هل يؤثر اكتمال القمر على سلوك الأطفال العنيف؟
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
يعتقد الكثيرون أن اكتمال القمر يؤثر على سلوك الأطفال، فيجعلهم أكثر عنفا ونشاطا، ويرجع ذلك الاعتقاد إلى جذور عميقة في تاريخ وثقافات بعض الشعوب، وقد تكون هناك عدة أسباب تجعل البعض يؤمن بهذه الفكرة.
ارتبط اكتمال القمر في عدد من الروايات الشعبية والتاريخية بتأثيره على سلوك الإنسان وصحته. حتى أن بعض الثقافات ربطت بين اكتمال القمر والسلوكيات الغريبة أو غير المعتادة، مثل التحولات البشرية إلى مخلوقات كالذئاب (أسطورة المستذئب) أو الجنون المؤقت.
ويرتبط القمر بالظواهر الغريبة، بما في ذلك زيادة النشاط الليلي، وهذا الاعتقاد يمتد لآلاف السنين، حيث يعتقد البعض أن القمر الكامل يمكن أن يؤثر على الناس بطرق غامضة.
العلم يجيبفي عام 2016، نشرت مجلة "بدياتركس" المعنية بطب الأطفال نتائج تحليل بيانات أكثر من 5800 طفل من 5 قارات. لم يجد الباحثون أي ارتباط ذي دلالة إحصائية بين اكتمال القمر وسلوك الأطفال أو نومهم، والتي كشفت أنه لا توجد علاقة مثبتة بين اكتمال القمر وزيادة النشاط أو السلوك العنيف لدى الأطفال.
وأظهرت النتائج أن مستويات نشاط الأطفال -بما في ذلك مقدار الوقت الذي يقضونه في ممارسة الأنشطة العالية والمنخفضة الشدة ووقت الجلوس- كانت نفسها تقريبًا أثناء اكتمال القمر والقمر الجديد (مرحلة القمر عندما يكون غير مرئية من الأرض).
ومع ذلك، كان وقت نوم الأطفال أقصر بحوالي 5 دقائق في الليالي التي يكون فيها القمر مكتملًا، مقارنة بالليالي التي يكون فيها القمر جديدًا. وقالت الدراسة إن هذا يمثل حوالي 1% من إجمالي وقت نوم الأطفال.
وقال الباحثون إنه من وجهة نظر صحية، فإن مثل هذا التأثير البسيط "من غير المرجح أن يكون مهما". ليس من الواضح سبب حصول الأطفال على قدر أقل من النوم في الليالي التي يكون فيها القمر مكتملاً. وقال الباحثون إن أحد الأسباب المحتملة قد يكون أن سطوع البدر يتداخل مع نوم الأطفال. ومع ذلك، قال الباحثون إنه نظرا لوفرة الضوء الاصطناعي في المجتمعات الحديثة، يبدو هذا التفسير غير مرجح.
وكشف دراسة لـ"أميركان جورنال إميرجنسي ميديسن"، نتائج بتحليل السجلات الطبية لأقسام الطوارئ خلال فترة زمنية طويلة. لم تجد الدراسة زيادة في زيارات الطوارئ المرتبطة بالعنف خلال فترات اكتمال القمر.
وفي دراسة أقدم نُشرت في بمجلة "سيكولوجيكال بولتن"، قام باحثون بمراجعة الأدلة حول تأثيرات القمر الكامل. خلصت الدراسة إلى أن الأدلة لم تدعم وجود تأثير مباشر أو واضح للقمر الكامل على السلوك البشري.
هل يؤثر ضوء القمر على جودة النوم؟وفق موقع ميديكال نيوز توداي، فإن ضوء القمر قد يؤثر على مدة النوم، مما قد ينعكس بعد ذلك على مستويات طاقة الأشخاص في النهار. وكان التفسير الأكثر منطقية أن الإنسان قبل أن يعرف الكهرباء، كان البدر مصدرا رئيسيا للضوء ليلا، وهو ما يعني أن الناس كانوا أكثر نشاطا في الليل خاصة في ليالي اكتمال القمر.
وأرجعت دراسة نشرت في عام 2021 إلى أنه خلال تاريخ البشرية، كان الناس أكثر نشاطًا في الليالي المقمرة، وقد يكون هذا بسبب أن المزيد من ضوء القمر يعني أن الناس يمكنهم مواصلة العمل أو المشاركة في أنشطة أخرى في وقت لاحق من المساء. ولكن هناك بعض الأدلة على أن ضوء القمر نفسه قد يبقي الناس مستيقظين لفترة أطول.
بحثت الدراسة في آثار الدورة القمرية على الأشخاص الذين يعيشون في البيئات الريفية من دون كهرباء، وفي مجتمعات السكان الأصليين، وفي المناطق الحضرية. وباستخدام أجهزة مراقبة النوم، وجد الباحثون أن النوم يبدأ في وقت متأخر ولم يستمر لفترة طويلة في الليالي التي سبقت اكتمال القمر.
وأشارت الدراسة إلى أنه من المحتمل أن تحدث هذه الظاهرة لأن اكتمال القمر هو ألمع مراحله، حيث يعكس المزيد من الضوء من الشمس إلى الأرض. رغم أن هذا الضوء أضعف من ضوء الشمس المباشر، فإن التعرض له قد يجعل الناس يشعرون بمزيد من اليقظة أثناء الليل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اکتمال القمر اللیالی التی فی اللیالی ضوء القمر إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر ترامب على تحالف "الخمس عيون"؟
في 2 مارس (آذار)، اتهمت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي غابارد، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالسعي إلى إشعال حرب عالمية ثالثة "أو حتى حرب نووية".
وفقاً لمجلة "إيكونوميست"، أثار تعيين غابارد، المعروفة بتاريخيها الطويل في تبني نظريات المؤامرة والماقف المؤيدة لروسيا، قلق وكالات الاستخبارات الأمريكية وحلفائها، لكنها ليست المصدر الوحيد للتوتر في شبكة تحالفات الاستخبارات الأمريكية، إذ أوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا لمدة أسبوع، في محاولة للضغط عليها لتقديم تنازلات. كما هدد بضم كندا وطردها من اتفاقية "العيون الخمس" للتجسس. ورغم أن تبادل المعلومات الاستخبارية لا يزال مستمراً بحرية بين الولايات المتحدة وحلفائها، فإن التساؤلات تُطرح حول مدى استمرارية هذا الوضع في المستقبل.
3 احتمالاتيرتبط الجواسيس الأمريكيون بحلفائهم من خلال شبكة واسعة من العلاقات، إذ تحتفظ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه، بضباط اتصال مع جميع الأجهزة الحليفة تقريباً، وتتعاون معهم في أعمال التجسس والعمليات السرية.
وبعد الحرب العالمية الثانية، أنشأت أمريكا وأستراليا وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا تحالف "العيون الخمس"، لجمع الاتصالات والبيانات المعترَضة بشكل مشترك، ويُعد هذا الاتفاق الأكثر طموحاً في التاريخ المخابرات، ويفترض أن يثق كل طرف بالآخر ثقة كبيرة.
Will America’s president damage the world’s most powerful intelligence pact? https://t.co/Sgg84AGEWf
— The Economist (@TheEconomist) March 16, 2025ويخشى البعض من أن هذا التحالف الحيوي بات في خطر. ويمكن تقسيم السيناريوهات إلى ثلاثة احتمالات:
احتمال أن تُعطل الولايات المتحدة هذه الترتيبات، ربما تنفيذاً لتهديداتها بطرد كندا من تحالف العيون الخمس. احتمال أن يبدأ الحلفاء، القلقون من تراخي إدارة ترامب في حماية أسرارهم، بالتراجع أو بالبحث عن شركاء بديلين. إذ في ولايته الأولى، على سبيل المثال، كشف ترامب أسراراً إسرائيلية لوزير خارجية روسيا. السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن تؤدي سياسات ترامب التي تهاجم البيروقراطية الفيدرالية وتسييس مجتمع الاستخبارات إلى اضطراب وشلل بين الجواسيس الأمريكيين، مما ينتقل أثره إلى الحلفاء. طبيعة عمليختلف الخطر الذي يهدد الاستخبارات البشرية اختلافاً جذرياً عن تهديدات استخبارات الإشارات. فالعلاقة بين وكالات مثل سي آي إيه والمخابرات البريطانية إم آي 6 متينة وعميقة.
وفي هذا السياق، تتبادل وحدة "بيت روسيا" التابعة لسي آي إيه، المسؤولة عن التجسس على الكرملين، معلوماتها مع نظيراتها الأوروبية بشكل يفوق ما تقدمه مع رؤساء أجهزتها. ومع ذلك، تظل لهذه العلاقة حدود واضحة، إذ تُشارك المعلومات الاستخبارية، حتى مع الوزراء وكبار المسؤولين، بصورة مقتضبة مع إخفاء أسماء وتفاصيل المصادر البشرية.
ويشير مسؤولون غربيون إلى أن الوضع يسير بشكل طبيعي حالياً، لكن في عالم الاستخبارات البشرية يمكن توسيع نطاق المعلومات أو تقليصها أو إخفاؤها استجابةً لمخاوف سياسية بشأن تسرب المعلومات الأمريكية ومصداقيتها.
Five Eyes works when trust holds. ???? Trump’s chaos—tariffs, insults, and policy wrecking—puts that alliance on shaky ground. Enemies are watching. ????????⚠️ #FiveEyes #AlliesMatter #NationalSecurity #Geopolitics https://t.co/V0tjjhEUUu
— Robert Morton (@Robert4787) March 17, 2025ويختلف عمل استخبارات الإشارات اختلافاً جوهرياً. فرغم أن تحالف العيون الخمس ليس ترتيباً قانونياً صارماً، فإن النظام المشترك لجمع المعلومات وشبكات التوزيع الآمنة يضمن درجة مشاركة تلقائية تفوق ما هو موجود بين أجهزة الاستخبارات البشرية.
هزات ارتداديةويقول مسؤول استخباراتي بريطاني سابق، إنه وباستثناء نيوزيلندا التي "لا تساهم كثيراً" في المجهود الاستخباري، سيكون من المستحيل "اقتطاع" أي دولة من تحالف "العيون الخمس" بدون تعطيل التحالف بأكمله، فالهزات.
وعلى سبيل المثال، قادت كندا استخبارات الإشارات في القطب الشمالي منذ أربعينات القرن الماضي، فيما استثمرت بريطانيا بكثافة في التشفير، ويُعد موقع أستراليا حيوياً لتتبع النشاط الصيني في آسيا.
وضع فريد وفي الماضي، حُلت الأزمات داخل تحالف "العيون الخمس" لأن الوكالات الأمريكية أدركت قيمة هذه الشراكات، أما اليوم يشعر الجواسيس الأمريكيون "بخوف غير عادي من المستقبل بسبب إجراءات إدارة ترامب".ففي الأيام الأخيرة، بدأت سي آي إيه بفصل ضباط، كما يبدو أن حملة خفض التكاليف التي يقودها إيلون ماسك قد ساهمت بالفعل في خلق ثغرات أمنية متعددة، من ضمنها كشف منشأة تابعة لسي آي إيه، والإصرار على التواصل مع الموظفين السريين ومعرفة مهامهم وأسمائهم عبر البريد الإلكتروني، مما قد يساعد أجهزة الاستخبارات الأجنبية على تحديد هويتهم.