الشيخة حسينة.. رحلة امرأة حكمت بنغلاديش بالنار والحديد ودماء العلماء
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
أخيرا، تخلت الشيخة حسينة واجد (76 عاما) عن الكرسي وفرت هاربة من صيحات الجماهير الغاضبة، بعد عقدين من الزمن حكمت فيها " نون النسوة" بالحديد والنار كما يرى خصومها.
خلال الساعات الأخيرة من حكم سيدة بنغلاديش الحديدية كانت المظاهرات الطلابية والشبابية قد وصلت مرحلة اللاعودة، وكان المحتجون يدفعون سطوة حرسها وعنفوانها بصدروهم العارية، إلا من غضب متأجج، وإصرار على إسقاط حكم الشيخة ذات الـ76 ربيعا، والمأموريات الخمس التي ابتدأت منذ العام 1996.
طويت صفحة حكم حسينة بعد أقل من سبعة أشهر من احتفالها بفترة ولاية رابعة على التوالي والخامسة بوجه عام، إثر فوزها في الانتخابات التي شهدتها البلاد في يناير/كانون الثاني الماضي، والتي سابقت فيها حسينة نفسها دون معارضة فعلية.
بيد أن الشهر الأخير من حكمها كان مختلفا، فقد كان الغضب الشعبي الذي قاده الطلاب يدق مسمارا أخيرا في نعش سلطتها التي كانت تميد تحت أقدام المحتجين الغاضبين.
وأدت تلك المظاهرات والاحتجاجات التي استمرت شهرا وخمسة أيام إلى إعلان الجيش البنغالي أن الشيخة حسينة قد استقالت من الحكم، وهو التعبير الأكثر لباقة عن انقلاب العسكري، سبق وأن تذوقت حسينة طعمه المر وهي شابة عشرينية عندما اغتيل والدها الشيخ مجيب الرحمن أول رئيس لبلاده، بعد انفصالها عن باكستان، بعد أشهر قليلة من انتهاء الحرب الأهلية، وتوليه رئاسة بلاد البنغال، وذلك بعد أن ساق 300 ألف شخص إلى المحاكم بتهمة التعاون مع باكستان، وارتكاب جرائم حرب
نجت الشابة حسينة من الموت الذي اختطف عائلتها، حيث كانت تزور وأختها ريحانة إحدى الدول الأوروبية، وانطلقت لاحقا في مسار سياسي ونقابي قوي، نقلها مع الزمن إلى رئاسة حزب رابطة عوامي الذي أسسه والدها مجيب الرحمن، لتصبح مع الزمن ثاني امرأة تحكم بنغلاديش بعد الشيخة خالدة ضياء، والتي تشترك مع حسينة في التهم الواسعة بالفساد والعنف، وفي أنهما جاءتا من بيت حكم، حيث تتلو حسينة خطى والدها مؤسس بنغلاديش، أما خالدة، فتتبع خطى زوجها الجنرال ضياء الرحمن، الذي اغتيل في انقلاب عسكري سنة 1981.
وقد تولت خالدة ضياء بعد ذلك رئاسة الحزب القومي البغلاديشي ومنه، انطلقت في مسار سياسي بين المحاكمات والإقامات الجبرية، قبل أن ينتهي بها رئيسة للوزراء سنة 1991، ثم رئيسة مستقيلة سنة 1996، لتنتهي مسارها سجينة بتهمة الفساد، ومقعدة بأمراض معقدة ومتعددة، ومع ذلك لم تسمح لها خليفتها وخصمها اللدود حسينة واجد بمغادرة البلاد لزرع كبدها التالف منذ العام 2023.
احتجاجات فعصيان فهروب
ضمنت الهند للسيدة حسينية سلامتها، فاستقلت طائرة عسكرية، هبطت بها في مطار أحمد آباد الدولي في الهند، وهو وجهة متوقعة وغير مفاجئة بالنسبة للكثيرين، فكما تطوق جغرافيا الهند جارتها بنغلاديش من جميع النواحي تقريبا، تظل علاقاتها السياسية مع عائلة حسينة ذات أبعاد تاريخية وخاصة، وتعود تلك العلاقات إلى انفصال بلاد البنغال عن باكستان بدعم قوي من الهند، التي مكنت لمجيب الرحمن، ليتولى السلطة ويقيم أول نظام علماني عريق وموال للهند في وجه خصمها باكستان.
وفي مستقرها الجديد في الهند خلفت حسينة وراءها بلدا ملتهبا جراء بفعل السياسات التي طبقتها خلال سنوات حكمها الصاخبة، وتاريخ طويل من الدماء، والحكم بيد من حديد، كما يقول الشباب المناهض لها والذي احتفل بإسقاط "الديكتاتورة" بعدة أن مهد لذلك بأكثر من 300 قتيل من المتظاهرين، وعدد من عناصر من الشرطة.
وقد دخلت الاحتجاجات التي بدأت في الأول من يوليو/تموز الماضي، مرحلة جديدة في الثالث من أغسطس/آب الجاري، حين أكد الطلاب العصيان المدني، كما تحولت أثناء ذلك إلى انتفاضة جماهيرية عارمة تمددت في أرجاء البلاد، مطالبة باستقالة الشيخة السبعينية ذات الملامح الهندية والشعر الدائر بين سواد وبياض، مثل أزمة البلاد، وتقلباتها الاقتصادية والسياسية المتفاقمة منذ سنوات، خصوصا مع وصول البطالة إلى أكثر من 18 مليون شاب عاطل عن العمل، في انهيار شديد لشعبيتها التي ظلت متصاعدة خلال سنوات ماضية، بسبب سياستها الاقتصادية التي حررت موارد بلادها، ورفعت نسبة الناتج إلى 7%، في بلد مكون من 170 مليون نسمة، وقوميات متعددة.
كانت البداية مع نظام الحصص الذي أقيم لأول مرة قبل أكثر من خمسة عقود على يد والد الشيخة حسينة، رئيس الوزراء حينها الشيخ مجيب الرحمن، بغرض تكريم أحفاد المحاربين من أجل الانفصال عن باكستان نسبة معتبرة من الوظائف العامة.
ويقول المحتجون الغاضبون أن 56% من الوظائف الحكومية تذهب وفقا لهذا النظام لفئات مختلفة، عبر تخصيص 30% لأفراد عائلات المقاتلين من أجل الحرية الذين شاركوا في حرب الاستقلال عن باكستان عام 1971، و10% للنساء و10% للأشخاص من المناطق المتخلفة في النمو و5% للسكان الأصليين و1% لذوي الإعاقة.
ويرون أن هذا النظام يفيد أبناء المجموعات المؤيدة للحكومة التي تدعم رئيسة الوزراء شيخة حسينة.
المرأة الحديدية.. مسار من الإعدامات
عرفت السنوات الأخيرة من حكم حسينة واجد بإطلاق يد الجيش والشرطة في قمع الخصوم، وإطلاق يد القضاء في إصدار أحكام الإعدام والسجن بالمؤبد، وعشرات السنين، فيما يقضي عدد كبير من السجناء بقية أعمارهم في غياهب الزنازين.
ووصل عدد المعتقلين جراء الاحتجاجات الأخيرة إلى نحو 10 آلاف، كما استحر القتل في المتظاهرين، ومن بينهم وفق اليونسيف قرابة 36 طفلا قتلوا بإطلاق النار عليهم في المظاهرات أو في منازلهم.
ووفق أرقام منظمة العفو الدولية، فقد أعدمت بنغلاديش في سنة 2013، أكثر من ألف شخص، أما في سنة 2023، فقد كان عدد المحكوم عليهم بالإعدام قد تجاوز 2400، ينتظرون حبل المشنقة، أو الرمي بالرصاص، كما وجد الصحفيون والمدونون أنفسهم في مواجهة أحكام قاسية بسبب آراء أو تدوينات تنتقد الحكومة.
وبشكل خاص نالت الجماعة الإسلامية في بنغلاديش نصيبا غير منقوص من إعدامات الشيخة حسينة، خلال السنوات الأخيرة، ومن أبرزهم:
عبد القادر ملا، وهو قيادي وسياسي بنغالي بارز، وكان أول قيادي من حزب الجماعة الإسلامية يتم إعدامه على خلفية اتهامات بالتورط في جرائم قتل إبان حرب الانفصال عن باكستان عام 1971.أعدم عبد القادر ملا في 12 ديسمبر/كانون الأول 2013 بالسجن المركزي بالعاصمة دكا، بعد أن قالت السلطات إنه أدين في فبراير/شباط 2013 بالتهم المنسوبة إليه وصدر عليه حكم بالإعدام وفقا لذلك.
علي إحسان محمد مجاهد، وهو وزير سابق وأمين عام للجماعة الإسلامية في بلاده، وقد أعدم يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بتهمة تعذيب وقتل مثقفين هندوس، وقد أعدم في اليوم نفسه الذي أعدم فيه صلاح الدين قادر تشودري، البرلماني عن حزب بنغلاديش الوطني الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء. محمد قمر الزمان: وهو قيادي أيضا في الجماعة الإسلامية نفذ فيه حكم الإعدام في الزمان يوم 11 أبريل/نيسان 2015 بالسجن المركزي بالعاصمة دكا، على خلفية اتهامه بالمشاركة في حرب الانفصال عن باكستان والتسبب في مقتل العشرات. مطيع الرحمن نظامي: نفذ حكم الإعدام بحق هذا الشيخ المسن يوم الثلاثاء 10 مايو/أيار 2016، بتهم بارتكاب أعمال إبادة جماعية والتعاون مع الجيش الباكستاني خلال حرب الانفصال عام 1971، ولم تفلح المناشدات المحلية والدولية للسلطات في ثنيها عن تنفيذ قرار الإعدام. مير قاسم علي: أدين هو الآخر بتهم ارتكاب ما وصفته السلطات بأنه جرائم حرب أثناء حرب الانفصال عن باكستان عام 1971 وشملت -بحسب المحكمة- قتل وتعذيب مناضلين من أجل الحرية.ونفذ حكم الإعدام شنقا بحق مير قاسم علي في 3 سبتمبر/أيلول 2016 في سجن مشدد الحراسة على مشارف العاصمة دكا.
وقد توفي غلام أعظم في معتقله يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2014، وهو في الـ89 من عمره، بعد أن حكم عليه بالسجن 90 عاما، قضى منها سنتين في السجن قبل أن يتخطفه ريب المنون.
أبو الكلام محمد يوسف: من أكبر علماء بنغلاديش يحمل لقب "ممتاز المحدثين" وهو الدرجة العليا في ألقاب علماء الحديث في بلاده، وهو أمين عام سابق للجماعة الإسلامية في بنغلاديش، وأحد رفاق العالم الباكستاني الشهير أبو الأعلى المودودي، وقد توفي هو الآخر في السجن في 9 فبراير/شباط سنة 2014، بسبب تفاقم أمراض متعددة.وإلى جانب هذه الرموز الكبيرة، فقد أعدم نظام حسينه عددا غير قليل من المثقفين والشباب والناشطين، ولكن الأغرب دائما هو قرارها بمصادرة بيوت من أعدموا.
وفيما أصبحت الشيخة حسينه بعد سلفها خالدة جزء من ماضي البنغاليين الذين ركلوا بكل نضال وتضحية حكما يرون أنه جثم على صدورهم طيلة العقود الماضية، وبدأوا تاريخا جديدا، مع إعلان قائد الجيش "وقار الزمان" استقالة الشيخة حسينة، لتبدأ صفحة جديدة من زمان بنغلاديش المضمخ بالحروب والدماء، وحكم السيدات الحديديات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجماعة الإسلامیة الشیخة حسینة الإسلامیة فی عام 1971 من حکم
إقرأ أيضاً:
الشيخة فاطمة بنت مبارك تكرم الخريجات المتفوقات من مؤسسات التعليم العالي
كرمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الإتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الخريجات المتميزات من جامعة الإمارات العربية المتحدة (الدفعة 44)، وجامعة زايـد (الدفعة 23)، وكليات التقنية العليا (الدفعة 34 )، الحاصلات على درجة امتياز مع مرتبة الشرف.
وبهذه المناسبة وجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رسالة للخريجات باركت لهن ودعتهن لمواصلة الإستزادة من العلم والمعرفة.
وفيما يلي نص رسالة سموها:
“عندما يكون العلم هدفاً وإنجازاً تحققه ابنة الإمارات، عندما تكون المعرفة طريقاً تسلكه، وجهداً تبذله من أجل تحقيق أهداف القيادة في بناء الوطن واستدامة التنمية، عندما يكون التميز نبراساً لبنات الإمارات، عندما تتمكن من كل ذلك بعد رحلة اختلط فيها العمل والإخلاص والجد والمثابرة، لتحصد ابنة الإمارات النتائج المشرفة، وتتوج تخرجها من الجامعة فخراً يمنحها الدافع لبدء مسيرة العمل، فهي تؤكد بهذا على تفانيها في رد جميل الوطن والقيادة التي وفرت لها كل سبل المعرفة، ويسرت لها كل الظروف للتميز، لتبدأ رحلة العطاء بقوة وثقة.
هذه أبنة الإمارات التي أعتز بها، وأشد على يديها، وأن التخرج من الجامعة ليس النهاية، بل هو بداية تثبت من خلالها أن المعرفة والعلم قوة، كما أن بناء القدرات والمهارات، والإعتماد على الإستثمار في هذه المنظومة، هو الضمان الحقيقي لقدرة أبنة الإمارات على المشاركة في كافة مجالات التنمية والاستدامة ، كما عليها أن تعي جيداً أن الاستثمار في هذه المنظومة هو ما سيجعلها تخلق الفرص لتحقيق ذاتها، وتسهم في بناء وطنها، ويجعلها كذلك قادرةً على تعزيز مشاركتها في كل ما ينشده الوطن من تقدم وازدهار.
إن قيادتنا الرشيدة قد أرست دعائم استثمار العقول المبدعة إدراكاً منها بأهمية بناء الإنسان المتجدد في خبراته ومهاراته لجعل حاضرنا مزدهراً دوماً ومستقبل أجيالنا ارتقاءاً شامخاً، وهذا ما جعلها تحتل مكانتها المتألقة بين دول العالم وكذلك بفضل سواعد أبنائها الذين استثمرت فيهم، هذه الدعائم التي أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، ويقودها اليوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله “، وبتوجيهاته استطاع أبناء الإمارات الأخذ بناصية العلم والمعرفة التي ازدادت امتداداً وقوة، كما يولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي”رعاه الله”، و سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة وأخوانهم أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.
كما لا يسعني في هذا الإطار إلا أن أؤكد على دور المؤسسات التعليمية التي لها كبير الاثر في اعداد الكوادر البشرية القادرة والمؤهلة، ولنا في هذا أن نشيد بكل من جامعة الإمارات العربية المتحدة،وجامعة زايد وكليات التقنية العليا، هذه المؤسسات التي ترفد اليوم بالكوادر البشرية الكفوءة.
خالص التهاني لبناتي خريجات جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة زايـد، وكليات التقنية العليا بحصولهن على هذا المستوى المشرق وتمنياتي لهن بالتقدم والنجاح حاضراً ومستقبلاً.
وتشجيعاً من سموها للخريجات المتميزات، حصلت كل خريجة على رسالة من سموها تحمل عبارات التهنئة إضافة إلى مكرمة مالية، متمنية لهن التوفيق، وحثتهن على استكمال المسيرة والسعي إلى المزيد من استثمار فرص المعرفة وتعزيز قدراتهن على الابتكار والعمل المتميز من أجل الوطن.
من جهة أخرى، هنأت معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة التربية والتعليم، الطالبات الخريجات ممن توجن مسيرتهن التعليمية بوسام التفوق والتميز، مجسدات بذلك حرص بنات الإمارات الدائم على تحقيق الصدارة في ميادين العلم والمعرفة والإبداع.
وأشادت معاليها في هذا الصدد باهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ومتابعتها لسير وتقدم أبناء وبنات الإمارات في مسيرتهم المعرفية، وهو ما يعكس حرص سموها على الاحتفاء بالتميز وتكريم المتميزين، ممن اتخذوا من الريادة والاجتهاد والطموح العالي منهجاً لهم في مختلف مراحلهم التعليمية، مضيفةً أن تكريم سموها لعدد من الطالبات الخريجات الحاصلات على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف يأتي في إطار دعم سموها لبنات الإمارات و حرصها على تقدير تميزهن وإسهاماتهن التي تشكل مصدر فخر واعتزاز.
وقالت معاليها “مع كل فوج يتخرج من أبناء وبنات الإمارات يرتفع سقف الأمل بهم وبإنجازاتهم وبقدرتهم على إحداث الفرق المنشود من خلال قيادة دفة التطوير والتحديث في مختلف المجالات، فهم استثمار الإمارات ورهانها لمستقبل أكثر تقدماً وتطوراً واستدامةً”.
و أكد معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، أن دولة الإمارات بفضل الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، تواصل ترسيخ ريادتها في تمكين المرأة من خلال التعليم والمعرفة، مشيراً إلى أن الرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، تكريم الخريجات المتفوقات الحاصلات على تقدير امتياز، تجسد التزام الدولة بدعم الكفاءات النسائية وإبراز دورهن في مسيرة التنمية.
وأضاف معاليه أن جامعة الإمارات العربية المتحدة تفخر بتخريج نخبة من الكفاءات الوطنية المتميزة، وان الجامعة ملتزمة بمعايير التميز في كافة أنشطتها، وتتبنى القيم الأصيلة في التعليم العالي بما يتواكب ومتطلبات العصر، وتعمل على تشجيع البحث العلمي والإبداع والابتكار، إدراكاً منها بطبيعة عملها ودورها الريادي في كونها واحة للمعرفة ومصنعاً للعقول.
وهنأ معاليه بناته الطالبات الخريجات المتفوقات بهذا التميز مؤكدا الثقة بمقدرة المرأة الإماراتية في مواصلة مسيرة الإنجاز والابتكار والإسهام في تحقيق الأجندة الوطنية، ودورها الفاعل في مختلف القطاعات، ووعيها وتحملها للمسؤولية اتجاه وطنها.
وثمّنت معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تمكين المجتمع، رئيسة مجلس أمناء جامعة زايد، رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لحفل تكريم المتفوقات من الدفعة الثالثة والعشرين من طالبات جامعة زايد، مؤكدة أن دعم سموها المتواصل لمسيرة التعليم وتمكين المرأة يشكل مصدر إلهام لا ينضب، ويعكس إيمانها الراسخ بدور المرأة الإماراتية في بناء المستقبل.
وهنّأت معاليها الخريجات المكرّمات، مشيرةً إلى أن كل واحدة منهنّ تحمل في قلبها حلمًا، وفي عقلها معرفةً، وفي خطواتها عزيمةً لا تعرف المستحيل، فهنّ اليوم لسنَ فقط ثمرة اجتهادهنّ، بل امتداد لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان”طيب الله ثراه”، الذي آمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأهم، ورؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي جعلت من دعم المرأة مشروعًا وطنياً يثمر أجيالًا من القائدات والطموحات.
وأضافت معاليها: “النجاح ليس محطة، بل بداية لمسيرة جديدة من العطاء، وأنتنّ، خريجات جامعة زايد، تملكن اليوم سلاح العلم والمعرفة، وتحملن على عاتقكنّ مسؤولية المساهمة في نهضة هذا الوطن الذي منحكنّ كل الفرص، وفتح أمامكنّ الأبواب، لتكون كل واحدة منكنّ قصة نجاح تُروى للأجيال القادمة”.
وختمت معاليها بتجديد شكرها لكل من ساهم في دعم الطالبات خلال مسيرتهنّ، من أساتذة وأسر ومجتمع، مؤكدة أن جامعة زايد ستظل دائمًا حضنًا للمعرفة، ومنارةً تخرج منها أجيال ترفع راية الإمارات عاليًا، بثقةٍ، واعتزازٍ، وإصرار.
من جانبه، ثمن معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة، رئيس مجمع كليات التقنية العليا، حرص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على الإحتفاء سنوياً بالخريجات المتميزات وتكريمهن، لما حققنه من تفوق علمي في مختلف التخصصات الحيوية، مشيراً إلى أن مكرمة سموها ورسالتها التشجيعيّة وسام فخر للخريجات، وحافز ينطلقن منه للعمل والإبداع في مجالاتهن، ليساهمن في التنمية وخدمة الوطن، مؤكداً أن سموها تمثل نموذجاً قيادياً ملهماً وداعماً لابنة الإمارات، حيث قادت بفكرها وإيمانها بالمرأة، مسيرة نجاح وتمكين مشهودة عالمياً.
وأكد معاليه، أن كليات التقنية العليا فخورة بخريجاتها المتفوّقات وبتميزهن، الذي يمثل انعكاساً حقيقياً لجهودها في إعدادهن وتمكينهن للمستقبل، من خلال ما تنفذه الكليات من تحولات استراتيجية وخطط تطويرية لتعزيز نموذج التعليم التطبيقي، وتوفير تجربة تعليم ثرية لطلبتها على مستوى البرامج والتخصصات، في إطار تعليم قائم على المهارة والتطبيق بمهنية عالية تحاكي سوق العمل، للوصول لمخرجات نوعية قادرة على التعامل مع التحديات بابتكار وتنافسية عالية، بما يلبي الطموحات الوطنية.
وهنأ معالي بالهول الخريجات على عزيمتهن في حصد العلم وتحقيق التفوّق، متمنياً لهن التوفيق في حياتهن العملية، مؤكداً على أهمية التعلم المستمر لمواكبة المستجدات والمتغيرات في المهارات الوظيفية، والسعي لترك بصمات تدعم تقدم وتطور المجتمع.
ومن جانبهن قدمت الطالبات كلمات شكر وتقدير إلى سمو ” أم الإمارات ” .
و قالت فاطمة محمد أحمد بن سرور الظاهري من كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، شكرا سمو ” أم الإمارات ” على دعمك المستمر الممزوج بالحب والعطاء أثناء رحلتنا التعليمية، نستمد منك الطاقة لنكون الأفضل، لك منا كل الحب والتقدير والثناء هنيئا لنا بك أما للإمارات.
و قالت شما إبراهيم عمران العامري من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات:
شكراً لسموك لكونك الحافز، والقدوة، وصوت الأمل الذي لم يخفت. دمتِ رمزاً نعتز به، ومصدر إلهامٍ لا يزول.
وقالت خولة جمعة بن ثاني بن جمعة آل مكتوم من كلية العلوم الطبيعية والصحية بجامعة زايد، : سموك زرعتِ فينا الثقة بأن المستحيل مجرد وهم، وأن المرأة قادرة على أن تلامس عنان السماء بعلمها وعزيمتها.
وقالت فاطمة مبارك محمد المحيربي من كلية العلوم الطبيعية والصحية بجامعة زايد: سمو “أم الإمارات”، رمز العطاء وملهمة الأجيال، على دعمها الدائم والمتواصل للمرأة الإماراتية وتمكينها في المجتمع.
وقالت فاطمة أحمد السويدي من تخصص إدارة الأعمال بكليات التقنية العليا :كل التقدير
إن مبادراتكِ الكريمة، ورؤيتكِ الثاقبة، ودعمكِ اللامحدود للتعليم والتميّز، كانت نبراسًا أنار لنا طريق النجاح .
وقالت حصة ابراهيم عبدالله المنصوري من قسم الدراسات العسكرية والأمنية – تخصص علوم الطيران بكليات التقنية العليا: سموك من جعلتِ من التمكين رسالةً، ومن العطاء طريقاً، ومن الحنان لغةً نترجمُ بها معنى الوطن والولاء والانتماء.وام