون تشكيل الحكومة المؤقتة ديمقراطيا وشاملا. ونشيد بالجيش لضبط النفس الذي أظهره اليوم».
وقال تشاك شومر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن الحكومة المؤقتة يجب أن تهدف إلى إجراء انتخابات ديمقراطية سريعة، مضيفا: «إن رد فعل رئيسة الوزراء حسينة العنيف على الاحتجاجات المشروعة جعل استمرار حكمها غير قابل للاستمرار. وأنا أشيد بالمحتجين الشجعان وأطالب بالعدالة لأولئك الذين قتلوا».
وقد فازت «حسينة» بولاية رابعة على التوالي في انتخابات قاطعتها المعارضة في يناير؛ لتقول وزارة الخارجية الأمريكية في يناير إن الانتخابات لم تكن حرة ونزيهة، مضيفة أن واشنطن تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تحدثت عن مخالفات في التصويت وأعمال عنف.
وبدأت الاحتجاجات الأخيرة التي قادها الطلاب بسبب نظام الحصص الذي قالوا إنه يخصص بشكل غير متناسب الوظائف الحكومية لأحفاد المقاتلين من أجل الحرية في حرب الاستقلال عام 1971، وقد أدت الاحتجاجات الأخيرة والقمع إلى بعض أسوأ أعمال العنف منذ تأسيس بنجلاديش قبل أكثر من خمسة عقود.
ودعا منسقو الاحتجاجات الطلابية الثلاثاء إلى تشكيل حكومة مؤقتة جديدة مع الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس كمستشار رئيسي لها، بحسب مقطع فيديو نشره على فيسبوك.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بنجلاديش مظاهرات الشيخة حسينة الشیخة حسینة فی بنجلادیش
إقرأ أيضاً:
بمشاركة حكومة دمشق لأول مرة.. المؤتمر الأوروبي لدعم سوريا.. ماذا يريد الطرفان؟
البلاد – جدة
يعقد الاتحاد الأوروبي النسخة التاسعة من مؤتمر بروكسل حول سوريا، غدا (الاثنين)، تحت عنوان “الوقوف مع سوريا: تلبية الاحتياجات من أجل انتقال ناجح”، في العاصمة البلجيكية، وتثير هذه المناسبة تساؤلات حول ما يريده الاتحاد الأوروبي من سوريا، وماذا يتوقع السوريون من الاتحاد الأوروبي، وحجم الدعم المتوقع خلال المرحلة المقبلة.
يهدف المؤتمر إلى توفير منصة لحشد الدعم الدولي لمستقبل سوريا، إذ سيركز على تلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية، وضمان استمرارية المساعدات للسوريين داخل البلاد وفي المجتمعات المضيفة في الأردن ولبنان وتركيا ومصر والعراق.
ويحمل استقرار سوريا أهمية إستراتيجية للاتحاد الأوروبي، بالنظر إلى موقع سوريا في منطقة اشتباك لقوى إقليمية ودولية، والجوار الجغرافي جعل القارة العجوز وجهة لأكثر من مليون سوري، وتنتظر أوروبا استقرار الأوضاع لعودتهم إلى مناطق آمنة في بلادهم، كما تسعى لإنهاء الوجود الروسي في سوريا أو تقييده وتحجيمه على أقل تقدير.
لذا.. يرى الاتحاد الأوروبي في سوريا دولة شريكة يمكنها العودة إلى المسار السياسي والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي بعد سنوات من النزاع، لكنه بالتوازي يعمل على دفع الإدارة السورية الجديدة نحو تبني إصلاحات سياسية، وتعزيز حقوق الإنسان، وتحسين مناخ الاستثمار والتنمية، والدخول في حوار سياسي حقيقي يضمن مشاركة كافة الأطراف في مستقبل سوريا، مما يعيد الثقة للمجتمع الدولي في دعم المشاريع التنموية التي تساهم في إعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير فرص عمل للمواطنين.
على الجانب الآخر، يتوقع السوريون من الاتحاد الأوروبي أن يكون الدعم ليس فقط سياسيًا وإنما إنسانيًا واقتصاديًا ملموسًا، ويعكس هذا التوقع الرسمي والشعبي رغبة المواطن في تجاوز معاناة الحرب من خلال تلقي مساعدات عاجلة لتحسين الخدمات الأساسية الصحية والتعليمية، إلى جانب دعم برامج الإعمار وإعادة التأهيل الاقتصادي، حيث يُنظر إلى الاتحاد الأوروبي كشريك يتمتع بالقدرة المالية والخبرة الفنية الضرورية لتطبيق إصلاحات جذرية تخرج البلاد من دائرة الفقر والبطالة وتدهور المرافق والخدمات العامة.
وقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات مالية وإنسانية للسوريين خلال السنوات الماضية تجاوزت قيمتها 3.6 مليار يورو، شملت دعمًا للاجئين والرعاية الصحية والبرامج التعليمية، وهناك خططًا لدعم مبدئي خلال المؤتمر بقيمة 500 مليون يورو لدعم مشروعات إعادة الإعمار وتحفيز النمو الاقتصادي، ما يُظهر حضور المؤتمر كمنصة لتنسيق الجهود وتحديد أولويات الدعم الجديد.
ويعقد المؤتمر سنويًا منذ عام 2017، وستشهد نسخته الحالية مشاركة الحكومة السورية لأول مرة، بوفد متوقع أن يترأسه وزير الخارجية أسعد الشيباني، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والدول المجاورة لسوريا وشركاء إقليميين آخرين.
وداخل سوريا، شهدت ساحة الأمويين في دمشق وساحات رئيسية في مدن بالمحافظات، أمس السبت، احتفالات بالذكرى الـ 14 للاحتجاجات التي كُللت بإسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر الماضي، وولادة مرحلة جديدة في البلاد.
وفي منتصف مارس 2011، خرجت أولى الهتافات مطالبة بالحرية والكرامة، لتتحول إلى انتفاضة شعبية ثم إلى صراع طويل مع نظام الأسد، دفع فيه السوريون أثمانًا باهظة، قتلًا ودمارًا وتهجيرًا. وبعد كل تلك السنوات، يحتفل السوريون ببدء عهد جديد، ولأول مرة، داخل مدنهم وبلداتهم التي عاد إليها كثير منهم بعد تهجيرهم.