لجريدة عمان:
2024-11-17@05:28:22 GMT

المشهد الدولي والصراع الاستراتيجي والاقتصادي

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

العالم يمر بمنعطف خطير على صعيد الصراعات والحروب والخلافات العسكرية والتدافع نحو النفوذ والسيطرة الاقتصادية، حيث إن المفهوم الأخير هو الذي يقود المشهد السياسي كما نراه ونراقبه اليوم.

فالصراعات في القارة الإفريقية مشتعلة، حيث الأوضاع الخطيرة في السودان والوضع المتأزم في النيجر بعد الانقلاب العسكري، وهناك الأزمات في ليبيا ودول الساحل والصحراء في القارة الإفريقية، وهناك مشهد المهاجرين الذي يعد أحد المظاهر المحزنة على الصعيد الإنساني وهناك الحرب الأهلية في الصومال وهو الصراع المنسي تقريبا.

وعلى الجانب الآسيوي هناك الصراعات والأزمات في أفغانستان واليمن والمواجهة الاستراتيجية في بحر الصين الجنوبي والمحيط الهادي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. وهناك المخاوف النووية حيث إطلاق التجارب الصاروخية من قبل كوريا الشمالية، والأزمة الصامتة بين أهم جارين في القارة الآسيوية وهما عملاقا القارة الصين والهند حيث الخلافات الحدودية، والبلدان يشكّلان ما يقرب من ثلث سكان العالم. كما أن الخلافات العربية لا تزال متواصلة في العلن والخفاء؛ فالعلاقات المغربية الجزائرية لا تزال مقطوعة. وعلاوة على الخلافات العميقة بين الدولتين النوويتين في آسيا وهما الهند وباكستان حيث قضية كشمير المتنازع عليها منذ عهد الاستقلال عن بريطانيا عام ١٩٤٧ حيث نشبت عدة حروب تقليدية بين نيودلهي وإسلام آباد.

الوضع الاقتصادي في العالم لا يزال متأرجحا بعد جائحة كورونا وفي ظل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي أثَّرت كثيرا على سلاسل إمدادات الغذاء في العالم وهذه الحرب أدّت ولا تزال إلى عالم مختلف على ضوء الصراع بين روسيا الاتحادية وحلفائها والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. ومن هنا فإن المشهد السياسي الدولي هو بالفعل في مفترق طرق، وبين تلك الصراعات والحروب والخلافات هناك المشهد الاقتصادي الذي يمر بمنعطف غير مستقر في ظل تقلبات سعر الفائدة الأمريكية وفي ظل العقوبات الاقتصادية القاسية على كل من روسيا الاتحادية وإيران وكوريا الشمالية، كما أن الحرب على الإرهاب الإقليمي والدولي لا تزال متواصلة خاصة مع انفلات الأمور في دول جنوب وغرب أفريقيا وفي ظل الحرب المشتعلة في السودان وفي ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي سوف تدخل مسارا جديدا في ظل ترقب بولندا وليتوانيا التدريبات العسكرية على حدودهما من قبل قوات بيلاورسيا وهناك قوات لفاجنر الروسية.

وعلى ضوء ذلك فإن العالم أمام مشهد معقّد يصعب السيطرة عليه من خلال المشهد السياسي والاقتصادي الذي تمت الإشارة إليه.

الولايات المتحدة الأمريكية وهي القطب الأوحد الذي يقود العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق أصبحت هناك شكوك حول استمرار النظام الدولي أحادي القطبية وهناك مؤشرات جادة في هذا الإطار منها بروز قوى إقليمية ومنها مجموعة بريكس التي تضم روسيا الاتحادية والصين والهند والبرازيل، وهناك دول قد تنضم إلى هذه المجموعة الاقتصادية والسياسية وفي مقدمتها السعودية وإيران ومصر. ومن هنا فإن هذا التكتل الإقليمي الذي يضم دولا ذات ثقل اقتصادي وعسكري وديموغرافي واستراتيجي سوف يشكل محورا مهما للمحور الأمريكي والغربي في المرحلة القادمة، خاصة إذا هُزمت أوكرانيا في الحرب الروسية الأوكرانية من خلال مؤشرات غربية تقول بأنه من الصعب على ضوء الميزان العسكري أن تتمكن القوات الأوكرانية من استعادة أراضيها الشرقية وجزيرة القرم الاستراتيجية حتى لو استمر الدعم العسكري والاقتصادي لكييف لسنوات وهذا منطق موضوعي ومن هنا يظل الحوار بين موسكو وكييف هو المخرج الوحيد للوصول إلى توافق سياسي يُنهي الحرب.

وأمام هذا المشهد الإقليمي والدولي فإن منطقة آسيا وتحديدا بحر الصين الجنوبي والمحيطين الهادي والهندي مرشحة للصراع الاستراتيجي القادم على ضوء المناخ السياسي الحالي، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها تعيش مشكلات داخلية متواصلة في ظل الاستقطاب الحزبي بين الحزب الديمقراطي الذي يحكم البيت الأبيض بقيادة جو بايدن وبين الحزب الجمهوري الذي يسيطر على مجلس النواب ويتحفز للانتخابات القادمة ليعيد الرئيس الأمريكي السابق ترامب إلى البيت الأبيض رغم أن ترامب يواجه عشرات القضايا والاتهامات الخطيرة، التي قد تعصف بمستقبله السياسي قبل الانتخابات في نوفمبر من العام القادم.

الأمم المتحدة لم تعد قادرة على إيجاد التوازن الدولي، حيث إن أهميتها بدأت في الانحسار ولم تستطع إيجاد حلول واقعية لكل المشكلات والحروب التي تجتاح العالم شرقه وغربه واكتفت ببيانات من الجمعية العامة والخطب الرنانة في شهر سبتمبر من كل عام، وهناك شكوك بأن ميثاق هذه المنظمة الدولية التي جاءت في أعقاب الحرب العالمية الثانية لم يبق منه سوى مواده القانونية؛ فالولايات المتحدة الأمريكية تحديدا استخدمت الفيتو على أي قرار من مجلس الأمن يخدم القضية الفلسطينية وأصبحت واشنطن هي الوكيل عن الكيان الإسرائيلي، والأمر ينطبق على روسيا الاتحادية فيما يخص مصالحها ومصالح حلفائها. ومن هنا فإن المشهد السياسي الدولي يمر بمخاض عسير لا يمكن التنبؤ بمساره ومع ذلك فإن مسار الحرب الروسية الأوكرانية سوف تحدد في نهاية المطاف الكثير من المحددات السياسية في عالم اليوم وقد نشهد عالما مختلفا متعدد الأقطاب وبالتالي تصبح الولايات المتحدة الأمريكية هي أحد أقطاب النظام الدولي الجديد وقد يكون ذلك خطوة إيجابية لحل المشكلات المعقدة التي يواجهها العالم في ظل شيء من العدالة الاجتماعية والاقتصادية للشعوب خاصة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وحتى على صعيد عدد من الدول العربية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة الحرب الروسیة الأوکرانیة روسیا الاتحادیة المشهد السیاسی على ضوء لا تزال

إقرأ أيضاً:

الجيش الذي “لا يرتدي النعال”.. الاستخبارات الصينية تعرض صوراً لعملية استهداف حاملة الطائرات “إبراهام” وكيف اختبأت المدمرات الأمريكية ضمن تشكيلة الأسطول الصيني (تفاصيل مثيرة)

يمانيون../ كشفت منصة صينية تفاصيل دقيقة ومثيرة عما أسمته “الاشتباك اليمني – الأمريكي”  الأخير والأضخم، والذي جرى هذا الأسبوع في البحر الأحمر على مقربة من الاسطول الصيني.

حيث نشرت المنصة الصينية باسم الاستخبارات العسكرية الأولى، تقريرا عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية وكيف اختبأت سفن البحرية الأمريكية ضمن الأسطول الصيني.

ومما ورد في التقرير: ان مدونين أجانب كشفوا صورتين من صور الأقمار الصناعية، لما يمثل صفعة بوجه الأمريكيين والتي تُظهر مغادرة المدمرتين الأمريكيتين “ستوكدايل” و”سبرونز”، اللتان تعرضتا لهجوم يمني في البحر الأحمر إلى خليج عدن.

وقال التقرير: المثير للاهتمام أن الأسطول الصيني رقم 46 كان أيضاً في المنطقة، حيث كانت المدمرة الصينية “جياوزو” من طراز 052D وسفينة الإمداد الشاملة “هونغهو” من طراز 903A تجوبان نفس المياه، وقد اختبأت السفينتان الأمريكيتان ضمن تشكيل الأسطول الصيني.

وأضاف: من الواضح أن السفن الأمريكية، التي تعرضت للهجوم اليمني، وفرت مذعورة قررت الالتصاق بأسطول جيش التحرير الشعبي لتجنب الصواريخ والطائرات بدون طيار التابعة للقوات المسلحة اليمنية.

وأشار التقرير إلى: إن هذا السلوك الذي قام به الجيش الأمريكي وقح للغاية، فقد تسلل إلى التشكيل الصيني وأراد منا أن نقدم “حماية” غير مباشرة “لأفعاله الشريرة”.

وتابع : في الواقع، هذه ليست المرة الأولى التي يفعل فيها الغرب ذلك، ففي السابق، بعد أن “أغلقت” القوات المسلحة اليمنية البحر الأحمر، “اختلطت” السفن التجارية من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى مع السفن التجارية الصينية التي تمر عبر البحر الأحمر. ومن حسن الحظ أن اليمن صديقة نسبياً للصين ولن تهاجم السفن الصينية، ولهذا نجحت أفكار الغرب التافهة. ولكن هناك حالة طوارئ في كل شيء.

متسائلة .. ماذا لو كانت معلومات استخبارات القوات المسلحة اليمنية خاطئة واعتقدوا أن السفينة الصينية هي أسطول أمريكي – أو تعرض الصاروخ لحادث أثناء الطيران وأصابه عن طريق الخطأ؟ ولذلك، يجب علينا أن ندين بشدة هذا السلوك غير المسؤول للغاية من جانب الولايات المتحدة.

وسرد التقرير: في بداية هذا العام، كاد اليمنيون ان يغرقو إحدى السفن الحربية الأمريكية. حيث استغل اليمنيون جنح الليل وأطلقوا صاروخ كروز نحو المدمرة “غريفلي” التي كانت تبحر في البحر الأحمر. . وفي النصف الأول من هذا العام، أعلنوا بفخر أنهم “أصابوا” حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور”، مما أثار ضجة واسعة على الإنترنت. وما زاد من التكهنات هو مغادرة الحاملة “آيزنهاور” البحر الأحمر في صمت تام وسط تشكيك عالمي، مما جعل الكثيرين يعتقدون أنها ربما تعرضت لحادث غير عادي.

ووصف التقرير القوات المسلحة اليمنية بانها لم تعد “الجيش الذي لا يرتدي النعال” كما كانت في السابق، ولكنها قوة حديثة حقيقية تستحق هذا الاسم.

وهي تمتلك صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات بدون طيار، وهي تستغل موقعها الجغرافي الفريد لحراسة المضيق في البحر الأحمر.
وفي الوقت نفسه، فإنه يعكس أيضًا أنه مع تطور الطائرات بدون طيار وأنواع مختلفة من تكنولوجيا الصواريخ، تغيرت قواعد الحرب بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى حد ما إلى كبح طموح الجيش الأمريكي في الاعتماد على حاملات الطائرات لإثارة الصراعات الإقليمية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

مقالات مشابهة

  • اليمن يشن أول حرب استباقية ضد الولايات المتحدة الأمريكية منذ تربعها على عرش العالم
  • صراع لا ينتهي.. نتائج الانتخابات الأمريكية تشغل العالم.. ونهج ترامب فى التعامل مع الصراع قد يغير مسار التاريخ بالنسبة للبلاد
  • ما الدور الذي يمكن أن يلعبه ترامب في حرب روسيا بأوكرانيا؟ زيلينسكي يعلق
  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لوقف الحرب على غزة
  • مزور: النفايات التي ننتجها غير كافية للصناعة و العالم كيضارب عليها
  • بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.. خسائر كبيرة في الخزانة الأمريكية «فيديو»
  • التاريخ والصراع في اليمن
  • الجيش الذي “لا يرتدي النعال”.. الاستخبارات الصينية تعرض صوراً لعملية استهداف حاملة الطائرات “إبراهام” وكيف اختبأت المدمرات الأمريكية ضمن تشكيلة الأسطول الصيني (تفاصيل مثيرة)
  • باحث في العلاقات الدولية لـ«الأسبوع»: «مايك هاكابي» ينفذ الأجندة الأمريكية التي تخدم إسرائيل
  • أحمد حسين: الحرب الإعلامية التي تمارسها الميليشيا عن تحركاتها في الأطراف الشرقية لمدينة الفاشر محاولة “