علي يوسف السعد يكتب: رحالة الكلمة
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
غازي القصيبي، الشاعر، والروائي، والوزير، والدبلوماسي، رجل استثنائي بكل المقاييس، قدم للأدب العربي تراثاً غنيّاً بالأعمال المتنوعة التي تركت بصمة واضحة في الثقافة والأدب. من بين هذه الأعمال، كان لأدب الرحلات نصيب خاص في مسيرته الأدبية، حيث وثق القصيبي تجاربه ورؤاه خلال رحلاته المختلفة حول العالم.
ولد غازي عبد الرحمن القصيبي في الهفوف بالمملكة العربية السعودية في عام 1940م، وتلقى تعليمه العالي في جامعة القاهرة حيث حصل على درجة البكالوريوس في القانون، ثم استكمل تعليمه في الولايات المتحدة وبريطانيا وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد.
كان غازي القصيبي يرى في السفر فرصة للتعلم والتأمل والكتابة، في كتابه «رحلة إلى اليابان»، يعكس القصيبي تجاربه وانطباعاته عن اليابان، موفراً لقارئه نظرة عميقة وشاملة حول الثقافة والمجتمع الياباني. يمزج في كتاباته بين الوصف الدقيق والتحليل الثقافي والفلسفي، مستخدماً أسلوبه الأدبي الرفيع ليقدم صورة غنية عن التجربة الإنسانية في أرض الشمس المشرقة.
في «حديث المساء»، يجمع القصيبي بين مقالاته التي تضمنت الكثير من الرؤى التي جمعها من رحلاته المتعددة، كل مقال يشكل قصة قصيرة تحمل في طياتها تأملات في الحياة والإنسان، تعبر عن عمق فلسفته وحسه الأدبي.
كتابه «مغامرة في الصحراء» يختلف قليلاً عن رواياته الأخرى، حيث يروي تجاربه في البيئة الصحراوية العربية. هو يسبر غور الحياة الصحراوية ويعكس تجارب شخصية مليئة بالتحديات والمغامرات، مقدماً وجهة نظر متعمقة عن الصحراء ليس فقط كمكان جغرافي، بل كمساحة روحية.
السفر في كتابات غازي القصيبي لم يكن هروباً من الواقع، بل كان وسيلة لفهم أعمق للإنسان والعالم. من خلال رحلاته، استطاع أن يقدم للقراء نظرات تأملية حول العلاقات الإنسانية، والسياسة، والاقتصاد والثقافة. كل رحلة كانت له بمثابة فصل جديد في كتاب الحياة يسعى لاستكشافه وتحليله بعمق.
وعبر مسيرة غازي القصيبي، لم يكتفِ بأن يكون مجرد كاتب أو مفكر، بل كان رحالة عبر الكلمة والفكر، يستكشف العالم ليعرفه ويعرف نفسه بشكل أفضل، تشكّل كتاباته في أدب الرحلات جسراً بين الثقافات، وتحفز القارئ على التفكير والاستكشاف، هو بالفعل سفير الأدب السعودي، يُظهر كيف أن السفر والتجوال يمكن أن يكونا بحثاً عن الحقيقة، وكيف أن الأدب يمكن أن يكون بوابة للعالم. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علي يوسف السعد غازي القصيبي غازی القصیبی
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!
مطلوب من المصريين أن ينظروا قليلًا إلى داخلهم، إلى ضمائرهم، إلى ما تكنه أنفسهم من مزايا، خلقها الله لهم.
فنحن لم نستبق شيئًا لم نهدره، الوقت والجهد، والبنية الأساسية، فى الشوارع، وفى الميادين، وفى الملكية العامة، التى نمتلكها نحن،كل شعب مصر !!
ليس من المعقول أن تصبح شوارع القاهرة ممتلئة بالقاذورات، الملقاة من البيوت، ومن المحلات التجارية، ومن نوافذ السيارات أثناء السير !!
ليس من المعقول أن نخالف المرور ونسير عكس الاتجاه، ولا نعترف بإشارات أو حتى عسكري المرور الغلبان، الواقف لا حول له ولا قوة، وسط السيارات، التى تفعل ما يشاء قائدها دون مراعاة لأية قواعد أو أداب للمرور !!
ليس من المعقول أن تتحول أرصفة الشوارع إما بسياج لمنع المشاة من إستخدامها، تعللًا بأنها حديقة خاصة ( فى المناطق السكنية )، أو لأنها جزء خاص بالمبنى المشيد على حافة رصيف الشارع.
أصبح الرصيف ملكية خاصة، وليست ملكية عامة، ولا إحترام للمشاه !!
فالكل يجرى وسط الشارع، مُشَاةْ ومركبات من كل الأنواع، ومن كل الأزمنة !!
أصبح إفتراش الرصيف والشارع جزء من ثقافة المواطن المصري !
أصبحت الميكروباصات، "غول"، مخيف مدمر للصحة ( البيئة )،لسوء الحالة الميكانيكية لتلك السيارات، وسوء حالة سائقيها شكلاَ، ومضموناَ !!
أصبح الشارع المصرى، "شارع عبثى"، شارع لامعقول، شارع يجب القبض عليه ووضعة فى زنزانة منفردًا، عقاباَ على تخلفه وسوء أخلاقه (الشارع!!)
أصبحنا محتاجين للنظر إلى أنفسنا كشعب، هل نحن نستحق هذا الوطن ؟
هل نحن قادرون على ضبط إيقاع الحياة فى هذا البلد ؟
ولعل القارىء يجدنى مبتعداَ فى حديثى،عن مراكز المسئولية الإدارية فى البلد، فأنا قد " سلمت النمر " من زمان بخصوص المسئولين، الذين، لايروا، ولايسمعوا،ولايتكلموا !
الكلام لنا، لأنفسنا، لأهل الشارع المصرى، هل من مجيب ؟
فالمسئول لن يجيب، ولكن نحن كشعب ألا يوجد من يجعلنا ننظر إلى أنفسنا، إلى داخلنا، إلى ضمائرنا !
هل هذه هى المدينة المصرية المحترمة؟، أشك كثيراَ !!، وأعتقد بأن ماكتبته غير قابل للنشر، لأنه حديث مع النفس، لن يسمعه أحد، ومع ذلك سأنشره، لعل وعسى !!