اتفق محللون سياسيون وعسكريون على أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لن تحقق أهدافها الإستراتيجية، وشددوا على فشل الخيار العسكري وضرورة الذهاب إلى حل دبلوماسي رغم سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

جاء ذلك في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" للتعليق على تقرير بحثي أميركي مشترك قال إن نصف كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أعادت بناء قدراتها رغم مرور 10 أشهر على الحرب.

ووفق الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، أعادت القسام تنظيم بعض كتائبها، كما أعادت هندسة مسرح الحرب للتركيز على نقاط ضعف جيش الاحتلال عبر القتال من المسافة صفر وعدم البحث عن معركة فاصلة.

وأشار حنا إلى أن هذا النمط من الحروب لا يمكن ربحها، إذ تعتمد حماس على إغراق الجيش الإسرائيلي، في حين فشلت إسرائيل في سياستها بضرب مراكز الثقل في الحركة لكي يفرط عقد نظامها.

ونبه إلى أن الحرب باتت متغيرة بخصائصها "لذلك أنتجت قيادات ميدانية تتمرس على القتال"، كما أن مبدأ إسرائيل في القتل والتدمير قرّب شعب غزة أكثر من المقاومة.

 

"المقاومة أقوى"

بدوره، يقول الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد إن الجميع يدرك الآن أن المقاومة باتت أقوى، مستدلا بتصريحات الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري بأن حماس فكرة والفكرة لا تموت، إضافة إلى تصريحات أخرى لقادة أجهزة أمنية وعسكرية.

وأوضح زياد أن المقاومة لا تمتلك قدرة على التجنيد فحسب بل تصنع السلاح وتملأ مخزونها، إلى جانب قدراتها التكتيكية المتجددة، وهو ما يضع عبئا إضافيا على كاهل إسرائيل.

واستندت المقاومة -وفق زياد- على تصنيع سلاحها للتعامل مع الآليات المدرعة في إشارة منه إلى قذائف "الياسين 105" وعبوات العمل الفدائي، مؤكدا أن قدرة المقاومة على ملء الخزان أعلى بكثير من قدرة إسرائيل على إفراغه خاصة مع مخلفات الاحتلال والذخائر المتروكة.

وبشأن ما أورده التقرير الأميركي بتدمير بعض كتائب القسام، استبعد المتحدث ذلك مستدلا بالقتال المستمر في بيت حانون شمالا وحي تل الهوى بغزة، مؤكدا أن كافة الكتائب تعمل ولكن بتفاوت.

ونبه إلى أن موارد حماس أخرجت 1500 آلية عسكرية إسرائيلية عن الخدمة، وأكثر من 10 آلاف جندي إسرائيلي عن الخدمة بين قتيل وجريح، مضيفا أن إسرائيل أساءت تقدير قوة المقاومة وقدرة المجتمع الغزي على الصمود.

وخلص إلى أن إسرائيل خاضت أكبر حرب في تاريخها وباتت تدرك أنه لا يمكن هزيمة المقاومة بعدما فشلت في تهجير الغزيين.

 

"لا نجاح إستراتيجيا"

من جانبه، وصف الدبلوماسي والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية آدم كليمنتس التقرير البحثي بالمهم، مؤكدا أن الظروف تسمح لحماس بإعادة تشكيل قدراتها القتالية وتجنيد المقاتلين على أمد بعيد.

وأشار كليمنتس إلى أن حكومة نتنياهو يمكنها القول إنها حققت نجاحات تكتيكية تتجسد باغتيال قيادات في حماس وحزب الله، ولكنها لم تحقق نجاحا إستراتيجيا.

وشدد على أهمية الوصول إلى حل سياسي وإعادة تشكيل الاقتصاد في غزة وبناء المؤسسات من أجل بدء عملية إعادة الإعمار مع ضرورة أخذ كافة الظروف القائمة في غزة قبل النزاع.

وخلص إلى أن الدمار الهائل بغزة يدفع حماس للتحدي وحشد المزيد من المقاتلين، لافتا إلى وجود حالة عدائية متجذرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو ما يفشل أي خطط عسكرية لمواجهة أي "حركات تمردية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

قيادي في حماس يكشف مصير “محمد الضيف” ومفاجآت قادمة في الضفة

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أسامة حمدان أن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة لا تحتاج إلى مبادرات جديدة من أجل التفاوض بشأنها، لأن كل المشاريع السابقة فشلت لعدم وجود ضمانة بأن تقبلها “إسرائيل”.. مشددا على أن الأيام القادمة ستكشف عن مفاجآت في الضفة الغربية لا يريدها العدو الصهيوني، وأنها ستدق المسامير في نعشه.

وقال حمدان في حوار شامل مع الجزيرة نت، مساء اليوم الأحد: إن الولايات المتحدة لا تمارس ضغطا حقيقيا على رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو من أجل قبول المقترحات الأمريكية التي سبق أن أعلنت حماس موافقتها عليها.

ونفى القيادي في حماس أن تكون هناك مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بمعزل عن “إسرائيل”.. قائلا: “نحن سمعنا في الإعلام بأن هناك حديثا أمريكيا عن صفقة مباشرة مع حركة حماس، لكن حتى اللحظة لم يكن هناك شيء عملي، فالأمريكيون لم يتصلوا بنا بشكل مباشر، ولا أرسلوا عبر الوسطاء شيئا من هذا القبيل”.

وفي ما يتعلق بالتصريحات الصهيونية عن نجاح جيش الاحتلال في اغتيال القيادي في حماس محمد الضيف، شدد حمدان على أن “الأخ أبو خالد (محمد الضيف) بخير، ولا زال على رأس عمله ويمارس دوره كقائد للمقاومة، وكل ما نُشر من إشاعات لم يدفعه إلى الوراء، وما زال في موقعه يمارس دوره، ورغم مرور أكثر من 330 يوما من القتال لا هو ولا جنوده ولا أركانه كلت لهم عزيمة ولا تراجعت لهم إرادة”.

وأرجع القيادي في حماس تماسك الجبهة الداخلية في القطاع إلى عدد من العوامل، أهمها: التصاق الشعب الفلسطيني بقضيته على مدى نحو 75 سنة، فالآباء يورثون القضية للأبناء ثم للأحفاد رغم قسوة الظروف والأهوال التي مر بها هذا الشعب.

وأوضح أن هذا الشعب ربط نفسه وقضيته مع الله، وبالتالي نشأت عنده حالة من الإيمان واليقين والتسليم؛ مما دفعه إلى المزيد من العمل من أجل تحقيق الهدف وهو التحرير.

ولفت إلى أن المقاومة خرجت من نسيج الشعب الفلسطيني، ولم تنفصل عنه، وخلقت داخله بيئة كلها مقاومة تتكون من الابن والأخ والشقيق.

وذكر أن المقاومة استهدفت جيش الاحتلال الذي يقهر الشعب، ومن ثم رأى فيها هذا الشعب الفلسطيني عنوانا للثأر من الجرائم التي ترتكب في حقه.

وقال: المقاومة تعلم اليوم أنها أفضل من أمس، وتتعلم في الميدان كيف تطور أداءها وتحتضن شعبها الذي يلتف حولها دائما.

وأضاف: إن المقاومة ركزت في معركتها على أهدافها ضد الاحتلال ولم تنجرف في معارك جانبية تثير ضدها الكثير من الغضب والحساسيات.

ونفى حمدان أن يكون اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي في حماس جاء ردا على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، “لأن ذلك لم يتم بطريقة ثأرية ذاتية فردية”، بل هناك معايير يتضمنها النظام الداخلي للحركة، وهناك شروط يجب أن تتوافر في أي قائد ينتخب لقيادتها.

وعند سؤاله عن التغييرات التي شهدتها حماس عقب تولي السنوار رئاستها، قال القيادي في الحركة: إن “كل قائد له طريقته في إدارة الأعمال، والأخ أبو إبراهيم (السنوار) بدأ مباشرة العمل في إدارة الحركة وترتيب الأوضاع على المستوى القيادي بطريقة لا تعطي العدو فرصة لإحداث أي اختلال في قيادتها”.

وأضاف: “نشأت حالة استقرار قيادي رغم الهزة التي حدثت نتيجة اغتيال رئيس الحركة أبو العبد (إسماعيل) هنية رحمه الله، وإنه والقادة معه الآن يديرون أمور الحركة بشكل مستقر وبالاتجاه ذاته الذي سارت عليه دوما”.

وفي ما يتعلق بأحداث الضفة الغربية الحالية، قال حمدان في حواره: إن العدو الصهيوني كان يخطط لترحيل مليوني فلسطيني من الضفة إلى الأردن، و”هذا المشروع خطير جدا ليس على الفلسطينيين وحدهم، بل على كل المنطقة بما يمثله من انفجار وعدم استقرار”.

وأضاف: إن التصعيد الحالي في الضفة لم ينجح في تقويض الفعل المقاوم، والأيام القادمة ستكشف عن أن واقع الضفة سيكون مختلفا تماما عما يريده الاحتلال، وأنها ستدق المسامير في نعش الاحتلال”.

وأشار القيادي في حماس إلى علاقات المقاومة في غزة بالسلطة الفلسطينية، وتحدث عن المبادرة السياسية التي تتعلق بأولويات المعركة وآلية العمل الفلسطيني المشترك للوصول إلى حكومة توافق وطني تدير كل فلسطين وتشارك فيها حماس وتكون جزءا منها.

كما تحدث عن الاتهامات التي تنال من المقاومة وقيامها بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، التي أدت إلى العدوان الصهيوني على غزة المستمر منذ 11 شهرا، وتناول كذلك مدى استعداد حماس إلى تسليم إدارة القطاع إلى سلطة جديدة منتخبة.

وتطرق أيضا إلى قضايا الأسرى الصهاينة لدى المقاومة وقدرتها على حمايتهم رغم مقتل بعضهم، ومدى صمود المقاومين ميدانيا في المعركة، بالإضافة إلى العديد من القضايا الأخرى التي يتناولها الحوار.

مقالات مشابهة

  • حماس: ما يروجه الاحتلال ومصادر أمريكية عن مطالب جديدة للحركة «كذب وتهرب» من مسؤوليتهم
  • قيادي في حماس يكشف مصير “محمد الضيف” ومفاجآت قادمة في الضفة
  • تحقيق جديد يؤكد استخدام إسرائيل بروتوكول هانيبال وحماس تعلق
  • WP: هل سينجح بايدن في وقف الحرب بغزة قبل مغادرته البيت الأبيض؟
  • حمدان: الضيف بخير ولا زال على رأس عمله يمارس دوره كقائد للمقاومة
  • حماس: تحقيق صحيفة ABC News الأسترالية دليل آخر على كذب رواية الاحتلال
  • محللون: واشنطن تخدم خطط نتنياهو وتعرف أن المفاوضات لن تفضي لاتفاق
  • يديعوت: إسرائيل تُناقش الخميس مسألة توزيع الجيش للمساعدات بغزة
  • صحف عالمية: إسرائيل تطبق إستراتيجية قتالها بغزة على الضفة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم استهداف مجمع لقيادة حماس في مدرسة بغزة