فرض الوصاية على مصرف زين العراق يكشف حجم التدهور في الواقع المصرفي
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
أغسطس 6, 2024آخر تحديث: أغسطس 6, 2024
المستقلة/- وضع البنك المركزي العراقي مصرف “زين العراق الإسلامي” تحت الوصاية، في خطوة تعكس الممارسات غير السليمة وأداء إدارة المصرف غير المرضي، مما يهدد استقلال وسلامة الجهاز المصرفي العراقي.
ووفقاً لوثيقة رسمية حصلت عليها المستقلة، ان قرار مجلس إدارة البنك المركزي، المرقم 165 لسنة 2024، صدر استناداً لأحكام المادة 59 من قانون المصارف العراقي رقم 94 لسنة 2004.
يواجه الواقع المصرفي في العراق تحديات كبيرة تؤثر سلباً على استقرار النظام المالي وثقة المستثمرين. تتضمن هذه التحديات سوء إدارة بعض المصارف وافتقارها إلى الشفافية والحوكمة الرشيدة. القرار الأخير بفرض الوصاية على مصرف “زين العراق الإسلامي” يعكس ضعف الإجراءات الرقابية والضوابط الداخلية في هذا المصرف.
البنك المركزي العراقي هو الجهة المسؤولة عن الإشراف على النظام المصرفي وضمان استقراره. ومع ذلك، فإن الانتقادات تتزايد حول فعالية هذه الرقابة وقدرتها على كشف ومنع التجاوزات المالية في الوقت المناسب. قرار فرض الوصاية على مصرف “زين العراق الإسلامي” يشير إلى تأخر التدخل الرقابي، مما يثير تساؤلات حول مدى جدوى الإجراءات الوقائية التي يتخذها البنك المركزي.
الرقابة على المصارف والبنك المركزي يجب ألا تقتصر عليهما فقط، بل يجب أن يكون لمجلس النواب العراقي دور فعال في متابعة ومراقبة الأداء المالي والمصرفي. مع ذلك، يبدو الدور الرقابي لمجلس النواب ضعيفاً وغير فعال في كثير من الأحيان، مما يترك الباب مفتوحاً أمام المزيد من الانتهاكات والممارسات غير السليمة. غياب الرقابة البرلمانية يسهم في تفاقم المشاكل المالية ويضعف الثقة في النظام المالي العراقي.
في الختام، يعكس قرار فرض الوصاية على مصرف “زين العراق الإسلامي” الحاجة الملحة إلى إصلاحات جذرية في النظام المصرفي وتعزيز الرقابة المالية من قبل الجهات المسؤولة. يتطلب الأمر تعاوناً مشتركاً بين البنك المركزي، المصارف، ومجلس النواب لضمان استقرار وسلامة النظام المالي في العراق.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: البنک المرکزی
إقرأ أيضاً:
الواقع الصناعي في العراق.. بين تحديات الماضي وآمال النهوض
فبراير 20, 2025آخر تحديث: فبراير 20, 2025
المستقلة/- يشهد القطاع الصناعي في العراق تحديات كبيرة، رغم محاولات النهوض به في السنوات الأخيرة. فقد أشار ديوان الرقابة المالية الاتحادي إلى بوادر تطور في هذا المجال، إلا أن تقادم المكائن والمعدات لا يزال يشكّل عائقًا أمام تحقيق قفزة صناعية حقيقية.
إنتاج متدنٍ وخطوط متهالكةيواجه القطاع الصناعي مشكلات تتعلق بضعف الطاقة الإنتاجية، إذ تعمل غالبية الشركات بمعدات قديمة تعود إلى السبعينات والثمانينات، ما يجعلها غير قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية. يضاف إلى ذلك عدم قدرة الشبكة الوطنية على تزويد المصانع بالطاقة الكهربائية، مما يضعف القدرة التنافسية للمنتجات المحلية أمام الإغراق السلعي من الأسواق الخارجية.
خطط التأهيل والشراكة مع القطاع الخاصلمواجهة هذه التحديات، تبنّت وزارة الصناعة والمعادن خطة لتأهيل وتطوير الشركات الصناعية من خلال عقود مشاركة مع القطاع الخاص، مستندة إلى قانون الشركات العامة رقم (22) لسنة 1997 وقانون الاستثمار رقم (13) لسنة 2006. هذه الخطوة تهدف إلى إعادة تأهيل المصانع وتحديث خطوط الإنتاج، إلا أن عقبات قانونية وإدارية لا تزال تؤثر على تنفيذ عمليات الدمج وإعادة الهيكلة.
الحاجة إلى تفعيل قوانين الحمايةيؤكد ديوان الرقابة المالية أهمية تفعيل قانون حماية المنتجات العراقية رقم (11) لسنة 2010، لمنع إغراق الأسواق المحلية بالبضائع الأجنبية التي تنافس المنتجات الوطنية بأسعار أقل. كما شدد على ضرورة فرض التعرفة الجمركية وحماية المستهلك لضمان عدالة المنافسة وتحفيز الصناعات المحلية.
خلاصةرغم وجود استراتيجيات للنهوض بالصناعة العراقية، لا تزال التحديات قائمة، مما يستدعي إجراءات أكثر صرامة وفاعلية في حماية المنتج المحلي ودعم الاستثمار الصناعي. فالتنمية الصناعية لا تتحقق فقط عبر الخطط والتشريعات، بل تحتاج إلى إرادة سياسية واقتصادية قوية تضمن التطبيق الفعلي لهذه الإصلاحات للنهوض بالاقتصاد الوطني.