موجات الطقس الحارة تنعش سوق الفيسكيني من جديد
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
بينما لا يزال الخلاف محتدما حول أزياء البحر المخصصة للنساء، واستمرار الجدل الموسمي في قضية ارتداء المرأة "البوركيني" (ملابس سباحة مخصصة للنساء تغطي الجسم بالكامل)؛ انتشرت صور لعدد كبير من السيدات يرتدين أقنعة مختلفة الألوان والأشكال على الشواطئ الصينية، حتى أنها باتت أحدث صيحات الموضة، وسط موجات الحر غير المسبوقة في الصين هذا العام.
للوهلة الأولى، قد تظن أن ثمة حفلا تنكريا على الشاطئ، ولكن تنتهي التكهنات بمجرد أن تعرف أنه لباس بحر جديد بقناع للوجه يغطي كامل الرأس للحماية من أشعة الشمس، ويعرف باسم "الفيسكيني".
وتتكون كلمة "فيسكيني" من مقطعين: "فيس" بمعنى الوجه، و"كيني" وهو المقطع الأخير من كلمة "بكيني"، وهو عبارة عن سترة مطاطية تغطي الجسم أثناء السباحة، مثل "البوركيني"، غير أنه يشمل الوجه والعنق أيضا لأنه يتضمن قناعا مصمما بألوان مختلفة ومزودا بفتحات مخصصة للعينين والأنف والفم، ويتميز بأنه خفيف الوزن ومصنوع من ألياف مقاومة للأشعة فوق البنفسجية.
الحفاظ على البشرةتختلف معايير الجمال في دول شرق آسيا، وتعد البشرة الفاتحة مؤشرا كافيا على المكانة الاجتماعية والاقتصادية، ويتم تعزيز هذه الثقافة من خلال السينما والتلفزيون والموسيقى، ولهذا تخشى النساء من أشعة الشمس، وتحظى منتجات تفتيح البشرة بشعبية كبيرة في الصين وكوريا الجنوبية.
ويعد هذا سببا رئيسيا لرواج تجارة "الفيسكيني" في الصين لحماية الوجه من التداعيات الضارة لأشعة الشمس على البشرة، مثل ظهور البقع الداكنة والنمش (بقع صغيرة بنية اللون تظهر على جلد الوجه)، إضافة إلى حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية للوقاية من خطر الإصابة بسرطان الجلد، كما يتم الترويج "للفيسكيني" أيضا لتفادي لدغات قناديل البحر والطحالب المختلفة، حسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
تحظى منتجات تفتيح البشرة والوقاية من الشمس بشعبية كبيرة في الصين وكوريا الجنوبية (شترستوك) "الفيسكيني" مقابل كريم الوقاية من الشمستقول رئيسة قسم الجراحة التجميلية في مستشفى أرتميس جورجاون في الهند دكتورة فيبول ناندا إن "الفيسكيني" قد يحمي البشرة من الأشعة فوق البنفسجية، لأن القماش المستخدم في صناعته يعمل حاجزا واقيا من أشعة الشمس الضارة؛ مما يحمي الجلد من حروق الشمس المحتملة.
وتشير ناندا إلى أن "الفيسكيني" قد يكون خيارا مناسبا لأصحاب البشرة الحساسة للشمس، أو لمن لا يفضلون استخدام المنتجات الكيميائية، غير أنه يحد من تعابير الوجه ولغة التواصل، وينبغي الاعتناء بنظافته لمنع تهيج الجلد.
من جهتها، ترى اختصاصية الأمراض الجلدية والتجميل في مدينة مومباي بالهند جيتيكا بياني أن "الفيسكيني" وإن وفر الحماية من أشعة الشمس، فإن ارتداءه فترات طويلة من شأنه أن يسبب الطفح الجلدي والتعرق ومشاكل في التنفس، وتقترح بياني أن من الأفضل اتباع الخطوات الأساسية للحماية من أشعة الشمس وضمان صحة الجلد على المدى الطويل، وهي:
وضع طبقة سميكة من كريم الوقاية من الشمس على الوجه والرقبة كل 3 ساعات. البحث عن أماكن الظل عندما تكون الشمس ساطعة، خاصة في فترة الظهيرة. ارتداء ملابس آمنة ومناسبة واستخدام قبعات واسعة الحواف. ارتداء البوركيني يثير جدلا في بعض الدول (غيتي) "الفيسكيني" موضة قديمة تعود من جديدينتشر "الفيسكيني" في كل شواطئ الصين تقريبا، ولكنه يتمتع بشعبية واسعة في تشينغداو بمقاطعة شاندونغ (شمال شرقي الصين)، والمعروفة بشواطئها الخلابة، وظهر أول مرة في هذه المدينة عام 2004 عندما ابتكرته سيدة تدعي تشانغ شيفان بعدة ألوان وأشكال، ونظرا لتصميمه غير التقليدي اكتسب شهرة عالمية وتداولته الصحف الدولية.
"الوقاية من الشمس لم تكن هدفا في بداية تصميم الفيسكيني كما يعتقد كثيرون"، كما توضح تشانغ التي كانت تعمل محاسبة، مؤكدة أن ابتكاره في الأساس كان للحماية من لسعات قناديل البحر التي تظهر كثيرا على ساحل البحر الأصفر حيث تقع مدينة تشينغداو، ويصل طول الواحد منها إلى نحو مترين ويزن 100 كيلوغرام، مما يشكل تهديدا لمرتادي الشواطئ.
واستلهمت تشانغ فكرة "الفيسكيني" من واقع قصة عاشتها في طفولتها عندما كانت في السادسة من عمرها، حيث استضافت عائلتها ذات يوم ممرضة عسكرية في نهاية يوم كامل من تدريبها في البحر، وكانت الممرضة أصيبت بلسعات قنديل البحر وظهرت البقع الحمراء على وجهها، وتتذكر تشانغ أنها لم تستطع النوم في تلك الليلة بسبب تألم الممرضة، حسب موقع "نيوتشا" المتخصص في تسليط الضوء على نماذج الإبداع في آسيا.
انتشاره خارج الصينوفي عام 2014، نشرت مجلة "سي آر فاشن بوك" المتخصصة في الموضة والأزياء -ومقرها نيويورك- تقريرا مرفقا بجلسة تصوير لعارضات يرتدين "الفيسكيني"، مما منحه شهرة عالمية رغم أن المجلة لم تقصد الترويج لفكرة "الفيسكيني" بقدر ما كانت تسلط الضوء على معايير الجمال المتناقضة بين الشرق والغرب والتدابير المبالغ فيها من قبل الآسيويات لتفادي تأثير أشعة الشمس على بشرتهن، بينما تأمل المرأة في الولايات المتحدة الأميركية وإنجلترا الحصول على سُمرة ذهبية جذابة، وجاء في افتتاحية المجلة أنه "في آسيا لا تعني سمرة الوجه رحلة إلى شواطئ كابري، بل تعني فقرا وساعات من العمل الشاق".
أثارت هذه الصور فضول المجلات الدولية لإجراء المقابلات الصحفية مع تشانغ التي أصبحت تصدّر "الفيسكيني" إلى اليابان وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية وإنجلترا، إلى جانب مبيعات هائلة في جميع المقاطعات الصينية.
وذكرت تشانغ أنها تعمل على تطوير تصميم "الفيسكيني" مع كل صيف، وتستعين بفنانين محليين لرسم الملامح البشرية على القناع مثل الحواجب والشعر، ومؤخرا تم تعزيز القناع برسوم غير مسبوقة مستوحاة من الفلكلور الشعبي الصيني أو الحيوانات المهددة بالانقراض، وتقول "أردت أن أفعل كل ما بوسعي حتى لا تُخيف الأقنعة الأطفال ومرتادي الشاطئ"، خاصة مع الانتقادات الموجهة لقناع الوجه كل عام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من أشعة الشمس من الشمس فی الصین
إقرأ أيضاً:
الفلاي بورد وموكب الملوك وبابا نويل.. احتفالات الكريسماس تنعش السياحة بشرم الشيخ
انتعاشة سياحية تشهدها منتجعات جنوب سيناء السياحة تزامنا مع احتفالات الكريسماس، وحرصت إدارات الفنادق على تنظيم الفقرات الفنية المبهجة لإدخال الفرحة على السائحين من مختلف جنسيات العالم.
وظهر بابا نويل على ظهر جمال يجوب شواطئ الفنادق والمنتجعات السياحية لتوزيع هدايا الكريسماس على النزلاء والأطفال تزامنًا مع أعياد الميلاد الكريسماس، ونظم مسئولي قطاع سهو سكوير موكب الثلاث ملوك والتي تعد من أبرز العروض التي يحرص السائحون متابعتها كل عام خلال احتفالات الكريسماس، وفيها ينطلق مشهد الملوك الثلاثة فوق الجمال يتجولون في أنحاء القطاع برفقة "بابا نويل" الذي يقوم بتوزيع الهدايا على السائحين في أجواء كرنفالية، إضافة إلى الإستعراضات الغنائية، و النافورة الراقصة، وعروض الساحر، وفقرات استعراضية.
قال الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، إنه جرى تأمين المحافظة بالكامل على أعلى مستوى بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية، وتوفير كافة الخدمات اللازمة لراحة السائحين، مشيرا إلى أن القطاع السياحي خلال هذا الموسم الشتوي في أعلى مستويات ازدهاره حيث بلغت نسبة الإشغالات 100% بمدن شرم الشيخ ودهب، إضافة إلى انه يوجد إقبال على الحجز بمنتجعات شرم الشيخ خلال هذه الفترة تزامنا مع قرب بداية العام الميلادي الجديد.
وأكد المحافظ في تصريح اليوم، ان كافة الفنادق السياحية بالمحافظة تتبع القرارات الحكومة الخاصة بشروط وضوابط الحفلات، مع تقديم خدمات على أعلى مستوى لتنال رضا للسائحين، مشيرا إلى أنه جاري تكثيف حملات النظافة بالميادين والساحات، والممشى السياحي، وتقليم الزراعات حتى تظهر شرم الشيخ بالمظهر الحضاري اللائق بها عالميا.
وقال أحمد مجدي طلاله، المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء السياحة للإبداع، إن فرق الأنيميشن بكافة الفنادق تنظم فقرات البلياتشو للأطفال والتنورة وألعاب مختلفة، إضافة إلى الألعاب المائية المختلفة مثل لعبة الفلاي بورد، وتجول بابا نويل على الشواطئ وحمامات السباحة ليوزع للهدايا على الأطفال وسط جو من الفرحة بين السائحين.
وأوضح المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء السياحة للإبداع، انه خلال أيام احتفالات الكريسماس تقدم الفنادق أفكار مختلفة لإقامة فقرات متعددة لإدخال البهجة، إضافة إلىتزيين واجهاتها وداخلها بزينة الكريسماس وأشجار أعياد الميلاد، وتجول بابا نويل على الشواطئ على ظهر جمل يوزع الهدايا والتقاط الصور التذكارية مع السائحين.
وأشار مطيع إسماعيل، مدير إحدى فنادق شرم الشيخ، إن فكرة ركوب بابا نويل مركب والتجول بها داخل البحر نالت إعجاب السائحين من مختلف الجنسيات الذين حرصوا على ارتداء ملابس بابا نويل وانتظاره على الشاطئ ليوزع الهدايا عليهم، إضافة إلى ارتداء لاعب الفلاي بورد ملابس بابا نويل خلال الطيران إلى أعلى أدخلت الفرحة والبهجة علي النزلاء خاصة الأطفال، لكونه يقوم فجأة بعد طيران لمسافة تتعدي الـ20 مترًا أعلى سطح البحر وفي نزول مفاجئ بالقرب من أحد الأطفال يقديم له هدية صغيرة.
واكد مدير الفندق، أن جميع نزلاء الفنادق تتجمع حول حمام السباحة لمشاهدة عروض الفلاي بورد وكيف يتم الطيران بها وكذلك الغوص في المياه خاصة أن شرم الشيخ تتمتع بأجواء دافئة خلال هذه الفترة.