تدخلات أمريكا الاقتصادية هل تخدم العراق أم تهدد سيادته؟
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
أغسطس 6, 2024آخر تحديث: أغسطس 6, 2024
المستقلة/- أكدت السفيرة الأمريكية في العراق، ألينا رومانوسكي، أن الولايات المتحدة استضافت مجموعة من رجال الأعمال العراقيين الذين سافروا إلى الولايات المتحدة للمشاركة في قمة الاستثمار “SelectUSA”.
وقالت السفيرة المثيرة للجدل داخل الاوساط العراقية في تغريدة نشرتها على منصة إكس (تويتر سابقاً)،ان الهدف من هذه المشاركة هو الاستماع إلى تجاربهم ومعرفة كيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في نمو أعمالهم.
ورغم أن هذه المبادرة تبدو في ظاهرها خطوة إيجابية لدعم الاقتصاد العراقي، إلا أنها لم تسلم من الانتقادات والتساؤلات حول نوايا الولايات المتحدة وتدخلاتها المستمرة في الشؤون الداخلية للعراق. العديد من المراقبين والمحللين يرون أن مثل هذه المبادرات قد تكون غطاءً لتدخلات أعمق قد تمس السيادة العراقية.
من هنا، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت السلطات العراقية ستتخذ إجراءات لحماية سيادتها واستقلالها. هل سيتم استدعاء رجال الأعمال العراقيين الذين شاركوا في هذه القمة للتحقيق معهم ومعرفة ما الذي دار بينهم وبين السفيرة؟ وهل سيتدخل رئيس مجلس الوزراء ويوجه الجهات الحكومية لمراقبة تصرفات السفيرة الأمريكية ومنع أي تدخلات قد تؤثر على السيادة العراقية؟
من الواضح أن هناك حاجة ماسة لتوضيح ما إذا كانت هذه المبادرات تهدف فعلاً إلى دعم الاقتصاد العراقي بشكل نزيه وشفاف أم أنها تسعى لتحقيق مصالح أخرى قد تتعارض مع استقلال وسيادة العراق. يبقى السؤال قائماً حول كيفية تحقيق توازن بين الاستفادة من الدعم الدولي وحماية السيادة الوطنية في ظل التوترات المستمرة حول الدور الأمريكي في العراق.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
رد غير مباشر على بغداد: دمشق تحتضن المعارضة العراقية للنظام السياسي
بغداد اليوم - بغداد
قدم أستاذ العلوم السياسية، خليفة التميمي، اليوم السبت (22 شباط 2025)، قراءة أكاديمية حول إمكانية استقطاب دمشق لقيادات عراقية معارضة للنظام السياسي في بغداد، موضحًا العوامل التي قد تؤثر على هذا التوجه. وأشار التميمي إلى أن زيارة بعض الشخصيات المعارضة العراقية للعاصمة السورية ولقاءها بنخب سياسية تعكس وجود تحركات ذات أبعاد سياسية، قد تحمل إشارات إلى إعادة رسم أدوار المعارضة العراقية على المستوى الإقليمي.
الملف السياسي وأهمية التوازن
تأتي هذه التطورات في ظل تحولات سياسية في سوريا، حيث بدأت قيادات جديدة تمسك بزمام القرار بعد الثامن من كانون الأول الماضي. وفقًا للتميمي، فإن استقطاب دمشق لهذه القيادات وتحولها إلى نقطة ارتكاز لنشاطها أمر محتمل، لكنه مرهون بموقف القوى الإقليمية والدولية، خاصة في ظل الضغوط الغربية على بغداد. كما أن العراق يسعى للحفاظ على توازن في علاقاته مع سوريا، تجنبًا لأي تصعيد دبلوماسي قد ينعكس سلبًا على مصالحه الاستراتيجية.
الأبعاد الاقتصادية وعراقيل تجارية
وبحسب مراقبين وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن أي تحرك سياسي لدعم المعارضة العراقية في سوريا قد يواجه عقبات اقتصادية، لا سيما أن دمشق تخضع لعقوبات دولية تحدّ من قدرتها على تقديم دعم مالي أو لوجستي لأي طرف سياسي خارجي. العراق، من جانبه، يحاول تجنب التصعيد الاقتصادي مع الغرب عبر الحفاظ على قنوات تواصل دبلوماسية وتجارية متوازنة مع دمشق.
الأمن وتأثيرات محتملة
أمنيًا، يشير التميمي إلى أن استضافة دمشق لشخصيات معارضة قد يثير حساسية داخل العراق، خصوصًا مع استمرار التوترات الأمنية بين البلدين. كما أن أي نشاط سياسي معارض قد يضع دمشق أمام تحديات داخلية، خصوصًا مع تأثير القوى الغربية في صناعة القرار السوري خلال الأشهر الأخيرة.
الملف الدبلوماسي وموقف العراق دوليًا
تشير المعطيات إلى أن بغداد تتعرض لضغوط دبلوماسية لتحسين علاقاتها مع دمشق، لكنها في الوقت ذاته تحاول تجنب الدخول في أي تحالفات قد تفسر على أنها تحدٍ للغرب. التميمي أوضح أن الولايات المتحدة لا تزال تؤثر على القرار السوري، وهو ما يجعل أي تحركات سياسية في دمشق مرهونة بمواقف واشنطن وعلاقتها مع بغداد.
خطوة ضرورية لمصلحة العراق
في ظل هذه التوازنات، يرى التميمي أن العراق بحاجة إلى اتباع سياسة واقعية تضمن عدم تصعيد المواقف مع سوريا، وفي الوقت ذاته تمنع تحول دمشق إلى مركز معارضة مؤثر على استقرار بغداد. ويدعو إلى تعزيز القنوات الدبلوماسية لضبط أي تحركات قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب.
سيناريوهات متعددة
يبقى استقطاب دمشق للمعارضة العراقية احتمالًا قائمًا، لكنه يعتمد على مدى التغيرات في الموقف الدولي والإقليمي تجاه سوريا. في الوقت ذاته، يحاول العراق الموازنة بين الضغوط الغربية وحاجته إلى علاقات مستقرة مع دمشق، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على سيناريوهات متعددة، تتأثر بحسابات المصالح والقوى الفاعلة في المنطقة.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات