الجزيرة:
2025-03-03@18:22:35 GMT

حرب نفسية.. اللبنانيون يتساءلون: ماذا بعد؟

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

حرب نفسية.. اللبنانيون يتساءلون: ماذا بعد؟

بيروت- من يتجول في شوارع المدن والبلدات اللبنانية يقرأ في وجوه روادها ونظراتهم التأهب والترقب لما هو قادم، وخاصة الرد الإيراني على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران ورد حزب الله على اغتيال إسرائيل القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب.

يخرق هدير الطائرات الإسرائيلية القوي جدار الصوت فوق عدة مدن لبنانية، بينها العاصمة بيروت، فيربك اللبنانيين ويزيد طينة الخوف بلة.

وزاد تزامن الصوت مع حريق للنفايات والإطارات قرب أحد المجمعات التجارية في بيروت من حالة الهلع و التوتر لدى أغلب الشعب اللبناني. وتداول اللبنانيون وسم "جدار الصوت" -على منصة إكس في لبنان- ونشر تحته الناشطون مقاطع للصوت القوي الذي سُمع في معظم المدن اللبنانية.

حريق اعشاب في الحازمية ترافق مع خرق جدار الصوت .. ولا صحة للانباء عن حصول غارة على المنطقة pic.twitter.com/pMJfVoYTZd

— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) August 5, 2024

ترقب وإصرار

يقول بسام صاحب محل خردوات في الضاحية الجنوبية، "ما يجري حرب نفسية قاسية علينا، فكل يوم نقرأ ونسمع أن الرد الإيراني على اغتيال هنية قاب قوسين أو خلال ساعات".

يضيف أن منهم من جهز حقائبه ترقبا لرد إيران ورد الاحتلال، ويسأل وغيره عن مدى وسع الرد وإذا كانت المنطقة تدخل الحرب. يقول بسام إن خرق جدار الصوت اليوم كان مرعبا، اهتزت على إثره المباني ثم عادت إلى مكانها، وأرعب الأطفال وكبار السن.

وفي منطقة الحمراء في بيروت التي -دائما- تكون مكتظة بالناس وأسواقها مزدحمة وشوارعها مختنقة مروريا، لم تكن الأمور على طبيعتها والحركة في هذه المنطقة كانت أقل من المعتاد.

ويقول صاحب محل ألبسة، للجزيرة نت، إن "حركة البيع والشراء خفيفة، فالحرب النفسية تأثيرها كبير جدا على الناس العاديين، وحتى أكثر من الحرب الفعلية".

ويتابع أن الاحتلال الإسرائيلي يعرف كيف يمارس حربا نفسية، ويرهب بها الشعب اللبناني المترقب أصلا بعد ضربة الضاحية.

وبإصرار يقول "رغم ذلك، فلا يزال اللبناني يمارس حياته الطبيعية، لأنه بات يتأقلم مع كل المصائب والأزمات والحروب منذ عام 1975 (الحرب الأهلية) وحتى الآن".

ترقب بالشوارع لحرب محتملة يدخل الناس في حالة حرب نفسية (الفرنسية ) صمت مقصود

من جانبه، يرى الصحفي والمحلل السياسي أمين قمورية أن "الحرب النفسية باتت عنوانا رئيسيا في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، والطرفان مارساها بالوتيرة نفسها". وأوضح أن تل أبيب تهدد دائما بضرب المطار والبنى التحتية، والترويج لأخبار مفادها أن حزب الله ينشر صواريخه بين المنازل وفي المناطق المأهولة ويهدد بضربها.

واليوم وبعد خرق جدار الصوت بهذه الطريقة العنيفة فوق الضاحية وبيروت للمرة الأولى منذ بداية الحرب، شعر الناس فعليا بأجواء الحرب وأن هناك احتمالا كبيرا لتمددها، حسب قمورية.

وتابع أن "اللبنانيين متأهبون ومترقبون ليس فقط للردين الإيراني ومن حزب الله، بل أيضا للرد الإسرائيلي وهل سيكون أوسع وأشمل أم أنه سيكون منضبطا؟".

وما يزيد الخوف والترقب، حسب المتحدث ذاته، هو عدم وجود أي معلومة أو تسريب عن موعد الرد وحجمه، وهو ما يدخل ضمن إطار الحرب النفسية ورفع منسوب التوتر.

ويقدر المحلل السياسي أن تدمر أجواء الترقب ما تبقى من الاقتصاد اللبناني المنهار أصلا وتضرب السياحة في مقتل، مشيرا إلى أن الأعداد الغفيرة للعائدين من المغتربين وتحذيرات السفارات ودعوة رعاياها لمغادرة لبنان تؤكد ذلك.

وأوضح أن "هذا الصمت مقصود من إيران وحزب الله، لأنهما أيضا يمارسان هذه الحرب النفسية، ويريدان أن يذيقا إسرائيل من الكأس نفسه".

محلل سياسي يقول إن نتنياهو يريد الحرب، وحزب الله وإيران لن يمنحاه إياها بسهولة (الفرنسية) نتنياهو يريد الحرب

"الحرب النفسية جزء أساسي، ولكنها ليست العامل الحاسم الذي فرض تأخير ردي إيران وحزب الله"، حسب الصحفي والمحلل السياسي جوني منير.

ويضيف -في السياق ذاته- أن الأطراف الثلاثة (إسرائيل وإيران وحزب الله) وضعت سقوفا عالية للرد، وإن أرادت هذه الأطراف الانسجام مع هذه السقوف فيعني هذا أن الحرب كان يجب أن تنشب قبل أيام، موضحا أن من بين هذه السقوف كلاما سابقا لنصر الله مفاده أنه إذا قُصفت الضاحية، سنقصف تل أبيب.

ويوضح منير أن إيران ومن خلفها حزب الله لا يريدان الحرب الشاملة، ووحده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبحث عن الحرب.

ويرجع المحلل السياسي التروي وتأخير الرد إلى 3 أسباب:

عدم الاندفاع والتسرع من قبل إيران وحزب الله لحرب مفتوحة. نتنياهو يريد الحرب، وطهران والحزب لن يمنحا هذه الهديه له. خط مفاوضات مفتوح بين طهران وواشنطن عبر وسطاء يحاولون لجم تصاعد الصراع وعدم انزلاقه لحرب مفتوحة.

وأشار في السياق ذاته إلى غياب توتر أميركي، وحتى انتشارها العسكري في المنطقة كان دفاعيا. وهذا يعني، حسب منير، أن واشنطن لم تمنح نتنياهو ضوءا أخضر لشن الحرب ولكنها أكدت أنها ستدافع عن إسرائيل في حال شُنت الحرب عليها.

وختم المحلل السياسي بالقول إن "إيران وحزب الله سيردان، ولكنهما يبحثان عن صيد ثمين وعن ضربة تترك أثرا وصدى، ولكن لا تشعل حربا، وقد يؤدي كل ما يجري إلى تسوية شاملة ووقف الحرب، بعد حين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إیران وحزب الله الحرب النفسیة جدار الصوت حزب الله

إقرأ أيضاً:

رسائل من لبنان إلى إيران.. مضمونها قاسٍ وتقرير اسرائيلي يكشفها

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ "رياحاً جديدة تهبُّ في لبنان"، مشيرة إلى أنَّ "رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام نجحا في إظهار قوتهما تجاه حزب الله خلال فترةٍ قصيرة"، وسألت: "أمام ما يجري، هل ستعرف إسرائيل كيفية استغلال هذا التغيير لصالحها؟".   ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "جرى تشييع أمين عام حزب الله السابق السيد حسن نصرالله في الأسبوع الذي نالت فيه حكومة سلام الثقة من المجلس النيابي"، وأردف: "لقد ودعنا نصرالله يوم الأحد إلى الأبد، وفي الوقت الذي كان يصنع فيه الرؤساء ويُقرر من سيتولى الحكومة أو من سيجلس في القصر الرئاسي، لم يكن بإمكان سلام أن يصل إلى ما هو عليه اليوم".   وتابع: "جنازة نصرالله كانت الأكبر في تاريخ لبنان حيث تجمع مئات الآلاف لوداع أمين عام حزب الله الذي لم يكُن عدو إسرائيل اللدود فحسب، بل كان أيضاً الزعيم الذي أسس طائفتهُ من الرّماد. بفضل نصرالله إلى حد كبير، بات الشيعة في لبنان يتمتعون بحقوقٍ مُتساوية وفي بعض الأحيان بامتيازات. لقد أعطاهم سبل العيش وأرسى لهم حلولاً لمشاكلهم، علماً أن هناك آخرين سبقوه ضمن الطائفة لكنه تمت إزاحتهم باكراً أو هو تفوق عليهم جميعاً".   ويلفت التقرير إلى أنَّ "اغتيال نصرالله قبل 5 أشهر كانت بمثابة ذروة أحداث أيلول الأسود بالنسبة لحزب الله"، وأردف: "قبل 10 أيام من ذلك، بدأت عملية تفجير أجهزة البيجر، وبعد أسبوع واحد قتلت القوات الإسرائيلية هاشم صفي الدين خليفة نصرالله".   وأضاف: "إلى جانب نواف سلام، تولى الرئيس اللبناني الجديد جوزاف عوان منصبه مؤخراً. يحظى قائد الجيش السابق بدعم السعوديين والأميركيين، كما يتمتع بحب أغلب السنّة والمسيحيين في وطنه. ورغم أنه يتقاسم القيادة مع حكومة سلام، فإن عون، مثل أحمد الشرع في سوريا، ورث واقعاً صعباً، فقد أصبح لبنان بعد الحرب بلداً مفككاً حزيناً يائساً".   وتزعم الصحيفة أنّه في عشية تشييع نصرالله، قرّر الإيرانيون إيفاد وزير خارجيتهم عباس عراقجي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف إلى لبنان للمشاركة في الوداع، وأضافت: "عند وصولهما إلى بيروت، طلب الرجلان الإيرانيان أن يستقبلهما رئيس الجمهورية جوزاف عون، وهذا ما حصل. لكن عندما غادرا، نشر مكتب رئيس الجمهورية مجموعة من الرسائل القاسية التي وجهها للإيرانيين داخل غرفة الإجتماع، ومن بين ما قاله إن لبنان سئم الحروب التي يشنها الآخرون على أراضيه، كما قال لهم إنه لا يجوز للدول التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".   ويضيف التقرير: "بعد ذلك بيومين، تحدث سلام لأول مرة أمام مجلس النواب خلال جلسة نيل الحكومة ثقة البرلمان، فقال إننا نريد بلداً يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة فقط، بلداً لا تديره عقلية عدوانية بل عقلية دفاعية، بلداً يحمي شعبه وإذا اضطر إلى خوض حرب، فسوف يتم ذلك وفقاً للدستور".   واعتبر التقرير أن "عون وسلام وجها لكمة لحزب الله وإيران، فأعربا عن سخطهما من الإيرانيين، وقالا لحزب الله إنَّ زمن جر البلاد إلى الحرب خدمةً للآخرين قد ولّى وانتهى".   وتابع: "لا شك أن مثل هذه الكلمات تتطلب أفعالاً، لكن الإدارة الجديدة في بيروت أظهرت بالفعل تصميمها على ذلك. لم يُسمح للطائرات الإيرانية بالهبوط في بيروت خلال الأسابيع الأخيرة إذا وردت معلومات عن أنها تحمل أموالاً أو ذخيرة سراً إلى حزب الله. ولا بد من الافتراض أن تل ابيب تدرك الواقع الجديد في لبنان، وأن القيادة السياسية في إسرائيل تدرك أن تغييراً غير مسبوق حدث في بيروت. السؤال هو كيف ترى إسرائيل هذا التغيير، هل في الساحة العسكرية فقط أم في الساحة السياسية أيضاً؟".   في غضون ذلك، يقول التقرير إنَّ التنافس سيكونُ قائماً بين لبنان وسوريا وغزة على أموال إعادة الإعمار في الأعوام المُقبلة، وهي بحاجة إلى مليارات الدولارات، وأضاف: "إنَّ إعادة التأهيل المطلوبة لا تقتصر على الجانب المادي فقط، بل يجب بناء قطاعي الاقتصاد والتوظيف في هذه البلدان، وبناء أنظمة الحكم، وتشكيل واقع سياسي جديد".   وأردف: "لقد تعرض ملايين المدنيين الأبرياء للقصف والتهجير، وشاهدوا أقاربهم ومعارفهم يقتلون أمام أعينهم. من الممكن أن يأتي الجزء الأكبر من التمويل اللازم لمشاريع إعادة التأهيل من دول الخليج والبقية من الغرب. كذلك، سيتم دعوة المستثمرين من القطاع الخاص إلى التبرع بأموالهم، كما ستفعل البلدان أيضاً".   وختم: "إنَّ الرأسماليين ليسوا في عجلة من أمرهم لفتح محافظهم، ولذلك لا يخدع أحد نفسه بأن المليارات سوف تتدفق بسهولة. ولكن إذا جاء الاستقرار، سيأتي المستثمرون معه". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • مغردون يتساءلون عن حرائق غامضة أثارت هلعا في ليبيا فما قصتها؟
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • دور الحرب العالمية الأولى في إسقاط الحكم العثماني .. ماذا حدث؟
  • في الضاحية.. اشكال يودي بحياة شاب
  • إسرائيل تعتقل مواطنا بتهمة التجسس لصالح إيران
  • إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟
  • ياور: من غير المبرر استمرار تواجد الجيش التركي داخل العراق بعد الإتفاق التركي وحزب الـpkk
  • رسائل من لبنان إلى إيران.. مضمونها قاسٍ وتقرير اسرائيلي يكشفها
  • إذا قصفت إسرائيل إيران... هكذا سيكون ردّ حزب الله
  • إيران على خُطى إسرائيل لامتلاك النووي