ستارمر يحشد «شرطة متخصصة» ضد العنف المناوئ للمهاجرين
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن «جيشاً» من عناصر الشرطة المتخصصين، سيتولى دعم جهود السلطات الأمنية، للتعامل مع أعمال العنف والشغب المناوئة للمهاجرين المستمرة منذ نحو أسبوع في مناطق مختلفة من المملكة المتحدة، مؤكداً أنه لن يتم التسامح مع أي اعتداءات، تستهدف مساجد أو تجمعات إسلامية في البلاد.
وعقب اجتماع عقدته أمس لجنة الطوارئ الحكومية في بريطانيا المعروفة باسم «كوبرا» لبحث سبل وقف الاضطرابات الراهنة، أشار ستارمر إلى أن هذه العناصر، ستكون على أهبة الاستعداد لدعم قوات الشرطة في المناطق المتضررة من موجة العنف، الناجمة عن انتشار شائعات مغرضة، تفيد بوقوف مهاجر متطرف، وراء جريمة قتل ثلاث فتيات بين السادسة والتاسعة من العمر، جراء عملية طعن جماعي، وقعت الاثنين الماضي، في بلدة ساوثبورت بشمال غربي إنجلترا.
وشدد رئيس الوزراء «العمالي»، على أن هذه الموجة ليست من قبيل الأعمال الاحتجاجية، ولكنها «عنف محض»، داعياً إلى تحديد هوية المتورطين فيها في أقرب وقت ممكن.
وتعهد كذلك بـ «تعزيز» ما وصفه بـ«العدالة الجنائية»، لمحاسبة الضالعين في أعمال الشغب، التي تنتشر في عدد من المدن البريطانية.
وأكد ستارمر في الوقت نفسه، أنه سيتم التعامل مع أي أفعال إجرامية يتم ارتكابها عبر شبكة الإنترنت، بالصرامة نفسها التي يجري من خلالها مواجهة مثل هذه الأفعال، عندما تحدث على أرض الواقع، قائلاً إن تركيزه الآن، ينصب على التأكد من أن شوارع بريطانيا «آمنة»، وذلك رداً على تساؤلات، بشأن ما إذا كان يتوجب استدعاء البرلمان للانعقاد، لبحث ملف الاضطرابات الحالية.
ووسط تحذيرات من دول عدة لمواطنيها، بتوخي الحذر من أجواء الفوضى التي تسود مناطق بريطانية في الوقت الحاضر، اعتبرت أوساط سياسية وتحليلية في لندن، أن القلاقل الراهنة، تشكل التحدي الأكبر والأكثر تعقيداً، أمام الحكومة «العمالية»، التي لم تكد تكمل شهرها الأول في سدة الحكم، خاصة في ظل مخاوف من إمكانية خروجها عن نطاق السيطرة.
وأبرزت هذه الأوساط، ما حذرت منه مصادر أمنية بريطانية، من أن أعمال الشغب، التي وُصِفَت بالأوسع نطاقا في البلاد منذ نحو 13 عاماً، انتشرت هذه المرة عبر المدن والبلدات الكبرى، بخلاف ما كان معهوداً من قبل من انحصارها، في مناطق محدودة بعينها.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام بريطانية مختلفة، قال خبراء إنه حتى إذا استطاعت حكومة ستارمر، احتواء هذه الموجة عبر التدابير الأمنية التي أعلنت عنها خلال الساعات الماضية، فلن يسدل ذلك الستار على أسبابها الجذرية، التي يجب التعامل معها بسرعة.
ومن بين هذه التدابير، حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفذها قوات الشرطة ضد مثيري الشغب في مدن بريطانية مختلفة، وكذلك اتخاذ السلطات إجراءات أمنية استثنائية حول المساجد، وذلك بعدما هوجم مسجدان خلال الاضطرابات.
ولكن الخبراء حذروا من أن من بين الصعوبات، التي تكتنف جهود قوات الأمن لكبح جماح أعمال الشغب الحالية، كون الجماعات اليمينية المتطرفة التي تقودها وتحرض عليها، قد اختارت التخلي عن الهياكل الهرمية التقليدية للقيادة، التي تسهَّل عادة على السلطات، تفكيك مثل هذه المجموعات وإضعافها.
وشددوا أيضاً على أن هناك مهمة معقدة تنتظر الحكومة، لمعالجة جذور العنف الراهن، والمتمثلة في وجود «مشاعر غضب متأجج» في بعض المناطق البريطانية، حيال طالبي اللجوء من المهاجرين القادمين، على متن قوارب تعبر القنال الإنجليزي أو بحر المانش، ويتم إيواؤهم في فنادق بعد وصولهم إلى البلاد
وأكد الخبراء في هذا الصدد، ضرورة تفعيل دور القضاء بشكل أكبر، للتعامل مع الضالعين في الاضطرابات، عبر إصدار أحكام صارمة، كتلك التي صدرت في غمار شغب مماثل، اندلع في صيف عام 2011، على خلفية موجة غضب، أثارتها وقتذاك واقعة مقتل رجل على يد الشرطة في شمال لندن، وهي الأحكام التي أسهمت في ذلك الوقت، في وضع حد لأعمال العنف.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بريطانيا الحكومة البريطانية الشرطة البريطانية أزمة الهجرة
إقرأ أيضاً:
كاتبة بريطانية: الولايات المتحدة بحاجة لمعارضة حقيقية
أوضح مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الديمقراطيين إذا ما أرادوا تقديم معارضة فعالة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فعليهم التعبير عن قيمهم ورؤيتهم وحلولهم المقترحة لمشاكل البلاد بحزم وقوة، وتجنب سيل الحيل والتلاعب وأساليب الاحتجاج البدائية ضد الرئيس.
وأكدت كاتبة العمود بالصحيفة جيميما كيلي أن معارضة الديمقراطيين ضعيفة وغير فعالة خصوصا أمام خصم مثل ترامب يبرع بالتواصل مع جمهوره وإيصال أفكاره لهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز تنشر تفاصيل كمين روسي لجنود أوكرانيين باستخدام خط أنابيب غازlist 2 of 2معهد سويدي: حرب أوكرانيا عززت هيمنة أميركا على تجارة الأسلحةend of listوعبرت الكاتبة عن استيائها جراء تصرفات الديمقراطيين المثيرة للإحراج أثناء خطاب ترامب أمام الكونغرس، مشبهة إياهم بطلاب متظاهرين مشاكسين، إذ رفع العديد منهم لافتات كتب عليها شعارات مثل "هذا كذب" و"ماسك يسرق" بينما ارتدى آخرون سترات بألوان رمزية، فالأسود لـ"الكآبة" والوردي لـ"الاحتجاج والقوة والإصرار".
سخريةوسخرت الكاتبة من ذلك باعتباره عملا استعراضيا، خاصة تأكيد عضوة مجلس النواب الديمقراطية تيريزا ليجر فرنانديز أن ارتداء السترات الملونة "إحياء للمعارضة".
كما انخرط الديمقراطيون أيضا بمسرحية سياسية "تقشعر لها الأبدان" على وسائل التواصل ردا على خطاب ترامب، وظهروا على الشاشة الواحد تلو الآخر يقولون "هراء خاطئ، هذا هو ما شاهدتموه للتو" حسب المقال.
إعلانوفي الوقت نفسه، قوبل مقطع على تطبيق تيك توك -يظهر عضوات بمجلس النواب على هيئة شخصيات ألعاب فيديو مع تعليق "اختر مقاتلك"- بالسخرية من اليمين الأميركي، وترى الكاتبة أن مثل هذه التصرفات الغريبة لا تؤدي إلا إلى إضعاف الديمقراطيين، وجعلهم محطا للسخرية.
غياب الكاريزماومما يفاقم هذه المشكلة -وفق المقال- افتقار الديمقراطيين إلى زعيم معارض قوي ومعروف، فعلى عكس ترامب الذي يهيمن على المشهد السياسي ويحافظ على تفاعل جمهوره برسائل واضحة ومتسقة، لا يملك الديمقراطيون شخصية واحدة قادرة على حشد الدعم ومواجهة نفوذ الرئيس بفعالية.
ويظهر استطلاع رأي أجرته جامعة كوينيبياك تراجعا بشعبية الديمقراطيين، إذ انخفض رضا الناخبين عن أداء الديمقراطيين بالكونغرس إلى أدنى مستوى له على الإطلاق بنسبة 21%، بينما ارتفعت نسبة تأييد الجمهوريين إلى 40%، حسب المقال.
وتشير شركة تحليلات البيانات يوغوف إلى أن شعبية الحزب الديمقراطي وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ يناير/كانون الثاني 2017 على الأقل.
وخلصت الكاتبة إلى أنه على الديمقراطيين تقديم بديل جاد لحركة ماغا الجمهورية، مؤكدة أن إستراتيجيات مثل ارتداء ألوان متشابهة واستخدام مقاطع تيك توك لا تماثل جدية اللحظة السياسية التي يشهدها العالم الآن في ظل حكم ترامب.