أمراض تنتقل إلى الأشخاص من الماء بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
أميرة خالد
توقع الباحثون أن تصبح الأمراض المنقولة بالمياه أكثر احتمالية في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري، ويمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى توسيع نطاق بعض الطفيليات والبكتيريا، وإطالة موسم ازدهار بعض الطحالب السامة، وإجهاد البنية التحتية للمياه إلى حد الفشل
وتشمل قائمة الأمراض، التي يمكن أن تحملها المياه غير المعالجة، ما يلي:
1.
تحدث الإصابة بمرض الكوليرا عند العدوى ببكتيريا ضمة الكوليرا، ومن أعراضها الإسهال والقيء، ويمكن أن تؤدي بسرعة إلى الوفاة بسبب الجفاف والصدمة.
كانت الكوليرا سبباً رئيسياً للوفاة في لندن في القرن التاسع عشر، بسبب النمو السكاني السريع ونقص معالجة مياه الصرف الصحي، ونسبت النظرية السائدة آنذاك المرض إلى “الملوثات”، من بينها الهواء الفاسد الذي يمكن أن ينقل العدوى.
و مازال ضحايا الكوليرا يتساقطون حتى اليوم. فوفقا لمنظمة الصحة العالمية، هناك 1.3 مليون إلى 4 ملايين حالة إصابة بسبب الكوليرا كل عام، وينتهي الأمر بالوفاة لحوالي 21 ألفاً إلى 143 ألف حالة. ويمكن علاج المرض بمحلول الإماهة الفموي، وهو ببساطة ماء نظيف وسكر وملح.
2. التهاب السحايا الأميبي الأولي
إن التهاب السحايا الأميبي الأولي PAM هو عدوى نادرة ولكنها مرعبة، ويحدث بسبب الأميبا “نيجلرية دجاجية” Naegleria fowleri، التي تعيش في البحيرات العذبة والأنهار والينابيع الساخنة. تتكاثر الأميبا في درجات حرارة مياه لا تقل عن 30 درجة مئوية وتزدهر عند 35 إلى 45 درجة مئوية. لا تتسبب الأميبا عدوى كجزء من دورة حياتها؛ إنما الطريقة الوحيدة التي تسبب بها مشاكل هي إذا تم دفعها بالقوة إلى الدماغ عبر الأنف، كما قد يحدث عندما يقفز السباحون أو يغوصون في المياه الملوثة بالأميبا.
3. حمى القندس
يعاني المصاب بعدوى حمى القندس أو “الجيارديا” لأسابيع من الغثيان والقيء والإسهال. تحدث الإصابة بالمرض بسبب كائن وحيد الخلية يطلق عليها “الجيارديا الاثني عشرية”، والذي يلتصق بالجزء الداخلي من الأمعاء.
يتكاثر عن طريق الدخول في مرحلة الكيس والخروج من الجسم في البراز. يمكن أن تعيش هذه الأكياس في الماء أو التربة لعدة أشهر. تنتقل العدوى عادة عندما يشرب الناس مياه ملوثة، على الرغم من أن الجيارديا يمكن أن تنتشر أيضًا بشكل مباشر من شخص لآخر أو من خلال الطعام الملوث.
4. أميبا الشوكمبية
تنتشر الأميبا الشوكمبية في كل المياه العذبة والبحار. في أغلب الأحيان، تسبب عدوى في العين تسمى التهاب القرنية Acanthamoeba، والتي يمكن علاجها. لكن يمكن أن تنتشر العدوى، في بعض الأحيان، إلى الجلد أو الأنسجة الأخرى. وإذا وصلت العدوى إلى المخ أو النخاع الشوكي، فإنها تُعرف باسم التهاب الدماغ الحبيبي الأميبي GAE، وهو مرض يؤدي إلى الوفاة في الكثير من الحالات. لا يوجد إرشادات محددة يمكن من خلالها تجنب الإصابة بالتهاب الدماغ الحبيبي الأميبي، ولكن يجب أن يوضع في الاعتبار أن هناك حالات مرتبطة بشطف الأنف لالتهاب الجيوب الأنفية بماء غير معقم أو مقطر. في كل هذه الحالات، كان لدى المرضى جهاز مناعي ضعيف.
5. حمى التيفوئيد
تعد حمى التيفوئيد واحدة من أكثر الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه خطورة، حيث تودي بحياة ما يقدر بنحو 110.000 شخص كل عام، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
يحدث المرض بسبب بكتيريا السالمونيلا المعوية التيفية، والتي تسبب الحمى وآلام البطن وأعراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال والإمساك. في حين يمكن علاج المرض بالمضادات الحيوية، فإن هناك بعض السلالات المقاومة للمضادات الحيوية، مما يجعل العلاج معقدًا ومكلفًا. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 1% إلى 4% من المصابين لا تظهر عليهم أعراض ولكنهم لا يزالون يفرزون البكتيريا في البول والبراز، مما يساهم في الانتشار الصامت للمرض.
يوجد لقاحات ضد حمى التيفوئيد، والتي يوصى بها لسكان المناطق الموبوءة بحمى التيفوئيد والمسافرين إليها. يراعى شرب المياه المعبأة أو المياه المعالجة من مصادر صحية. كما توصي منظمة الصحة العالمية بتجنب شرب الحليب الخام. حتى في الدول المتقدمة، يمكن أن يحتوي الحليب غير المبستر على بكتيريا سالمونيلا تيفية وغيرها من البكتيريا الضارة.
6. التهاب اللفافة الناخر
تحدث الإصابة بالتهاب اللفافة الناخر، التي تلتهم لحم الإنسان، عند الغطس في بحيرة أو في المحيط. إن التهاب اللفافة الناخر هو مجموعة من الالتهابات التي تسببها مجموعة متنوعة من البكتيريا التي تهاجم الأنسجة الرخوة.
ويمكن أن تحدث هذه الالتهابات في أي وقت يحدث فيه تمزق في الجلد، بما يشمل حالات ما بعد العمليات الجراحية. في معظم الأحيان، يكون الجاني هو البكتيريا العنقودية الذهبية والعقدية، ولكن يمكن أن تتحول البكتيريا الأخرى إلى “آكلة للحوم” أيضًا. في المياه العذبة، يمكن للبكتيريا من جنس “إيروموناس” Aeromonas أن تسبب التهابات آكلة للحوم، وفي مياه المحيط، تعد بكتيريا “فيبريو فالنيفيكاس” Vibrio vulnificus سببًا شائعًا.
وفقًا لما نشرته كلية الطب بجامعة إنديانا الأميركية، يعاني معظم الأشخاص الذين يصابون بالتهاب اللفافة الناخر من ضعف في جهاز المناعة بسبب حالات مثل مرض السكري. يوصي الأطباء بعدم الدخول إلى المسطحات المائية إذا كان الشخص مصاب بجرح مفتوح، وخاصة إذا كان يعاني من حالة تضعف استجابته المناعية.
7. مرض دودة غينيا
يمكن أن تحدث عدوى طفيلية مروعة بسبب دودة “دراكونكولوس ميدينينسيس”. يؤثر هذا المرض في الغالب على أنغولا وتشاد وإثيوبيا ومالي والسودان، وهو مرض يصيب المناطق الريفية حيث يمكن أن يكون مصدر مياه الشرب من البرك أو مصادر المياه الراكدة الأخرى.
تطلق الدودة الطفيلية يرقاتها في الماء، حيث تستهلكها قشريات متناهية الصغر. إذا ابتلع شخص ما عن غير قصد بعضًا من هذه القشريات من خلال مياه الشرب، فإن الدودة ستتطور داخل جسم الإنسان؛ بعد حوالي عام، ستظهر بثرة على الجلد وتخرج دودة أنثى ناضجة، يصل طولها إلى متر واحد، ببطء وبشكل مؤلم. ويمكن أن يصاب الجرح العميق الذي تتركه الدودة بالعدوى بسهولة.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: أمراض التيفويد الكوليرا الماء الصحة العالمیة ویمکن أن یمکن أن
إقرأ أيضاً:
وداعًا للجمال والشباب.. مأساة ملك جمال الأردن وأشهر النجوم وفاة بالسرطان
أثار خبر وفاة ملك جمال الأردن موجة من الحزن والأسى بين محبيه، وذلك بعد وفاته بسبب السرطان شابٌ وُصف بالجمال والأخلاق، لكنه لم يسلم من براثن المرض الخبيث الذي أنهى حياته وهو في ريعان شبابه. هذه الحادثة المؤلمة تعيد للأذهان ذكريات نجوم آخرين واجهوا المعركة ذاتها، وخسروا أرواحهم بعد صراع طويل مع المرض.
هند رستم: ملكة الإغراء التي هزمها السرطان
النجمة المصرية هند رستم، أيقونة الجمال والإغراء في السينما العربية، كانت من بين أبرز الشخصيات الفنية التي قضت بسبب السرطان. بعد مسيرة حافلة بالأعمال السينمائية التي خلدت اسمها، غادرت عالمنا عام 2011 بعد صراع مع المرض، تاركة وراءها إرثًا فنيًا لا يُنسى.
أحمد زكي، واحد من أعظم نجوم السينما المصرية، واجه المرض بشجاعة تُحسب له. على الرغم من صعوبة رحلته مع سرطان الرئة، ظل النجم الكبير يعمل حتى آخر أيامه ليُكمل تصوير فيلمه الأخير "حليم". وفاته في عام 2005 شكّلت صدمة كبرى لعشاقه، وما زال يُذكر كرمزٍ للتحدي والإصرار.
على الرغم من عدم وفاته بسبب السرطان، إلا أن العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ عانى من مرض البلهارسيا الذي أثّر بشكل كبير على كبده وأضعف صحته، ليكون مثالًا آخر للمعاناة التي يعيشها النجوم خلف الأضواء.
اشتهرت النجمة المصرية سعاد نصر بخفة ظلها وأدوارها الكوميدية المحبوبة. لكن خلف هذه الابتسامة، كانت هناك معاناة طويلة مع المرض الخبيث الذي انتهى بوفاتها عام 2007 أثناء إجرائها عملية جراحية.
مثلما رحل ملك جمال الأردن، فقد خسرت الساحة الفنية في الأردن الفنان محمد قنديل بسبب السرطان. قنديل كان يُلقب بـ"ريان رينولدز العربي" لجماله ووسامته، إلا أن مرضه لم يمنحه فرصة طويلة في الحياة.
الفنان الكوميدي
يوسف داوود كان آخرين من المشاهير الذين واجهوا السرطان، لكنه لم يتحدث كثيرًا عن مرضه. غادر عالمنا عام 2012 بعد مسيرة طويلة في إسعاد الجماهير، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الفن المصري.
دروس ملهمة من ألم النجوم
المرض الخبيث لا يفرق بين شاب وكبير، ولا نجم ومجهول. نجوم مثل ملك جمال الأردن وغيرهم يعلّموننا أن التحدي الحقيقي هو في مواجهة المصاعب بكرامة وشجاعة. رغم ألم المرض، اختار هؤلاء النجوم أن يكونوا مصدر إلهام لمحبيهم، مقدمين مثالًا في الصبر والإرادة.
فإن وفاة ملك جمال الأردن هي تذكير قاسٍ بقسوة السرطان، المرض الذي لا يعرف حدودًا ولا جنسية. لكنه أيضًا مناسبة للتفكر في أهمية الأمل والدعم النفسي للمصابين بهذا المرض، والتأكيد على دور الأبحاث الطبية في إيجاد علاج فعّال له. رحل هؤلاء النجوم، لكنهم سيظلون دائمًا في قلوب محبيهم وأعمالهم ستبقى شاهدة على بصمتهم في حياتنا.
يوسف داود عبد الحليم حافظ هند رستم احمد ذكي سعاد نصرريان رينولدز العربي: محمد قنديل الأردني وقصة مؤلمة