غادرت رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة العاصمة دكا، على متن مروحية عسكرية تزامنا مع تظاهرات حاشدة تطالب باستقالتها

واستقالت رئيسة الحكومة البنغالية "الشيخة حسينة واجد" (76 عامًا)، من منصبها، الاثنين، وغادرت البلاد مع شقيقتها "الشيخة ريحانة"، إلى ولاية البنغال الغربي، الواقعة في غربي الهند، في الوقت الذي اقتحم آلاف المتظاهرين المقرّ رئاسة الحكومة.



الأمر استلزم مقتل 300 متظاهرا وأعمال عنف شديد في بنغلادش قبل أن تقرر رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد الاستقالة، والهروب إلى الهند عبر مروحية عسكرية.

لحظة مغادرة رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة المستقيلة بمروحية عسكرية إلى الهند#الأخبار pic.twitter.com/OB0SBpxhKp — قناة الجزيرة (@AJArabic) August 5, 2024

وتولت حسينة منصب رئاسة الوزراء عن حزب رابطة عوامي لفترات طويلة ولكن متقطعة، وهي ابنة مؤسس بنغلاديش وأول رئيس وزراء بنغالي الشيخ مجيب الرحمن.



وتحكم الشيخة حسينة البلاد التي يبلغ عدد سكانها حوالي 170 مليون نسمة، منذ 20 عاما، بينها 15 عاما على التوالي منذ عام 2009، وآخر ولاية فازت بها كانت في كانون الثاني / يناير 2024، وسط اتهامات واسعة بالتزوير.

من جانبه أعلن قائد الجيش البنغالي، وقر الزمان، أنّه سيتم إجراء محادثات ولقاء الرئيس "محمد شهاب الدين"، من أجل تشكيل حكومة مؤقتة، مؤكداً أنّ ممثلين عن الأحزاب السياسية الرئيسة كانوا حاضرين في المناقشات مع الجيش.

بنگلہ دیش میں حسینہ واجد اور اسکی فوج عوام کے ہاتھوں شکست کھا چکی ہے سو سے زائد افراد کی ہلاکت کے باوجود عوامی غضب نہیں رک رہا ڈھاکہ سکیورٹی فورسز کے ہاتھوں سے نکل چکا ہے جہاں عوامی سمندر ٹکرا رہا ہے پاکستانیو کو بھی سمجھنا چاہئیے حق ملتا نہیں چھیننا پڑتا ہے
Bangladesh pic.twitter.com/Mn9W006jqZ — Annie Sehar (@Anniesehar1) July 20, 2024
وأشار وقر الزمان إلى إنه "إذا انتهت الاحتجاجات وأعمال العنف، فلن تكون هناك حاجة لإجراءات الطوارئ"، متعهدا كلمته بإجراء تحقيق في مقتل متظاهرين في أعمال العنف في البلاد.

نظام المحاصصة
واندلعت شرارة الاحتجاجات في بنغلاديش على خلفية قرار المحكمة العليا، في الخامس حزيران/ يونيو الماضي، إعادة العمل بنظام المحاصصة الذي يخصص 56% من الوظائف الحكومية لفئات ديموغرافية معينة، بينها عائلات قدماء المحاربين الذين شاركوا في حرب الاستقلال عام 1971، التي انفصلت بموجبها البلاد عن باكستان، وتصل حصة هذه الفئة من الوظائف الحكومية إلى 30%.

ويتنافس سنويا 400 ألف خريج على 3 آلاف وظيفة حكومية، وهناك 18 مليون شاب عاطل عن العمل.


وتأسس نظام الحصص "الكوتا" لأول مرة قبل أكثر من خمسة عقود على يد رئيس الوزراء آنذاك الشيخ مجيب الرحمن، والد الشيخة حسينة الذي يُجِلُّه البنغال باعتباره قائد مسيرة استقلال البلاد، بهدف ضمان فرص العمل لقدامى المحاربين في "حرب التحرير" وأُسرهم، لكنه فقد قيمته تدريجيا مع ظهور أجيال جديدة لم تشهد الحرب.

تسبب موجة الاحتجاجات الطلابية عام 2018 عن الكوتا التي حصرت 30% من الوظائف الحكومية الجديدة في أبناء وأحفاد مَن شاركوا في حرب استقلال بنغلاديش ضد باكستان، و26% من الوظائف للفئات المهمشة في نظر النظام مثل النساء وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، تاركة أقل من نصف الوظائف ليتنافس عليها باقي المؤهلين للعمل من سكان بنغلاديش البالغ عددهم 171 مليون شخص، خاصة ظل مواجهة البلاد معدلات عالية للبطالة بين الشباب، فضلا عن ارتفاع في التضخم.

"الحمدلله"

أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش الدكتور شفيق الرحمن يحمد الله ويبكي فرحا بعدما وصل إلى المكتب المركزي للجماعة الإسلامية في دكا، كما بكى الشهداء

الجدير بالذكر أن مكاتب الجماعة افتتحت مجددا في جميع أنحاء بنغلاديش.#بنغلاديش #BangladeshBleeding #Bangladesh pic.twitter.com/goHP9DcTFv — أخبار العالم الإسلامي (@muslim2day) August 5, 2024

بداية التظاهرات
انطلقت الاحتجاجات الطلابية في جامعة دكا المرموقة في الأول من تموز/ يوليو 2024، ،  اعتراضا على إعادة العمل بنظام المحاصصة وانتشرت لاحقا إلى جامعات أخرى ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد في تجمعات شوارع يومية تضمنت إغلاق السكك الحديدية والطرق.

وفي الـ15 من تموز/ يوليو تحولت المظاهرات إلى أعمال عنف عندما هاجم أعضاء رابطة شاترا البنغلاديشية (الجناح الطلابي لحزب رابطة عوامي الحاكم) الطلاب المحتجين داخل حرم جامعة دكا، لتصاعدت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين وأنصار الحكومة، حيث نشرت بنغلاديش كتيبة العمل السريع شبه العسكرية، لمواجهة الطلاب.( كتيبة فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات عام 2021 بسبب "ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان)

هل ظننت أن أمر الإستبداد هين؟ النظام البنغلاديشي يأمر أتباعه من الطلاب لسحق مظاهرات الطلاب التي خرجت تنديداً بقرارات جديدة تتعلق بالوظائف. ما أشبه #بنغلاديش بمصر! #Bangladesh pic.twitter.com/KMh9qku0Bx — المسلمون في الهند (@MuslimsinIndia7) July 16, 2024

الشيخة حسينة تخاطب الأمة
في الأربعاء الـ 17 من تموز/ يوليو ألقت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة كلمة عبر التلفزيون الرسمي توجهت فيها إلى الأمة في مسعى منها لتهدئة المواجهات، ودانت الشيخة حسينة في خطاب تلفزيوني الأربعاء "مقتل" المتظاهرين، متعهدة بمعاقبة المسؤولين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.


تفاقمت أعمال العنف في الشوارع على الرغم من دعوتها، حيث حاولت الشرطة مرة أخرى تفريق التظاهرات بالرصاص المطاطي والغاز المدمع.


إضرام النار في مقر التلفزيون
 وفي الـ 18 من تموز/ يوليو أضرم الطلاب المحتجون النار في مبنى الاستقبال التابع للتلفزيون الرسمي في بنغلاديش وعشرات السيارات المتوقفة في الخارج، مع تصاعد المظاهرات ضد قوانين التوظيف في القطاع العام.

الأمر استلزم مقتل 300 متظاهرا وأعمال عنف شديد في بنغلادش قبل أن تقرر رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد قبل قليل الاستقالة ، والهرب إلى الهند عبر مروحية عسكرية ..
حسينة تولت منصب رئاسة الوزراء عن حزب رابطة عوامي لفترات طويلة ولكن متقطعة ..
وهي ابنة مؤسس بنغلاديش وأول رئيس وزراء… pic.twitter.com/kCHgP2ekw9 — داهم القحطاني (@dahemq) August 5, 2024

وأطلقت الشرطة الرصاص المطاطي على مئات المتظاهرين الذين أجبروا شرطة مكافحة الشغب على التراجع والاحتماء في مقر تلفزيون الرسمي في العاصمة داكا، وارتفعت حصيلة قتلى الاحتجاجات إلى 32 على الأقل مع فرض حجب "شبه كامل" على خدمة الإنترنت.

وانقطعت شبكة الإنترنت على نطاق واسع، وقال موقع "نت بلوكس" لمراقبة انقطاع خدمة الانترنت إن بنغلاديش تشهد انقطاعا "شبه كامل" للإنترنت.

ونشر رسما بيانيا على الإنترنت يظهر انخفاض الاتصال في وقت متأخر من اليوم ذاته من نحو 90% إلى نحو 10%.

وقتل 25 شخصا على الأقل كما أصيب مئات آخرون، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة برس، استنادا إلى بيانات المستشفيات.


وقال مسؤول إن نحو ألف آخرين خضعوا للعلاج في المستشفى من إصابات جراء المواجهات، مضيفا أن العديد منهم أصيبوا بالرصاص المطاطي.

اقتحام السجون
توسعت الاحتجاجات في الـ 19 تموز/ يوليو واقتحم متظاهرون سجنا في منطقة نارسينجدي بوسط بنجلاديش وأطلقوا سراح مئات السجناء قبل أن يضرموا النار في المبنى.

منزل وزير الداخلية في #بنغلاديش يحترق!
يبدو أن الطلاب #الثوار لن يتوقفوا حتى ينتقموا من كل ظالم وأعوانه. #ثورة_بنغلاديش pic.twitter.com/jVXVDVfxzl — المسلمون في الهند (@MuslimsinIndia7) August 5, 2024

وقتلت الشرطة 115 من الطلاب، وأمرت المدارس والجامعات بإغلاق أبوابها، واخترقت مجموعة تسمى نفسها "ذا ريزيستنس" (المقاومة)، المواقع الإلكترونية الرسمية للبنك المركزي ومكتب رئيس الوزراء والشرطة، وبثت رسالة موحدة تقول "أوقفوا قتل الطلاب".

سلطات أوسع بإطلاق النار
أعطت الشيخة حسينة ضباط الشرطة سلطة إطلاق النار على من ينتهكون حظر التجول، وأمر وزير الاتصالات، زنيد أحمد بالك، بقطع شبكة الإنترنت، وبدأت الشيخة حسينة، حكم بنغلاديش بالحديد والنار، وتتحالف مع متعصبي الهندوس ضد خيارات المسلمين، وتعدم العلماء بدم بارد.

يوم دامٍ في #بنغلاديش.. أكثر من 90 قتـ.ـيـلًا ومئات الجرحى في اشتباكات عمّت أنحاء البلاد#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/0levDPkfvL — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) August 5, 2024

أول مكسب للمتظاهرين
أصدرت المحكمة العليا أمرا في 21 تموز / يوليو إلى الحكومة بتخفيض حصة وظائف الحكومة والمخصصة لفئات ديموغرافية معينة بينها عائلات المحاربين القدامى إلى 7 بالمئة.

وخفضت المحكمة العليا حصة المحاربين القدامى إلى 5 بالمئة، مع تخصيص 93 بالمئة من الوظائف على أساس الكفاءة، فيما سيتم تخصيص نسبة 2 بالمئة المتبقية لأفراد الأقليات العرقية والنساء والمعاقين.


وحقق المحتجون انتصارا جزئيا مع قرار المحكمة العليا الجديد لكن الحكومة لم تتخذ بعد الخطوات الكافية لتحمل المسؤولية عن ضحايا الاحتجاجات، مُفضِّلة توجيه الاتهامات لـ61 ألف شخص بإسالة الدماء في الشوارع في الأيام الماضية، على رأسهم بالطبع معارضو الشيخة حسينة ونظامها، وقادة الاحتجاجات، في استمرار لأسلوب قمع الديكتاتورية بتحميل المعارضة المسؤولية عن جميع المشكلات التي تصيب الدولة

 عودة التظاهرات
وبعد الهدوء الذي حققه قرار المحكمة هددت مجموعة من الطلاب في بنغلاديش، في الـ 28 من تموز / يوليو باستئناف التظاهرات، بعد عدة أيام من الاحتجاجات الدامية، ما لم يتم إطلاق سراح قادتهم المسجونين

حيث أوقفت الشرطة آلاف المتظاهرين، ومن بينهم العديد من القيادات الطلابية، بعد احتجاجات ضد حصص التوظيف في القطاع العام، وبعد تعليق الاحتجاجات لمدة أسبوع، قال أعضاء منظمة "طلاب ضد التمييز"، التي بدأت الاحتجاجات، إنهم سيستأنفون التظاهرات الاثنين الـ 29 من تموز / يوليو، إذا لم يتم إطلاق سراح قادتهم.

8 قتلى في تظاهرات ضد الحكومة في #بنغلاديش pic.twitter.com/Y7yLcntnOm — أخبار نيوز (@ommahnews) August 4, 2024
وكانت السلطات البنغالية قد نُقل 3 من زعماء المجموعة الطلابية، وهم آصف محمود وناهد إسلام وأبو بكر ماجومديرن قسرا من المستشفى الذي أدخلوا إليه، واقتادتهم مجموعة من عناصر الشرطة بملابس مدنية، فيما قال وزير الداخلية أسد الزمان خان، إنه تم نقلهم "حفاظا على سلامتهم"، لكنه لم يؤكد ما إذا كان قد تم اعتقالهم.

وفي الأثناء، أعلن وزير الاتصالات جنيد أحمد بالك إعادة خدمة الإنترنت الخلوي بعد أكثر من أسبوع من قطعها على مستوى البلاد.


حظر الجماعة الإسلامية
في الأول من أب / أغسطس حظرت السلطات في بنغلاديش، حزب الجماعة الإسلامية وجناحه الطلابي والهيئات المرتبطة به، وذلك بعد أسابيع من الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها البلاد وخلفت أكثر من 150 قتيلاً وآلاف الجرحى.


ويدخل الحظر حيز التنفيذ على الفور، وفقًا لإخطار في الجريدة الرسمية أصدرته وزارة الداخلية البنغالية التي وصفت حزب الجماعة الإسلامية بأنه "منظمة إرهابية".

الإيمان هو الذي يحرك الشعوب المظلومة المستضعفة ويثبتهم أمام الطغاة ومكر أسيادهم في النظام الدولي

هؤلاء أبناء بنغلاديش ثبتهم الله أمام استراتيجيات القتل والإعدامات والاعتقالات التي لم ترحمهم يوما واحدا #بنغلاديش #Bangladesh pic.twitter.com/U2xSVTFSCN — أخبار العالم الإسلامي (@muslim2day) August 5, 2024

وأوضحت الوزارة أن "الحظر فرض بموجب قانون مكافحة الإرهاب بعد أسابيع من الاحتجاجات العنيفة التي خلفت أكثر من 150 قتيلاً وآلاف الجرحى".

وألقت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة وشركاؤها السياسيون باللوم على الجماعة الإسلامية والجناح الطلابي والهيئات المرتبطة الأخرى بالتحريض على العنف خلال الاحتجاجات الطلابية ضد نظام حصص الوظائف الحكومية.

حسينة تلوم الطلاب
تواصل الطلاب الاحتجاجات الرافضة فيما ارتفعت حصيلة ضحايا الاحتجاجات الطلابية، يوم الـ4 من أب/ أغسطس فقط أنحاء بنغلاديش إلى 93 قتيلا على الأقل، فيما أصيب مئات آخرون بالرصاص مع تجدد الاحتجاجات المطالبة باستقالة حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة.

ووصفت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، في بيان، المتظاهرين "الذين لجأوا إلى العنف" باسم الاحتجاج بأنهم "إرهابيون"، وحذرت من أن الحكومة ستتخذ إجراءات صارمة ضد "المجرمين".


وأعلنت وزارة الداخلية، حظر تجوال لأجل غير مسمى في العاصمة دكا وبعض المناطق. وأعلنت الحكومة عطلة رسمية لمدة 3 أيام في كافة أنحاء البلاد.


يوم الرحيل
ومع استمرار الاحتجاجات في العاصمة، اقتحم متظاهرون المقر الرسمي لرئيسة الوزراء الشيخة حسينة، وهم يُخرِجون أغراضا من المقر.

فيما غادرت الشيخة حسينة إلى الهند على متن مروحية عسكرية، في حين نقلت قناة "سي إن إن 18" الهندية عن مصادر استخبارية أنها وصلت إلى مدينة أغراتالا بشمال شرقي الهند، وأن نيودلهي تعهدت بضمان سلامتها، احتشد عشرات الآلاف في الساحات العامة وسط داكا للاحتفال برحيل حسينة.

الإفراج عن زعيمة المعارضة والمعتقلون
أمر رئيس بنغلاديش محمد شهاب الدين، بالإفراج عن رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة خالدة ضياء، وكذلك عن الأشخاص الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات، وذلك بعد ساعات من مغادرة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة البلاد.



وأورد بيان أصدره مكتب الرئيس أن اجتماعاً برئاسة شهاب الدين "قرر بالإجماع الإفراج فوراً عن رئيسة الحزب الوطني البنغلادشي خالدة ضياء"، وعن "جميع الأشخاص الذين اعتقلوا خلال تظاهرات الطلاب".

الطلاب الثوار يهنئون لأمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش. لمن لا يعرف: الجماعة الإسلامية هي نفسها جماعة الإخوان المسلمين وعانت في #بنغلاديش كما عان الإخوان المسلمون في #مصر. #ثورة_بنغلاديش pic.twitter.com/CBtgzJG643 — المسلمون في الهند (@MuslimsinIndia7) August 5, 2024

كما أعلن الجيش أنه سيرفع، فجر الثلاثاء، حظر التجول الذي فرضه لاحتواء الاحتجاجات، وقال في بيان إن "المكاتب والمصانع والمدارس والكليات... ستكون مفتوحة" اعتباراً من الساعة السادسة صباح الثلاثاء (00:00 بتوقيت غرينتش).


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الشيخة حسينة بنغلاديش الاحتجاجات الطلابية بنغلاديش نظام الحصص الشيخة حسينة الاحتجاجات الطلابية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیسة الوزراء الشیخة حسینة الاحتجاجات الطلابیة الجماعة الإسلامیة الوظائف الحکومیة المحکمة العلیا مروحیة عسکریة الإسلامیة فی المسلمون فی فی بنغلادیش من الوظائف إلى الهند أکثر من من تموز فی الـ

إقرأ أيضاً:

الغارات الجوية على وقع أكياس الفشار

في يوليو/تموز 2014، بعد فترة وجيزة من انطلاق "عملية الجرف الصامد" الإسرائيلية في قطاع غزة – وهي حملة استمرت 51 يومًا وأدّت إلى قتل 2,251 فلسطينيًا، بينهم 551 طفلًا – كتب الصحفي الدانماركي نيكولاي كراك تقريرًا من إسرائيل لصحيفة "كريستليجت داجبلاد" التي تصدر في كوبنهاغن ينقل فيه صورة مما يراه.

وصف كراك المشهد على تلة في ضواحي مدينة سديروت الإسرائيلية بالقرب من حدود غزة، مشيرًا إلى أن المنطقة "تحولت إلى ما يشبه الصف الأمامي لمسرح حرب واقعي". فقد جلب الإسرائيليون "الكراسي والمقاعد" إلى قمة التل، حيث جلس بعض المتفرجين "مع أكياس الفشار التي تفرقع"، بينما انشغل آخرون بتدخين النرجيلة والمحادثات المرحة. وعندما كانت الغارات الجوية تشتعل في غزة على الجانب الآخر، كانت تقابل بتصفيق حارّ وهتافات قوية.

يستمتع الإسرائيليون بالمشاهد الدموية، وهو أمر غير مفاجئ لدولة قائمة على مذابح جماعية. ولكن، كما اتضح، فالتصفيق لا يكون بنفس الحماس عندما تكون حياة الإسرائيليين جزءًا من المشهد المروع.

خلال الـ11 شهرًا الماضية، شهد "مسرح الحرب الواقعي" في إسرائيل عرضًا كاملًا للإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث بلغ العدد الرسمي للوفيات ما يقارب 41,000. وقالت دراسة نشرت في مجلة "لانسيت" في يوليو/تموز إن العدد الحقيقي للوفيات قد يتجاوز 186,000، وهذا فقط إذا توقفت المجازر قريبًا.

حاليًا، تخرج احتجاجات ضخمة في أنحاء إسرائيل، تطالب حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعقد صفقة لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن حوالي 100 إسرائيلي لا يزالون أسرى في غزة. والأسبوع الماضي، عندما استعاد الجيش الإسرائيلي جثث ستة أسرى، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن حوالي 700,000 شخص نزلوا إلى الشوارع في أنحاء البلاد. وفي اليوم الذي تلاه، نجح إضراب عام قادته النقابة العمالية الرئيسية في إسرائيل في شلّ معظم الاقتصاد لبضع ساعات.

على الرغم من أن بعض دعاة السلام الدوليين اعتبروا أن هذه الاحتجاجات تأتي في إطار السعي لإنهاء سفك الدماء، فإن الحقيقة هي أن دماء الفلسطينيين ليست في قائمة الاهتمامات الرئيسية. فالحياة الوحيدة التي تهم في غزة، المحاصرة والمدمرة، هي حياة الأسرى، وهو الأسْر الذي يجب التأكيد أنه نتيجة مباشرة للسياسة الإسرائيلية والمعاملة السادية المستمرّة للفلسطينيين.

وكما علق المحلل الإسرائيلي نمرود فلاشينبرج مؤخرًا لقناة الجزيرة بشأن أهداف الاحتجاجات الحالية، فإن "قضية عودة الأسرى هي محور الاهتمام". وأضاف أن "هناك فهمًا بأن الصفقة ستعني أيضًا نهاية النزاع، لكن هذا نادرًا ما يُقال بصراحة"، مؤكدًا أنه "بالنسبة لقيادة الاحتجاجات، لا، الأمر كله يتعلق بالأسرى".

الأسرى، إذن، هم في صلب المشهد الأخير لمسرح الحرب الدموي في إسرائيل، بينما بالنسبة لبعض الإسرائيليين فإن الإبادة الجماعية الحالية ليست إبادة كافية. في إحدى حلقات البودكاست الإسرائيلي الشهير باللغة الإنجليزية "ولدان يهوديان لطيفان"، اقترح مقدما البودكاست أنه سيكون من الرائع الضغط على زر يمحو "كل كائن حي في غزة" وكذلك في الضفة الغربية.

عندها سيحين الوقت مجددًا لإخراج الفشار والنراجيل!

في النهاية، التقييم غير المتوازن لقيمة حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة مقارنة بحياة الفلسطينيين الذين يتم إبادتهم، يتوافق مع العنصرية المتأصلة في إسرائيل. هذا التصور يجعل من الإسرائيليين ضحايا دائمين "للإرهاب" الفلسطيني، حتى مع أن الفلسطينيين يُذبحون بشكل متكرر، وبنسب هائلة على يد الجيش الإسرائيلي.

على سبيل المثال، خلال "عملية الجرف الصامد" في 2014، لم يقتل أكثر من ستة مدنيين إسرائيليين. ومع ذلك، حافظت إسرائيل على احتكارها صفة الضحية.

في يونيو/حزيران من هذا العام، قامت القوات الإسرائيلية بعملية إنقاذ في غزة حررت فيها أربعة أسرى، لكنها قتلت في المقابل 210 فلسطينيين، ولا شك أن هذا يتماشى مع النهج غير المتوازن المعتاد.

وبعد استعادة جثث الأسرى الستة يوم الأحد الماضي، ألقى نتنياهو باللوم على حماس في وفاتهم، قائلًا: "من يقتل الأسرى لا يريد صفقة". ولكن ماذا عن "من" يستمر في رعاية الإبادة الجماعية، بينما يغتال المفاوض الرئيسي لوقف إطلاق النار من حماس، ويعطل فرص التوصل إلى صفقة في كل مرة؟!

وكما تظهر الاحتجاجات الآن، فإن العديد من الإسرائيليين بدؤُوا في إدراك حقيقة نتنياهو. لكن المشكلة مع هذه الاحتجاجات هي أن الإبادة الجماعية ليست هي القضية الرئيسية.

حتى بين معارضي نتنياهو، يستمر الإجماع العام على قدسية حياة الإسرائيليين، وهو ما يترجم إلى افتراض أن لديهم حقًا غير قابل للتصرف في قتل الفلسطينيين.

ومع استمرار الحلقة الأخيرة من "مسرح الحرب الواقعي" في إسرائيل – مع موجات القتل المرتبطة بها في الضفة الغربية ولبنان – أصبح هذا العرض بالفعل مملًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • هل سقوط حكومة حسينة في بنغلادش يعيد للجماعة الإسلامية حضورها؟
  • رئيس “سدايا” يكشف عن تقرير يتضمن سبع ركائز رئيسة ترتبط بتقدم المملكة في الذكاء الاصطناعي خلال خمسة أعوام
  • ألف أسرة فقط أنهت بناء بيوتها بعد عام على أعنف زلزال في المغرب
  • التضامن الإنساني في وجه الكوارث: دروس من حملة مؤسسة السنة الخيرية في بنغلاديش
  • السجن لوزير سابق في بنغلاديش بعد مقتل فتى
  • ألف أسرة أنهت بناء بيوتها بعد عام على أعنف زلزال في المغرب  
  • علاقة غرامية مع “إنفلونسر” أنهت مسيرته.. استقالة وزير إيطالي من منصبه
  • الغارات الجوية على وقع أكياس الفشار
  • البرلمان يطلب من المالية والبنك المركزي تحديد جدول زمني للانتقال إلى الدفع الإلكتروني نهاية 2024
  • علاقة غرامية مع إنفلونسر أنهت مسيرته.. استقالة وزير إيطالي من منصبه