ألقت دراسة جديدة الضوء على تأثير الحزن على الإنسان، معلنة في نتائجها أن فقدان شخص عزيز يجعلنا نتقدم في السن بشكل أسرع  وربما يودي بحياتنا أيضًا.

ووجد البحث الذي أجرته كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا ومركز روبرت إن بتلر للشيخوخة في كولومبيا أن وفاة أحد أفراد الأسرة المقربين كان لها تأثير ضار على العمر البيولوجي، وهو مدى عمر خلاياك مقارنة بعمرك الفعلي.

 

الحزن والوحدة مترادفان للوفاة

وبحسب صحيفة "انتبندنت" البريطانية، أكدت الدراسة إن فقدان شخص مهم في أي عمر يشكل مخاطر صحية؛ وقد يؤدي تكرار الخسائر إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والخرف والوفاة المبكرة. 

وقالت أليسون أييلو، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "تظهر دراستنا وجود روابط قوية بين فقدان الأحباء من الطفولة إلى مرحلة البلوغ والشيخوخة البيولوجية السريعة في الولايات المتحدة. ما زلنا لا نفهم تمامًا كيف يؤدي الفقد إلى ضعف الصحة وارتفاع معدل الوفيات، ولكن الشيخوخة البيولوجية قد تكون إحدى آليات الجسم في التعبير عن الحزن كما اقترحت دراستنا".

وبحسب الدراسة السابقة، فإن الحزن الناتح عن  فقدان أحد الأقارب في أي عمر قد يكون لها تأثير على الصحة، ولكن التأثيرات قد تكون أشد وطأة أثناء الطفولة أو أوائل مرحلة البلوغ. 

تأثير الوحدة على القلب 

كما أظهرت أبحاث عديدة أن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية يرتبطان بزيادة الوفيات وارتفاع خطر الإصابة ببعض الاضطرابات القلبية الوعائية والأيضية والعصبية، وأوضحت دراسة استمرت 10 سنوات ونشرت في عام 2023 أن خطر الوفاة المبكرة لدى الأشخاص في منتصف العمر، أي مابين 40 إلى 69 عامًا، ارتفع بنسبة 39 في المائة لأولئك الذين يعيشون بمفردهم ولم يزورهم أحد قط، مقارنة بأولئك الذين رأوا العائلة والأصدقاء يوميًا.

 

الحزن هو الثمن الذي ندفعه من أجل الحب

كشفت دراسة أخرى حللت بيانات أكثر من 300 ألف فرد أن الأشخاص الذين ليس لديهم أصدقاء أو لديهم صداقات غير وطيدة كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة بمرتين، وهو ما يجعل هذه الظاهرة عامل خطر أكبر من الانغماس في عادة التدخين بمعدل 20 سيجارة يومياً.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحزن جامعة كولومبيا ميلمان العمر البيولوجي

إقرأ أيضاً:

المشي أو الركض كعلاج مثبت طبيا لمداواة مرض الأكتئاب!

حزنت عندما قرأت في صحيفة الراكوبة الاكترونية بالأمس بأن مواطنا سودانيا مقيما بالمملكة العربية السعودية قد قفز من أعلي بناية شاهقة محاولا الأنتحار. هو بلاشك ليس المواطن السوداني الوحيد الذي أنتحر أو حاول الأنتحار خلال هذه الحرب اللعينة, فقد قرأت و سمعت عن حوادث مماثلة لسودانيين مقيمين بمصر أنتحر بعضهم و حاول آخرون الانتحار.

ماذا نفعل عندما تقلب حياتنا رأسا علي عقب مؤثرات خارجية لاسيطرة لنا عليها؟ ماذا تقول لشخص قد جاوز الخمسين أو الستين, أشقي نفسه لسنوات يكدح ليعيل عياله و يحسن وضعه المادي, و فجاءة يتم نهب كل شيء منه, منزله يتم احتلاله أو نهبه بالكامل, سيارته يتم نهبها , حتي سرائر المنزل تسرق؟ بالتأكيد مثل هذا الشخص سيدخل في نوبة حزن و كآبة طويلة. حتي كثير من الشباب و الشابات- داخل السودان حاليا أو ممن لجأوا لدول الجوار- ممن لايملك الكثير من الماديات بعضهم يمرون بحالات حزن و كآبة نتيجة لعدم مقدرتهم علي التخطيط لمستقبلهم.

الخطوة الأولي للخروج من حالة الأحباط و الكآبة الناتجة عن وضع بلادنا الكارثي الحالي هو اليقين التام بأن مانعيشه حاليا رغم مرارته الشديدة ماهو الا وضعا مؤقتا, فلا حرب في التاريخ دامت للأبد, فكل حروب الدنيا أنتهت أو ستنتهي, لذا يبقي السؤال الهام الا و هو: حتي تنتهي هذه الحرب اللعينة, كيف يمكن للمواطن السوداني- يوما بعد يوم- المحافظة علي توازنه العقلي و أبعاد الهم و الحزن و الكآبة عن نفسه؟ ذلك الحزن اللعين الذي و بحسب القرآن الكريم يحمد الداخلون للجنة ربهم علي أزالته عنهم: (و قالوا الحمد
لله الذي أذهب عنا الحزن) وكان المصطفي عليه أفضل الصلاة و السلام يتعوذ منه بقوله: (اللهم اني أعوذ بك من الهم و الحزن).

يجمع الباحثون و الاطباء النفسيين الغربيين بأن المشي أو الركض يوميا يعد علاجا فعالا لمرض الكآبة وهم يوصون مرضاهم بممارسة المشي علي الأقل لمدة ساعة يوميا ومن يستطع الركض يمكنه ايضا ابدال المشي بالركض لمدة 15 دقيقة أو يزيد يوميا, بل أنني قرأت قول أحدهم بأن المشي أو الركض لو كان دواء مضادا للكآبة يباع في الصيدليات لفاق سعره سعر كل أدوية معالجة الكآبة و ذلك لكونه أكثر فعالية و ليس به أي أثار جانبية كباقي الأدوية.

في بحث أطلعت عليه منشورا بموقع كلية الطب بجامعة هارفرد علي الرابط https://www.health.harvard.edu/mind-and-mood/more-evidence-that-exercise-can-boost-mood يقول تلخيص البحث بأن الركض يوميا لمدة 15 دقيقة أو المشي يوميا لمدة ساعة يعتبر وقاية من الأصابة بمرض الكآبة. أي أن المشي أو الركض لايعتبر علاجا فقط بل هو وقاية من الأصابة بهذا المرض اللعين.

husseinabdelgalil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • تحذير من النوم بهذه الوضعية.. “يسبب الشيخوخة المبكرة”
  • تأثير خيار البحر في علاج سرطان الكبد .. رسالة دكتوراة للباحث عبد اللطيف أحمد
  • الطلاق وأشعة الشمس.. صور مذهلة لتوائم تكشف تأثير نمط الحياة على الشيخوخة
  • دراسة صادمة: التوتر أثناء الحمل يؤثر على صحة الطفل مدى الحياة
  • دراسة مفاجئة.. الفرق بين الجنسين في تأثير العزوبية على الرضا والسعادة
  • دراسة: تفاوت تأثير المواد الغذائية المعالَجة على بكتيريا الأمعاء
  • بعد 10 أيام من زواج ابنتهما.. وفاة رجل وزوجته تلحق به بعد 3 أيام بالمنوفية
  • دراسة صادمة.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي الشعور بالألم؟
  • دراسة تكشف تأثير الرياضة على مستوى التحصيل الدراسي للأطفال
  • المشي أو الركض كعلاج مثبت طبيا لمداواة مرض الأكتئاب!