ذعر وتخبط داخل كيان العدو بانتظار ضربات المحور.. تبخر وهم “استعادة الردع”
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
على وقع تأكيدات قادة محور الجهاد والمقاومة بشأن حتمية الرد العسكري على سلسلة الاعتداءات والجرائم الصهيونية الأخيرة في المنطقة، وفي مقدمتها اغتيال الشهيد إسماعيل هنية.
وفي ظل المؤشرات الواضحة على الطبيعة الرادعة والحازمة لهذا الرد، يعيش كيان العدو حالة ذعر واستنفار غير مسبوقة، يخيم عليها التخبط وعدم اليقين بشأن فاعلية الإجراءات الدفاعية التي تنخرط فيها مجموعة من دول العالم والمنطقة للتصدي لرد المحور، الأمر الذي يعكس مرة أخرى إدراك العدو ورعاته لحقيقة فقدانهم للردع وعدم جدوى كل خطواتهم العدوانية في استعادته ولو مؤقتاً.
وبحسب صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية فإن جيش العدو يقوم منذ أيام “بنشر أنظمة الدفاع الجوي على أوسع نطاق ممكن تحسبا لهجمات من بلدان مختلفة” بالإضافة إلى نشر دوريات جوية مكثفة لسلاح الجو.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يتم التنسيق أيضا مع القيادة المركزية الأمريكية وما أسمته بـ”التحالف الدولي الذ ساعد في التصدي للهجوم الإيراني في أبريل الماضي” في إشارة إلى العديد من الدول العربية والأوروبية.
وقد أعلنت الولايات المتحدة عن إرسال قوات بحرية جديدة إلى المنطقة.
وقد بدا بوضوح منذ البداية أن الكيان الصهيوني باشر خطته العدوانية الجديدة في اغتيال قادة المقاومة معتمدا على هذه الإجراءات الدفاعية التي أمل أنها ستساعد على التخفيف من أي رد عسكري يتلقاه.
لكن هذه المرة اصطدم وبسرعة بحقيقة أن الدفاعات الإقليمية والدولية ليست هي جوهر المسألة وأن الهجوم الإيراني في عملية “الوعد الصادق” التأريخية لم يكن هو كل ما يستطيع محور المقاومة فعله حتى يتم القياس عليه، حيث حملت تصريحات قادة المحور الكثير من المؤشرات التي دلت على أن الرد هذه المرة سيكون مختلفا وأعلى سقفا من حيث النتائج والأضرار، بالإضافة إلى أن جبهات الإسناد الإقليمية لن تكتفي هذه المرة بتعزيز الهجوم الإيراني كما حدث في عملية الوعد الصادق، لأن الرد هذه المرة سيكون إقليمي ومشترك بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وإن كانت إيران في طليعته.
ويمكن القول إن محور المقاومة قد درس جيداً رد فعل الكيان الصهيوني وشركاءه في عملية الوعد الصادق، لكي يحقق في الرد القادم اختراقاً يتجاوز الإجراءات الدفاعية المعادية إلى أقصى حد ممكن، وهذا يعني أنه بينما يسعى العدو لتكرار نفس الأسلوب فإن المحور يحضر لمفاجأة.
هذه المؤشرات لم تغب عن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين الذين نقلت عنهم العديد من وسائل الإعلام الأمريكية أحاديث تعكس ارتباكاً واضحاً وغياباً ملحوظاً لـ”نشوة” الردع الوهمي التي كانوا قد غرقوا فيها لعدة أيام بعد تنفيذ جرائم الاغتيال في طهران ولبنان، حيث عبر هؤلاء المسؤولون عن عدم يقين إزاء طبيعة الرد القادم، وما إذا كان سيأتي موحدا أم لا.
وقد برز هذا الذعر بوضوح في بعض الإجراءات الوقائية التي يحاول كيان العدو ممارستها تحسباً للرد، مثل منح المسؤولين هواتف مرتبطة بالأقمار الصناعية “استعدادا لسيناريو يؤدي في هجوم مركز على منشآت الطاقة إلى انقطاع التيار الكهربائي وانهيار شبكة الاتصالات” بحسب ما كشفت صحيفة “كالكاليست” العبرية التي قالت أيضاً إنه “إذا تحقق مثل هذا السيناريو، فقد يجد الإسرائيليون أنفسهم معزولين عن الاتصالات الخلوية، التي من المفترض أن تنقل من خلالها قيادة الجبهة الداخلية تعليمات دفاعية إليهم بناء على تقييمات حديثة للوضع والتطورات على الأرض” في إشارة واضحة إلى الارتباط والتخبط الذي يعكسه هذا الإجراء لدى حكومة العدو.
هذا الذعر، يؤكد جيداً أن محاولة “استعادة الردع” التي أقدم عليها العدو من خلال الاغتيالات الإجرامية في إيران ولبنان وقصف اليمن والعراق، لم تنجح، بل إنها فتحت الأفق للمزيد من الارتدادات العكسية التي من شأنها أن تحطم ما تبقى من صورة “القوة الإسرائيلية” فوصول ضربات محور المقاومة إلى أهدافها في الرد القادم سيجعل العدو مكشوفا بشكل أكبر وسيسقط تماما ما تبقى من آماله المعلقة على الأحزمة الدفاعية العربية والغربية، وهو ما سيعني دخول مرحلة جديدة قد تتحول فيها حالة الاستنفار والذعر داخل كيان العدو إلى وضع دائم.
* المصدر : المسيرة نت
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: کیان العدو هذه المرة
إقرأ أيضاً:
“جيش” العدو الصهيوني يعترف بالفشل ويتستّر على فضيحة هزائمه
يمانيون/ تقارير
بعد سلسلة اعترافات مجزّأة جاءت نتائج التحقيقات التي أجرتها جهات رسمية داخل كيان العدو الإسرائيلي بمثابة إقرارٍ بالجملة، كاشفةً عن فشل تاريخي استراتيجي مُنيَ به الجهاز العسكري والأمني لكيان العدو الإسرائيلي ومحاولة سبر أغواره ومعرفة أسبابه، نتائج التحقيق الأول أصدره قبل أسبوع ما يُسمى “جيش إسرائيل”، والآخر أصدره ما يُعرف بـ”جهاز الشاباك” الخاص بالأمن الداخلي لكيان العدو الإسرائيلي.
في سرديةٍ تكاد تكون غير مسبوقةٍ ضمن الإعلام العبري، اعترفت تحقيقاتٌ أجراها جهاز الأمن الداخلي “الشاباك” و”جيش” العدو الإسرائيلي بإخفاقاتٍ استخباراتية وعسكرية كارثية، أدت إلى نجاح هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، الذي نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية كردٍّ طبيعي على عقودٍ من القمع والاحتلال. هذه التحقيقات، التي وصفها مراسلون ومحللون إسرائيليون بأنها “صادمة”، لم تكتفِ بكشف عورات المنظومة الأمنية للعدو، بل أقرّت بشكلٍ غير مباشرٍ بأن إرادة الشعب الفلسطيني وقدرة مقاومته على الابتكار والتخطيط تفوقت على كل ما تمتلكه آلة الحرب الصهيونية من تقنياتٍ وتجسسٍ وأساطيرَ عن “المناعة الأمنية”.
بدايةً، أعلن “الشاباك” في تقريره أن خمسة أسباب استراتيجية قادت إلى الهجوم، كان أبرزها تزايد الانتهاكات المُمنهجة للمسجد الأقصى، والتي حوّلتها سلطات العدو الإسرائيلي إلى طقسٍ يوميٍ لاستفزاز المشاعر الإسلامية، إضافةً إلى السياسات الوحشية في معاملة المعتقلين الفلسطينيين الذين يُعانون من التعذيب والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية.
لكن اللافت في التقرير هو اعترافه الصريح بأن الفشل السياسي للكيان الصهيوني، والغرور العسكري الذي جعل قيادته تثق بشكلٍ أعمى في “جدارٍ” وهمي وقواتٍ “مُتهافتة”، ساهمت جميعها في خلق بيئةٍ مثالية للمقاومة لتنفيذ ضربتها.
ولم يتردد التقرير في الإشارة إلى أن سياسات “شراء الهدوء” عبر التسهيلات الاقتصادية المقيّدة بغزة – والتي كان الهدف منها كسر إرادة السكان – تحوّلت إلى سلاحٍ ذي حدين، إذ سمحت للمقاومة بتعزيز قدراتها العسكرية تحت غطاء الهدوء المؤقت، بينما كانت آلة التجسس الصهيونية تغرق في أوهام الأمان.
فشل استخباراتيأما في الجانب الاستخباري، فقد كشف التحقيق عن ثغراتٍ خطيرة في شبكة التجنيد، حيث اعترف “الشاباك” بأنه فشل في تجنيد عملاء داخل غزة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة صعوبات واجهها على الأرض، ما أدى إلى فجواتٍ كبيرة في المعلومات حول تحركات المقاومة.
ووفقاً لمراسل القناة 12 الصهيونية “الموغ بوكير”، فإن 6,700 مقاتل فلسطيني نجحوا في اجتياح مستوطنات غلاف غزة دون أن تمتلك أجهزة العدو أي معلومات مسبقة عن الهجوم، وهو ما يعكس – بحسب التحقيقات – تفوقاً استخبارياً فلسطينياً في الحفاظ على السرية وتضليل الخصم. بل إن التقرير أشار إلى تفعيل المقاومة لـ45 بطاقة اتصال إسرائيلية (سيم) بشكلٍ تدريجي قبل الهجوم، ما سمح لها بتجنب الرقابة وتنفيذ عمليات تنسيق دقيقة، بينما كانت أجهزة العدو غارقة في افتراضاتٍ خاطئة بأن حماس “مشغولة بالضفة الغربية” وغير قادرة على حربٍ واسعة النطاق.
على الجبهة العسكرية، قدم “جيش” العدو في تحقيقاته اعترافاتٍ أكثر إيلاماً، حيث وصف الهجوم بأنه “إخفاقٌ تام”، ليس فقط في حماية المستوطنين، بل في القدرة الأساسية على التنبؤ والاستجابة. فوفقاً لمسؤولٍ عسكريٍ لم يُكشف عن اسمه، فإن “فرقة غزة” الإسرائيلية – التي يفترض أنها الخط الدفاعي الأول – تم إخضاعها بالكامل خلال الساعات الأولى، فيما تحوّل الجنود إلى حالةٍ من الذعر، وفشلوا حتى في الوصول إلى مخازن أسلحتهم، وفقاً لشهادة المراسل العسكري “نيتسان شابيرا”، الذي أكد أن منظومة القيادة والسيطرة انهارت تماماً مع الساعة الأولى، تاركةً القوات في فراغٍ تكتيكي.
وأضاف أن الموجة الثانية من الهجوم، التي بدأت مع الساعة العاشرة صباحاً، وجدت جيش العدو في حالةٍ من التشويش وفقدان السيطرة، ما سمح للمقاومة بتنفيذ عمليات قتلٍ وأسرٍ واسعة، بينما كانت الاستجابة الصهيونية تنزلق في الفوضى.
عبقرية التخطيط الفلسطينيلم تكن هذه الصورة القاتمة حكراً على التقارير الرسمية، بل انسحبت أيضاً على الإعلام العبري، الذي وجد نفسه أمام مفارقةٍ تاريخية: كيف انهارت “أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم” (الموساد والشاباك) أمام مقاومةٍ تُحاصَر في قطاعٍ مُسيّج؟ فالمحلل السياسي “جاكي ليفي” حاول تبرير الأمر بالقول إن “الجميع في إسرائيل مسؤولون عن هذا الإخفاق”، مُلقياً باللوم على “المفهوم الخاطئ لنوايا حماس”، بينما وصف مراسلون آخرون الهجوم بأنه “زلزالٌ كشف هشاشة المنظومة التي ادعت لسنواتٍ أنها تحمي السماء والأرض”.
لكن الأكثر إثارةً في كل هذه التحقيقات هو اعترافها الضمني بـ”عبقرية التخطيط” الفلسطيني، حيث أشادت تقارير صهيونية بقدرة المقاومة على خداع أجهزة التجسس، والحفاظ على السرية المطلقة للعملية رغم مرور سنواتٍ على التحضير لها. فبحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية، فإن حماس نجحت في تحويل كل عناصر “الضعف” المفترضة – مثل الحصار والرقابة الإلكترونية – إلى أدواتٍ لصالحها، مستفيدةً من معرفتها العميقة بثقافة الغرور الصهيوني التي تستبعد دائماً احتمال الهزيمة.
تكشف هذه التحقيقات أن “طوفان الأقصى” لم يكن مجرد هجومٍ عسكري غير محسوب العواقب ولا التبعات، بل كان صفعةً مدوية لأسطورة التفوق الأمني الإسرائيلي، وتذكيراً بأن معادلة القوى في الصراع لم تعد كما كانت. فالشعب الفلسطيني، رغم الحصار والقتل اليومي، أثبت أن إرادة التحرر لا تُقهر، وأن الاحتلال – مهما بلغت قوته – يبقى بنياناً منهاراً من الداخل، لا يقوى على الصمود بذاته ولا يحتمل العيش دون إمدادات عسكرية ودبلوماسية غربية، وللأسف هذه الحقائق يعمى عنها المطبّعون العرب رغم جلائها ووضوحها، خاصةً بعد معركة طوفان الأقصى وما تبعها من زلازل لن يسلم منها أحد في المنطقة.
فجوة في التخطيط الاستراتيجيويوم الجمعة كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن ما كشفه جيش العدو الإسرائيلي في تحقيقاته لم يكن سوى الجزء اليسير من النتائج الفعلية والتي تجاوزت آلاف الصفحات، بينما اختصرها إلى 15 صفحة فقط.
وركز تقرير الصحيفة العبرية على إخفاقات جيش العدو الإسرائيلي في 7 أكتوبر والفترة التي سبقت يوم الهجوم ووصفتها بالهائلة، مؤكدة بالتفصيل أنها شملت تقريبا كافة أذرع جيش العدو الإسرائيلي، وخاصة في المجال الاستخباراتي.
وأشارت إلى أن الإخفاقات الكبيرة كانت في أداء الأجهزة الأمنية والعسكرية، بما في ذلك الاستخبارات وسلاح الجو وسلاح البحرية، مع محاولات لتضليل الرأي العام حول حجم هذه الإخفاقات. ووفقًا للتحقيقات التي لم يتم نشرها بالكامل، تبين أن الاستخبارات العسكرية فشلت في توقع الهجوم الواسع الذي شنته حركة حماس، حيث اعتبرت أن سيناريو هجوم مفاجئ من هذا النوع غير واقعي. كما لم يتم الحصول على إنذار استخباراتي مسبق، رغم الاعتماد على ما يسمى “التفوق الاستخباراتي” و”الأداة السرية”، والتي لم تنجح في كشف تحركات حماس قبل الهجوم، وفقا لتقرير الصحيفة.
وأظهرت التحقيقات أن سلاح جو العدو الإسرائيلي فشل في اعتراض الطائرات الشراعية والمسيرات التي استخدمتها حماس لتجاوز السياج الأمني المحيط بقطاع غزة. كما لم يتم تنفيذ أوامر من يسمى رئيس هيئة الأركان، هيرتسي هاليفي، بدراسة أهداف لرد سريع عند بزوغ الفجر، ما ساهم في تفاقم الموقف. بالإضافة إلى ذلك، لم تنجح بطاريات القبة الحديدية في اعتراض نصف الصواريخ التي أطلقت من غزة، ما أظهر قصوراً في نظام الدفاع الجوي.
وعلى صعيد سلاح البحرية، كشفت التحقيقات أن بحرية العدو الإسرائيلي لم تتمكن من منع وصول زوارق حماس إلى شاطئ “زيكيم”، حيث استولى مقاتلو حماس على مركبة عسكرية من طراز “سافانا” وواصلوا هجومهم داخل “غلاف غزة”. كما تبين أن “الجيش” أخفى معلومات عن تحركات حماس ليلة الهجوم، رغم ورود تقارير تشير إلى نشاط غير عادي في قطاع غزة. ولم يتم إبلاغ الضباط بجميع نتائج التحقيقات، حيث قدم ملخصًا مقتضبًا للجمهور يتجاهل تفاصيل مهمة حول الإخفاقات الكبيرة.
ومن بين النقاط التي تم إخفاؤها، ما يتعلق بسيناريو الهجوم المفاجئ من قبل حماس، والذي كان قد تم إلغاؤه من الخطة الاستراتيجية التي وضعها المدعو رئيس أركان جيش العدو السابق، غادي آيزنكوت، عام 2017. وكانت الخطة تشمل ثلاثة سيناريوهات محتملة لحرب مع غزة، إلا أن سيناريو الهجوم المفاجئ تم استبعاده، ما أظهر فجوة في التخطيط الاستراتيجي.
وكشفت الصحيفة أن التحقيقات أكدت فشل الموساد في رصد التحضيرات المشتركة بين حماس وإيران وحزب الله لشن هجوم واسع. وتبين أن مفهوم “حماس مرتدعة”، الذي ترسخ بعد عدوان مايو 2021، كان خاطئًا، حيث اعتبرت حماس أنها حققت إنجازات كبيرة في تلك المعركة، ما دفعها إلى تعزيز تحالفاتها مع إيران وحزب الله.
وحاول جيش العدو الإسرائيلي تضليل الجمهور من خلال تقديم ملخص مقتضب للتحقيقات يتجاهل تفاصيل مهمة حول الإخفاقات الكبيرة في التخطيط والتنفيذ. وبدلًا من الاعتراف الكامل بالفشل، تم تقديم صورة مشوهة للواقع، ما أثار تساؤلات حول شفافية المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وقدرتها على التعلم من الأخطاء.
ومن المتوقع أن يثير هذا الكشف موجة من الارتدادات داخل كيان العدو والذي يضع المؤسسة العسكرية على محك ويضعضع ثقة الداخل اليهودي به أكثر مما هو حاصل حتى الآن.
نقلا عن موقع أنصار الله