«الاثنين الأسود»: هشاشة الصناعة النفطية أم فقاعة في أسواق «البراميل الورقية»؟
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
من الصعب أن يمر يوم «الاثنين الأسود»، المصادف 20 أبريل (نيسان) 2020، مرور الكرام على الصناعة النفطية، فهو اليوم الذي سجل فيه نفط غرب تكساس الوسيط المؤشر أسعاراً سلبية تقل عن دولار واحد. وقد اختلفت التفسيرات لهذا الحدث التاريخي، حيث بيع برميل النفط بأقل من الدولار وبأسعار سلبية.
وصدرت تفسيرات متعددة حول الحدث، فهل السبب وهن الصناعة النفطية العالمية في أثناء أزمة «كوفيد-19»، أم أن السبب التعاملات والمضاربات في الأسواق المستقبلية للأوراق البترولية ليوم واحد لنفط غرب تكساس في بورصة نيويورك؟
تباينت الآراء حول سبب الحدث وانعكاساته على الصناعة النفطية.
يقول الخبير النفطي الرئيس السابق لمؤسسة «سومو» لتسويق النفط العراقي، رمزي سلمان، في مذكرة له حول الأمر: «كان توفر النفط الخام من دون بدل، وحتى بأسعار (سالبة) في بعض المناطق من العالم، حدثاً تاريخياً ألهب خطوط أجهزة الإعلام. هل من المعقول أن تتدهور الأمور إلى درجة أن يصبح الحصول على الذهب الأسود من دون بدل، أو حتى بأسعار (سالبة). النفط كأي سلعة أو مادة استهلاكية يتأثر سعرها بموازنة العرض والطلب. ما حدث مؤخراً، وليوم واحد، كان بيعاً محدوداً من براميل النفط، المتعاقد عليها ورقياً، والواجب تسلمها في الوقت المحدد عقدياً في صورة براميل حقيقية. ولكن بسبب عدم تمكن المشتري من إيجاد مستهلك أو موقع تخزين للكميات الواجبة التسلم، اضطر لدفع مبالغ قاربت 40 دولاراً عن كل برميل لمن يقوم بتسلم الكميات للخزن أو الاستهلاك، وحتى الحرق، الأمر الذي جعل خسارة التاجر المتورط مجموع ما دفعه أصلاً عن كل برميل (20-30 دولاراً)، وما دفعه لمن تسلم النفط، وهو ما يمكن عده غرامة لسوء قراءة السوق، أو الجشع انتظاراً لارتفاع الأسعار بعد اجتماع (أوبك) ومنتجين آخرين».
ومن المفيد أن نذكر أن مستويات الإنتاج لأعضاء «أوبك» وغيرهم خلال السنة الماضية كانت مرتفعة، وتقرب من الطاقات القصوى لمعظمهم، وبالتالي كان العرض يفوق الطلب حتى نهاية 2019. ومع إعلان غزو الفيروس، والاحتياطات والإجراءات التي اتخذتها الدول المختلفة منذ يناير (كانون الثاني) 2020، بدأ الطلب على النفط الخام بالانكماش السريع، وتوجهت الأسعار نحو الانخفاض. ولعدم تمكن المنتجين من بيع إنتاجهم، لجأ معظمهم إلى التخزين على اليابسة والناقلات العملاقة. كما استغلت المصافي الأسعار المنخفضة لتعزز خزينها التجاري، وكذلك بعض الحكومات لزيادة خزينها الاستراتيجي، الأمر الذي يبرر عدم وجود طاقات خزن غير مستغلة.
وفي نهاية الأسبوع، يوم الجمعة المصادف 24 أبريل (نيسان)، ارتفعت أسعار نفط برنت المؤشر للمرة الثانية في الأسبوع. والسبب في الارتفاعين، بحسب وكالة «رويترز»، هو إعلان الكويت ودول أخرى عن قرارها تعديل معدل إنتاجها، وموافقة الإدارة الأميركية على حزمة ضخمة ثانية من المساعدات لمكافحة الفيروس. فقد ارتفع سعر نفط برنت نحو دولار، أو 5 في المائة، ليصل إلى 22.40 دولار. كما ارتفع أيضاً سعر النفط الأميركي نحو 1.12 دولار، أو نحو 7 في المائة، ليصل إلى 17.62 دولار في نهاية الأسبوع. وهذه الأسعار تتراوح طبعاً في مستويات دنيا لها عموماً بسبب الكساد الاقتصادي الناتج عن الفيروس، والإغلاق العام في كثير من دول العالم.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الصناعة النفطیة
إقرأ أيضاً:
الذهب في قطر تحت المجهر: استقرار في الأسعار وسط ترقب عالمي وتحركات حذرة للمستثمرين
الذهب في قطر تحت المجهر: استقرار في الأسعار وسط ترقب عالمي وتحركات حذرة للمستثمرين.. شهدت سوق الذهب القطرية اليوم، الأحد 8 سبتمبر 2024، استقرارًا ملحوظًا في الأسعار، وهو ما يعكس حالة من الثبات والهدوء النسبي التي تسيطر على السوق في الآونة الأخيرة. يأتي هذا الاستقرار وسط متابعة دقيقة من قبل المستثمرين والمتداولين لتطورات السوق العالمية والمحلية، بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية العامة.
أسعار الذهب اليوم في قطرتستمر أسعار الذهب في قطر بالتأرجح ضمن نطاق ثابت، حيث لم تسجل تغييرات جوهرية اليوم، مما يدل على توازن بين العرض والطلب:
الذهب في قطر تحت المجهر: استقرار في الأسعار وسط ترقب عالمي وتحركات حذرة للمستثمرين- عيار 24: وصل سعر الجرام إلى 294.48 ريال قطري (80.90 دولار أمريكي)، محافظةً على استقرارها منذ الأيام الماضية.
- عيار 22: بقي عند مستوى 269.94 ريال (74.16 دولار)، حيث يظل هذا العيار مفضلًا لدى شريحة كبيرة من المشترين القطريين.
- عيار 21: بسعر 257.68 ريال (70.79 دولار)، يعد الأكثر شعبية في السوق القطري، خاصة بين صغار المستثمرين والراغبين في الادخار.
- عيار 18: استقر عند 220.86 ريال (60.68 دولار)، ما يجعله خيارًا اقتصاديًا مناسبًا للأغراض الزخرفية.
- عيار 12: لم يشهد أي تغيير وسجل 147.24 ريال (40.45 دولار)، ويُفضل عادةً للأغراض الزخرفية الخفيفة.
استمر الاستقرار أيضًا على مستوى الأوقية والكيلو، حيث بلغت أسعارها:
- أوقية الذهب: 9،158 ريال (2،516 دولار)، مما يعكس وضعًا هادئًا يطغى على السوق.
- كيلو الذهب: 294،482 ريال (80،902 دولار)، مع عدم توقع حدوث تقلبات كبيرة في السوق المحلية قريبًا.
تتأثر أسعار الذهب في قطر بمجموعة متنوعة من العوامل، تشمل تحركات الأسعار العالمية، وقوة الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى مستويات العرض والطلب في السوق المحلي. وعلى الرغم من هذه التأثيرات، يسيطر الهدوء على السوق القطري، وهو ما يدفع العديد من المستثمرين لاتخاذ مواقف حذرة وسط الترقب المستمر للتغيرات الاقتصادية العالمية.
الترقب يسود السوق:يتفق الخبراء على أن استقرار الأسعار الحالي يعكس حالة من الحذر بين المستثمرين، الذين ينتظرون إشارات واضحة من الأسواق العالمية. مع عدم وجود محفزات كبيرة لتغيير الأسعار على المدى القصير، يظل المشهد في سوق الذهب القطري محاطًا بالترقب، مما يجعل الأيام المقبلة حاسمة في تحديد الاتجاهات المستقبلية.
نظرة مستقبلية:يتوقع المحللون أن تظل أسعار الذهب في قطر مستقرة في الفترة القادمة، مع مراقبة مستمرة للعوامل المؤثرة. يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان هذا الهدوء سيستمر، أم أن الأحداث الاقتصادية العالمية ستدفع السوق نحو تقلبات جديدة.
تعد هذه الأسعار مرآة للوضع الحالي، وسيتم تعديلها وفق المستجدات في السوق المحلية والدولية خلال اليوم.