«ندى» الأولى على الثانوية العامة أدبي: حلم حياتي الالتحاق بكلية السياسة والاقتصاد
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
حققت ندى أحمد حسن، الطالبة بمدرسة المنار القومية الثانوية لغات بالإسكندرية، إنجازًا مٌميزًا بحصولها على المركز الأول في الشُعبة الأدبية للثانوية العامة لعام 2024، بمجموع 394.5 درجة، هذا الإنجاز جاء نتيجة لتفانيها واجتهادها المُستمرين طوال العام الدراسي.
لم تتوقع ندى أن تكون الأولى على مستوى الجمهورية، إلا أنها كانت تبذل قصارى جهدها من أجل لحظة النتيجة حيث كانت تعتمد على المذاكرة الذاتية والدروس الأون لاين، مما أتاح لها توفير الوقت والتركيز بشكل أكبر على التحصيل العلمي.
هذه الطريقة كانت فعالة للغاية، حيث مكنتها من استيعاب المواد بشكل أفضل وإدارة وقتها بكفاءة، وهو ما نتج عنه حصادها لقب الأولى لهذا العام.
حلم كلية السياسة والاقتصادتقول ندى لـ«الوطن»، أنها تحلم بالالتحاق بكلية السياسة والاقتصاد، حيث ترى أن هذه الكلية ستمنحها الفرصة لتحقيق طموحاتها المستقبلية، مؤكدة أن حلمها الكبير كان دافعًا قويًا لها لتحقيق هذا الإنجاز المميز.
لحظة الفرح بعد إعلان نتيجة الثانوية العامةعلمت ندى بأنها الأولى على الجمهورية من خلال مكالمة هاتفية من وزارة التربية والتعليم، حيث كانت والدتها أول من نقل لها هذا الخبر المفرح.
لم تكن تحلم ندى بشيء أكثر من تحقيق نتيجة جيدة، إلا أن الله أكرمها بأكثر مما تمنت، ما جعل الفرحة تغمر أسرتها بالكامل.
التفوق والإرادة سر النجاحقصة ندى أحمد حسن تعد مثالًا يحتذى به في التفوق والإرادة القوية. لقد أثبتت أن الاجتهاد والإصرار هما مفتاح النجاح، وأنه يمكن تحقيق الأحلام والطموحات مهما كانت الظروف.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نتيجة الثانوية العامة نتيجة الثانوية العامة نتيجة الثانوية العامة 2024 موعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2024 الثانوية العامة موعد نتيجة الثانوية العامة يوم نتيجة الثانوية العامة موعد نتيجة الثانوية العامة 2024 لينك نتيجة الثانوية العامة 2024 ظهور نتيجة الثانوية العامة 2024 نتيجة الثانوية العامة 2024 برقم الجلوس نتيجه الثانويه العامه 2024 نتيجة الثانوية العامة ٢٠٢٤ تسريب نتيجة الثانوية العامة 2024 نتيجه الثانويه العامه 2024
إقرأ أيضاً:
«أن تصير حياتي قولا مأثورا»
في مقال الأسبوع الماضي تحدثتُ عن «الكليشيهات» التأبينية التي تنهال على الكاتب حين يموت، والمقالات التي تكتب على عجل بعد رحيله مستذكِرةً مناقبَ له وخصالًا حميدة لم يَلتفتْ لها أحد وهو حيّ، وتباري الصحف في تضمين أشهر عناوين كتبه «بنطًا» عريضًا في إعلان خبر الوفاة، هذا علاوة على مُؤَبِّني الــ«سوشل ميديا» الذين يحرصون على وضع صورة تجمعهم بالكاتب الراحل بعد دقائق فقط من رحيله، وختمتُ مقالي بأن ثمة نوعًا آخر من «الكليشيهات» المصاحِبة لوفاة الكاتب أجلتُ الحديث عنه إلى مقال هذا الأسبوع.
هذا النوع هو البحث عن اقتباسات من كتبه العديدة، تكون متوفرة في العادة في «النت» بنقرة زر، وحبذا لو تكون هذه الاقتباسات عن الموت لتكون ملائمة للمناسبة. يحضرني هنا الاقتباس الذي تصدّر وسائل التواصل الاجتماعي بعد وفاة الكاتب المصري أحمد خالد توفيق (توفي في 2 أبريل 2018م): «وداعًا أيها الغريب. كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة»، وهو مستل من كتابه «أسطورة النبوءة». هناك أيضًا اقتباس تصدّر تويتر وفيسبوك بعد وفاة الكاتب العُماني عبد العزيز الفارسي (توفي في 10 أبريل 2022م)، مستلّ من إحدى قصصه: «سيدي الموت: إن جئتَ على غفلة فمرحبا بك، وإن استأذنتَ بمرض عضال فعلى الرحب والسعة. لن أردّك. لا حُبًّا، ولكن رغبة في معرفة المطلق». أما الشاعر العُماني زاهر الغافري؛ فقد أعلنتْ إذاعة مونت كارلو الدولية خبرَ وفاته بهذا العنوان: «علَه يزداد جمالًا بعد الموت: وفاة الشاعر العُماني زاهر الغافري في السويد»، وهو عنوان شبيه بعنوان صحيفة الشرق الأوسط: «زاهر الغافري.. لعلنا سنزداد جمالا بعد الموت»، وفي العنوانَيْن يُقتَبَسُ أحدُ أشهر مقاطع الغافري الشعرية: «لعلنا سنزداد جمالا بعد الموت».
من هنا أفهم تبرّم الشاعرة المصرية فاطمة قنديل في كتابها «أقفاص فارغة»: «أسوأ ما يمكن أن يحدث لي بعد موتي هو أن يأخذ الآخرون أقوالًا مأثورة مما أكتب الآن. أن تصير حياتي قولًا مأثورًا، هو ما يصيبني بالغثيان، أن تصير درسًا، أو عبرة، هو الجحيم ذاته، أحاول أن أتجنب هذا المصير وأنا أكتب، بلغة عارية تمامًا، لا ترتدي ما يستر عورتها من المجازات، لأن الحياة تصير أكثر شبقًا بعد أن نموت، كذئب مسعور، لا يروي ظمأه، إلا الحكايا».
إذا كانت فاطمة قنديل تصاب بالغثيان من العبارات المقتبسة من داخل كتابها، فماذا كان سيقول الروائي السوري خالد خليفة لو عاد إلى الحياة اليوم وهو يشاهد أنه حتى هذا الشرف؛ شرف أن يُبحَثَ في أعماله عن عبارات جميلة تصلح للاستشهاد بها في تأبينه، لم يحظَ به، واكتفى مؤبِّنوه باستدعاء عنوان روايته الشهيرة «الموت عمل شاق» والتنويع عليه بعبارات مكرورة. هذا ما نُشِرَ بالفعل في اليوم التالي لرحيل خالد خليفة (في 30 سبتمبر 2023م). وهذه عينة من تأبينات أربعة كتّاب سوريين لخليفة في مجلة «العربي القديم»:
- «الموت عمل شاق! فكيف إذا كان موتك ورحيلك عنا يا خالد».
- «رحيلك «عمل شاق» بالنسبة لنا... وداعًا يا نبيل، وداعًا يا كبير».
- «قلتَ: «الموت عمل شاق»، ومارستَه باكرًا. قلتَ: «لم يصلِّ عليهم أحد»، وها سيُصلى عليك». («لم يصلِّ عليهم أحد» هو عنوان رواية أخرى لخالد خليفة).
- «يبدو أن الموت في هذا الزمن هو العمل الوحيد الشريف، لا الشاقّ فقط. تريد الحقيقة يا خالد؟ حسنٌ أنك فعلتها. كبرت بعيني يا رجل».
هذه عينة فقط مما يحدث في وسطنا الثقافي العربي كلّ يوم تقريبا، سيل جارف من العبارات المستهلَكة، والتأبينات المكرورة، والمقالات المتسرّعة، ما يجعل المرء يتعاطف بالفعل مع وصية الأديب السوري الكبير حنا مينا التي كتبها عام 2008م؛ أي قبل موته بعشر سنوات: «عندما ألفظ النفَس الأخير، آمل، وأشدد على هذه الكلمة، ألا يُذاع خبر موتي في أية وسيلةٍ إعلامية، مقروءة أو مسموعة أو مرئية»، مضيفًا في موضع آخر من الوصية: «وأشدد: لا حفلة تأبين، فالذي سيقال بعد موتي، سمعتُه في حياتي، وهذه التآبين، وكما جرت العادات، مُنْكَرة، منفِّرة، مسيئة إليَّ، أستغيث بكم جميعًا، أن تريحوا عظامي منها».
لكن عظام حنّا مينا لم ترتح، فلقد أبّنوه هو الآخر، ولا يزالون. لعله ما زال يستغيث بنا من هناك، كما آلاف الكتّاب الذين سبقوه، وكما آلاف أخرى ستلحق به في مقبل الأيام والسنوات.
سليمان المعمري كاتب وروائي عماني