البورصات العالمية تتراجع في ظل خشية من ركود الاقتصاد الأمريكي
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
تراجعت البورصات في أنحاء العالم، الاثنين، متأثرة بالتباطؤ في سوق العمل الأمريكي الذي جعل المستثمرين يخشون حدوث ركود في الولايات المتحدة.
« الفوضى تسود الأسواق المالية »، هكذا علق المحلل في « إس بي آي إيه إم » ستيفن إينيس موضحا أن « العنصر المحفز » هو « تقرير التوظيف الأمريكي » الذي نشر الجمعة وأظهر تباطؤا أكثر حدة من المتوقع في سوق العمل.
كما ارتفع معدل البطالة في يوليو بشكل ملحوظ إلى 4,3%.
انخفضت مؤشرات وول ستريت الثلاثة الرئيسية عند الافتتاح: انخفض ناسداك بنسبة 3,10% قرابة الساعة 14,00 بتوقيت غرينتش متأثرا بتراجع عمالقة التكنولوجيا الأمريكية. كما انخفض مؤشر « إس آند بي 500 » الأوسع بنسبة 2,48%، وانخفض مؤشر داو جونز بنسبة 2,11%.
وفي أوربا، تراجعت بورصة باريس 1,41%، ولندن 2,25%، وفرانكفورت 1,89%، وأمستردام 2,63%، وميلانو 2,07%.
وفي وقت سابق الاثنين في آسيا، انخفض مؤشر نيكاي في طوكيو بنسبة 12,4%، وهو أسوأ انخفاض في تاريخه. وقد أدى تشديد بنك اليابان السياسة النقدية وارتفاع قيمة الين إلى زيادة المخاوف من الركود في الولايات المتحدة ما أدى إلى التراجع الحاد في بورصة طوكيو. كما انخفضت أسهم تايوان وسيول بأكثر من 8%.
وعلق كبير مسؤولي الاستثمار في « يو بي إس غلوبل ويلث » مارك هيفيل أن أرقام التوظيف الأمريكية « تشير إلى أن الاحتياطي الفدرالي قد يكون تأخر في خفض أسعار الفائدة فترة طويلة، ما يهدد بإحداث ركود ».
لمكافحة التضخم، رفع الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ 20 عاما، في نطاق 5,25 إلى 5,50%، وذلك لإجبار الاقتصاد الأمريكي على التباطؤ.
حتى الآن، رأى المحللون أن الاقتصاد الأمريكي قوي وينمو بشكل طفيف مع تباطؤ التضخم، وهو السيناريو الحلم المتمثل في « الهبوط الناعم » بعد فترة شهدت تسارعا في التضخم إثر وباء كوفيد.
لكن الأسواق باتت تعتقد أن الاحتياطي الفدرالي الأمريكي سيضطر إلى خفض أسعار الفائدة الرئيسية بشكل أكثر حدة مما كان متوقعا في محاولة لتجنب الركود.
وبالتالي، إذا شرع الاحتياطي الفدرالي في سبتمبر في خفض أولي للفائدة بمقدار 0,5% « فستكون تلك طريقته للاعتراف » بأنه استغرق وقتا طويلا للغاية لتخفيف سياسته النقدية، وفق تقدير ستيفن إينيس.
وأثرت المخاوف على السندات القصيرة الأجل، فيما ارتفعت الفائدة على السندات الأطول مدة.
كما تأثر النفط بمخاوف الركود: فقد انخفض سعر برميل برنت من بحر الشمال بنسبة 0,89% إلى 76,13 دولارا قرابة الساعة 14,00 بتوقيت غرينتش.
وخسر المعادل الأمريكي، برميل غرب تكساس الوسيط، 0,95% من سعره ليصل إلى 72,82 دولارا، بعيد انخفاضه إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر.
في مقابل هذا الاتجاه، يظهر الين ارتفاعا مستفيدا من وضعه كملاذ آمن وسط مخاوف من الركود في الولايات المتحدة.
وارتفعت العملة اليابانية بنسبة 2,74% مقابل الدولار، إلى 142,62 ينا للدولار، وبنسبة 2,10% مقابل اليورو، إلى 156,58 ينا لليورو.
كما ارتفع الفرنك السويسري بنسبة 1,26% مقابل الدولار، إلى 1,1774 دولار للفرنك الذي يعتبر أيضا ملاذا آمنا.
على العكس، انخفضت عملة البيتكوين التي تعتبر من الأصول المحفوفة بالمخاطر، بنسبة تناهز 20% منذ مساء الجمعة.
تتعثر أسهم التكنولوجيا ذات القيمة العالية في ظل وضع الاقتصاد الكلي والشكوك حول آفاق نمو القطاع.
وفي نيويورك، انخفض سهم إنفيديا أكثر من 10%، وانخفض سهم تيسلا 7,77%، وألفابت 3,46%، وأبل 5,05%، وأمازون 5,95%، وميتا 4,71%، ومايكروسوفت 4,33%.
وفي أوربا، انخفض سهم « إيه إس إم إل » بنسبة 2,10%، و »إس إيه بي » بنسبة 4,35%، وكابجيميني بنسبة 3,79%.
كلمات دلالية أزمة اقتصاد المغرب بورصةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أزمة اقتصاد المغرب بورصة الاحتیاطی الفدرالی بنسبة 2
إقرأ أيضاً:
عاجل- الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة وأسواق الخليج تواكب التحركات.. تأثيرات واسعة على الاقتصاد وأسواق المال
أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، ليصبح معدل الفائدة بين 4.25% و4.50%. هذا التخفيض الثالث على التوالي خلال عام 2024 جاء استجابة للتباطؤ المستمر في ضغوط التضخم. لم تقتصر تأثيرات هذا القرار على الاقتصاد الأمريكي فحسب، بل امتدت لتشمل بنوكًا مركزية في دول الخليج التي خفضت هي الأخرى أسعار الفائدة بنحو 25 إلى 30 نقطة أساس لمواكبة تحركات الفيدرالي الأمريكي. وتأتي هذه التحركات في ظل جهود دول الخليج لتنويع مصادر الإيرادات وتعزيز النمو غير النفطي، متحصنة إلى حد كبير من التضخم المرتفع.
خفض الفيدرالي الأمريكي للفائدةأعلن الفيدرالي الأمريكي خفض معدل الفائدة للمرة الثالثة على التوالي خلال 2024، وذلك بواقع 25 نقطة أساس، بحيث باتت تراوح بين 4.25 و4.50%. وتأتي هذه الخطوة في سياق محاولات الفيدرالي لتهدئة الأسواق وتقليل العبء الاقتصادي الناجم عن ضغوط التضخم التي أرهقت الاقتصاد الأمريكي في السنوات الأخيرة.
تأثيرات خفض الفائدة على أسواق الذهباستجابت أسواق الذهب بشكل ملحوظ لقرار الفيدرالي بخفض الفائدة. وشهدت أسعار الذهب هبوطًا فوريًا، حيث تراجعت العقود الفورية بنسبة 1.14% لتصل إلى 2616.66 دولار للأوقية، بينما انخفضت العقود الآجلة بنسبة 1.1% لتسجل 2632.9 دولار للأوقية. ويعزى هذا التراجع إلى تفضيل المستثمرين للأصول ذات العائد الثابت على الذهب الذي لا يقدم عوائد فورية. ومن جهة أخرى، تأثرت أسعار الفضة أيضًا، حيث انخفضت بنسبة 1.6% لتصل إلى 30.44 دولار للأونصة.
استجابة بنوك الخليج لخفض الفائدة الأمريكيلم تقتصر تأثيرات خفض الفائدة على الولايات المتحدة فقط، بل شملت أيضًا بنوكًا مركزية خليجية التي خفضت أسعار الفائدة لمواكبة تحركات الفيدرالي الأمريكي. وقام البنك المركزي السعودي بخفض معدل اتفاقية إعادة الشراء (الريبو) ومعدل اتفاقية إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي) بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما ليصل إلى 5.00% و4.50% على الترتيب. كما خفضت الإمارات سعر الفائدة الأساسي على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة ربع نقطة مئوية إلى 4.40%. وفي قطر، قرر المصرف المركزي خفض أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة (سعر فائدة الإيداع، وسعر الإقراض، وسعر إعادة الشراء) بواقع 30 نقطة أساس، بينما خفض المصرف المركزي في البحرين سعر الفائدة على ودائع الليلة الواحدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 5%.
توقعات الفيدرالي لأسعار الفائدة في السنوات القادمةأوضح مسؤولو الفيدرالي أن وتيرة خفض أسعار الفائدة ستتباطأ في العام المقبل مقارنة بالأشهر القليلة الماضية. ومن المتوقع أن يتم خفض سعر الفائدة الرئيسي مرتين أو ثلاث مرات فقط في عام 2025، بدلًا من التخفيضات الأربعة التي كان يتوقعها صناع السياسات قبل ثلاثة أشهر. وتأتي هذه التوقعات في ظل التباطؤ الملحوظ للتضخم، الذي انخفض إلى 2.3% في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد أن بلغ ذروته عند 7.2% في يونيو/حزيران 2022.
تأثير سياسة ترامب على الفيدرالي
في ظل الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، تتجه السياسات الاقتصادية نحو مجموعة من التخفيضات الضريبية وتقليص اللوائح التنظيمية التي قد تحفز النمو الاقتصادي. في الوقت نفسه، هدد ترامب بفرض مجموعة متنوعة من الرسوم الجمركية والسعي إلى ترحيل جماعي للمهاجرين، مما قد يؤدي إلى تسريع التضخم. وأكد مسؤولو الفيدرالي أنهم لن يكونوا قادرين على تقييم تأثير سياسات ترامب حتى تتضح تفاصيلها ومدى احتمالية تنفيذها.