لجريدة عمان:
2024-12-23@22:56:51 GMT

المتغيرات الحياتية والصحة النفسية

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

المتغيرات الحياتية والصحة النفسية

انتقل موضوع الصحة النفسية في حياة الناس في العقود الأخيرة من الظل حيث كان إلى الواجهة، وأصبح موضوعا من الصعب تجاوزه أو إنكاره في سياق الحديث عن رفاهية الإنسان واستقراره. ولا شك أن الاهتمام بالنفس واستقرارها بات اليوم في ظل المتغيرات التي نعيشها في عالمنا ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها.

تشير الأرقام التي نشرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن الاكتئاب سيكون السبب الرئيسي لعبء المرض بحلول عام ٢٠٣٠، وهذا ليس مفاجئا عندما نفكر بعمق في حجم الضغوط المتزايدة التي تتعرض لها المجتمعات الحديثة.

وهذا الضغط لا يقتصر فقط على تحدي التوفيق بين الحياة العملية والحياة الأسرية لكنه يتجاوز ذلك إلى إدارة الأعباء المالية وكذلك التعقيدات التي أوجدتها وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على الاستقرار النفسي وتشويش الوعي.. وهذا كله يؤدي في الغالب إلى الشعور بالقلق والعزلة والضغط الشديد.

وتؤثر الحالة النفسية للإنسان كثيرا في كيفية تعامله مع مختلف التحديات التي تواجهه واستقراره الاجتماعي وقدرته على تجاوز مختلف التحديات التي تواجهه في حياته اليومية، وفي مختلف مسارات استقراره الحياتي، وتواصله مع الآخرين.

والمؤكد وفق الدراسات العلمية أن السلامة النفسية واستقرارها لا يقل أهمية بأي حال من الأحوال عن الصحة البدنية.. ومثلما ليس لأي منا أن يتجاهل السعال المستمر أو كسر العظام يجب ألا نتجاهل مشاعر الحزن المستمر أو القلق أو التغيرات التي تصيب الحالة المزاجية، ويمكن أن تكون عواقب تهميش الصحة النفسية مدمرة، إن لم تكن أكثر، من العديد من الأمراض الجسدية. بالإضافة إلى التأثير على حياة الأفراد، يمكن أن يؤدي ضعف الصحة النفسية إلى انخفاض الإنتاجية، وتوتر العلاقات، وتصاعد ضغوطات الحياة.

ومن إيجابيات المرحلة الزمنية التي نعيشها أن فهم الصحة النفسية تطور بشكل كبير وهذا التطور في التفكير يدل على الاعتراف الجماعي بأهميته. ومن المهم جدا أن يتم تكريس هذا الفهم والوعي ليس فقط عند الأفراد ولكن من المهم أن يكون موجودا في فهم المؤسسات، وفي مقدمة ذلك مؤسسة التربية والتعليم، وأن تكون دراسة الصحة النفسية ضمن المواد الأساسية في المناهج الدراسية منذ فترة مبكرة، ويكون جنبا إلى جنب مع تعليم الذكاء العاطفي. وهذا الوعي المبكر بموضوع الصحة النفسية من شأنه أن يسهم في تخفيف/ تغيير النظرة المجتمعية إلى العلاجات النفسية ما يجعل من يحتاج إلى العلاج النفسي لا يتأخر عنه لأسباب مجتمعية.

لكن الحديث عن الصحة النفسية لا يجب أن يحيلنا إلى فكرة التسليم بهشاشة أنفسنا أمام أي تحد مهما كان بسيطا.. فالأصل أن يواجه الإنسان في مسيرة حياته الكثير من التحديات بصمود وعزيمة وصبر لتجاوزها حتى لو انعكست على داخله النفسي، فليس كل متغير في النفس الإنسانية هو اضطراب نفسي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الصحة النفسیة

إقرأ أيضاً:

كيف تؤثر الأحلام على الحالة النفسية؟.. حاجات لو عملتها مش هتشوف كوابيس

الأحلام جزء لا يتجزأ من عالمنا، وأمر يتكرر يوميًا بدون تفسير، لكن هل يمكن للقصص والحكايات التي نراها ليلًا أن تؤثر على حالتنا النفسية أو تتأثر بتفكيرنا؟، هذا السؤال اختفلت فيه الإجابات التي جاء مضمونها أنه سواء كانت الأحلام ممتعة أو مخيفة، فإنها قد تكون انعكاسا لحالتك النفسية أو الصحة العقلية، وغالبًا ما يتم استخلاص محتوى الأحلام من هذه التجارب، لذا هناك بعض النصائح التي يمكن أن يستعين بها الفرد إذا كان يعاني من الأحلام المرعبة أو الكوابيس، نسردها فيما يلي.

كيف تؤثر الأحلام على الحالة النفسية؟

تقول الدكتورة صفاء محمود حمودة، أستاذ مساعد الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن الأحلام لها علاقة بالأفكار السابقة للفرد، فما يراه النائم يكون جزء منه انشغالا بما حدث في اليوم السابق، أو ترتبط الأحلام بالحالة النفسية كأن تكون تنفيس لرغباته والأشياء التي يحلم بها، على سبيل المثال الشخص الذي ينام وهو يفكر في الطعام يحلم به بسبب جوعه.

وبحسب تصريحات «حمودة»، لـ«الوطن»، فمن الممكن أن تكون رؤيا، يرى الشخص شيئا ثم يتحقق في المستقبل، وهناك أحلام تعكس قلق الشخص أو توتره من شيء، وتؤثر على الحالة النفسية: «لو إحنا قلقانين من حاجة معينة ومش مدركينها ومتخزنة في العقل الواعي ونحلم بيها زي حد عزيز يتوفى أو حاجة عزيزة تتسرق في الحلم، الحلم دا هيأثر نفسيًا بالسلب هيبقى الشخص متشائم أو بمزاج سيئ نتيجة إنه واجه مخاوفه في قصة كاملة في الحلم».

كيف يرى الشخص أحلاما سعيدة؟

بحسب «حمودة» فإن متابعة الأشياء التي تثير الجهاز العصبي وتسبب التوتر ورؤية أفلام الرعب والأكشن كلما كانت الأحلام مزعجة وبها كوابيس والعكس صحيح، قراءة القرآن ومتابعة الأخبار والقصص السعيدة والجيدة أو سماع موسيقى هادئة تؤثر بالإيجاب على الأحلام.

كيف تؤثر الصحة العقلية على الأحلام؟

يمكن أن تؤثر الصحة العقلية على محتوى الأحلام وتكرارها، قد يعاني الأشخاص الذين يمرون بحالات صحية عقلية مثل القلق أو الاكتئاب من أحلام أكثر إزعاجًا، من ناحية أخرى، قد يكون لدى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة عقلية جيدة أحلام أكثر إيجابية.

يمكن للأدوية المستخدمة لعلاج حالات الصحة العقلية أن تؤثر أيضًا على الأحلام، على سبيل المثال، الكوابيس هي أحد الآثار الجانبية لاستخدام بعض مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للذهان والانسحاب منها.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يستعرض عددا من التحديات التي تواجه بعض المستثمرين وسبل حلها
  • رئيس الوزراء يؤكد ضرورة العمل على تذليل التحديات التي تواجه القطاع السياحي
  • الحرية المصري: حديث الرئيس بأكاديمية الشرطة اتسم بالمكاشفة بشأن التحديات التي تواجه الوطن
  • الدواء تطلق مشروعدوانالتتبع المستحضرات المخدرة والمؤثرة على الصحة النفسية
  • إطلاق مشروع دوانا لتتبع الأدوية المخدرة والمؤثرة على الصحة النفسية
  • إطلاق مشروع «دوانا» لتتبع الأدوية المخدرة والمؤثرة على الصحة النفسية
  • منال عوض: التعاون بين وزارتي التنمية والمحلية والصحة نموذج مشرف لمواجهة التحديات
  • الزراعة تتبني بروتوكول مشترك مع الصحة وتتابع منظومة مكافحة الآفات بالدقهلية
  • الصحة النفسية والرفاه الاجتماعي
  • كيف تؤثر الأحلام على الحالة النفسية؟.. حاجات لو عملتها مش هتشوف كوابيس