يمانيون:
2024-12-24@12:21:18 GMT

إسماعيل هنية.. شهيد الأُمـة

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

إسماعيل هنية.. شهيد الأُمـة

وَرِثَ عن البحر عُمْقَه وهُدُوءَه ورَحَابَتَهُ وثورتَه.. وهو ابنُ البحر.. ابنُ جورة عسقلان سيِّدة البحار.. وابنُ مخيَّم الشاطئ الذي احتضن مراكبَ اللاجئين، وحفظ أهازيجَ الموج في ساعات الأصيل، وهو يحملُ الصيادين يطاردون عين الشمس قبل انغماسها في جلال الزُّرقة، وهيبة الغَسَق.. وفي تنفُّس الصباح يرجعون، وفي الضُّحى يرقِّعون شباكهم في ظلال زنابق التلال.

.
وإسماعيل الطفل في أزقّة المخيم تداهم عيناه جحافلَ الغُرَباء يزرعون الموت، ويسمِّمون الهواء، ويطلقون النار على النوارس ويصفِّدون الشُّطآن..

وينفتحُ الوعيُ مبكراً على الحزن والألم والقهر.. ويلجأُ الفتى إلى بيتِ الله، حَيثُ تُوضَعُ الأثقالُ وتُمسَحُ الأحزان، وتُزالُ الهموم، وتتنزّلُ السكينة.. ويُعَدُّ الرجال..

وتنتفض غزّة.. لتصيرَ بحجم فلسطين، بل بحجم الأُمَّــة..

ويدركُ إسماعيلُ أنّ زواريبَ المخيم أوسعُ من هذي الأرض التي ضاقت على الفلسطيني، وأنّ ليلَ الوطن لنا نحن الفقراءَ حين نكونُ فدائيين..

وأنّ الشمسَ لنا، والقمر لنا، والبحر لنا، والقدس لنا، والزعتر والزيتون..

في غزّةَ ينمو الأطفالُ سريعاً، وكأنّ تحدِّي النكبة يلزمُهم بالرفع وليس الكسر..

والثورة تجري في دمهم، تدفعهم ليكونوا الأميزَ..

“لن نعترف بإسرائيل”.. صارت أغنيةً تعزفُها أوتارُ الأيدي المتوضئة بماءِ الحق، وكان لها استحقاق النور في أنفاق غزّة، إعداداً لليوم الموعود، وزاداً للسفر الصاعد للملكوت على أجنحة الياسين وعيّاش وعز الدين، والرّكب يطول، وتتسع الفكرة، ويأتي الدّورُ على القائد إسماعيل في الزمن الأقسى، عاصفة البحر التي ألفها كبحّار آتٍ من ماء الملح، كانت تعصف بفلسطين كُـلّ فلسطين، والقبطان لا ترهبه الريح، ولكن ما يشغله هو كيف يخلّص مركبه، حتى يوصله للشاطئ موفور الصيد..

وعلى كُره منه يغادرُ القائدُ مخيمَه في غزة، ويفارق معشوقه استجابة لتكليف الوقت الذي اقتضى ذلك الخروج، جمعاً للكلمة، ورأباً للصدع، وفتحاً للأبواب المغلقة، ورفعاً للحواجز والموانع، وتعزيزاً للعلاقات، وتأليفاً للقلوب، وتحصيناً للمقاومة، وسفيراً للمجاهدين، وصوتاً للمستضعفين.. فكان خروجه هجرة لله ورسوله، وللحق الذي تمثّله فلسطين، ومحطة رافعةً للفعل المقاوم، حَيثُ استطاع ترميم علاقات الحركة مع قوى جبهات المقاومة، وفتح لها آفاقاً أوسع.. وهو ما تجلّى في (طوفان الأقصى) ذاك الإنجاز الإعجاز الذي كان الشهيد السعيد من أبرز عناوينه وشواهده، رغم بُعْد الشقّة، ووعورة الطريق، وسهام التشكيك، والطعن، وليِّ اللسان، وسوء الظن..

وتمكّن الشهيد من إدارة تداعيات (طوفان الأقصى) وحرب الإبادة على شعبه الفلسطيني باقتدار وحنكة دلّت على البصيرة والصبر والكفاءة، وكان الشهيد القائد أحرص القادة على أمرين: الحفاظ على المقاومة المدافعة عن شعبها وحقوقه، والتوحّد على برنامج المقاومة الشاملة، وظلّ ثابتاً على هذا حتى أتاه اليقين في طهران ليكون مجمعاً للبحرين، ومحطّةً توحّد الأُمَّــة..

سلامٌ عليك أبا العبد.. شهيد الأُمَّــة..

وسلامٌ على الشهداء..

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون..

* كاتب فلسطينيّ

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتبنى رسميًا اغتيال إسماعيل هنية وتهدد بقطع رؤوس قادة الحوثيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء أمس الإثنين، ولأول مرة، مسئولية إسرائيل عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن وزير الدفاع هدَّد، في حفل تكريم لمجموعة من ضباط الاحتياط، بأن تستهدف إسرائيل البنية التحتية للحوثيين في الحديدة وصنعاء باليمن، وقطع رؤوس قادتهم، كما فعلت مع إسماعيل هنية في طهران، ويحيى السنوار في غزة والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في لبنان.

وفي سياق آخر، نشر الموقع الرسمي للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، أن سكان مدينة غزة يستطيعون الوصول إلى 3% فقط من المساعدات الغذائية الطارئة.

وذكرت الأمم المتحدة في بيان، أنه منذ شهر أكتوبر الماضي، عندما بدأت القوات الإسرائيلية عملية برية في شمال غزة، لم يُسمح بدخول سوى 3% من شحنات الغذاء والمياه التي ينظمها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى المناطق الشمالية من قطاع غزة.

حذر الوكيل العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية توم فليتشر من أن "الحصار شبه الكامل" لشمال غزة "يثير شبح المجاعة"، بينما تؤدي الظروف في جنوب غزة إلى "أوضاع معيشية مروعة واحتياجات إنسانية أكبر" مع حلول فصل الشتاء.

أوضح فليتشر أن غزة هي أخطر مكان في العالم لتقديم المساعدات الإنسانية، حيث شهد هذا العام مقتل أكبر عدد من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية مقارنةً بأي عام مضى.

وتمكنت قافلة مشتركة من الأمم المتحدة، تتألف من تسع شاحنات في أواخر شهر ديسمبر الماضي، من الوصول إلى سكان بيت حانون في شمال غزة، الذين انقطعت عنهم المساعدات لأكثر من 75 يومًا، حيث أظهرت صور التقطها موظفو الأمم المتحدة سكانًا يائسين يندفعون من الملاجئ للحصول على المياه المعبأة والدقيق والأطعمة المعلبة.

مقالات مشابهة

  • عاجل:- إسرائيل تعترف رسميًا باغتيال إسماعيل هنية في طهران
  • خبير: تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن اغتيـ ال إسماعيل هنية موجهة للداخل
  • إسرائيل تقر بمسؤوليتها عن اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية
  • إسرائيل تتبنى رسميًا اغتيال إسماعيل هنية وتهدد بقطع رؤوس قادة الحوثيين
  • أول اعتراف رسمي من إسرائيل باغتيال إسماعيل هنية.. ماذا قال وزير دفاع الاحتلال؟
  • لأول مرة.. إسرائيل تعترف بدورها في اغتيال إسماعيل هنية.. وتهدد الحوثيين بـقطع الرؤوس
  • وزير دفاع الاحتلال يعترف لأول مرة بالمسؤولية عن اغتيال إسماعيل هنية
  • إسرائيل تعترف بمسئوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية
  • الكيان الصهيوني يعترف لأول مرة بمسؤوليته عن اغتيال إسماعيل هنية
  • لأول مرة.. وزير الدفاع الإسرائيلي يعترف باغتيال إسماعيل هنية في طهران