أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات جلسوا على مقاعد خشبية، وعلى وجوههم علامات التركيز والإنصات، حاملين فى أيديهم قصة صغيرة مدوناً عليها «أنت البطل» وصورة لاعب كرة القدم محمد صلاح، وأمامهم عدد من الشباب والفتيات المتطوعين مرتدين «فيست» مدوناً عليه لوجو «أنت أقوى من المخدرات»، يوزعون عليهم كراسات تلوين وعلب ألوان، تضم رسومات تكافح الإدمان والمخدرات بصورة مبسطة، لتوصيل الفكرة للأطفال.

هذا المشهد ظهر داخل جناح صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، الذى نظم ضمن القافلة الاجتماعية التى نظمتها وزارة التضامن الاجتماعى، داخل منطقة «أهالينا 1»، وهى واحدة من المناطق بديلة العشوائيات، ولاقى إقبالاً كبيراً من الأطفال الذين حضروا لسماع القصص والتلوين.

وتحدثت آية منصور، متطوعة بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، عن دور الصندوق داخل القافلة الاجتماعية، بمنطقة «أهالينا 1»، موضحة أن وجودهم جاء وراءه الإعلان عن توفير عيادة دائمة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، داخل منطقة أهالينا 1 بمدينة السلام، تحديداً فى عمارة رقم 11 شقة رقم 1، وتستهدف تقديم خدمات الصندوق لأهالى المنطقة بصورة مستمرة، بالإضافة إلى تقديم العلاج مجاناً وفى سرية تامة.

وتابعت: «مش بس بنقدم العلاج، كمان بنعمل استشارات لمناقشة الأهالى بمختلف أعمارهم وأجناسهم عن خطورة الإدمان والتعاطى وأثرها السلبى على الحياة اليومية والمدى البعيد».

وأشارت «آية» فى تصريحات لـ«الوطن»، إلى أنهم فى البداية واجهوا صعوبة فى التعامل خاصة مع السيدات داخل المنطقة، بسبب وجهة نظرهم بأنهم ليس لهم صلة بخدمات الصندوق، ومع الوقت تمكنوا من معرفة دورهم الكبير فى مكافحة المخدرات سواء مع أبنائهم أو أزواجهم، وأن أهم ما فى العلاج والتعافى أن يكون المتعاطى لديه الرغبة والإرادة فى التعافى، كى ينجح الصندوق فى تقديم العلاج والمساعدة له.

وأوضحت أن العيادة توفر الطبيب المختص، الذى يبدأ فى معرفة نوع المخدر ومدة التعاطى ومن ثم تحديد العلاج، بدون شرط حجز مريض الإدمان داخل العيادة، ولكن يتم تحديد جلسات متابعة معه لمتابعة الجرعات وحالته الصحية ومدى استجابته للعلاج، مؤكدة أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، لديه مراكز علاج على مستوى محافظات الجمهورية، تُقدم فيه الإقامة والعلاج والتغذية بالمجان وفى سرية تام.

وأشارت «آية» إلى أن عيادة الصندوق داخل منطقة أهالينا 1، تستقبل أهالى مناطق مختلفة ليس فقط أهالى منطقة أهالينا وتقدم لهم العلاج فورياً ومجاناً، بجانب الحرص على تقديم عروض للأطفال، ومنها قصة «أنت البطل» والتى تتحدث عن محمد صلاح وهو من أكثر الشخصيات المشهورة والقريبة من الأطفال، ويجرى حوار بينه وبين أحد أصدقائه الذى يرغب فى التدخين، بالإضافة إلى قصص التلوين، ورسومات لوّن واكسب، التى تحكى قصة لكل رسمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحماية الاجتماعية العشوائيات السيسي أهالینا 1

إقرأ أيضاً:

صندوق أممي: 1.5 مليون فتاة يمنية لم تلتحق بالتعليم خلال سنوات الصراع

يواصل التعليم في اليمن التراجع بوتيرة مقلقة، حيث كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان عن واقع مأساوي تعيشه الفتيات اليمنيات، مشيرًا إلى أن نحو 1.5 مليون فتاة لم تلتحق بالتعليم خلال العقد الماضي، في واحدة من أكثر الأزمات التعليمية حدة على مستوى العالم.

وذكر الصندوق في تقرير حديث له أن الفقر والعنف والنزوح وانهيار الخدمات الأساسية ساهمت جميعها في إقصاء ملايين الفتيات عن المقاعد الدراسية، مؤكدًا أن هذا الغياب لا يحرمهن فقط من فرص التعليم والعمل في المستقبل، بل يعرضهن لمخاطر جسيمة مثل زواج الأطفال والحمل المبكر، وما يرافق ذلك من مضاعفات صحية خطيرة قد تهدد حياتهن.

ويأتي هذا التحذير في وقت تشير فيه تقارير محلية إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات زواج القاصرات، خاصة في أوساط الأسر النازحة التي فقدت مصادر دخلها وتعاني من ضعف الوصول إلى التعليم والخدمات الصحية، ما يدفع الكثير منها إلى تزويج بناتها في سن مبكرة كخيار اضطراري في مواجهة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار التقرير إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يعمل بالشراكة مع منظمة اليونيسف و"اتحاد نساء اليمن" على تنفيذ مبادرات تستهدف الحد من ظاهرة زواج الأطفال، أبرزها فصول محو الأمية للفتيات، والتي تشمل الفتيات اللواتي أجبرتهن الحرب أو النزوح أو العنف الأسري على مغادرة المدرسة.

ويستفيد من هذه المبادرات أكثر من 738 فتاة في 22 فصلًا دراسيًا موزعة على خمس محافظات يمنية. إلا أن هذه الجهود تواجه تهديدًا بالإغلاق الوشيك بسبب نقص التمويل الحاد، وهو ما وصفه الصندوق الأممي بأنه "انتكاسة كارثية" لبرامج الحماية والتنمية الموجهة للفتيات في اليمن.

في هذا السياق، أطلق الصندوق نداءً عاجلًا لتوفير 70 مليون دولار لتمويل استجابته في اليمن لعام 2025، إلا أن التمويل المتوفر حتى الآن لا يتجاوز ربع المبلغ المطلوب، ما يُنذر بحرمان آلاف النساء والفتيات من برامج حيوية تشمل التعليم والدعم النفسي والرعاية الصحية الأساسية.

ويحذر الصندوق من أن استمرار هذا العجز المالي سيقود إلى تفاقم معاناة النساء والفتيات، وسيقضي على آمالهن في استعادة جزء من حياتهن الطبيعية في بلد تحوّل فيه التعليم إلى رفاهية نادرة.

ويأتي هذا التحذير الأممي في سياق أزمة مركبة تعصف باليمن، حيث تسبب النزاع المسلح بانهيار مؤسسات الدولة، ودمار البنية التحتية، وتفشي الفقر والجوع، مما فاقم الأعباء على الأطفال والفتيات بشكل خاص.

وبينما تزداد التحديات التي تواجه الفتيات اليمنيات في سبيل الحصول على التعليم، لا تزال الاستجابة الدولية محدودة وغير كافية لمواجهة حجم الكارثة، في وقت يحتاج فيه اليمن إلى تحرك عاجل وجاد لإعادة الأمل إلى جيش من الفتيات اللاتي حُرمن من أبسط حقوقهن الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • استشاري نفسي: «توحد الموبايل» خطر يهدد الأطفال.. والإدمان السلوكي يقود للعنف ومشكلات تعلم
  • صواريخ الاحتلال تخطف سمع الغزيين.. والحصار يمنع العلاج والتأهيل
  • تشغيل مركز رعاية للأطفال ذوي الإعاقة والأمهات البديلة
  • مع تغير الفصول.. أعراض الاكتئاب الموسمي.. وطرق العلاج
  • تجهيز مقر لمركز السكر للكبار بمستشفى زايد بدمياط
  • مسلسلات رمضان 2025.. ارتفاع مشاهد التدخين والتعاطي مقارنة بالعام الماضي
  • صندوق أممي: 1.5 مليون فتاة يمنية لم تلتحق بالتعليم خلال سنوات الصراع
  • هوس نتف الجلد: الأسباب، الأعراض، طرق العلاج
  • التدخين ما بقاش موضة.. لكنه لسه بيقتل.. من السجائر للبود سيستم| الخطر واحد
  • محافظ المنيا يتابع أنشطة صندوق مكافحة الإدمان خلال أعياد الربيع للتوعية بمخاطر التدخين والمخدرات