حراك دبلوماسي فرنسي لتوفير شبكة أمان للبنان
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
إزاء ما تعده مصادر رسمية فرنسية «خطراً جدياً» لاشتعال الشرق الأوسط بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، لم يكن بوسع الدبلوماسية الفرنسية أن تبقى متفرجة. وبدأت تتحرك على أكثر من صعيد محاولة ضمن إمكاناتها المساهمة، ليس في إطفاء الحريق، بل على الأقل الحد من توسعه.ليجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مباحثات هاتفية مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات حول الوضع في الشرق الأوسط، ودعوا جميعا كافة الأطراف الى التحلي بحس المسؤولية وضبط النفس، وانه لا مصلحة لأحد في تصعيد {الوضع}.
وكتب مراسل" الشرق الاوسط" في باريس ميشال بو نحم:وثمة مؤشر لا يخطئ على القلق الفرنسي المتصاعد، وهو طلب باريس من رعاياها، وغالبيتهم من مزدوجي الجنسية الفرنسية - اللبنانية، الخروج من لبنان «لدى أول فرصة»، وتجديد الإصرار على عدم التوجه إليه. فخلال التجارب الماضية، لم تكن باريس تطلب منهم أمراً كهذا إلا في الحالات القصوى.
وتترقب باريس ما سيقوله أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، بمناسبة مرور أسبوع على مقتل القائد العسكري للحزب وسط توقع عام أن يكون الرد «قادماً حتماً»، كما سبق وقال نصر الله، الذي لم تفته الإشارة إلى أن المعركة مع إسرائيل «مفتوحة على كل الجبهات».
وتعمل الدبلوماسية الفرنسية على خطين: الرئيس إيمانويل ماكرون من جهة، ووزير خارجيته ستيفان سيجورنيه (المستقيل) من جهة أخرى. اللافت أن ماكرون حرص بمناسبة مرور أربع سنوات على تفجير المرفأ، الذي دمر أحياء كاملة في بيروت وأوقع 220 قتيلاً وآلاف الجرحى، على التذكير بـ«التزام فرنسا الثابت» تجاه لبنان. وواضح أن الالتزام المذكور يرتدي اليوم أبعاداً أكبر وأوسع في ظل الوضع الراهن جنوباً.
وكتب الرئيس الفرنسي، الأحد، على منصة «إكس»: «تحية من قلبي إلى بيروت. فبعد أربع سنوات من الانفجار، لا تزال أفكاري مع اللبنانيين». وأضاف: «أؤكد مجدداً التزام فرنسا الثابت إلى جانب لبنان ومطالبتنا بالعدالة لجميع الضحايا».
تجدر الإشارة إلى أن ماكرون كان أول رئيس أجنبي يزور لبنان بعد التفجير، لا بل زاره مرة ثانية بداية ايلول 2020، وفي المرتين طرح خطة إنقاذ اقتصادي ومالي وسياسي للبنان، إلا أن الطبقة السياسية اللبنانية تعاملت معها بخفة صادمة.
ولم يعد هم باريس اليوم ملء الفراغ المؤسساتي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد فراغ قارب العامين، أو مآل التحقيقات في «انفجار العصر»، بل كيفية درء المخاطر الكبرى ونزع فتيل التفجير الإقليمي، وتشكيل شبكة حماية للبنان. ففي البيان الذي وزعه قصر الإليزيه عن الاتصال، جاء أن ماكرون والملك الأردني عبد الله الثاني «أعربا عن قلقهما العميق إزاء التوترات المتصاعدة في المنطقة، وشددا على ضرورة تجنب التصعيد العسكري الإقليمي بأي ثمن». كذلك «دعَوَا جميع الأطراف إلى التخلي عن منطق الانتقام والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس والمسؤولية من أجل ضمان سلامة السكان».
وبخصوص لبنان، حرص ماكرون، وفق بيان الرئاسة، على تأكيد «التزام فرنسا بالمساهمة في الجهود الدبلوماسية لخفض التصعيد، لا سيما على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل» الذي حددته الأمم المتحدة في عام 2000، وأنها «ستبقى جاهزة في إطار اليونيفيل ومن أجل دعم استقرار لبنان».
وجاء في البيان أيضاً أنه نظراً للوضع المتوتر إقليمياً، فإن وقف إطلاق النار أصبح أكثر إلحاحاً ما من شأنه إطلاق سراح الرهائن، ووضع حد لمعاناة سكان غزة وإيصال المساعدات الكثيفة. ولم يغب عن ماكرون وعبد الله الثاني التذكير بـ«القلق الكبير» إزاء الوضع الحرج في الضفة الغربية، فضلاً عن انخراط البلدين في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين للبحث عن «رؤية مشتركة للسلام تقوم على حل الدولتين».
ترى مصادر دبلوماسية عربية في باريس أنه لا يمكن الفصل بين تواصل ماكرون مع ملك الأردن، وبين المشاورات التي أجراها وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي في طهران بطلب من الملك، رغم أن الصفدي نفى أن يكون حاملاً رسالة من إسرائيل أو سيحمل إليها رسائل، وأنه عمد إلى توضيح موقف الأردن وحيادية أجواء بلاده. وينتظر أن يواصل ماكرون مشاوراته مع قادة عرب وأوروبيين في الساعات والأيام المقبلة. وسبق له أن تشاور مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني فيما لا يستبعد اتصاله بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مرة أخرى بعد اتصال جرى بينهما يوم 29 يوليو (تموز)، أي بعد حادثة مجدل شمس.
بيد أن مصدراً سياسياً فرنسياً، وعلى رغم تنويهه بالجهود الدبلوماسية التي تقوم بها باريس، عدَّ أن فرنسا تعوزها الوسائل التي تمكنها من التأثير عملياً على الطرفين الرئيسيين، وهما إسرائيل وإيران. ومع ذلك، فإن فرنسا، التي لها ما لا يقل عن 700 جندي في إطار القوات الدولية «يونيفيل» تسعى من خلال التواصل مع شركائها الأوروبيين والإقليميين إلى إيصال مجموعة رسائل تدعو كلها إلى منع الحريق الإقليمي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من جهة
إقرأ أيضاً:
قبلان: لبنان بلا جيش ومقاومة ليس أكثر من فريسة دولية إقليمية
اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن "لبنان بلا جيش ومقاومة ليس أكثر من فريسة دولية إقليمية"، وقال في بيان: "البلد من نفق إلى نفق، والحقيقة مرة، وملفات لبنان الأساسية مجمدة دولياً وسط عجز مخيف لدى مؤسسات الدولة وطواقمها، والشروط الأميركية التعجيزية تضع البلد بحالة الموت السريري دون أي معارضة أو حراك سيادي، ولا أولوية للبنان بأوراق واشنطن وبروكسل سوى ما يخدم مشروع "لبنان الفريسة"، مضافاً الى أن الأزمة الهيكلية ما زالت تضرب بأطنابها دون سياسات لبنانية جوابية، وعلى المقلب الآخر تتعامل اليونيفيل كقوة أممية لصالح إسرائيل، فيما إنعاش الدولة والبلد يحتاج ردّة فعل وطنية بلا مزيد من الإستسلام الوطني والسيادي، فالبلد الى الآن ملعب وليس أكثر من فريسة بلا نيات إصلاح جذري، ولا إصلاح اقتصاديا أو سياسيا أو ماليا بل ترقيع للواقع اللبناني المفتوح على المشارط الدولية والنزيف الدائم، فيما الحكومة اللبنانية ترى بعين واحدة ولا يهمّها من لبنان إلا ما يرضي الأميركان، وهي بهذا السياق تصرّ على معاقبة الجنوب والضاحية والبقاع بشدّة وتضع نصف البلد خارج مسؤولياتها، ولا أولويات للحكومة بالجنوب سوى ما يخدم الأجندة الأمريكية فقط، والغليان كبير للغاية، والإذلال سياسة ممنهجة، واللحظة لإنقاذ لبنان وليس للصفقات الدولية التي تطال رأس لبنان السيادي والمؤسساتي".
وتابع: "لا حلّ بلا أولويات وطنية تليق بالعائلة اللبنانية الممزقة بالسياسات الحكومية، ولعبة الإذلال لأهل الجنوب والبقاع والضاحية لن تعود على الدولة إلا بالوبال، والدولة لا تحمي لبنان ولا تريد حماية الجنوب، وما يجري من غارات إسرائيلية وقتل واحتلال وانتهاك تحت عين المندوب الأميركي لا يهمّ الدولة وفريقها الغارق بالأولويات الدولية، والحل بتعزيز سيادتنا الوطنية، ولا قوة سيادية للبنان خارج قوة الجيش والمقاومة، ولبنان بلا جيش ومقاومة ليس أكثر من فريسة دولية إقليمية، ومزيد من السقوط بلعبة الملفات الدولية يضعنا أمام كارثة وطنية وجودية، ولبنان ليس هديةً لأحد، والمواثيق الدولية والضمانات الأميركية ليست أكثر من لعبة نفاق للإجهاز على قوة لبنان السيادية، والمواقع الرسمية مطالبة بأجوبة تليق ببلد لديه ربع سيادة، ومفاتيح لبنان الإنقاذية تبدأ من سيادة لبنان ووحدته وتضامنه الكامل مع ناسه وتضحياته، والحكومة التي تدوس على كرامة شعبها وتضحياته لا تستحق كرامة لبنان". مواضيع ذات صلة المفتي قبلان: الخطأ بموضوع سلاح المقاومة أكبر من لبنان والمنطقة ولم يعد لدينا شيء نخسره Lebanon 24 المفتي قبلان: الخطأ بموضوع سلاح المقاومة أكبر من لبنان والمنطقة ولم يعد لدينا شيء نخسره 27/04/2025 13:00:40 27/04/2025 13:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 قبلان: المقاومة ضمانة للسيادة وأي مساس بها يهدّد بتفجير لبنان Lebanon 24 قبلان: المقاومة ضمانة للسيادة وأي مساس بها يهدّد بتفجير لبنان 27/04/2025 13:00:40 27/04/2025 13:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 قبلان رداً على سلام: شطب المقاومة يمرّ بشطب لبنان وسيادته Lebanon 24 قبلان رداً على سلام: شطب المقاومة يمرّ بشطب لبنان وسيادته 27/04/2025 13:00:40 27/04/2025 13:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 المفتي قبلان: لا سيادة للبنان بدون قوة ومقاومة Lebanon 24 المفتي قبلان: لا سيادة للبنان بدون قوة ومقاومة 27/04/2025 13:00:40 27/04/2025 13:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً بايراقداريان فاجأت المجتمعات في جلسة الهيئة العامة لاتحاد المرشدات والدليلات Lebanon 24 بايراقداريان فاجأت المجتمعات في جلسة الهيئة العامة لاتحاد المرشدات والدليلات 05:56 | 2025-04-27 27/04/2025 05:56:07 Lebanon 24 Lebanon 24 أبناء عجلتون يعلنون عن لائحة "مصداقية وتجدد" Lebanon 24 أبناء عجلتون يعلنون عن لائحة "مصداقية وتجدد" 05:53 | 2025-04-27 27/04/2025 05:53:47 Lebanon 24 Lebanon 24 رئيس مجلس الوزراء القطري: نجدد موقفنا الداعم للبنان ووقوفنا الدائم إلى جانب شعبه Lebanon 24 رئيس مجلس الوزراء القطري: نجدد موقفنا الداعم للبنان ووقوفنا الدائم إلى جانب شعبه 05:52 | 2025-04-27 27/04/2025 05:52:13 Lebanon 24 Lebanon 24 زغرتا شيّعت حفيدة الرئيس فرنجية Lebanon 24 زغرتا شيّعت حفيدة الرئيس فرنجية 05:51 | 2025-04-27 27/04/2025 05:51:12 Lebanon 24 Lebanon 24 عودة: القيامة هي ركيزة إيماننا وخلاصنا Lebanon 24 عودة: القيامة هي ركيزة إيماننا وخلاصنا 05:47 | 2025-04-27 27/04/2025 05:47:36 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة حالة طقس لبنان.. هذا ما سيشهده خلال الأيام المقبلة Lebanon 24 حالة طقس لبنان.. هذا ما سيشهده خلال الأيام المقبلة 07:26 | 2025-04-26 26/04/2025 07:26:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. إسرائيلي يتجوّل في بيروت Lebanon 24 بالفيديو.. إسرائيلي يتجوّل في بيروت 14:52 | 2025-04-26 26/04/2025 02:52:21 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما ينتظر أقساط المدارس الخاصة Lebanon 24 هذا ما ينتظر أقساط المدارس الخاصة 16:00 | 2025-04-26 26/04/2025 04:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 حكم بالحبس وغرامة.. نيشان إلى السجن بسبب اعلامية مصرية! Lebanon 24 حكم بالحبس وغرامة.. نيشان إلى السجن بسبب اعلامية مصرية! 11:15 | 2025-04-26 26/04/2025 11:15:54 Lebanon 24 Lebanon 24 "ملعب جويّ" فوق لبنان.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ Lebanon 24 "ملعب جويّ" فوق لبنان.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ 14:00 | 2025-04-26 26/04/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 05:56 | 2025-04-27 بايراقداريان فاجأت المجتمعات في جلسة الهيئة العامة لاتحاد المرشدات والدليلات 05:53 | 2025-04-27 أبناء عجلتون يعلنون عن لائحة "مصداقية وتجدد" 05:52 | 2025-04-27 رئيس مجلس الوزراء القطري: نجدد موقفنا الداعم للبنان ووقوفنا الدائم إلى جانب شعبه 05:51 | 2025-04-27 زغرتا شيّعت حفيدة الرئيس فرنجية 05:47 | 2025-04-27 عودة: القيامة هي ركيزة إيماننا وخلاصنا 05:44 | 2025-04-27 قائد القطاع الغربي في "اليونيفيل" التقى رئيس بلدية الرمادية فيديو أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 27/04/2025 13:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 27/04/2025 13:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 27/04/2025 13:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24