قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان -اليوم الاثنين- إن الانتهاكات والجرائم ضد الأطفال والمدنيين تفاقمت في السودان خاصة في دارفور، مؤكدا أن من أعطوا الأوامر بارتكاب ذلك ومن يمولهم سيخضعون للملاحقة والتحقيق.

وأوضح خانة، في إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، أن الوضع في السودان يتدهور، في ظل تقارير عن اغتصاب وجرائم ضد الأطفال خاصة في دارفور.


وأضاف مدعي المحكمة الجنائية الدولية أن المتحاربين في الجنينة والفاشر وعموم السودان يعتقدون أنهم سيفلتون من العقاب، قائلا "سنحقق مع من يصدر أوامر بالقوات السودانية والدعم السريع ومن يساعدونهم ويمولونهم".

*معارك* *محتدمة*

يأتي ذلك في ظل احتدام المعارك في مناطق سودانية، بينها الفاشر بشمال دافور، في حين قالت مصادر في الجيش السوداني، للجزيرة، إن قوات الجيش سيطرت على مناطق واسعة غربي مدينة أم درمان، شملت أحياء "المنصورة" و"حمد النيل" و"النخيل"، وأجزاء من منطقة "أبو سعد"، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع .

وحسب المصادر العسكرية، فإن قوات الجيش كبدت الدعم السريع خسائر في الأرواح والعتاد، وصادرت عتادا حربيا. ولم تصدر قوات الدعم السريع أي تعليق رسمي حتى الآن عن تطورات الأعمال العسكرية غربي أم درمان.

وكانت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر (المساندة للجيش السوداني) قد ذكرت أن 23 مدنيا قتلوا وأصيب 60 آخرون، إثر قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على عدد من أحياء مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد السبت الماضي.

كما ذكرت حركة تحرير السودان المسلحة بدارفور أن القوات المشتركة -المساندة للجيش السوداني- ألحقت هزيمة بقوات الدعم السريع بالفاشر خلال معارك دارت بينهما في محاور مختلفة بالمدينة.

ويقترب القتال المحتدم في الفاشر بين الجيش والقوات المتحالفة معه من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى من شهره الخامس، وقد تسبب في سقوط آلاف القتلى والجرحى وفرار مئات الآلاف من المدينة.

*نقص الأدوية*

وفي وقت سابق، حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن مخزون فرقها العاملة في مخيم "زمزم" بالسودان من الأدوية الخاصة بالأطفال المصابين بسوء التغذية يغطي أسبوعين فقط، وحثت المنظمة الأطراف المتحاربة على تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، محذرة من أن عرقلة ذلك تُهدد حياة آلاف الأطفال.

من جانب آخر، نفت مفوضية العون الإنساني في السودان وجود مجاعة في معسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور، وذلك بعدما قال تقرير للجنة من خبراء الأمن الغذائي الخميس الماضي إن الحرب في البلاد والقيود المفروضة على توصيل المساعدات للمحتاجين تسببت في تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" مواجهات خلفت نحو 15 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة، وتقدر مصادر أخرى القتلى بعشرات الآلاف.

نيويورك - وكالات  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتي

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس الثلاثاء أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية ترتكب إبادة جماعية في السودان، في وقت فرضت فيه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قائدها الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي.

واعتبرت صحيفة واشنطن بوست هذا التطور تحولا مفاجئا وحادا في سياسة الولايات المتحدة، التي لطالما تعاملت مع طرفي الحرب، بما في ذلك الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، على أنهما مسؤولان بالقدر نفسه في ما يحدث هناك.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أم سودانية لتايمز: جنود الدعم السريع اعتدوا على ابنتي أثناء نومناlist 2 of 2معاريف: بوتين يتجاوز الهزيمة بسوريا ويتوجه نحو هدف مفاجئend of list

ونقلت عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القول في بيان إن "قوات الدعم الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قتلت بشكل منهجي رجالا وصبية -وحتى أطفالا رضعا- على أساس عرقي، واستهدفت عمدا النساء والفتيات من مجموعات عرقية بعينها بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي".

وأضاف بلينكن أن "هذه المليشيات نفسها استهدفت المدنيين الفارين، وقتلت الأبرياء الهاربين من النزاع، ومنعت من تبقى من المدنيين من الوصول إلى المستلزمات الضرورية للحياة"، وخلص إلى أن "أفراد قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان".

إبادة جماعية وجرائم أخرى

وذكرت واشنطن بوست في تقريرها أن الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني أغرقت أجزاء من البلاد -التي يبلغ عدد سكانها 50 مليون نسمة- في مجاعة، وتسببت في أكبر أزمة لاجئين في العالم، واستقطبت مقاتلين من الدول المجاورة.

إعلان

ومع أن الصحيفة تقول إن عدد القتلى جراء المعارك غير معروف "لعدم وجود شبكة إنترنت أو هاتف في أجزاء كبيرة من البلاد"، إلا أنها تضيف أن مسؤولين أميركيين قدروا العام الماضي عددهم بحوالي 150 ألفا.

وتقول الصحيفة الأميركية إن وصف ما حدث بأنه إبادة جماعية وفرض العقوبات سيؤديان إلى تشويه سمعة حميدتي الدولية أكثر، "والتي تضررت بالفعل" جراء سيل التقارير التي تفيد بأن "قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قد تورطت في نوبات محمومة من عمليات اغتصاب جماعي ونهب وتطهير عرقي وخطف واسترقاق وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وأشارت إلى أن قادة الدعم السريع درجوا على نشر مقاطع فيديو يتفاخرون فيها بما يعتبرونها "أعمالا بطولية"، أو يظهرون فيها وهم ينكلون بالقرويين.

ونسبت واشنطن بوست إلى عشرات الشهود القول إن المدنيين استُهدفوا بسبب انتماءاتهم العرقية، مشيرة إلى أن هناك تقرير تحدثت عن إطلاق النار على أطفال وهم على ظهور أمهاتهم أثناء فرارهم أو أُلقوا في النهر، كما تعرض الأسرى للتعذيب والقتل.

تحول ملحوظ

ونقلت الصحيفة عن مجلس الأمن القومي الأميركي أن واشنطن لم يسبق لها، منذ انتهاء الحرب الباردة، أن أعلنت عن وقوع عمليات إبادة جماعية في منطقة من العالم سوى 6 مرات؛ في البوسنة عام 1993 ورواندا عام 1994 والعراق عام 1995 وإقليم دارفور السوداني عام 2004 والمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في عامي 2016 و2017، وفي ميانمار عام 2022.

ويُعد إعلانَا أمس الثلاثاء -بحسب الصحيفة- أقوى الخطوات التي اتخذتها الحكومة الأميركية حتى الآن منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في أبريل/نيسان 2023.

وقد شكلت هجمات قوات الدعم السريع على الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في الفترة من أبريل/نيسان إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2023 نقطة تحوّل في الصراع، وقالت الأمم المتحدة إن ما بين 10 و15 ألف شخص قُتلوا في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 540 ألف نسمة.

إعلان

وأوردت الصحيفة في تقريرها، بقلم كاثرين هورلد المراسلة في نيروبي، أن قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها نهبت منظمات الإغاثة في مرات عدة، مضيفة أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وحده نُهبت منه أغذية تزيد قيمتها عن 60 مليون دولار، وتعرضت 85 منظمة إغاثة أخرى للهجوم والنهب في وقت يتضور فيه الأطفال جوعا حتى الموت.

تداعيات سياسية

وأوضحت الصحيفة أن كل هذه الانتهاكات حدثت عندما كان حميدتي لا يزال يروّج لنفسه على أنه رجل دولة محتمل في المستقبل، وأنه "بطل الديمقراطية" ضد الجيش "المستبد"، وأنه حصن منيع ضد الإسلاميين في الجيش، ومدافع عن حقوق الإنسان.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان "جولة النصر التي زار خلالها حميدتي دولا أفريقية عقب اجتياح قواته مساحات شاسعة من السودان، حيث استقبله قادة دول من كينيا إلى جنوب أفريقيا إلى إثيوبيا، وجميعهم من أصحاب الثقل الدبلوماسي" في القارة.

واعتبرت خلود خير، مؤسسة مركز "كونفلوانس" الاستشاري الذي يركز على السودان، أن إعلان الإبادة الجماعية والعقوبات من شأنه أن يوتر تلك العلاقات.

أثر العقوبات

ولفتت واشنطن بوست إلى أن حميدتي يرعى عائلة كبيرة تقدر قيمة الثروات التي تملكها بمليارات الدولارات، وتشمل الذهب والأسلحة والعقارات والشركات القابضة، ولكن الصحيفة لا ترجح أن تؤدي العقوبات إلى مصادرة كل ثرواته.

وقالت الصحيفة إن مراسليها أجروا مقابلات مع عائلات اختطفت قوات الدعم السريع أفرادها واحتجزتهم للحصول على فدية، وشاهدوا مقاتليها وهم يبيعون مئات السيارات المنهوبة في الأسواق.

وأضافت أن قوات حميدتي لا تزال تسيطر على مناجم الذهب التي كانت تعمل في السابق بالشراكة مع مجموعة فاغنر الروسية قبل أن تسيطر عليها موسكو بالكامل.

واتهمت الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي روسيا بتغذية طرفي النزاع في السودان، وتقول واشنطن إن موسكو تقدر قيمة الذهب الذي تتلقاه من السودان ودول أخرى "لأنه يساعد روسيا على التهرب من العقوبات الدولية"، على حد تعبير التقرير.

إعلان

مقالات مشابهة

  • «البيت الأبيض»: الدعم السريع ارتكب فظائع منهجية ومروعة ضد الشعب السوداني
  • واشنطن تتهم قوات الدعم السريع السودانية بارتكاب "إبادة جماعية" في دارفور  
  • أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتي
  • الخارجية السودانية تثمن العقوبات الأمريكية ضد قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلق على العقوبات الأمريكية ضد قائد الدعم السريع 
  • الجيش السوداني يحرر 3 ضباط أسرى من قبضة الدعم السريع بأم درمان
  • الجيش السوداني يعلن تحرير ثلاثة ضباط في عملية خاصة ومقتل العشرات من قوات الدعم السريع
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على 7 شركات مرتبطة بقوات الدعم السريع في السودان
  • واشنطن تفرض عقوبات على حميدتي لارتكاب الدعم السريع جرائم إبادة بالسودان
  • واشنطن تفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع السودانية