قال كريم السقا، عضو لجنة العفو الرئاسى، إن القيادة السياسية تدعم دور اللجنة بشكل كبير، مشيراً إلى أن هناك سرعة فى الاستجابة للقوائم المقدّمة من قِبلها والعفو عن الأسماء، وهو ما يدل على صدق نية الدولة فى القضاء على هذا الملف تماماً. وأضاف «السقا»، فى حوار لـ«الوطن»، أن هناك الكثير من التحديات التى يواجهها أعضاء اللجنة أثناء العمل على إعداد القوائم، تستدعى التحقيق والتدقيق فى الأسماء قبل ضمّها إلى القائمة، من تلك التحديات أن يتسرّب إلى قوائم العفو الصادرة عن اللجنة أسماء لأشخاص ذوى فكر متطرف أو إرهابى، والدولة توفر المساحة للجنة للتحقق من الأسماء عبر مراجعتها مع الجهات الأمنية، لتفادى حدوث أمر كهذا.

. وإلى نص الحوار:

كريم السقا: جهود اللجنة تُعد ترسيخاً لمبادئ الديمقراطية فى ظل البناء للجمهورية الجديدة 

حدّثنا عن استقبالك قرار إعادة تفعيل دور لجنة العفو الرئاسى.

- كان القرار متوقعاً بالنسبة لى بسبب وجود لجنة أولى عملت على الإفراج عن الكثير من المواطنين، بعدها انتقلنا لفترة انتقالية كنت أعتبرها تمهيداً لإعادة تفعيل دور اللجنة نتيجة للخطوات المهمة التى حصلت خلالها، كإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وإلغاء العمل بقانون الطوارئ وتعديل قانون التظاهر، وإعادة تشكيل المجلس القومى لحقوق الإنسان، بعدها تم إعادة تفعيل دور اللجنة.

كيف ترى جهود الدولة فى اتجاه الحريات والعفو الرئاسى؟

- القيادة السياسية تمتلك رؤية شاملة لملف المحبوسين وفلسفة واضحة فى التعامل مع هذا الملف، وقد انعكس ذلك فى تكرار طلب الرئيس وتوصياته بالعمل على دمج المفرج عنهم فى المجتمع، من أجل القضاء على تلك الظاهرة من جذورها، فضلاً عن الإرادة الواضحة فى التنفيذ السريع بالعفو عن الأسماء التى تُقدّم من قِبل اللجنة، مما يؤكد وجود إرادة جادة ورؤية شاملة للتعامل مع هذا الملف.

إعادة تفعيل دور «اللجنة» تؤكد اهتمام الجمهورية الجديدة بحرية الرأى واحترام حقوق الإنسان

كيف ترى أثر لجنة العفو الرئاسى فى ظل بناء الجمهورية الجديدة؟

- إعادة تفعيل دور لجنة العفو الرئاسى يؤكد أن الجمهورية الجديدة قائمة على حرية الرأى والتعبير واحترام وتعزيز حقوق الإنسان، وانفراجة سياسية واسعة، فضلاً عن ترسيخ مبادئ الديمقراطية.

من وجهة نظرك.. ما أبرز العقبات التى تواجه لجنة العفو الرئاسى؟

- فى رأيى من أصعب العقبات التى تواجهنا فى عملنا كلجنة العفو الرئاسى الضغط من قِبل الكثير من الأطراف وذوى المحبوسين من أجل ضم أسماء ذويهم لقوائم العفو، وهو ما يؤثر على عاطفتنا، ونبذل جهوداً من أجل مقاومة تلك العاطفة ونتعامل مع الأمر بحرفية ونطبّق فى نهاية المطاف المعايير الموضوعة منذ اليوم الأول فى اختيار الأسماء التى تستحق فرصة ثانية، لضمها إلى قوائم العفو، وهنا لا ألوم على ذوى المحبوسين، فهو تصرف طبيعى نابع من حبهم لذويهم المحبوسين وأملهم فى أن يكونوا معهم، فلا يمكن اللوم عليهم.

ما أهمية خطوة الدمج المجتمعى فى رأيك؟

- تساعد هذه الخطوة على الترسيخ للديمقراطية داخل المجتمع، خاصة بعد أن تمكنا من تحقيق طفرات تنموية، ومشاركة كل الأطراف فى العمل على الأصعدة السياسية والاجتماعية.

كيف ترى دعم القيادة السياسية لدور لجنة العفو الرئاسى؟

- لا يمكن إنكار أن القيادة السياسية تحرص كل الحرص على دعم اللجنة وحمايتها وتوفير بيئة مناسبة وآمنة للعمل فيها، بإتاحة الفرصة لاستطلاع رأى الأجهزة الأمنية عند العمل على إعداد القوائم.

فى رأيك هل توجد تحديات تواجه لجنة العفو أثناء أداء عملها؟

- من أبرز التحديات أن يتسلل إلى قوائمنا أحد الأفراد ذوى الفكر الإرهابى أو المتطرف، أو يمتلك مخططات شر تؤثر على أمن البلاد، فبالتالى نكون حريصين كل الحرص عند إعداد القوائم، ونهتم بالتحقيق والتدقيق فى جميع الأسماء قبل وأثناء إعداد القوائم، والتعامل معها بحرص، حتى لا نكون سبباً فى زعزعة الأمن القومى للبلاد بعد الجهود الكبرى التى بُذلت من قِبل الجيش والشرطة لإعادة أمن البلاد.

فى رأيك كيف سيتأثر الجيل الجديد الذى ينشأ فى ظل عفو رئاسى وحريات؟

- أصبح الجيل الجديد حالياً يتمتع بمساحة واسعة من الحريات، ولكن لا بد أن ننتبه إلى أن الحرية عبارة عن سلاح ذى حدين، والبعض يستعمل تلك الانفراجة فى الحريات بشكل سلبى، خاصة عبر الإنترنت، وبالتالى هذه الخطوات لدعم الحريات داخل المجتمع، يمكنها إنقاذهم من الحرية السلبية، فضلاً عن أنها ترسّخ لديهم مبادئ مختلفة، منها أن الحوار هو الأسلوب والأمثل فى التغلب على كل المشكلات، وهو ما ينتقل إليهم  من خلال رؤيتهم للحوار الوطنى، وكذلك تقبّل الآخر، وهو ما ينتقل إليهم برؤيتهم جهود العفو الرئاسى والدمج المجتمعى، وأرى أيضاً أنه يسهم فى تهذيب نفوسهم ويعيدهم إلى حضن الوطن.

كيف يمكن التحصين من أضرار الحريات فى الجمهورية الجديدة من وجهة نظرك؟

- الحرية هى سلوك وثقافة تكتسب، وفى ظل انفراجة الحريات يصبح هناك دور كبير للإعلام والمؤسسات الثقافية، وكذلك التعليم والثقافة، فى نشر الوعى حول التعامل مع الحرية وحدودها، وكما قُمنا بتدشين حملات علاجية ضد الأمراض المختلفة، لا بد من تدشين حملات توعوية ثقافية ضد القضايا المجتمعية المختلفة، لتعريف الجمهور بالقضية وأبعادها وسُبل التعامل معها وما إلى ذلك، كقضية زيادة السكان أو الزواج المبكر وغيره، وهو دور مهم جداً، خاصة فى ظل ثورة الذكاء الاصطناعى الحالية.

مبادئ اللجنة فى الدمج المجتمعى

لدينا معايير واضحة فى اختيار المستحقين للعفو الرئاسى، وبالتالى نستبعد عن قوائمنا كل من تورط فى أعمال عنف أو تخريب أو اشترك فى العمليات الإرهابية بشكل أو بآخر، أما عن الدمج المجتمعى، فكل من يخرج من السجون يكون فى أمس الحاجة إلى تلك الخطوة، حتى يتمكن من التعايش داخل المجتمع المصرى، ولا يمكن إنكار أن الجهود التى بُذلت فى هذا الملف تستحق التقدير، ومثالاً على ذلك مشاركة الكثير منهم فى الحوار الوطنى وجلساته، وهو ما يدل على أهمية الدمج المجتمعى وأثره على الوطن والمواطن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العفو الرئاسى الديمقراطية لجنة العفو الرئاسى الجمهوریة الجدیدة القیادة السیاسیة التعامل مع هذا الملف الکثیر من العمل على من ق بل وهو ما

إقرأ أيضاً:

حزب المصريين: جهود القيادة السياسية نجحت في الحشد الدولي لإفشال مخطط التهجير

ثمن المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، بيان الرئاسة الفلسطينية حول تمكين دولة فلسطين وحكومتها الشرعية من تولي مهامها ومسؤولياتها في قطاع غزة كما هو في الضفة الغربية.

وقال "أبو العطا"، في بيان اليوم الجمعة، إنه لا يخفى على أحد دور الدولة المصرية الداعم والمُساند للقضية الفلسطينية منذ عقود طويلة بحكم التاريخ والجغرافيا وعلاقات الدم والقومية واشتراك الحدود واستمراره بقوة وترابط للوقت الحاضر، ودافعت مصر بقوة وجعلت القضية الفلسطينية بؤرة اهتمامها، موضحًا أن الدولة المصرية وقيادتها السياسية دعمت القضية الفلسطينية بمختلف الطرق منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين قبل عقود، واستضافت بدورها العديد من المؤتمرات العالمية لبحث دعم حل الدولتين والسلام في المنطقة، وتُمثل الجهود المصرية الحالية امتدادًا لدورها التاريخي تجاه قضية العرب الأولى.

وأضاف رئيس حزب "المصريين"، أن مصر نجحت في حشد الجهود السياسية والدبلوماسية خلال عقود عديدة للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في أراضيهم، وينطلق الدور المصري المحوري في ملف غزة من قواسم تاريخية ومشتركات من عمر القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية تُعد واحدة من أبرز القضايا المحورية في السياسة الخارجية المصرية منذ عقود، حيث لعبت مصر دورًا رئيسيًا في دعم الشعب الفلسطيني على المستويات السياسية والدبلوماسية والإغاثية.

وأوضح أنه منذ اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي ظل الموقف المصري ثابتًا في مساندة الحقوق الفلسطينية، ورفض أي محاولات لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين، الأمر الذي تجلى بوضوح منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، حيث ظهر موقف مصر الرسمي القاطع والحاسم بقيادة الرئيس السيسي، وموقف الشعب المصري أيضًا الرافض للتهجير.

وأكد أن موقف القيادة السياسية المصرية من القضية الفلسطينية يظل ثابتًا لا يتغير، مستندًا إلى مبادئ العدالة والحقوق المشروعة، ورغم التحديات الإقليمية والدولية، تواصل مصر جهودها السياسية والدبلوماسية والإغاثية لدعم الشعب الفلسطيني، ورفض أي محاولات لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي تبرز مصر كصوت قوي مدافع عن الحقوق الفلسطينية، ومُساند دائم لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

ولفت إلى أن تراجع وإفشال مخطط التهجير لصالح مشروع إعادة إعمار غزة يُعد تطورًا رئيسيًا ذات مؤشرات ودلالات سياسية جديدة في ملف القضية الفلسطينية؛ الأمر الذي تجلى بوضوح في النقاشات حول تنفيذ البروتوكول الإنساني لإدخال المساعدات والمعدات رغم تململ الجانب الإسرائيلي خلال الأسبوعين الماضيين، موضحًا أن الجهود المصرية في إعادة إعمار قطاع غزة دليل واضح وصريح على نجاح الجهود المصرية الكبيرة في إفشال مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • العفو العام.. بوابة نحو العدالة والمصالحة أم فخ للمزايدات السياسية؟
  • حزب المصريين: جهود القيادة السياسية نجحت في الحشد الدولي لإفشال مخطط التهجير
  • الأمم المتحدة: على العراق أن يعمل لصالحه لا “للغير”
  • رئيس المجلس الرئاسي اليمني يوجه الجيش إلى التعامل الصارم مع الحوثيين
  • رئيس المجلس الرئاسي اليمني يوجه الجيش بـ التعامل الصارم مع الحوثيين
  • توجيهات عسكرية مشددة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي لوزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ..تفاصيل
  • حزب «المصريين»: جهود القيادة السياسية نجحت في إفشال مخطط تهجير الفلسطينيين
  • رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية يُهنئ القيادة بذكرى يوم التأسيس
  • لجنة المشاركة السياسية بالقومي للمرأة تعقد اجتماعها الدورى لمناقشة خطة عملها
  • لجنة الشئون الدينية تؤكد دعمها لموقف القيادة السياسية بشأن القضية الفلسطينية