ارتفاع أسعار النفط 1% وسط مخاوف من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
ارتفعت أسعار النفط أكثر من 1 % اليوم الثلاثاء الموافق 6 أغسطس، معوضة خسائر الجلسة السابقة، بفعل مخاوف بشأن الإمدادات وسط تصاعد الصراع في الشرق الأوسط وبيانات أقوى لقطاع الخدمات في الولايات المتحدة وخفض الإنتاج في حقل الشرارة النفطي الليبي.
ووفق لوكالة رويترز، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 97 سنتا بما يعادل 1.
وانخفض كلا المؤشرين القياسيين بنحو 1% يوم الاثنين على خلفية هبوط أسواق الأسهم العالمية.
وكان انخفاض أسعار النفط محدودا بسبب المخاوف المتزايدة من أن إيران، وهي منتج رئيسي في الشرق الأوسط، قد ترد على إسرائيل والولايات المتحدة بسبب اغتيال زعيم حماس في طهران والهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل قائد حزب الله في لبنان، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا.
وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز أمس الاثنين إن خمسة أفراد أمريكيين على الأقل أصيبوا في هجوم على قاعدة عسكرية في العراق، ولم يتضح ما إذا كان الهجوم مرتبطا بالتهديدات بالانتقام.
وقال بريانكا ساشديفا، المحللة البارزة للسوق في فيليب نوفا في سنغافورة، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "يبدو أن النفط استرد بعض خسائره مع استمرار المخاوف الأوسع نطاقا من تصعيد محتمل في الصراع في الشرق الأوسط في إضافة مخاوف في سوق النفط، أصبح احتمال اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط حقيقيا، مما يهدد الإمدادات العالمية".
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس الاثنين إن الولايات المتحدة تحث الدول على إبلاغ إيران بأن التصعيد ليس في مصلحتها.
وتلقى النفط دعما أيضا من بيانات صدرت أثناء الليل أظهرت أن نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، تعافى من أدنى مستوى في أربع سنوات في يوليو .
وحققت أسعار النفط مكاسب أيضا وسط ارتفاع أوسع في أسواق الأسهم الآسيوية بعد هبوطها أمس.
وقال "ساشديفا من فيليب نوفا "يبدو أن ارتفاعات الأسعار في السوق العالمية خلال الليل قد أصلحت المشاعر السيئة بشكل عام، مما أثار بعض عمليات شراء جديدة في النفط.
كما عززت المخاوف بشأن انخفاض الإنتاج في حقل الشرارة النفطي الليبي الذي ينتج 210 آلاف برميل يوميا الأسعار. فقد انخفض الإنتاج في الحقل، وهو أحد أكبر الحقول في البلاد، بنحو 20% بسبب الاحتجاجات المستمرة.
وقال محللون في بنك آي إن جي في مذكرة للعملاء إن مشاكل الإنتاج هذه عوضت بعض التباطؤ الاقتصادي الكلي السابق في السوق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النفط أسعار النفط رويترز الشرق الأوسط الصراع في الشرق الأوسط انخفاض أسعار النفط لبنان فی الشرق الأوسط أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
بدر بن علي الهادي
الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.
لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.
منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.
تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:
1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.
2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.
3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.
4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.
إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.
وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.
ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.
وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.
الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.
لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.
الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!