خطورة طلب العلم الدنيوي.. كيف حذر الشرع منه؟
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
حذر الشرع الحنيف ، طلب العلم الدنيوي، وطلب العلم لغير الله ولأجل الدنيا، ففيه خطورة كبيرة على صاحبه ويقع عليه بالوبال والهلاك.
طلب العلم الدنيوي
وورد عن خطورة طلب العلم الدنيوي والتحذير منه، ما رواه سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال"من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله عزوجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة".
خطورة كتمان العلم
حَذَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كِتْمَانِ العِلْمِ وَعَدَمِ تَبْلِيغِهِ، لَاسِيَمَا إِذَا دَعَتِ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ وَوَقَعَ السُّؤَالُ عَنْهُ، وَبَيَّنَ أَنَّ فَاعِلَ ذَلِكَ سَيُجَازَى عَلَى فِعْلِهِ مِنْ جِنْسِ عَمَلِهِ، وَهُوَ مَا أَشَارَ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ:«مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» أَيْ أُدْخِلَ فِي فَمِهِ لِجَامٌ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَزَاءً لَهُ عَلَى فِعْلِهِ، وَيُسْتَثْنَى مِنْ هَذَا الْوَعِيدِ مَا إِذَا كَانَ السَّائِلُ لَيْسَ أَهْلًا لِلإِجَابَةِ أَوْ كَانَ الْعِلْمُ غَيْرَ ضرُورِيٍّ.
معنى حديث من كتم علما ينتفع به
الوعيد المذكور في الحديث ليس مخصوصا بمن سئل عن علم فكتم، وإنما خصه بعضهم بما إذا تعين عليه تعليمه، وذلك لأنه يدخل فيه كتم العبد لبيان حكم مسألة رأى الناس يخطئون فيها، وترك إنكار المنكر، ويشتد الاثم إن كان غرض الكتم إقرار صاحب المنكر، فقد كلف الشارع العالم بأن يعلم ما علم، فقد قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {البقرة:159}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية. رواه البخاري. وفي مسند الربيع والسنة للخلال من حديث معاذ بسند ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا ظهرت البدع وسب أصحابي فعلى العالم أن يظهر علمه، فإن لم يفعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وقال المناوي عند شرح حديث: أيما رجل آتاه الله علما... في كتابه فيض القدير: قال: (أيما رجل آتاه الله علما) تنكيره في حين الشرط يؤذن بالعموم لكل علم ولو غير شرعي؛ لكن خص جمع منهم الحليمي بالشرع ومقدماته. (فكتمه)عن الناس عند الحاجة إليه.. وهذا وعيد شديد سيما إن كان الكتم لغرض فاسد من تسهيل على الظلمة وتطييب نفوسهم واستجلاب لمسارهم، أو لجر منفعة أو حطام دنيا أو لتقية مما لا دليل عليه ولا أمارة، أو البخل بالعلم، ومن ثم قال علي كرم الله وجهه: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشرع تحذير الوعي
إقرأ أيضاً:
رأي الشرع في العثور على مبلغ مالي في الشارع .. دار الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء المصرية ، على سؤال ورد إليها بشأن كيفية التصرف في مبلغ مالي تم العثور عليه، وهل يجوز التصدق به ليعود ثوابه على صاحبه.
وأوضح الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الفقهاء يفرقون بين اللقطة المحقرة واللقطة المعظمة، مشيرًا إلى أن اللقطة المحقرة هي التي لا يعود صاحبها للبحث عنها، مثل مبلغ 70 جنيهًا أو 20 جنيهًا، والتي تختلف قيمتها تبعًا للمكان، ففي المناطق الريفية قد يبحث صاحبها عنها، أما في المدن الكبرى فقد لا يهتم بذلك.
وأكد أن مثل هذه اللُقط يمكن لمن يجدها أن يتمولها دون إعلان عنها، لكن إن ظهر صاحبها فيجب ردها إليه.
أما اللقطة المعظمة، والتي تكون ذات قيمة كبيرة، فلا يجوز أخذها، بل يجب الاحتفاظ بها ومعرفة أوصافها والإعلان عنها لمدة عام كامل، وبعد ذلك، إن لم يظهر صاحبها، يكون لمن وجدها الخيار بين الاحتفاظ بها أو التصدق بها عن صاحبها، لكن إذا عاد المالك لاحقًا فله حق استردادها، ويُخير بين أخذها أو احتساب أجرها عند الله.
هل الصدقة تخفف من ذنوب المتوفي
وفي سياق آخر، ورد إلى دار الإفتاء سؤال حول أثر الصدقة على المتوفى، وأجاب عنه الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، مؤكدًا أن الصدقة تعد من أعظم العبادات التي تعود بالنفع على المتوفى، استنادًا إلى قول النبي ﷺ: "والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" (صحيح الترمذي)، كما أن صدقة السر تطفئ غضب الله وتقي من ميتة السوء، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [الحج: 77].
وأكد الشيخ شلبي ، أن الصدقة ليست مجرد وسيلة لمغفرة الذنوب، بل توفر الستر، وتسهل الأمور، وتقي من العذاب، موضحًا أن النبي ﷺ جعل من السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة رجلًا تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، مما يدل على عظيم أجرها في الدنيا والآخرة.