اليمنيون عاجزون عن سحب ودائعهم من البنوك
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
تقدم أحمد إلى أحد البنوك اليمنية في صنعاء لسحب مبلغ مالي من رصيده كي يتمكن من إسعاف زوجته التي تعرضت لوعكة صحية شديدة، لكنه فوجئ بأن البنك رفض سحب أي مبلغ، ليعود إلى البيت خاوي اليدين، وهو يعض أصابع الندم لأنه أودع فلوسه في البنك الذي بات فعلياً تحت سيطرة جماعة أنصار الله "الحوثيين".
يقول أحمد (الذي فضل عدم ذكره اسمه كاملاً) لـ"العربي الجديد": ذهبت إلى بنك سبأ الإسلامي الذي أودعت فيه أموالي، وكنت أريد سحب جزء من المال من رصيدي، لكني لم أستطع سحب أي مبلغ بحجة أن البنك المركزي يحتجز لهم مبالغ بالمليارات، وأنه يمنع إطلاق أو صرف أي مبالغ من الودائع، وخاصة ودائع قبل 2018".
فوضى البنوك
يتابع أحمد بحسرة: "للأسف أصبحنا في عهد الفوضى في ظل سيطرة الحوثيين الذين سيطروا على البنوك وعلى ودائع المودعين فيها، فهذه حقوقنا لكنها أصبحت مصادرة، وللأسف، لا توجد جهة تنصفنا، خاصة أن من يدعون أنهم سلطة الأمر الواقع هم المسؤولون عن إيقاف سحب ودائعنا المالية بالبنوك".
حال أحمد هو حال الدكتورة في جامعة صنعاء فاتن عبده، التي ظهرت في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تشتكي بألم من عدم قدرتها على سحب مبلغ مالي من رصيدها في البنك كي تسافر إلى القاهرة لاستكمال علاجها.
وقامت جماعة أنصار الله "الحوثيين" بالسيطرة على البنوك في صنعاء، وألزمتها بعدم سحب ودائع المودعين فيها، ما جعل المودعين يواجهون أزمة تتعلق بمصادرة حقوقهم المالية في البنوك، في ظل عجزهم عن سحب أي مبلغ مالي من أرصدتهم.
إجراءات غير قانونية تمارسها جماعة الحوثي، لكنها ترى أنها من خلال هذا الإجراء تحافظ على سعر الصرف في مناطق سيطرتها والذي يساوي 535 ريالاً مقابل الدولار، كما أنها تخشى من سحب العملة الصعبة من مناطق سيطرتها، وبالتالي حدوث انهيار وتضخم اقتصادي. وكان المودعون في بنك اليمن الدولي نظموا في مايو/ أيار الماضي احتجاجاً أمام مقر البنك، غير أن جماعة الحوثي عززت البنوك بحمايات عسكرية، ومنعت هذه الاحتجاجات التي تأتي في ظل أزمة في السيولة المالية تعانيها مناطق الحوثيين، خاصة في ظل امتناع الجماعة عن صرف رواتب الموظفين منذ سبتمبر/ أيلول 2016.
ويبلغ حجم الودائع المحتجزة لمواطنين من عملاء البنوك نحو 4.5 مليارات دولار، وفقاً لتقرير عن التطورات المالية الصادر عن وزارة المالية الموالية للحوثيين، ولا يتضمن الرقم الودائع الخاصة بالمؤسسات والشركات الحكومية. واتهم محافظ البنك المركزي في عدن أحمد غالب المعبقي جماعة الحوثيين بتدمير القطاع المصرفي والمالي، وطبع عملة معدنية جديدة، وتجميد ومصادرة حسابات المواطنين بسبب معارضتهم سياساتهم القمعية.
ويعتمد الحوثيون في سياستهم على وجود المقار الرئيسية للبنوك في صنعاء، حيث رفضت العديد من البنوك التجاوب مع دعوة البنك المركزي في عدن لنقل مقارها الرئيسية إلى عدن، ما اضطر محافظ البنك المركزي في عدن لإلغاء تراخيص ستة بنوك هي: التضامن، واليمن والكويت، واليمن والبحرين الشامل، والأمل للتمويل الأصغر، والكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي، واليمن الدولي.
المودعون في هذه البنوك في المناطق المحررة دعوا إلى سحب ودائعهم منها خوفاً من مصادرتها نتيجة الصراع القائم في الملف الاقتصادي بين الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً وحكومة الحوثيين في صنعاء.
تداعيات سحب الودائع
المحلل الاقتصادي ضيف الله سلطان قال لـ"العربي الجديد" إن الحوثيين منعوا المواطنين من سحب الودائع الخاصة بهم من البنوك، وذلك لأنه في حالة قيام المواطنين بسحب ودائعهم فسيؤدي ذلك إلى انهيار الاقتصاد في مناطق الحوثي وارتفاع أسعار العملات الأجنبية، بسبب ارتفاع تداول العملة في أيدي المواطنين بعيداً عن استخدام القطاع المصرفي، ما يودي إلى انهيار القطاع المصرفي تماماً، والذي ليست لديه السيولة الكافية لتسليم كافة ودائع العملاء حقيقة، وذلك لطبيعة عمله في القروض، أي نقص السيولة في النظام المصرفي وزيادة معدلات الفائدة، وانخفاض الثقة بالنظام المصرفي".
وأشار المحلل الاقتصادي إلى أنه "في حال انخفاض السيولة المالية في البنوك، يصبح من الصعب على الحكومات الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ مشاريعها وبرامجها التنموية، أي في حال انهيار القطاع المصرفي، سوف يؤثر ذلك سلباً على مصالح البنك المركزي بصنعاء المعتمدة على طبيعة أعمال المنشآت المالية والبنوك من القروض وفوائد القروض وغيرها".
وأضاف المحلل الاقتصادي أن سحب الودائع يؤدي إلى عدم قدرة الحوثيين على السيطرة على التضخم، وذلك عن طريق تقليل النقود المتداولة، أي كلما كانت النقود متداولة وقل الوعي المصرفي عند الناس، وزاد عدم ثقتهم وخوفهم من البنوك، زاد سعر صرف العملات المحلية مقابل العملات الصعبة". وتحدث المحلل الاقتصادي عن سبب آخر لمنع الحوثيين سحب العملاء ودائعهم من البنوك، وهو خوفهم من هروب وانتقال كبار التجار من المناطق التي تحت سيطرتهم إلى مناطق سيطرة الشرعية، ونقل العملة الصعبة، وبالتالي انهيار القطاع المصرفي.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اقتصاد الودائع البنوك الأهلية الحوثي المحلل الاقتصادی القطاع المصرفی البنک المرکزی مبلغ مالی من البنوک فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة أسيوط يبحث مع رئيس "البنك الزراعي" تعزيز الخدمات المصرفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط، اليوم الثلاثاء ١٢ من نوفمبر؛ وفداً من البنك الزراعي المصري بأسيوط؛ والذي يضم الأستاذ أيمن يماني رئيس قطاع البنك الزراعي المصري بأسيوط، والأستاذ محمد حفني مدير عام الدعم بالبنك، والأستاذة وفاء أحمد عبد المعطي مدير التجزئة المصرفية، بمنطقة شمال الصعيد، وذلك لبحث تعزيز سبل التعاون المشتركة بين الجانبين، ودراسة إمكانية التوسع في الخدمات المصرفية المقدمة؛ لأفراد المجتمع الجامعي، ودعم استراتيجية الشمول المالي.
حضر اللقاء؛ الدكتور أحمد عبد المولي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور دويب حسين صابر عميد كلية الحقوق، والمستشار القانوني لرئيس الجامعة، والدكتور محمد أحمد عدوي مستشار رئيس الجامعة لشئون الخريجين وريادة الأعمال، والابتكار، والدكتور رجب محمد السيد وكيل كلية الحقوق لشئون التعليم والطلاب، والأستاذة سحر جمال مُنسق الزيارة، وعضو المكتب الفني بالجامعة.
وفي بداية اللقاء؛ رحّب الدكتور المنشاوي؛ بضيوف الجامعة، مُثمنا هذه الزيارة القيّمة؛ بوصفها انطلاقة جديدة للتعاون المشترك بين الجامعة، والبنك الزراعي المصري، والتي تهدف إلى التطوير الشامل، وتعزيز الخدمات المصرفية المواكبة لخطط الدولة، مؤكداً إن إدارة الجامعة حريصة علي تهيئة بيئة عمل إدارية، ومالية إيجابية؛ تسهم في تطوير العمل، وتحسين الأداء العام بالجامعة، لاسيما في ضوء وجود مظلة ميكنة إلكترونية واسعة للجامعة؛ لتحقيق التحول الرقمي.
وأكد الدكتور المنشاوي: إن جامعة أسيوط تحظي بالريادة، والمكانة العلمية المرموقة في صعيد مصر، وتُسهم بشكلٍ فعال؛ في تخريج، وبناء أجيال من الكوادر البشرية المتميزة، و القادرة على إثراء الحركة العلمية، والصناعية لمجتمع الصعيد، وهو ما يسهم في تنفيذ مشروعات تنموية ومجتمعية؛ وفق أسس علمية، وبحثية سليمة، لافتاً إلي توجهها المستمر؛ لدعم الشراكات الرائدة مع مختلف المؤسسات، والهيئات، في إطار خطتها للتحول لجامعة ذكية، رقمية، ومستدامة، وخلق بيئة تعليمية أكثر تفاعلية.
وخلال اللقاء، أشار الأستاذ أيمن يماني؛ إلي حرص البنك الزراعي المصري على تقديم الخدمات المصرفية لكافة عملاء الجامعة، من الطلاب، والعاملين، وأعضاء هيئة التدريس، والمساهمة في تركيب عدد من ماكينات (ATM) الحديثة داخل الحرم الجامعي، بما يسهم في تلبية احتياجاتهم، وتدعيم فعاليات الشمول المالي، هذا بالإضافة إلى دراسة تقديم عدد من التسهيلات للطلاب ذوي الهمم خلال الفترة المُقبلة، ومن بينها (كارت ميزة) المجاني، مُعربا عن اعتزازه بالتعاون مع الجامعة؛ بما يحقق خطة الدولة في التوسع في ميكنة الخدمات المصرفية بشكل عام، وتحقيق التحول الرقمي.