قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه إحباطا متزايدا داخل "إسرائيل" وخارجها بسبب أسلوب تعامله مع المحادثات المتعثرة الرامية لتأمين إطلاق سراح الأسرى في غزة والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

كما ظهرت الانقسامات بين نتنياهو والجيش فيما يتعلق بالاتفاق في تصريحات علنية وخلف الأبواب المغلقة وخلال مشادات غاضبة سُربت يوم السبت إلى الصحافة الإسرائيلية.



وعلى مدى الأسابيع الأربعة الماضية عبَّر ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، أحدهم في فريق التفاوض واثنان على دراية وثيقة بالمحادثات، عن قلقهم من أن تكون السياسة سببا في تقويض فرص التوصل إلى اتفاق.


وقال أحد المسؤولين لوكالة "رويترز"، الأحد: "نشعر بأن رئيس الوزراء يتجنب اتخاذ قرار بشأن الاتفاق ولا يدفع تجاهه بكل قوته".

ويهدد عدد من شركاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم من اليمين المتطرف استقرار الحكومة إذا أقدم على إنهاء الحرب قبل إلحاق الهزيمة بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال نتنياهو مرارا إن إطلاق سراح الرهائن المتبقين من المحتجزين في غزة، وعددهم 115، على رأس أولوياته.

انكشاف التوتر
ظهر التوتر جليا بين نتنياهو، الذي يصر على أنه يحمي أمن "إسرائيل"، وبعض أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي، في تصريحات لرئيس الوزراء، الأحد.

وقال نتنياهو في تصريحات أذاعها التلفزيون خلال اجتماع لمجلس الوزراء: "أنا مستعد للذهاب بعيدا جدا من أجل إطلاق سراح جميع رهائننا (لكن) مع الحفاظ على أمن إسرائيل".

وأضاف: "التزامنا يتناقض بشكل كامل مع التسريبات والإفادات الصحفية الكاذبة بشأن قضية رهائننا".

كانت الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوصل إلى اتفاق قد اكتسبت قوة دافعة خلال شهر تموز/ يوليو الماضي، ولكنها توقفت تقريبا منذ ذلك الحين بعد إدخال شروط جديدة على إطار العمل المتفق عليه الذي طرحته واشنطن في شهر أيار/ مايو.

ويتضمن الإطار ثلاث مراحل، تشمل الأولى وقف إطلاق النار لستة أسابيع وإطلاق سراح النساء وكبار السن والمصابين الرهائن مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى "إسرائيل".

لكن مصادر قالت لوكالة "رويترز" إن من بين النقاط الشائكة الشرط الإسرائيلي الجديد الذي يقضي بفحص أمني للنازحين الفلسطينيين لدى عودتهم إلى شمال القطاع عندما يبدأ وقف إطلاق النار.

وأدى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، الأربعاء، إلى تعقيد الأمور غير أن الجماعة المسلحة لم توصد الباب تماما أمام المفاوضين.

وقال نتنياهو: "سنواصل الضغط العسكري على حماس وكبار قادتها حتى عودة جميع رهائننا وتحقيق كل أهداف الحرب".

وأضاف: "من يريد إطلاق سراح رهائننا عليه أن يضغط على حماس، وليس على حكومة إسرائيل".

جاءت تصريحات نتنياهو ردا على سلسلة من التقارير التي ظهرت في مطلع الأسبوع. ونقل تقرير أذاعته بثته "القناة 12" الإخبارية عن الرئيس الأمريكي جو بايدن قوله لنتنياهو في مكالمتهما الهاتفية يوم الخميس "توقف عن الكذب علي" بشأن المضي قدما في المحادثات.


وقال مكتب نتنياهو إنه لا يعلق على محادثاته مع الرئيس الأمريكي. ولم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلب للتعليق على التصريحات التي أوردتها أيضا صحيفة "هآرتس" العبرية نقلا عن مسؤول كبير في إدارة بايدن.

وقال مسؤول إسرائيلي رابع لوكالة "رويترز"، الاثنين: "من يسربون هذه الأمور من الاجتماعات يريدون الضغط على رئيس الوزراء لإبرام اتفاق سيئ. غير أن هذه التسريبات تشجع حماس على إضافة المزيد والمزيد من المطالب".

 خطوط حمراء
ذكر تقرير ثان لـ"القناة 12" الإخبارية أن رؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية، ومنهم وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) رونين بار، أثاروا شكوكا خلال اجتماع عقد يوم الأربعاء إزاء التزام نتنياهو باتفاق بشأن الرهائن.

وبحسب التقرير، أبلغ غالانت نتنياهو بأن الشروط الجديدة التي قدمها جعلت التوصل إلى اتفاق أمرا مستحيلا. ورفض "شين بيت" التعليق على المناقشات التي لم تكن معلنة كما لم يرد مكتب غالانت حتى الآن على طلب التعليق.

لكن في تصريحات علنية، أشار غالانت ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي إلى أنه بعد أشهر من بدء العمليات ضد حماس في غزة صارت القوات قادرة على التعامل مع أي تحديات يفرضها وقف إطلاق النار، كما أكدا أهمية التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن.


كانت رسائلهما على مدى الأسابيع القليلة الماضية متناقضة بصورة صارخة مع ما كان نتنياهو يشير إليه بشكل متكرر من "خطوط حمراء" بشأن أمن "إسرائيل" في أي اتفاق. وينفى نتنياهو تقديم شروط جديدة ويتبادل مع حماس اتهامات تحميل المسؤولية عن تعثر المحادثات.

وقال نتنياهو، الأحد: "شددنا على خطوطنا الحمراء، وسنواصل التشديد عليها، سواء في مواجهة أعدائنا أو لأصدقائنا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية نتنياهو غزة حماس حماس غزة نتنياهو صفقة التبادل المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الوزراء وقال نتنیاهو إطلاق النار إطلاق سراح فی تصریحات إلى اتفاق

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: تحول جذري في سياسة إسرائيل تجاه حماس وغزة

أكد العميد احتياط في الجيش الإسرائيلي عميد بيغور، اليوم الخميس 27 مارس 2025، أن هناك تحولاً جذرياً في السياسة الإسرائيلية تجاه حركة حماس .

وقال بيغور وهو نائب رئيس الساحة الفلسطينية السابق في شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "معاريف" العبرية، أن عمليات إسرائيل العسكرية باتت تستهدف قيادات الجناح المدني للحركة، وليس فقط الجناح العسكري.

إقرأ أيضاً: إسرائيل: تخوفات على حياة الأسرى في غزة والضغوط لم تحدث تحولاً جذرياً

وأضاف أنه للمرة الأولى يتم دمج الاعتبارات المدنية في الاستراتيجية العسكرية، من خلال وقف المساعدات الإنسانية، وتحريك السكان بين المناطق، وضرب شخصيات قيادية مسؤولة عن إدارة شؤون غزة.

وكشف بيغور عن "بوادر تغيير في مواقف كل من مصر والأردن تجاه فكرة استقبال مهاجرين من قطاع غزة، رغم التصريحات العلنية التي تنفي ذلك".

إقرأ أيضاً: صحيفة: مفاوضات غزة قد تشهد إنفراجة خلال الساعات المقبلة

وتحدث بيغور عن تطورات أخرى مثل تزايد الضغوط على حماس لنزع سلاحها وترحيل قياداتها، إلى جانب ظهور احتجاجات غير مسبوقة داخل القطاع، كان أبرزها في بيت لاهيا، حيث شهدت المدينة مظاهرة مفتوحة ضد حكم حماس، مع توقعات بتصاعد موجة الاحتجاجات في مناطق أخرى.

وعقدت القيادة الإسرائيلية، مساء امس الأربعاء، اجتماعًا أمنيًا طارئًا في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس ، لمناقشة الخطوات القادمة في الحرب على غزة، وسط تعثر المفاوضات واستمرار العمليات العسكرية.

وشارك في الاجتماع وزير الجيش يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير ومسؤولون بارزون في الأجهزة الأمنية.

ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى صفقة التبادل ما زالت متعثرة، رغم الجهود التي بذلتها مصر مؤخرًا، والتي لم تؤتِ ثمارها.

وتشير التقديرات الأمنية إلى أن الأوضاع الإنسانية في غزة تتجه نحو أزمة حادة، حيث من المتوقع أن تنفد إمدادات الوقود والطعام والمياه خلال أقل من 60 يومًا.

وفيما تواصل إسرائيل استهداف قيادات حماس، أوصت الأجهزة الأمنية بتوسيع السيطرة الميدانية في قطاع غزة، من خلال فرض سيطرة أكبر على مناطق في شمال وجنوب القطاع، بهدف زيادة الضغط على الحركة ودفعها للقبول بشروط التفاوض.

ومع ذلك، يحذر مسؤولون في ملف المفاوضات من أن الوقت ينفد بالنسبة للمختطفين، وحماس لم تُظهر حتى الآن أي بوادر على تقديم تنازلات إضافية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية شرطة بن غفير تتجاهل قرار التحقيق مع وزير وعضوي كنيست إسرائيل: تخوفات على حياة الأسرى في غزة والضغوط لم تحدث تحولاً جذرياً الكنيست يقر تعديلًا تشريعيا يمنح الحكومة السيطرة على تعيين القضاة الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة صحة غزة تعلن أحدث حصيلة لعدد الشهداء والإصابات منذ فجر اليوم الأوقاف تصدر تنويها بشأن الحالات الخاصة لموسم الحج هذا العام لازاريني: مقتل 5 من موظفي الأونروا في غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مقترح جديد لصفقة التبادل في غزة يتضمن إصدار ترامب تصريحا رسميا
  • الخارجية الأمريكية: على حماس إطلاق سراح المحتجزين بغزة
  • تصاعد الغضب الشعبي في إسرائيل.. عائلات الأسرى تتهم نتنياهو بالتخاذل
  • تصاعد التوتر بين إسرائيل ولبنان.. تبادل للقصف رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • وفد أمني مصري يصل الدوحة لاستكمال محادثات هدنة غزة
  • الجيش الإسرائيلي: تحول جذري في سياسة إسرائيل تجاه حماس وغزة
  • وسط مراوغات الاحتلال.. القاهرة تسارع الزمن لإنقاذ غزة
  • وسط مراوغات الاحتلال.. القاهرة تسارع الزمن لإنقاذ غزة.. خطة مصرية جديدة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار.. حماس توافق على الإفراج عن 5 رهائن أسبوعيًا
  • التليجراف: رفض الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن روسيا يهدد بانهيار محادثات وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • حماس تتهم نتنياهو بإفشال اتفاق الهدنة