الجزيرة:
2025-01-27@17:11:13 GMT

حرب نفسية.. اللبنانيون يتساءلون: ماذا بعد؟

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

حرب نفسية.. اللبنانيون يتساءلون: ماذا بعد؟

بيروت- من يتجول في شوارع المدن والبلدات اللبنانية يقرأ في وجوه روادها ونظراتهم التأهب والترقب لما هو قادم، وخاصة الرد الإيراني على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران ورد حزب الله على اغتيال إسرائيل القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب.

يخرق هدير الطائرات الإسرائيلية القوي جدار الصوت فوق عدة مدن لبنانية، بينها العاصمة بيروت، فيربك اللبنانيين ويزيد طينة الخوف بلة.

وزاد تزامن الصوت مع حريق للنفايات والإطارات قرب أحد المجمعات التجارية في بيروت من حالة الهلع و التوتر لدى أغلب الشعب اللبناني. وتداول اللبنانيون وسم "جدار الصوت" -على منصة إكس في لبنان- ونشر تحته الناشطون مقاطع للصوت القوي الذي سُمع في معظم المدن اللبنانية.

حريق اعشاب في الحازمية ترافق مع خرق جدار الصوت .. ولا صحة للانباء عن حصول غارة على المنطقة pic.twitter.com/pMJfVoYTZd

— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) August 5, 2024

ترقب وإصرار

يقول بسام صاحب محل خردوات في الضاحية الجنوبية، "ما يجري حرب نفسية قاسية علينا، فكل يوم نقرأ ونسمع أن الرد الإيراني على اغتيال هنية قاب قوسين أو خلال ساعات".

يضيف أن منهم من جهز حقائبه ترقبا لرد إيران ورد الاحتلال، ويسأل وغيره عن مدى وسع الرد وإذا كانت المنطقة تدخل الحرب. يقول بسام إن خرق جدار الصوت اليوم كان مرعبا، اهتزت على إثره المباني ثم عادت إلى مكانها، وأرعب الأطفال وكبار السن.

وفي منطقة الحمراء في بيروت التي -دائما- تكون مكتظة بالناس وأسواقها مزدحمة وشوارعها مختنقة مروريا، لم تكن الأمور على طبيعتها والحركة في هذه المنطقة كانت أقل من المعتاد.

ويقول صاحب محل ألبسة، للجزيرة نت، إن "حركة البيع والشراء خفيفة، فالحرب النفسية تأثيرها كبير جدا على الناس العاديين، وحتى أكثر من الحرب الفعلية".

ويتابع أن الاحتلال الإسرائيلي يعرف كيف يمارس حربا نفسية، ويرهب بها الشعب اللبناني المترقب أصلا بعد ضربة الضاحية.

وبإصرار يقول "رغم ذلك، فلا يزال اللبناني يمارس حياته الطبيعية، لأنه بات يتأقلم مع كل المصائب والأزمات والحروب منذ عام 1975 (الحرب الأهلية) وحتى الآن".

ترقب بالشوارع لحرب محتملة يدخل الناس في حالة حرب نفسية (الفرنسية ) صمت مقصود

من جانبه، يرى الصحفي والمحلل السياسي أمين قمورية أن "الحرب النفسية باتت عنوانا رئيسيا في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، والطرفان مارساها بالوتيرة نفسها". وأوضح أن تل أبيب تهدد دائما بضرب المطار والبنى التحتية، والترويج لأخبار مفادها أن حزب الله ينشر صواريخه بين المنازل وفي المناطق المأهولة ويهدد بضربها.

واليوم وبعد خرق جدار الصوت بهذه الطريقة العنيفة فوق الضاحية وبيروت للمرة الأولى منذ بداية الحرب، شعر الناس فعليا بأجواء الحرب وأن هناك احتمالا كبيرا لتمددها، حسب قمورية.

وتابع أن "اللبنانيين متأهبون ومترقبون ليس فقط للردين الإيراني ومن حزب الله، بل أيضا للرد الإسرائيلي وهل سيكون أوسع وأشمل أم أنه سيكون منضبطا؟".

وما يزيد الخوف والترقب، حسب المتحدث ذاته، هو عدم وجود أي معلومة أو تسريب عن موعد الرد وحجمه، وهو ما يدخل ضمن إطار الحرب النفسية ورفع منسوب التوتر.

ويقدر المحلل السياسي أن تدمر أجواء الترقب ما تبقى من الاقتصاد اللبناني المنهار أصلا وتضرب السياحة في مقتل، مشيرا إلى أن الأعداد الغفيرة للعائدين من المغتربين وتحذيرات السفارات ودعوة رعاياها لمغادرة لبنان تؤكد ذلك.

وأوضح أن "هذا الصمت مقصود من إيران وحزب الله، لأنهما أيضا يمارسان هذه الحرب النفسية، ويريدان أن يذيقا إسرائيل من الكأس نفسه".

محلل سياسي يقول إن نتنياهو يريد الحرب، وحزب الله وإيران لن يمنحاه إياها بسهولة (الفرنسية) نتنياهو يريد الحرب

"الحرب النفسية جزء أساسي، ولكنها ليست العامل الحاسم الذي فرض تأخير ردي إيران وحزب الله"، حسب الصحفي والمحلل السياسي جوني منير.

ويضيف -في السياق ذاته- أن الأطراف الثلاثة (إسرائيل وإيران وحزب الله) وضعت سقوفا عالية للرد، وإن أرادت هذه الأطراف الانسجام مع هذه السقوف فيعني هذا أن الحرب كان يجب أن تنشب قبل أيام، موضحا أن من بين هذه السقوف كلاما سابقا لنصر الله مفاده أنه إذا قُصفت الضاحية، سنقصف تل أبيب.

ويوضح منير أن إيران ومن خلفها حزب الله لا يريدان الحرب الشاملة، ووحده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبحث عن الحرب.

ويرجع المحلل السياسي التروي وتأخير الرد إلى 3 أسباب:

عدم الاندفاع والتسرع من قبل إيران وحزب الله لحرب مفتوحة. نتنياهو يريد الحرب، وطهران والحزب لن يمنحا هذه الهديه له. خط مفاوضات مفتوح بين طهران وواشنطن عبر وسطاء يحاولون لجم تصاعد الصراع وعدم انزلاقه لحرب مفتوحة.

وأشار في السياق ذاته إلى غياب توتر أميركي، وحتى انتشارها العسكري في المنطقة كان دفاعيا. وهذا يعني، حسب منير، أن واشنطن لم تمنح نتنياهو ضوءا أخضر لشن الحرب ولكنها أكدت أنها ستدافع عن إسرائيل في حال شُنت الحرب عليها.

وختم المحلل السياسي بالقول إن "إيران وحزب الله سيردان، ولكنهما يبحثان عن صيد ثمين وعن ضربة تترك أثرا وصدى، ولكن لا تشعل حربا، وقد يؤدي كل ما يجري إلى تسوية شاملة ووقف الحرب، بعد حين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إیران وحزب الله الحرب النفسیة جدار الصوت حزب الله

إقرأ أيضاً:

عون يستعجل التأليف وسلام التقى بري وحزب الله: اسبوع حكومي مفصلي

لم يحجب الانشغال اللبناني الرسمي والسياسي والشعبي بما كان بدور على ارض الجنوب من عزم المواطنين على العودة الى قراهم في الجنوب، المساعي لتأليف الحكومة لم تتوقف، من زاوية اصرار الرئيس المكلف نواف سلام على انهاء مسودة توزيع الحقائب في بحر الايام القليلة المقبلة.
واكدت مصادر المعلومات على ان لقاء الرئيس المكلف نواب سلام مع الرئيس بري اتسم بالايجابية والاستعداد للتعاون التام.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن العمل في الملف الحكومي يتم بكثير من الروية والحكمة بعيدا عن الضوضاء الإعلامي، وان مسألة التأليف لا تخضع لأي تسرع، وهناك اتصالات تحصل بوتيرة متقدمة لكنها لم تصل إلى نتيجة حاسمة بعد.
وأوضحت هذه المصادر أن الصيغة وفق شكل الـ ٢٤  وزيرا لا تزال على حالها وهي تراعي التوزيع الطائفي وفق الدستور لكن ببورصة الأسماء لم تستقر على الرأي اما المعايير فهي على حالها بشأن عدم توزير حزبيين ونواب حاليين والترحيب بوحوه كفوءة وأصحاب الإختصاص.
كما زار الرئيس المكلف بعبدا امس، ويتوقع ان يزورها غداً لاعلان  مراسيم الحكومة العتيدة خلال 48 ساعة والمؤلفة من 24 وزيراً بلا حزبيين.

وكتبت" الاخبار":لمْ تظهر عطلة نهاية الأسبوع أي حلحلة في الأزمة الحكومية، وبدا معها أن أسبوعاً ثالثاً قد يمرّ من دون أن يتمكّن رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام من الإعلان عن تشكيلته، إذ صار واضحاً أن الاندفاعة في اتجاه التشكيل تراجعت بشكل كبير، في وقت برز فيه كلام نسبه زوار القصر الجمهوري إلى الرئيس جوزيف عون بأن «الشعب شبع من النظريات، إنه وقت تشكيل الحكومة ويجب أن يتم الأمر سريعاً جداً»، في إشارة فهم البعض أنها موجّهة بالدرجة الأولى إلى الرئيس المكلّف الذي يقول المجتمعون به من النواب والقوى السياسية إنه «يميل إلى استهلاك الوقت في الحديث عن أفكاره وبرامجه ولا يقدّم أجوبة على الأسئلة الخاصة بتركيبة الحكومة». وهو ما قال أحد زوار القصر إنه حصل أيضاً في اللقاء الأخير بين عون وسلام الذي حاول شرح الأسباب التي تدعوه إلى التروّي كونه يريد «المواءمة بين نظرته الإصلاحية والتوازنات الحاكمة للعبة السياسية»، وهو موقف تطلّب جرعة دعم من النائب السابق وليد جنبلاط الذي دعا القوى السياسية إلى التنازل وتسهيل مهمة سلام.
لا تزال الخلافات على الحصص والحقائب تحاصِر حكومة سلام «المُعلقة» على أكثر من خط. فمن جهة تتمسّك «القوات» بالحصول على أربع حقائب وزارية، ويتمسّك التيار بمثلها واحتساب حصته على أساس كتلته النيابية قبل استقالة النواب الخمسة منها باعتبار أنهم فازوا بأصوات التيار. أما في ما يتعلق بالثنائي حزب الله وحركة أمل، فقد علمت «الأخبار» أن سلام التقى بهما ليل الجمعة الماضي بعيداً من الإعلام، كما التقى سلام، بعيداً من الإعلام أيضاً، ظهر السبت رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي رفضَ أن يقوم سلام بتسمية وزير للمالية أو أن يعدّ لائحة أسماء يختار بري منها. فيما تردّد أيضاً أن هناك محاولات لتجيير وزارة الصحة التي كانت ستؤول لحزب الله إلى تيار «المردة» بحجة عدم حرمان هذه الوزارة من المساعدات الخارجية بحجة أن وزيرها ينتمي إلى الحزب.
كذلك هناك انقسام سنّي حول وزارة الداخلية التي يطالب نواب الشمال أن تكون من نصيب شخصية شمالية، بينما يُصر نواب بيروت على أن تتولاها شخصية من العاصمة، علماً أن رئيس الحكومة سبقَ أن أبلغهم بأنه يفضّل أن تكون هذه الوزارة من حصته وأن يقوم هو بتسمية وزير لها، كحل وسط وباعتباره ممثّلاً لكل السنّة. وفي ما يتعلق بالوزارات الأخرى، كشفت مصادر معنية بعملية التشكيل، أن «سلام في صدد التراجع عن تسمية الوزير السابق طارق متري لوزارة الخارجية»، رغم أنه «كان قد فاتحه بالأمر». لكنّ «هناك من نصحه بأن الذهاب إلى خيار بول سالم أفضل، نتيجة علاقة الأخير بالأميركيين». في حين أبلغت «القوات اللبنانية» سلام بأنها تفضّل الحصول على الخارجية، وأبدت تحفّظها على اسمَيْ متري وسالم معاً، مشيرة إلى أنها «سترسل سيراً ذاتية لمرشحيها». أما في ما خصّ وزارة الدفاع، فيُحاول رئيس الجمهوريّة جوزيف عون تمرير واحد من اسمين مقرّبين منه من الطائفة الأرثوذكسيّة لهذه الحقيبة، هما: اللواء المتقاعد ميلاد إسحاق الذي تسلّم المفتشيّة العامّة في الجيش وكان عضواً في المجلس العسكري قبل إحالته على التقاعد عام 2022، والعميد ملحم حداد الذي أدّى تكليفه في عام 2022 بتسيير أعمال المفتشية العامة إلى خلافٍ بين عون ووزير الدّفاع الحالي موريس سليم، ونتج عنه تكليف اثنين للمهمّة نفسها، علماً أن إسحاق وحداد هما اليوم جزء من فريق عون المقرّب، ويتردّدان دورياً على القصر الجمهوري.


وكتبت" نداء الوطن": في الشأن الحكومي، عقدة المالية ما زالت على حالها، وتقول مصادر معنية بالتكليف، إن مدة التشكيل ما زالت ضمن المعقول. وتتخوف المصادر من أن يتشدد "حزب الله" في موضوع التشكيل بعد الذي حصل أمس الأحد، وهذا ما بدا واضحاً في البيان الذي أصدره والذي أكد فيه على معادلته "الشعب والجيش والمقاومة". 
وجاء في" الديار": رجحت مصادر مواكبة لحركة الرئيس المكلف ان «تؤثر التطورات الميدانية على عملية التشكيل والاستحقاقات المقبلة ، وعلى رأسها البيان الوزاري»، مرجحة ان يكون هناك تشدد من قبل القوى السياسية بشروطها ومطالبها، ما قد يدفع الرئيس المكلف للاعلان عن تشكيلته كحد اقصى نهاية هذا الاسبوع، حتى ولو لم تكن ترضي جميع الاطراف، محاولا الاستفادة من الزخم الدولي، الذي لا يزال موجودا، والذي قد يتلاشى في حال تأخر التشكيل».

وكتبت" البناء": الرئيس المكلف نواف سلام يعمل على التأليف الحكومي بعيداً عن الإعلام، وقد زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، كما انه التقى في دارته عدداً من رؤساء الأحزاب وموفدين عنها أبرزهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وشددت مصادر على ان الرئيس المكلف لا ينوي مطلقاً الذهاب الى تأليف حكومة أمر واقع، وهو يجهد لتاليف حكومة من 24 وزيراً وفق مبادئ أساسية وهي فصل النيابة عن الوزارة وعدم توزير أي شخصية تنوي الترشح الى الانتخابات النيابية المقبلة. وتشدد على أن الرئيس المكلف يريد تشكيل حكومة تضع لبنان على سكة الإصلاح وأن الحكومة سوف تتشكل خلال أسابيع قليلة.

مقالات مشابهة

  • حزب الله: إسرائيل أسرت 7 مقاتلين خلال الحرب
  • مقرب من حزب الله: 7 مقاتلين أسرى لدى إسرائيل
  • ماذا تريد إسرائيل من عمليتها في جنين؟
  • عون يستعجل التأليف وسلام التقى بري وحزب الله: اسبوع حكومي مفصلي
  • أمريكا تعلن تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان
  • تعرف على بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
  • حزب الله يصدر بيانا بشأن إلزام إسرائيل بالانسحاب .. ماذا قال؟
  • حزب الله يصدر بيانا بشأن إلزام إسرائيل بالانسحاب من لبنان.. ماذا قال؟
  • بتهمة التجسس.. حزب الله يعتقل يوتيوبر شهير وزوجته في الضاحية
  • نقاط ضعفٍ.. هكذا يتحضّر حزب الله للمعركة المُقبلة مع إسرائيل