هيئات الأمم المتحدة في اليمن تغيث صعدة وحجة وتتجاهل تعز
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
سارعت هيئات الأمم المتحدة العاملة في اليمن إلى إغاثة المتضررين في مديريات محافظتي صعدة وحجة، شمالي البلاد، جراء السيول التي شهدتها خلال الأيام الماضية.
وقال حساب مكتب الصندوق في اليمن على منصة إكس، الإثنين، "الليلة الماضية تضرر أكثر من 28 ألف شخص في 4 مديريات بمحافظة حجة في اليمن من سيول الأمطار الغزيرة".
وأضاف: "تواصل فرق آلية الاستجابة السريعة للأمم المتحدة بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، عمليات التقييم والاستجابة، وقد سجلت حتى الآن أكثر من 4112 عائلة للاستجابة لها بالإغاثة الطارئة".
وأواخر الشهر الماضي، أعلن مكتب الصندوق عن إغاثة أكثر من 5 آلاف شخص متضرر من السيول في صعدة منذ 22 يوليو 2024 بدعم من الاتحاد الأوروبي وصندوق الطوارئ المركزي للأمم المتحدة.
وأوضح في تقرير له أن السيول في صعدة تسببت بإلحاق أضرار كبيرة بالأسر التي تسكن في مواقع النزوح. وأودت بشكل مأساوي بحياة ثلاثة أشخاص، من بينهم طفل، كما تسببت بأضرار مباشرة على نحو 2,000 أسرة، وتضررت ما يزيد عن 1,000 من المساكن الإيوائية.
وذكر التقرير أن الأمم المتحدة وشركاءها في العمل الإنساني قدمت الدعم المتمثل في مجموعة مواد آلية الاستجابة السريعة إلى 1,041 أسرة متضررة في صعدة، كما قدمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أطقم المواد الإيوائية الطارئة والأغطية البلاستيكية لـ41 أسرة، بالإضافة إلى ذلك، قدم الهلال الأحمر اليمني المساعدة إلى 85 أسرة من خلال توفير المأوى والمواد غير الغذائية وسلال الطعام.
وأضاف إن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تقوم حاليًا بحشد 600 من أطقم المواد غير الغذائية و1,000 من أطقم المواد الإيوائية الطارئة من مخازنها في صنعاء لتلبية الاحتياجات.
هذه الإغاثة السريعة لمتضرري السيول في صعدة وحجة، غابت عن محافظة تعز، التي تسببت فيها سيول الأمطار بكارثة إنسانية في مديرية مقبنة غرب المحافظة.
ويأتي تجاهل الهيئات الأممية لكارثة تعز، على الرغم من الدعوة التي وجهها وكيل المحافظة المهندس رشاد الأكحلي، الذي يرأس اللجنة المكلفة بتفقد أضرار السيول في مديريات مقبنة.
وجرفت سيول الأمطار الغزيرة الجمعة، الأراضي الزراعية وأشجار النخيل في مديرية مقبنة وطمرت العديد من آبار المياه إضافة إلى جرف عدد من السيارات ودمرت مسجدا، محدثة نكبة كبيرة لدى سكان المديرية.
وأشار الأكحلي إلى أن أكثر الأضرار في مديرية مقبنة والتي أدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات والطرق الواقعة في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي الإرهابية، مضيفاً إن المناطق المحررة قام المهندسون في اللجنة بحصر ومعاينة الأضرار وسيتم الرفع بتقرير مفصل عن تلك الأضرار والمعالجات الكفيلة حيال ذلك لقيادة السلطة المحلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتنقسم مديريات مقبنة بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي الإرهابية، وتعتبر منطقة تماس بين الجانبين.
وفي وقت سابق الإثنين، وجه عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، طارق صالح، خلية الأعمال الإنسانية بسرعة إغاثة المنكوبين في مديرية مقبنة بمحافظة تعز جراء السيول التي اجتاحت المديرية.
وشدد على الخلية الإنسانية سرعة التواصل والتنسيق مع اللجنة المكلفة من محافظ تعز لتقييم الأضرار، ومباشرة تقديم المساعدات الطارئة للمنكوبين والعائلات المتضررة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی مدیریة مقبنة الأمم المتحدة فی صعدة
إقرأ أيضاً:
تقرير حديث: أكثر من مليون مهاجر أفريقي عبروا إلى اليمن على الرغم من الحروب والصراعات
كشف تقرير حديث عن عبور أكثر من مليون مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال العشر سنوات الماضية، على الرغم من استمرار الصراع في البلاد ووجود ممرات وصول خطرة.
وحسب الدراسة التي أجرتها شبكة "إم إم سي" الدولية فإنه على مدار العقد الماضي، دخل نحو 100,000 مهاجر سنوياً إلى اليمن عبر المسار الشرقي، الذي يمتد من القرن الإفريقي مروراً بالبحر الأحمر، في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى دول الخليج العربي، أبرزها المملكة العربية السعودية.
وكشفت الدراسة عن التحديات التي يواجهها المهاجرون في هذا المسار، بما في ذلك دور المهربين الذين يسيطرون على رحلة الهجرة، مستغلين ظروف المهاجرين الصعبة، ومواجهتهم العديد من الأخطار، أبرزها العنف الجسدي، الاستغلال، والموت.
واستند التقرير إلى 346 استبياناً مع مهاجرين في محافظة لحج اليمنية و16 استبياناً مع مهربين في إثيوبيا، حيث ركز على تفاصيل وأبعاد التهريب البشري عبر هذا المسار، ويعكس الديناميكيات المعقدة التي تشمل دور المهربين، الخدمات التي يقدمونها، والمخاطر التي يتعرض لها المهاجرون.
ومن أبرز النتائج التي توصل إليها التقرير هي أن المهربين لم يكونوا في الغالب وراء اتخاذ قرارات الهجرة، بل استعان المهاجرون بهم لتسهيل وتوفير تكلفة الرحلة. أكثر من نصف المهاجرين أفادوا بأنهم لم يتعرضوا لضغط من المهربين في قرارهم بالهجرة.
وحسب تقرير الشبكة المختصة جمع البيانات والبحث والتحليل وتطوير السياسات والبرامج المتعلقة بالهجرة فإن تلك البيانات تعد مهمة بشكل خاص في ظل انخفاض أعداد المهاجرين المسجلين في اليمن، والذي يعزى إلى الحملة العسكرية المشتركة ضد التهريب في البحر الأحمر، وكذلك تقليل الوصول إلى مواقع العبور الرئيسية منذ أغسطس 2023.
التقرير كشف عن حجم تجارة التهريب عبر المسار الشرقي، الذي يقدر بحوالي 30 مليون دولار أمريكي سنوياً، ما يجعل المهربين مصدر دخل ضخم.
وفيما يتعلق بالظروف التي يمر بها المهاجرون، أفاد 72% منهم بأن المهربين يُعتبرون معتدين في المواقع الخطرة على طول المسار، أما المخاطر التي يواجهها المهاجرون فتشمل العنف الجسدي، السرقات، والوفيات، وهو ما يتفاقم بزيادة صعوبة ظروف الرحلة.
وأظهرت البيانات أن 97% من المهاجرين دفعوا نحو 300 دولار أمريكي للمهربين مقابل خدماتهم، في حين أن 60% منهم دفعوا المبلغ كاملًا قبل بدء الرحلة.
المعروف عن المسار الشرقي أنه لا يعبر فقط من إثيوبيا عبر البحر الأحمر إلى اليمن، بل إنه يتصل بشبكات تهريب بشرية مسيطرة تهيمن على أجزاء كبيرة من الرحلة، مما يخلق بيئة ملائمة لزيادة المخاطر على المهاجرين، وفق التقرير
ولفت التقرير إلى أن هذا المسار يشهد ارتفاعاً مستمراً في أعداد المهاجرين، حيث يُقدر أن حوالي 97,000 مهاجر قد وصلوا إلى اليمن عبر هذا المسار في عام 2023.
وفقًا لمشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، فقد توفي أكثر من 1,300 مهاجر بسبب الغرق على طول المسار الشرقي خلال العقد الماضي، مع تسجيل حوالي 400 حالة وفاة في عام 2024، مما يجعلها السنة الأكثر دموية على الإطلاق.
ويعد المسار الشرقي من القرن الإفريقي إلى اليمن عبر البحر الأحمر هو الأكثر استخدامًا من قبل المهاجرين الساعين للعمل في السعودية ودول الخليج.
وينطلق المهاجرون من مدينتي أوبوك في جيبوتي وبوساسو في الصومال، ويتوجهون نحو ساحل لحج في اليمن، حيث يعتبر الطريق عبر جيبوتي هو الأقصر، ويتسم هذا المسار بجذور تاريخية قوية بين المجتمعات المسلمة في إثيوبيا والخليج، والتي تطورت من خلال التجارة والتعليم والرحلات الدينية.