أعلنت النيابة العامة في فنزويلا، الإثنين، فتح تحقيق جنائي ضد كل من مرشح المعارضة للرئاسة إدموندو غونزاليس أوروتيا، وزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، وذلك بتهم عدة من بينها "اغتصاب سلطة ونشر معلومات كاذبة والتحريض على عصيان القوانين والتمرد والتآمر الإجرامي".

وقالت النيابة العامة في بيان إنها قررت فتح هذا التحقيق الجنائي لأن غونزاليس وماتشادو "يعلنان عن فائز زائف في انتخابات الرئاسة (.

..) ويحرضان علنا عناصر الشرطة والجيش على العصيان".

ودعت المعارضة الفنزويلية الجيش والشرطة إلى "الوقوف إلى جانب الشعب"، بعدما أعلن المجلس الانتخابي الوطني فوز الرئيس نيكولاس مادور بولاية ثالثة في نتيجة شكك فيها كثيرون داخل البلاد وخارجها.

وكتبت ماتشادو وأوروتيا في بيان مشترك: "نناشد ضمائر الجيش والشرطة أن يقفوا إلى جانب الناس وعائلاتهم".

وأضاف البيان أن "حكومة الجمهورية الجديدة المنتخبة ديمقراطيا تقدم ضمانات لأولئك الذين سيؤدون واجبهم الدستوري".

وأعلنت هيئة الانتخابات الوطنية أنها سلمت محاضر فرز الأصوات في مراكز الاقتراع كاملة إلى المحكمة العليا، ونشر هذه المحاضر مطلب رئيسي للمعارضة والدول التي تشكك بفوز مادورو في الانتخابات، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

وأدت الاضطرابات التي أعقبت إعلان فوز مادورو إلى مقتل 11 مدنيا، وفقا لمنظمات حقوق الإنسان.

والجمعة، صادق المجلس الوطني الانتخابي على فوز مادورو بنسبة 52 بالمئة من الأصوات، مقابل 43 بالمئة لصالح أوروتيا، لكن المعارضة طعنت بهذه النتائج مؤكدة أن مرشحها فاز بنسبة 67 بالمئة من الأصوات.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المعارضة الفنزويلية مادورو أوروتيا فنزويلا رئيس فنزويلا المعارضة الفنزويلية مادورو أوروتيا

إقرأ أيضاً:

المعارضة أمام تحدي النجاح من داخل السلطة

في مشهدٍ سياسيٍ استثنائي، تمكنت "المعارضة اللبنانية" من تشكيل حكومة نواف سلام بقيادةٍ حاسمةٍ وأغلبيةٍ غير منقوصة، ربما للمرة الأولى منذ عقود ما بعد اتفاق الطائف. هذا التحول يعكس تغييراً جوهرياً في موازين القوى الداخلية، مع تحالفٍ غير مسبوق بين قوى سياسية متنوعة تهدف إلى تجاوز الاستقطابات التقليدية. لكن فرصة النجاح هذه ليست خالية من التحديات، بل تواجه اختباراً وجودياً في ظل أزمات لبنان المتراكمة، من انهيار اقتصادي واجتماعي إلى تحديات أمنية مرتبطة بسيادة الدولة.

أبرز تحدٍّ يواجه هذه المعارضة هو قدرتها على تحويل خطابها الإصلاحي إلى سياسات ملموسة. خطابها الحالي يركز على محاربة الفساد واستعادة الثقة الدولية عبر إصلاحات اقتصادية وقضائية، لكن العقبات هائلة. فبنية النظام الطائفي تعيق أي تحوّل جذري، كما أن الخلافات الداخلية ضمن التحالف الحاكم قد تطفو مع أول اختبار حقيقي، خاصةً حول قضايا مثل العلاقة مع "حزب الله" أو التعامل مع الملف الأمني. إضافة إلى ذلك، فإن توقعات الشارع مرتفعة بعد سنوات من الانهيار، وأي تأخر في تحقيق نتائج قد يُترجم خيبة أمل واسعة.

التحدي الآخر مرتبط بخطاب السيادة وقدرة الدولة على الحماية، وهو محور يُختبر في قضايا مثل تحرير الجنوب من دون الحاجة لسلاح "حزب الله". إذا فشلت الحكومة في تعزيز دور الجيش والأجهزة الأمنية كبديل عن سلاح المقاومة، فإن سردية الحزب عن "مقاومة الاحتلال" ستبقى مسيطرة. هنا، يصبح نجاح الحكومة في توحيد قرار السيادة شرطاً لتفكيك الخطاب الاخر، لكن هذا يتطلب دعمًا دولياً وإقليمياً قد لا يكون متوفراً بسهولة، خاصة في ظل تعقيدات الملف الإقليمي.

أما سيناريو الفشل، فيعني انهيار شرعية التحالف الحاكم قبل الانتخابات المقبلة، مما يعيد ترميم قوى الموالاة التقليدية، ويُعيد إنتاج الأزمة بأبعاد أكثر خطورة. الفشل هنا لن يكون مجرد خسارة سياسية، بل ضربةً لشرعية فكرة التغيير ذاتها، التي التفت حولها شرائح واسعة من اللبنانيين. كما سيعيد ترسيخ السردية التي تقول أن "البديل" غير قادر على الإدارة، مما يفتح الباب لعودة النخب القديمة تحت شعارات الاستقرار الوهمي.

فرصة هذه المعارضة التاريخية مرهونة بقدرتها على تحقيق معادلة مستحيلة: إصلاح النظام من الداخل من دون التفكك تحت وطأة تناقضاته، وإثبات أن الدولة قادرة على الحماية من دون الاعتماد على سلاح خارج مؤسساتها. النجاح، ولو جزئي، قد يغير وجه لبنان السياسي، لكن الفشل سينهي مشروعا سياسيا كاملا، ويُعيد البلاد إلى مربع الاستقطابات المألوف.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • تنطلق الثلاثاء.. عائلات المعتقلين السياسيين بتونس تتخوف من محاكمة سياسية
  • انطلاق أولى الجلسات المرتقبة لمحاكمة معارضين في تونس بتهمة التآمر على أمن الدولة
  • البنك المركزي: نمو حجم القروض والسلف للقطاع المصرفي العراقي بنسبة (5.4) بالمئة
  • أحزاب المعارضة : الليونة ضرورية مع الحزب
  • بين باسيل وسلام : معارضة ولا قطيعة سياسية
  • محاكمة معارضين بتهمة التآمر في تونس تنطلق الثلاثاء
  • أولى الجلسات المرتقبة لمحاكمة معارضين بتهمة "التآمر" تنطلق في تونس الثلاثاء  
  • واشنطن تندد بتوغل زوارق فنزويلية في مياه متنازع عليها مع غويانا
  • المعارضة أمام تحدي النجاح من داخل السلطة
  • ترامب يوجه ضربة جديدة لمادورو: نهاية الطريق أم مناورة سياسية؟