مقدمة نشرة الـ "أن بي أن"
هو زمن الرد على العدوان الإسرائيلي الذي أقحم المنطقة بأسرها في درجة إشتباك غير مسبوقة.
بنيامين نتنياهو الذي يحارب عله يحقق انتصارا وهميا في لبنان.. في غزة او في طهران...وحتى داخل الكيان المحتل وهو يفعل كل ما بوسعه ليورط كل العالم بمن فيهم حلفاءه الذين يبحثون عن حل عبر تفعيل الدبلوماسية خوفا من حجم رد طهران و المقاومة على الجرائم المتواصلة لكن هذا الحل بحسب كافة المعطيات لا يرتقي إلى أهمية الأحداث الجارية وسط تأكيد من محور المقاومة على أن الرد العسكري قادم لا محالة.
جولة دبلوماسية بدأت منذ أيام وتستمر خلال هذا الأسبوع لشخصيات عدة حيث حط اليوم أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو في إيران ويصل انفا قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (مايكل كوريلا) إلى الأراضي المحتلة في حين يدرس وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن القيام بزيارة إلى الشرق الأوسط وينشط الرئيس الفرنسي بإتصالاته سعيا لخفض حدة التوتر.
وبناء على طلب إيران سيعقد إجتماع استثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء المقبل لادانة الأعمال الإرهابية وجرائم العدو الإسرائيلي خصوصا إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الجريمة التي أكد بموجبها قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أن الرد سيكون قويا وقاسيا.
وفي رفح تلقى العدو ضربة أصيب خلالها سبعة جنود وأصيب إثنان من المستوطنين جراء إطلاق رشقات من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف.
ومن الجنوب اللبناني شنت المقاومة هجوما جويا بسرب من المسيرات الإنقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة إيليت مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأوقعت فيهم عددا من القتلى والجرحى
ونفذت هجوما انقضاضيا اخر على موقع المالكية واستهدفت مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة وثكنتي زرعيت وراميم وموقع رأس الناقورة.
وأتت هذه الردود على جرائم العدو في القرى الحدودية لاسيما الإعتداء الذي استهدف ميس الجبل وارتقى على إثره شهيدان هما المسعف محمد حمادي الذي نعته جمعية كشافة الرسالة الإسلامية وعلي شقير الذي نعاه حزب الله.
مقدمة نشرة اخبار الـ "أم تي في"
المنطقة في انتظار قاتل، واللبنانيون على اعصابهم. فما ان دوى صوت قوي في بيروت ، حتى اعتقد الجميع ان اسرائيل قصفت هدفا او اهدافا في العاصمة او ضاحيتها . لكن تبين بعد ذلك ان الطيران الحربي الاسرائيلي خرق جدار الصوت كالعادة، في حين ان منسوب التوتر لدى معظم الناس فوق العادة!
وكما في لبنان، كذلك في المنطقة ، وخصوصا في تل ابيب وطهران. فاسرائيل تترقب الرد الايراني بحذر، بعدما ثبت ان مساعي التهدئة التي بذلت مع كبار المسؤولين في طهران سقطت، وان الرد الايراني يقترب. ووفق ديبلوماسي غربي تحدث ل "هآرتس" فان الدول المعنية بالوضع في الشرق الاوسط تتوقع ردا ايرانيا خلال يومين،
كما تستعد لايام من تبادل الضربات في المنطقة. اذا، لم يعد السؤال: هل تضرب ايران ام لا، بل اضحى: متى تضرب ايران؟ وكيف؟ وهل ستكون ضربتها قوية لدرجة ترغم اسرائيل على الرد، ام ان ما حصل في فجر الرابع عشر من نيسان سيتكرر، بحيث يكون الرد الايراني لحفظ ماء الوجه فقط، ما يجنب المنطقة الدخول في المجهول؟
في ما يتعلق بالوضع في لبنان الامر مختلف. فثمة انتظار لما سيقوله الامين العام لحزب الله في اطلالته عصر غد.
مقدمة نشرة اخبار قناة "المنار"
أحرقهم الانتظار حتى باتوا يستعجلون القصاص..
هم الصهاينة المتقلبون بشر افعالهم، يوسطون العالم محاولين التخفيف من الردود القادمة لا محالة، والتي قال الايرانيون انها ستكون مؤدبة لهؤلاء الذين تخطوا كل حدود الاجرام..
من داخل البيت العبري المرتبك خرجت الاصوات التي تترصد معلومة من هنا او تحليلا من هناك لرسم سيناريوهات الضربة القادمة، والتي قدر الاعلام العبري انها بين صواريخ من السماء او تقدمات على الارض، مع اجماعهم بانها ستكون غير مسبوقة بالنسبة لهم..
وفي الدائرة الملتهبة للتطورات تحركات ومساع بأكثر من عنوان واتجاه، حيث سارع الاميركي لنجدة ربيبه الصهيوني، فحضر قائد القيادة المركزية للجيش الاميركي “مايكل كوريلا” الى تل ابيب لتنسيق ما سماه الاعلام العبري بالنشاط الدفاعي المشترك لصد الرد الايراني على اغتيال القائد هنية..
وبحثا بالتطورات التي احدثها الصهيوني باغتيالاته، حضر الى طهران سكرتير الامن القومي الروسي سيرغي شويغو على رأس وفد للقاء كبار المسؤولين الايرانيين.
وبكلام مسؤول جددت الجمهورية الاسلامية عبر خارجيتها وحرسها الثوري ان ردها سيكون في إطار القوانين والأعراف الدولية، داعيا دول العالم الى التنديد بالارهاب الصهيوني واتخاذ اجراءات لمحاسبته..
اما الحسبة الصهيونية عن الشمال وما هو قادم من حزب الله فقد ارعب الصهاينة الذين باتوا يطلبون على الاعلام ممن تبقى من مستوطني الشمال المغادرة، سائلين اين قوة الردع بل اين الحكومة المسؤولة عن ناس يعيشون اعلى درجات التوتر والاستنفار ليل نهار على مدى ايام من الانتظار..
فيما العمل اليومي للمقاومين خارج هذا الحساب الممتد كل يوم من غزة الى الشمال، فكان الحدث صعبا في رفح بحسب الاعلام العبري مع الاعتراف بانفجار عبوة بقوة صهيونية اوقعت اصابات مؤكدة وخطيرة بصفوف جنودها، فما اكمل المقاومون من لبنان اسناد غزة والرد على العدوانية الصهيونية التي تطال القرى اللبنانية بصليات من الصواريخ والطائرات الانقضاضية، ليعترف الاعلام العبري بوقوع اصابات..
ومع التوتر العسكري، هزة اصابت الاقتصاد العالمي اليوم ، خسرت معها البورصات واسواق المال آلاف المليارات من الدولارات، حتى وصفها المختصون بالاثنين الاسود..
مقدمة نشرة أخبار الـ "أو تي في"
في لبنان، لم يعد السؤال هل تندلع حرب، بل متى تندلع، حيث أصبح اللبنانيون مع كل خرق إسرائيلي لجدار الصوت، تماما كما حصل اليوم، يعتقدون للوهلة الأولى أنها الساعة الصفر، وأننا دخلنا في النفق، نحو المجهول.
اما في الإقليم، فالأمر سيان: جميع اللاعبين يتصرفون وكأن الحرب واقعة حتما، والقصة قصة توقيت.
ففيما وصل قائد الجيش الأميركي في الشرق الأوسط إلى إسرائيل، أبلغ وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن وزراء خارجية دول مجموعة السبع، أن هجوم إيران وحزب الله على إسرائيل قد يبدأ اليوم الاثنين، أو على أبعد تقدير في الساعات الأربع والعشرين أو الثماني والأربعين المقبلة. وفي الموازاة، دعا الرئيس الفرنسي والرئيس الإماراتي وولي العهد السعودي جميع الأطراف إلى تحمل المسؤولية وضبط النفس لتجنب تصعيد إقليمي.
أما إيران، فاستدعت وزارة خارجيتها رؤساء البعثات الدبلوماسية المقيمين في طهران للتأكيد على عزم طهران الرد على إسرائيل، تزامنا مع تجديد قائد الحرس الثوري التأكيد بأن إسرائيل ستنال العقاب في الوقت المناسب.
ووسط كل هذا المشهد، المسؤولون اللبنانيون يتفرجون، وكأنهم غير معنيين بما يجري. فعندهم لا داعي للهلع، ولا لزوم لانتخاب رئيس، ولا لحكومة أصيلة، ولا لجلسة نيابية تناقش التطورات الجنوبية.
أما العنوان الابرز عندهم اليوم، فكان الرد غير التقليدي لوزير التربية على رأس الكنيسة المارونية، الذي أدلى بموقف صارم في موضوع الامتحانات الرسمية.
مقدمة نشرة اخبار الـ "ال بي سي"
السؤال الذي يطرحه العالم أجمع، باستثناء إيران ، هو: كيف سترد إيران على اغتيال هنيه على أراضيها؟ ما هو حجم الرد؟ ومتى؟
والسؤال الذي يطرحه العالم أجمع، باستثناء اسرائيل، هو: كيف سترد اسرائيل على ضربة إيران؟ ما هو حجم الرد؟
ربما إيران تأخذ بعين الأعتبار حجم الرد الاسرائيلي، وعلى هذا الأساس قد تدوزن ضربتها لئلا تتسبب في تفلت الأمور عن ضوابطها، وتدخل في حرب الطرف الآخر فيها ليس إسرائيل فقط بل الولايات المتحدة الأميركية، ليطرح السؤال هنا: هل إيران جاهزة لحرب ضد أميركا وإسرائيل في آن واحد؟
المنطقة على شفير ان تخرج الحرب عن ضوابطها، فلم تعد مجرد طوفان الأقصى وجبهة إسناد والقتال بالأذرع، هل تم التخطيط منذ اليوم الأول للوصول إلى هنا؟ أم أن منزلقات الحرب لا تتطور بالضرورة وفق ما هو مخطط لها؟
هذا على الأقل ما تقوله حروب المنطقة التي بدأت بشكل معين وهدف معين، ولم تنته وفق الأهداف المعلنة: هذا ما حصل عام 2006 وقبله في اجتياح 1982 وحتى قبله في حرب ال 73 وحتى في حرب ال 67 .
المنطقة اليوم في ظل تحولات شبيهة بما انتهت إليه تلك الحروب، وإسرائيل وإيران معا عند سؤال استراتيجي، من البساطة الإدعاء بأن احدا يملك الإجابة عنه.
مقدمة نشرة اخبار قناة "الجديد"
كانت منطقة الشرق الاوسط تسمع عن الصفيح الساخن وبرميل البارود, واليوم جلست عليه فالأيام والليالي والميدان تعبت من وضعية التأهب , والجيوش استنفرت من دون مواعيد , والمنصات الصاوخية استقرت عند مرحلة الانطلاق مع وقف التنفيذ. اصيب العالم بعطب الحرب القادمة فكانت أولى الانهيارات في الاسهم المالية التي أصابتها سهام الشرق الاوسط فأردتها بخسارات هزت هيبة وول ستريت، ونالت من قيمة نازداك، ولطخت سمعة بورصة اليابان التي انخفضت الى ادنى مستوى لها منذ 1987 أطلق على هذا النهار وصمة الإثنين الأسود الذي بدأت تداعياته من قلق اميركي حول البطالة والوظائف، ثم جاء قلق الحرب ليدمر اسهم الاسواق ويترك في ميدانها وايامها ولياليها خسائر مالية تم تسطيرها باللون الاحمر وكانت الاسهم السياسية والعسكرية اكثر توترا عندما سارت على " وول ستريت" حربي غامض المعالم والتوقعات ، حيث عاشت اسرائيل على سهمين إثنين الاول يدفع نحو انطلاق الصواريخ باتجاهها والثاني يبقيها على قلق وكأن الحرب تحتها وهذا ما دفع بزعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد الى تلخيص الحالة بسؤاله : هل يعقل أن تجلس دولة كاملة لمدة خمسة أيام بحالة تأهب وتوتر واستنفار؟ لا يوجد رادع ولا حكومة. لكن حكومة نتنياهو موجودة في " في الكرياه .. المركز الحكومي وقاعدة قوات الدفاع الإسرائيلية الرئيسية، او ما يعرف بمعسكر رابين وهو جهز له ملجأ اقامة تحت الارض ، واستمع من خلالها الى تصريحات القادة الايرانيين يعلنون ان الرد على اغتيال القيادي اسماعيل هنية سيكون عبر سيناريو جديد ينفذ بشكل مفاجئ.ولم تقطع ايران في المقابل شبكات التواصل مع الموفدين إذ ستجرب موسكو فعاليتها بعد الأردن ، اذ وصل وفد روسي رفيع المستوى برئاسة سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو الى طهران للقاء المسؤولين الكبار في ايران، بمن فيهم الرئيس مسعود بزشكيان.
وتترافق الزيارات مع خطوط الاتصالات التي تقودها اميركا مع كل من فرنسا وقطر ومصر لتجنيب المنطقة خطر الانزلالق الى حرب صنفت بالعالمية الثالثة . لكن الاعلام الاسرائيلي كان ينعي هذه الجهود بسبب جنوح نتنياهو نحو الحرب وقالت هآرتس نقلا عن دبلوماسي غربي ان جهود التهدئة فشلت مع ايران ونتوقع ردا خلال يومين .. وتبادل الضربات لأيام في المنطقة ولعل اميركا الجهة الاكثر ضغطا لمنع الحرب غير أنها في موازاة الحراك الدبلوماسي تحشد للدفاع عن اسرائيل وهي صادقت بالامس على
على إرسال شحنة قنابل لسلاح الجو الإسرائيلي يبلغ وزن الواحدة منها نصف طن.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الاعلام العبری الرد الایرانی الرد على ان الرد
إقرأ أيضاً:
كيف ستكون "قواعد المواجهة" بعد عودة ترامب وتقليم أذرع إيران؟
تتجه أنظار العالم حالياً صوب العاصمة الأمريكية واشنطن، مع اقتراب بدء الولاية الثانية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، وسط تكهنات بأن يعاود ترامب ممارسة "سياسة الضغط الأقصى على النظام الإيراني" التي ميّزت ولايته الأولى، لا سيما وأنه أفصح عن شخصيات من "الصقور" المعروفة بمواقفها الصارمة، وبعدها عن سياسة المهادنة، لتكون على رأس هرم إدارته القادمة، مثل ريتشارد غرينيل وماركو روبيو ومايك والتز، وغيرهم.
وعلى الجانب الآخر من المشهد، لا يعيش النظام الإيراني في الوقت الراهن أفضل أيامه بعد أن تعرضت أذرعه وميليشياته في المنطقة لضربات إسرائيلية أمريكية قصمت ظهرها، وشلَّت حركتها جرّاء تصفية قادة صفوفها الأمامية بشكل شبه كامل، فضلاً عن تدمير جزء كبير من ترساناتها العسكرية، لا سيما "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" الفلسطينية، فيما يتوقع مراقبون أن تكون الميليشيات الأخرى المدعومة إيرانياً في كلٍّ من سوريا والعراق، هدفاً عسكرياً أمريكياً إسرائيلياً في المرحلة القادمة، الأمر الذي يضع "حروب الوكالة" التي تديرها إيران في المنطقة أمام مخاض عسير.
إيران تواجه مأزقاً بعد عودة ترامب - موقع 24رأي الكاتب الإسرائيلي، زلمان شوفال، أن القيادة الإيرانية تواجه الآن معضلة، بين تخفيف التوترات مع الغرب، أو الاستمرار في خطها المتشدد الذي ينتهجه الحرس الثوري، وآنذاك سيكون على الولايات المتحدة أن ترد، وفقاً لهذا النهج. تناقضات المرحلةيرى الدكتور سربست نبي، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة "كويه" في إقليم كردستان العراق، أن "ترامب في ولايته الرئاسية الثانية يختلف عمَّا كان عليه في ولايته الأولى، حين كان قادماً من أسواق المال والأعمال ويحمل منطق تلك الأسواق ويفتقر للخبرة السياسية اللازمة حينها، كما كان ذرائعياً بصورة فجَّة، أما اليوم، فيعود متكئاً على خبرة في إدارة الحكم وإدارة الصراعات، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو على مستوى العالم، وبالتالي لن تكون أساليب ومناهج تعامل إدارته الجديدة شبيهة بالسابقة".
وأضاف: "ستكون الفترة الرئاسية الثانية لترامب أكثر نضجاً ودراية بتناقضات المرحلة، ومنها بصورة أساسية ما يبدو نزاعاً حول الدور الإيراني في المنطقة. بالطبع الإيرانيون كانوا سبَّاقين بالمقابل أكثر من غيرهم وتوقعوا عودة ترامب، ولهذا هيأوا أنفسهم لاستقبال هذا الوضع، وراحوا يتعاملون بمرونة مع المتغيرات، ومن هذا القبيل جاء انتخاب الرئيس الإيراني مسعود بزيشكيان، الذي راح يتودد إلى الجانب الأمريكي".
ويمضي أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة "كويه"، بالقول: "نتوقع مساومات كبرى في هذه المرحلة، وصفقات كبيرة بين الطرفين على جميع الملفات، لا سيما الفلسطيني واللبناني والسوري والعراقي، وهذه ستكون سمة بارزة في هذه المرحلة، ولكن هذا لا يتنافى مع القول إن ترامب كعادته لن يلجأ إلى حروب شاملة، وإنما سيتبع نهج العمليات الخاصة، إذا اقتضت الحاجة، كما فعل في عملية اغتيال قاسم سليماني القائد السابق لقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، في غارة على موكبه قرب مطار بغداد مطلع 2020، كما أنه لن يكون ودوداً أو مرناً إزاء طيش أو تمرد ميليشيات موالية لإيران في أي مكان، بل سيكون حاسماً معها".
وتابع: "جميع الإدارات الأمريكية، الديمقراطية منها والجمهورية، حريصة على بقاء النظام الإيراني هشاً وهزيلاً، وليس مندحراً. هي لا ترغب في إسقاط النظام لأسباب جيوسياسية تتعلق بمكانة إيران وتناقضات الوضع الإيراني، الذي ما أن يخرج عن السيطرة حتى يرتد ذلك بصورة سلبية على النفوذ الأمريكي في المنطقة. الأمريكان يخشون من أن أي ضعف أو سقوط للنظام في إيران سيكون له عواقب تتمثل في تدخل كلٍّ من روسيا والصين وتمدد نفوذهما في المنطقة، وهذا سيكون حتماً على حساب النفوذ الأمريكي، ولهذا السبب الأمريكيون أحرص على بقاء النظام الإيراني، ولكن بصورة هزيلة ووفق ضوابط ومعايير أمريكية، وبالتالي يمكن القول إن النظام الإيراني مستمر في البقاء بسبب ضعفه، وليس بفضل قوته".
واستطرد قائلاً: "اختيار ترامب لشخصيات معروفة بمواقفها الصارمة تجاه إيران في إدارته القادمة ينم عن تصور معد سلفاً حول آليات التعاطي مع النظام الإيراني، وهذه الشخصيات لن تقدم أي تنازلات لطهران كما فعل الديمقراطيون، ولن يهادنوا، ولكنهم سيتعاملون بمرونة في الوقت نفسه، أي إنهم سيتبعون الصرامة في الموقف، والمرونة في الأسلوب، وهذا الشكل سيطغى على سياسة الإدارة الأمريكية القادمة بالنسبة لإيران، فالأمريكيون مستعدون لإظهار مرونة كبيرة وتجاوباً مع كل تنازل للنظام الإيراني، ولكن شريطة أن لا يفضي ذلك إلى تقويته، وأن لا تتحول إيران إلى قوة إقليمية نووية نافذة".
وزادَ قائلاً: "في الغالب ستتلقى الأذرع الإيرانية في العراق وسوريا ضربات موجعة، فملفات إيران في المنطقة مرتبطة ببعضها البعض، وعلينا ألا نتوقع أن يحدث تغيير في أي ملف منها دون حدوث تغيير في الملف الآخر، فإضعاف "حزب الله" يعني إضعاف الميليشيات المرتبطة به في سوريا، وأعتقد أن بؤرة الخلاف أو النزاع بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني ستكون حول أذرع الأخير في العراق، وقد يتحول العراق إلى ساحة النزاع القادمة بين أذرع إيران من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى". صقور الجمهوريين
من جانبه، قال رعد الهاشم، الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية العراقية، إن الطرفين الأمريكي والإيراني في مرحلة جس النبض حالياً تمهيداً لاستلام ترامب مقاليد السلطة في البيت الأبيض، وكلا الطرفين يراقب سلوكيات الآخر، ومن المعلوم أن منهج الرئيس الأمريكي محكوم بسياقات المؤسسات الأمريكية، ولكن المؤكد هو أن الجمهوريون دائماً ما يوصفون بالصقور، وبالتالي يُتوقع أن تكون سياستهم تجاه إيران حاسمة في المرحلة المقبلة.
وأضاف: "قد تعود سياسة فرض العقوبات، وهذا الأمر شبه مؤكد، وإن كان مرهوناً بمدى استجابة طهران للمخاوف الدولية التي كانت في الماضي، وتحديداً في فترة ولاية ترامب الأولى، تقتصر على مسألة عناد إيران فيما يخص مفاوضات برنامج الملف النووي، ورأينا كيف نسف ترامب المفاوضات وعاقب إيران بحصار شديد وتضييق اقتصادي، خصوصاً فيما يخص بتصدير النفط، فكيف بنا الآن، وفي ظل استمرار المشكلة ذاتها، أي الملف النووي، ويضاف إليها التحشيد الميليشياوي والدعم الإيراني اللامتناهي للميليشيات وتوظيفها وتسخيرها لاستهداف المناطق الحيوية والمصالح الأمريكية، فضلاً عن الاستهدافات تجاه إسرائيل".
وتابع: "أرى أن الوضع سيستمر على حاله من التشنج بين إيران وإدارة ترامب الذي تفاقمت الأزمات منذ انتهاء فترة رئاسته الأولى في ظل إدارة جو بايدن الهزيلة المتماهية مع الجانب الإيراني. صحيح أن ترامب لا يجامل، ولكن علينا ألا نبالغ في الآمال والتوقعات، إلا أنني أعتقد أن ترامب لن يغفر لإيران التهم التي وجهت إليها بتدبير أكثر من محاولة لاغتياله، وقد يكون ذلك سبباً لاختياره شخصيات في إدارته القادمة معروفة بمواقفها المتشددة تجاه حكم الملالي في إيران".
ومضى يقول: "أتوقع أن يتكرر ما حصل مع "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" مع ميليشيات إيران في سوريا والعراق، مثل "فاطميون" وحركة "النجباء" و"حزب الله العراقي" وغيرها، وأن تكون هدفاً قادماً لـ إسرائيل والولايات المتحدة". عودة قوية بدوره، يرى مثال الآلوسي، السياسي المستقل والبرلماني السابق ومؤسس حزب "الأمة العراقية"، أن "عودة ترامب إلى البيت الأبيض تعكس قوة الرئيس المنتخب وفريق عمله، والأفكار التي طرحوها، وحاجة أمريكا لهذه الأفكار داخلياً وخارجياً، وفي الوقت ذاته تمثل رفضاً أمريكياً سياسياً وشعبياً واضحاً لإدارة الرئيسين باراك أوباما وجو بايدن للملفات الداخلية والخارجية، ولكن رغم ذلك لا أعتقد أن يقدم ترامب على توجيه ضربة عسكرية لإيران في المرحلة الراهنة، لأنه، إلى جانب فريق عمله، براغماتيون في طريقة التعاطي مع مختلف الملفات العالقة".
وأوضح أنه "على الرغم من اختيار ترامب لصقور السياسة الأمريكية في إدارته القادمة، إلا أن الولايات المتحدة لا تتبع الذهنية الاستعمارية الكلاسيكية كما هو الحال في بعض دول أوروبا، وإنما تبحث عن مصادر ومواقع استراتيجية عميقة، وتحديداً في مواجهة خصومها الرئيسيين، الاتحاد السوفييتي سابقاً – روسيا حالياً، والصين، إلى جانب الهند التي تظهر في المشهد بهدوء، وبزخم اقتصادي كبير، بعبارة أخرى، الولايات المتحدة لا تريد من إيران أن تكون دولة خاضعة لها، وإنما تريد علاقات طبيعية معها، وهنا يكمن الفرق بين ترامب، وبين أوباما وبايدن، فالأخيرَين كانا يريدان إيران بأي ثمن على حساب شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن، وحتى في أجزاء من أفريقيا، فضلاً عن أفغانستان وباكستان وغيرها الكثير من المناطق التي تتدخل فيها إيران تدخلات سافرة، وبسبب إيران تفككت مجتمعات ودول وأنظمة، وهو ما نجم عنه ظهور إرهابيين ومتطرفين وقتلة أمثال "القاعدة" و"داعش" و"الحرس الثوري" وحزب الله" و"الحوثيون" والميليشيات العراقية وغيرها من التنظيمات الإرهابية". جنون الهيمنة وأشار الآلوسي إلى أن "إيران مطالبة بالالتفاف إلى شأنها الداخلي وشعبها الذي يقاسي معاناةً كبيرة بكافة شرائحه نتيجة جنون الهيمنة والسيطرة الذي تعاني منه السلطة، وهذا الجنون انعكس سلباً على المنطقة بأسرها من خلال استعانة إيران بحثالات مجتمعات العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها، لأن الميليشيات لا تمثل النخبة الاجتماعية ولا الثقافية، ولا تمثل حتى الرجولة والفروسية بالمفهوم الشرقي للمواجهة أو المبارزة النبيلة والشريفة".
لافتاً إلى أن "إيران زرعت ميليشياتها في المنطقة، وعلى رأسها "حزب الله" في لبنان، وهذا الحزب منظمة إرهابية دموية ضالعة في صناعة وتجارة وتسويق المخدرات والأسلحة، وتنفيذ العمليات والشراكات الإرهابية في آسيا مروراً بأوروبا وصولاً إلى شمال أمريكا وجنوبها، وهذه المنظمة الإرهابية جاءت نتيجة ضعف لبنان وانتهازية أوروبا التي قبلت بإيران مقابل عقود استراتيجية كبيرة، ومن هنا يمكن اعتبار ترامب وصقوره عنصر حماية لما تبقى مما يمكن قبلوله في الشرق الأوسط، وكذلك عنصر أمل لشعوب المنطقة، ومن ضمنها الشعب الإيراني".