عمرو خليل: الهجرة العكسية كابوس يلاحق إسرائيل
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
قال الإعلامي عمرو خليل، إن في الوقت الذي تسعى خلاله إسرائيل إلى تهجير أكثر من 2 مليون فلسطيني من قطاع غزة، تواجه بالمقابل تهديدا وجوديا لكيانها بفعل تسارع وتيرة الهجرة العكسية.
وأضاف «خليل»، مٌقدم برنامج «من مصر»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»: «لم يتعود الإسرائيليون على النزوح.. فقد كان هذا مُصطلحا لصيقا بالفلسطينيين فقط، لكن منذ بدء الحرب اضطر 500 ألف إسرائيلي إلى النزوح بعيدا عن غزة، فيما تم إخلاء كل المستوطنات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان».
وتابع الإعلامي: «تواجه إسرائيل أعلى موجة هجرة عكسية لنحو مليون يهودي، أغلبهم بعد الحرب على غزة، ومنذ الولاية الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تُواجه إسرائيل أعلى موجة هجرة عكسية لنحو مليون يهودي، أغلبهم بعد بداية الحرب على غزة».
وواصل: «يمثل رقم المليون يهودي، حوالي 14% من إجمالي يهود إسرائيل، وهي نسبة كبيرة للغاية لدولة تعتمد في الأساس على جلب المُهاجرين إليها، ووفقا لبيانات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، فمنذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، ارتفعت نسبة الهجرة الدائمة بين الإسرائيليين إلى 285%».
وأكمل: « خلال الشهر الأول من العدوان على غزة، غادر 30 ألف إسرائيلي البلاد بشكل دائم خوفا من استهدافات المقاومة الفلسطينية، فيما تُشير الإحصائيات إلى انخفاض نسبة العائدين إلى إسرائيل من الخارج إلى 21%، ولم يعود إلى تل أبيب سوى 8 آلاف إسرائيلي فقط في الفترة بين شهري أكتوبر 2023 ومارس 2024».
الاضطرابات السياسية والصراعات طويلة الأمدوواصل: « القناة 12 الإسرائيلية قالت إن قرار الإسرائيليين بالهجرة والانتقال للحياة في الخارج بسبب الاضطرابات السياسية والصراعات طويلة الأمد في المنطقة والتخوفات من استهدافات فصائل المقاومة الفلسطينية، كما خلق القلق الوجودي من استمرار دولة إسرائيل، خاصة بعد إشارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك إلى أن بعض المعتقدات اليهودية والتلمودية تتحدث عن زوالها عند اكتمال العقد الثامن مثلما حدث في الممالك السابقة».
وأتم: «الواقع يقول إن الداخل الإسرائيلي يفتقد الشعور بالأمان والثقة، سواء بسبب استمرار الحرب، أو لتصرفات حكومة اليمين التي تأخذ المنطقة برمتها نحو حرب سيكون من الصعب إخمادها».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
الفشل الأمريكي الإسرائيلي.. وواقعية المسيرة
حرب الإبادة الجماعية والتدمير واستعمال التجويع في هذه الحرب طالت كثيراً وأعطي لحكومة الإجرام والتطرف الصهيوني أكثر مما تريده من الوقت لإنهاء هذه الحرب..
إطالة هذه الحرب بات من عوامل الضغط على السياسة الأمريكيّة في ظل أي إدارة، ولكن «نتنياهو» بالمقابل ظل المصمم على استمرار هذه الحرب باعتبارها مصيرية له شخصياً في ظل إدارة ديمقراطية لا تريد التقاطع مع «النتن» ورئيس ديمقراطي ضعيف الشخصية وضعيف التأثير..
ترامب الذي نجح في الانتخابات – وهو الأكثر تطرفاً مع الكيان الصهيوني – لكنه يعرف ماذا يعنيه عامل الضغط الداخلي والخارجي على السياسة الأمريكية وهذه الحرب الشنيعة والمجرمة على غزة..
وهو كرئيس عائد للبيت الأبيض له رؤيته وهو يحتاج لمثل هذه الهدنة أو التهدئة في غزة وأن لا يظل أسير النمطية النتنة ربطاً بالتعامل مع قضايا عالمية أهم في ظل صراع دولي لم يكن موجوداً ولا حاضراً بهذا الزخم والاندفاع منذ انهيار السوفييت..
الذي أراه أن ترامب وقبل أن يصل إلى الحكم مارس دور المكمل للضغوط على أمريكا والسياسة الخارجية الأمريكية، وهو الذي ضغط على «نتنياهو» وأجبره على قبول الصفقة..
وبالتالي فإن الديمقراطي «بايدن» لم يكن بمقدوره فرضها والصفقة هي إجبارية أو اضطرارية لنتنياهو، ولكن قد تكون لترامب وأمريكا صفقة تكتيكية أمريكية لأي أسباب ظاهرة أو خفية..
أياً كان وحتى لو كانت الصفقة أمريكية تكتيكية فهي بمثابة انتصار للمقاومة الفلسطينية ولجبهات الإسناد وذلك ما يسلم به إسرائيلياً..
الأكثر مصداقية مع فلسطين القضية والشعب توصيفهم أن إسرائيل انهزمت، ولكنني لا أخفي إعجابي بتوصيف قادة وقيادات إسرائيلية عسكريّة وأمنية كبيرة في عبارات مركزة على طريقة «أن ما جرى في الحرب على غزة هو فشل مدو لإسرائيل»..
ولذلك أبدي إعجابي بواقعية واحترافية في أداء فضائية «المسيرة» الذين يكتفون بمفردة «فشل» العدوان الأمريكي البريطاني ولا يستعملون حتى ثنائي «فشل مدو»، فهذه الواقعية تنم عن ثقة من ناحية وهي تشير إلى التعامل الإعلامي الواقعي مع أي تطورات ومع أي احتمالات..
هذه الاحترافية المرنة والواقعية التي التقطها من فضائية «المسيرة» هي ما تمكننا من التعامل الناجح مع احتمالية أن تكون الصفقة أو الهدنة التي فرضها «ترامب» هي تكتيكية، وذلك يعني إحداث أفاعيل وتفعيلات أخرى لتجهيز سكان غزة أو حتى في تجديد السعي لإنهاء القضية الفلسطينية..
يعنينا أن نستفيد من هذه الهدنة أو الصفقة باعتبارهاً فعلاً انتصاراً للمقاومة الفلسطينية وجبهات إسنادها وذلك لا يقلل منه كحق واستحقاق أن تكون أمريكا تكتيكية وأي تكتيكات أمريكية خبرناها وتمرسنا معها بل إنه يعنينا الاستعداد لاحتواء كل هذه التكاتيك و«التباتيك» وأن نستعد لاحتواء ما يمكن وإفشال كل احتمال، ويكفينا أن نصل أو أن نظل في استحقاقات العنوانين «فشل إسرائيلي مدو» « أو فشل كامل للعدوان الأمريكي البريطاني»..
عندما نكون بصدد إنهاء إبادة جماعية ودمار شامل في غزة ثم أتابع تصريحاً للسلطة الفلسطينية يقول إن حماس لا يمكنها الانفراد بحكم غزة فهذا يجسد موقف صراعي سياسي ليست أولوية منع الإبادة في غزة وقضية فلسطين وقد يستعمل شعاراتياً فقط..
الذين ليست غزة والإبادة الجماعية في غزة لهم سوى للاستعمال الشعاراتي وكذلك فلسطين القضية والشعب ليسوا أعجز من السلطة الفلسطينية في التخريجات والشعارات، والمقارنة تصبح على الأقل في الفرق بين سلطة ياسر عرفات ومحمود عباس..
ولهذا لا يتوقع من العملاء أو المتماهين مع العمالة أو حتى من تنجح العمالة في تضليلهم أن يشيدوا بإيجابية تتحقق من صنعاء وأنصار الله أو حتى من احترافية وواقعية فضائية «المسيرة»، وبالتالي فالذين يختلفون بانتصار المقاومة في غزة لهم الحق كمواطنين يمنيين في مارب أو غير مارب، أما إذا المراد تقديم طرف سياسي كركوب لموجة فعامة الناس وقد باتوا يتعمقون في تكتيكات بلهاء على طريقة ركوب «الموجة»، ومثل هؤلاء باتت بلاهتهم خارج مقاييس الفهم وليس فقط المنطق..
من يعيشون الواقعية والمصداقية مع الواقع هم من يكتفون بمحاور وعناوين على طريقة الفشل الأمريكي والفشل الصهيوني..
لنا تصور مسابقة بطريقة الفضائيات العربية والسؤال منطوقه:
عندما جاءت عبارة «لن ترى الدنيا على أرضي وصيا»، فمن هذه الوصاية التي ألهمت الشاعر وحفزت وحمسّت صاحب اللحن والأداء؟
مع الأسف فكل من يهجون ويهاجمون يعرفون الإجابة تاريخياً وجغرافياً، لكنهم انساقوا في عبودية المال وباعوا أنفسهم ووطنهم!!.