التزييف العميق ينذر بفوضى معلوماتية وتداعيات اجتماعية وسياسية بالعراق
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
6 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: قال صانعو محتوى، ومراقبون للتواصل الاجتماعي والاعلامي أن استخدام تقنية التزييف العميق (Deepfake) في العراق، مرصودة، كما هو الحال في العديد من البلدان حول العالم، ومن المرجح انها سوف تستخدم في العراق على نطاق واسع بسبب غياب التشريعات وفوضى النشر.
و حالات التزييف العميق من الصعب تتبعها وتحديدها بوضوح نظرًا لطبيعة التزييف العميق الذي يمكن أن يكون مقنعًا جدًا ويصعب اكتشافه.
وتفيد تقارير وأمثلة عالمية عديدة باستخدام تقنية التزييف العميق لأغراض متنوعة مثل التضليل الإعلامي، الهجمات السياسية، والابتزاز، مما يثير القلق بشأن انتشار استخدامها في العراق أيضًا، خاصةً في ظل التوترات السياسية والاجتماعية.
من المرجح أن تصبح تقنية التزييف العميق مشكلة أكبر في العراق في المستقبل، خاصةً إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لمكافحتها. وهناك عدة عوامل تدعم هذا الاحتمال منها غياب التشريعات، ففي في العديد من البلدان، فان غياب القوانين والتشريعات المحددة التي تحكم استخدام التزييف العميق يمكن أن يتيح الفرصة لاستخدامها بشكل غير قانوني ودون رادع، و العراق ليس استثناءً من هذا الواقع، حيث إن غياب الإطار القانوني لمكافحة هذه التقنية يعرض المجتمع لمخاطر جسيمة.
وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة نشر المحتوى دون تحقق دقيق يمكن أن يسهم في انتشار التزييف العميق بسرعة كبيرة، مما يزيد من صعوبة مكافحته.
وفي العراق، حيث تكون منصات التواصل الاجتماعي وسيلة رئيسية للتواصل وتبادل الأخبار، يمكن أن تتحول هذه التقنية إلى أداة فعالة لنشر الأخبار الزائفة والتأثير على الرأي العام.
والعراق يعاني من توترات سياسية واجتماعية، وهذا يمكن أن يجعل التزييف العميق أداة قوية في أيدي من يرغبون في نشر الفتنة أو التأثير على الرأي العام.
وتقنية التزييف العميق تعتبر تهديدًا حقيقيًا لسلامة المعلومات، ويمكن أن تُستخدم لتشويه سمعة الشخصيات العامة، نشر أخبار كاذبة، أو حتى لتهديد الأمن القومي. من هنا تأتي أهمية التوعية بخطر هذه التقنية وتطوير أدوات ووسائل لكشف التزييف العميق والتصدي له.
وتقنية “ديب فايك” تتضمن تدريب نموذج ذكاء اصطناعي على مجموعة كبيرة من البيانات البصرية، مثل الصور أو الفيديوهات. من خلال هذا التدريب، يمكن للنموذج أن يتعلم كيفية توليد صور جديدة تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في البيانات الأصلية. يمكن استخدام هذه التقنية لتغيير ملامح الوجه في مقاطع الفيديو أو إنشاء صور جديدة تمامًا لأشخاص حقيقيين.
والقوانين المتعلقة باستخدام تقنية “ديب فايك” لا تزال في مراحل التطوير في العديد من الدول. ومع ذلك، يمكن أن يواجه المتورطون تهمًا تتعلق بانتهاك الخصوصية، والتشهير، واستغلال الأطفال في المواد الإباحية. من الضروري أن تتطور القوانين بسرعة لتواكب التحديات الجديدة التي تفرضها هذه التكنولوجيا.
وكشف التزييف العميق يتطلب تقنيات متقدمة أيضاً. هناك جهود مستمرة لتطوير أدوات قادرة على اكتشاف الصور والفيديوهات المزيفة، ولكن هذه الأدوات تواجه تحديات تقنية كبيرة بسبب تطور التقنيات المستخدمة في التزييف باستمرار. لظاهرة يتطلب تعاوناً مشتركاً بين الحكومات، الشركات التقنية، والمجتمع المدني لضمان حماية الأفراد، خاصة الفئات الضعيفة، من إساءة استخدام هذه التقنيات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: تقنیة التزییف العمیق هذه التقنیة فی العراق یمکن أن
إقرأ أيضاً:
تركيا و«إسرائيل» وسوريا واليمن وتداعيات الحرب
– ليس موضوعنا مناقشة الفرضية اللبنانية بإمكانية تحقيق الأهداف الوطنية السيادية المعلن عنها في البيان الوزاري، بإنهاء الاحتلال والعدوان الإسرائيلي عن طريق الخيار الدبلوماسي، والرهان على الضغط الأمريكي على “إسرائيل”، إذ يكفي لتظهير فشل هذه الفرضية انتقال أصحابها إلى طرح مستقبل سلاح المقاومة بصورة مقلوبة لجدول الأعمال المفترض المبني على الاستقواء بنجاح الحل الدبلوماسي بفرض احترام القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار على الاحتلال، لمخاطبة المقاومة من موقع قوة حول مستقبل السلاح. وقد بات أصحاب الفرضية على يقين بالفشل فارتأى بعضهم الهروب إلى الأمام وتحميل المقاومة وسلاحها مسؤولية فشلهم، وهم يعلمون أن المثال السوري أمامهم يكفي للفهم بأن التعري أمام “إسرائيل” من كل عناصر القوة لا يؤدي إلى احترامها سيادة البلد، لأن حكومة سوريا الجديدة التي تستطيع القول إنها حققت لـ”إسرائيل” ما كان حلماً مثل قطع خط إمداد المقاومة في لبنان عبر سوريا وإخراجها وإخراج إيران من سوريا، وترك الاحتلال يدمر كل مقدرات الجيش السوري. ورغم أن سوريا تعرت حتى من خطاب الاعتراض بوجه التمادي الإسرائيلي في التوغل والعدوان، ورغم أن تركيا وقطر هما راعيتا الحكم الجديد في سوريا، فإن واشنطن ملتزمة مع تل أبيب ولا تقيم حساباً في رفع العقوبات إلا لما ترغبه تل أبيب بربط ذلك بمستقبل الطلبات الإسرائيلية.
– موضوعنا هو أن في المنطقة حرباً واحدة، هي حرب شعوب المنطقة ومقاوماتها مع كيان الاحتلال، وكل حروب المنطقة التي لا تبدو كذلك هي متفرعات لهذه الحرب. وهكذا كانت حرب سوريا لأكثر من عشرة أعوام، وهكذا هي نتيجة الحرب اليوم، والسعي لتحويلها إلى حرب لإنشاء مناطق استراتيجية ثالثة ليست لـ”إسرائيل” ولا للمقاومة محكومة بالفشل، كما يظهر مثال سوريا ومثال لبنان، ففي سورية انسحب نظام الرئيس بشار الأسد من المشهد، بعدما كان وجوده العنوان الظاهر للحرب، وقد نجح صناع الحرب في إنهاك الشعب والجيش والعبث بعناصر القوة حتى سقطت كل عناصر القوة، وانتهى الأمر بانسحاب الرئيس دون قتال، وحاول الأتراك قيادة فكرة إنشاء منطقة ثالثة ليست إسرائيلية ولا مقاومة، وها هي النتيجة أمامنا، ليس بسبب قوة وتعطيل وممانعة المقاومة التي كان الرئيس بشار الأسد جزءاً من جبهتها، بل بسبب ممانعة وتعطيل وقوة “إسرائيل” وأمريكا، وهذا ما يحدث في لبنان بالتمام والكمال.
– كل ما يجري يدور حول نتائج الحرب التي لم تنته، ولذلك نشهد ما نراه من تداعيات بنيوية تتصدع معها حالة الاستقرار السياسي، وربما الأمني في تركيا، لأن تركيا وضعت كل أوراقها في رهانها السوري، رهانها الاقتصادي مرتبط برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا وتدفقات تمويل إعادة الإعمار باعتبار ذلك فرصة استثنائية لنهوض الاقتصاد التركي عبر دور محوري للشركات التركية في إعادة الإعمار، والرهان الأمني مرتبط بإنهاء الوضع القائم شمال شرق سورية لصالح الجماعات الكردية المسلحة، ولم ينته. والرهان السياسي مرتبط ببناء الحجر الأساس لمنظومة العثمانية الجديدة من بوابة نجاح النموذج السوري، واحترام واشنطن وتل أبيب للعباءة التركية لهذا النموذج وتعافيه الاقتصادي والسياسي، وكل ذلك لم يحدث، بل أدى الفشل إلى تصدع النموذج وجاءت مجازر الساحل تعبيراً عن هذا التصدع لتترك آثارها على النسيج الاجتماعي المماثل بتكوينه الطائفي للنسيج السوري. وها هو الفالق يشق تركيا ويضعها في المجهول.
– داخل كيان الاحتلال بنى بنيامين نتنياهو رهانه على استثمار صورة نصر افتراضي في لبنان وغزة وسوريا، بالتمادي في عمليات التدمير والقتل والتوغل، لإحكام قبضته مع حلفائه على القرار السياسي والأمني والقضائي، والمضي قدماً بحسم الصراع الذي نشب قبل حرب الطوفان بين “إسرائيل” القديمة التي بات يمثلها اليوم رئيس الشاباك والمستشارة القانونية للحكومة والمحكمة العليا وأهالي الأسرى، و”إسرائيل” الجديدة ويمثلها تحالف ايتمار بن غفير بتسلئيل سموتريتش، ولأن النصر ليس حقيقياً، كما تقول ممانعة النازحين من الشمال والجنوب بالعودة، وكما يقول الفشل في الجبهات البرية لغزة ولبنان، وكما يقول فشل القبة الحديدية في تأمين حماية الجبهة الداخلية، يفشل نتنياهو في إحكام السيطرة ويندلع الصراع الذي يفتح باب الحرب الأهلية، كما تقول تصريحات نتنياهو نفسه ورئيس الكيان حول خطر الانزلاق إلى حرب أهلية.
– يفشل بنيامين نتنياهو لأنه يزور نصراً في الحرب الحقيقية ليربح في حرب أخرى، ويجد أن عليه المضي في الحرب الرئيسية أملاً في تغيير وجهة الحرب الداخلية، لأنه دون نصر حقيقي فيها لا مكان للنصر في سواها، ويفشل رجب أردوغان لأنه حاول صناعة نصر فرعي بالهروب من خوض غمار الحرب الرئيسية،، وتوهم صناعة مكان محايد فيها، ولهذا تذهب “إسرائيل” وتركيا إلى أزمات كبرى، وفشلت سوريا لأن محاولة نقلها إلى مكان ثالث في حرب شديدة الاستقطاب ليس فيها مكان للحياد فاكتشفت أن لا مكان ثالث وأنها تقف في الفراغ، لكن اليمن وحده ينجح لأنه منذ البداية عرف الحرب الرئيسية وحدد موقعه فيها وقاتل بشعب موحد وقوات مسلحة واضحة الخيار، وتحمل التبعات والتضحيات، ومَن يستطيع أن ينكر اليوم أن في المنطقة قوتين إقليميتين تتقاتلان هما مقاومة غزة وكيان الاحتلال، وقوتان دوليتان من خلفهما، اليمن خلف غزة، وأمريكا خلف “إسرائيل”، ورغم فوارق القوة تستمر الحرب لسنة ونصف ولا تسقط غزة ولا يسقط اليمن.
– ببساطة اطرحوا السؤال، مَن الأقوى إقليمياً اليمن أم تركيا؟
* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية