تواجد المقاتلين الحوثيين بـعلم الحكومة!.. وحدة الساحات تفرض واقعا جديدا في العراق
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
كشف الخبير في الشأن العسكري والاستراتيجي اللواء الركن المتقاعد عماد علو، اليوم الأثنين (5 آب 2024)، عن دلالات مقتل احد قيادات انصار الله اليمينة (الحوثيين) داخل العراق بضربة أمريكية، مؤكدا أن الحكومة تعلم بوجودهم.
وقال علو، لـ"بغداد اليوم"، ان "مقتل العميد حسين عبد الله من جماعة انصار الله (الحوثيين) في العراق، يأتي ضمن اطار استراتيجية وحدة الساحات التي تتبع فصائل المقاومة، وهذا التعاون ضمن هذه الاستراتيجية وهذا التعاون ليس فقط يخص العمليات العسكرية وانما أيضا تعاون تبادل المعلومات الاستراتيجية والفنية لتطوير قدرات تلك الفصائل في مجالات التسليح والتجهيز".
وبين ان "وجود هذا القائد الحوثي في العراق، هو اكيد بعلم الحكومة العراقية وسبق ان تم فتح مكتب لجماعة انصار الله في العاصمة بغداد، وتم زيارته عدد من المسؤولين العراقيين، وهذا الامر لم يعد خافي على أي احد".
وأضاف انه "على المستوى الدبلوماسي الحكومة العراقية تعترف بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الموجودة حاليا في عدن، ووجود مكتب للحكومة اليمنية الموجودة في صنعاء والتي شكلها الحوثيين، اكيد له تأثيرات دبلوماسية، ولهذا الحكومة العراقية لا تصدر أي بيان حول هذه القضايا، حتى لا يكون لها تأثير سلبي على وضعها".
فيما كشفت مصادر مطلعة، عن فتح تحقيق سري لمعرفة تفاصيل مقتل قيادي حوثي في ناحية جرف النصر الأسبوع الماضي، مؤكدة ان تسريب خبر مقتله في العراق اثار علامات الاستفهام لدى الجهات الأمنية.
وقالت المصادر لـ"بغداد اليوم"، إن "المؤسسة الأمنية فتحت تحقيقا لمعرفة حقيقة مقتل قيادي حوثي برتبة عميد في الضربة الجوية التي استهدفت دوريتين للحشد الشعبي في منطقة جرف النصر شمال بابل الأسبوع الماضي والتي اسفرت عن سقوط شهداء وجرحى".
وأضافت، إن" التحقيق يأتي لمعرفة حقيقة وجود القيادي الحوثي من عدمه واذا ما ثبت ان الخبر الذي أوردته المنصات الإيرانية حقيقيا أو لا، وستكون المهمة الثانية هي بيان أسباب وجوده في مواقع تابعة لقوات امنية رسمية".
وأشارت الى أن "تسريب الخبر من قبل منصات إيرانية رغم عدم إمكانية نفيه او تأكيده الان، إلا أنه اثار علامات استفهام حول أسبابه والذي لا يمكن ان يتم دون ضوء اخضر من قبل جهات متنفذة في طهران لكن في كل الأحوال بغداد مهتمة لمعرفة حقيقة مقتل القيادي الحوثي وماهي مهمته".
ويوم الأحد الماضي، كشفت وسائل إعلام إيرانية، عن مقتل قائد عسكري من اليمن جراء قصف أمريكي على مدينة جرف النصر بمحافظة بابل جنوب بغداد يوم الثلاثاء الماضي.
وقالت وكالة مشرق نيوز الإيرانية، إن "حسين عبد الله مستور الشعبل أحد قادة حركة أنصار الله الحوثية قتل جراء هجوم أمريكي على العراق".
وأضافت الوكالة إن "حسين عبد الله مستور الشعبل بمهمة خارج اليمن ولقي مصرعه جراء هجوم وقع على مواقع عسكرية لكتائب حزب الله العراق في محافظة بابل".
وتعرضت قطعات الحشد الشعبي لهجوم أمريكي على مواقع عسكرية في منطقة جرف النصر شمال محافظة بابل في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي.
وأعلنت هيئة الحشد في بيان رسمي عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين من الحشد في غارة أمريكية استهدفت منطقة جرف النصر.
ويرى مراقبين، أن مقتل قائد عسكري حوثي بقاعدة عسكرية عراقية تتبع للحشد الشعبي بقصف امريكي، أثار الكثير من التساؤلات حول أسباب تواجده وكيفية التنسيق بين الحكومة العراقية والحكومة الشرعية اليمنية وبين الحوثيين الذي يتجول ممثلها في العراق بين المحافظات ويلتقي مع السياسيين، الامر الذي تنفيه الحكومة رغم إعلانه من قبل مكاتبهم الإعلامية مرارا وتكرارا.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الحکومة العراقیة فی العراق جرف النصر
إقرأ أيضاً:
وحدة الساحات بين غزة ولبنان
د. فايز أبو شمالة
عجز الصهاينة في تركيع رجال المقاومة في قطاع غزة، وعجز الصهاينة في كسر إرادة رجال حزب الله، واصطدم على أرض غزة ولبنان برجال لا ترد مفردة الاستسلام في قاموسهم، ولا تراودهم مشاعر الخوف من مواجهة العدو من نقطة الصفر، وهذه معادلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي، الذي تجاوز حدود غزة ليصل إلى اليمن، وبحر العرب والبحر الأحمر والمحيط، وليصل إلى أرض العراق وإيران، في معادلة سياسية وعسكرية جديدة، لم يعهدها العدو الإسرائيلي، ولا يرغب باستمرارها على هذه الشاكلة، وهو العدو صاحب نظرية الحرب الخاطفة، وهو العدو غير القادر على حرب الاستنزاف، طويلة الأمد، وهو العدو غير المعتاد على أن تنقل المعركة إلى تجمعاته السكانية، والتي ظلت في مأمن من الجيوش العربية، رغم عدة حروب سابقة. العجز الإسرائيلي في حسم المعارك في قطاع غزة وجنوب لبنان، والفشل في تحقيق النصر، كان السبب وراء استهداف المدنيين بالقصف والقتل والتدمير، واستهداف المدنيين بالنزوح من ديارهم، بحجة حمايتهم من القصف الإسرائيلي، وإبعادهم عن مواطن الاشتباك، والحقيقة أن العدو الإسرائيلي يلاحق المدنيين النازحين بالصواريخ بشكل لا يقل عن ملاحقتهم بقذائفه وهم في بيوتهم ومدنهم ومخيماتهم، ليكون استهداف المدنيين هو البديل القائم للعجز عن استهداف المقاومين، وتطويعهم، وتحقيق أدنى انتصار يسمح للقيادة الإسرائيلية بإعلان الانتصار، والتوصل لوقف إطلاق النار. ولم يقتصر القاسم المشترك بين أهل غزة وأهل لبنان على النزوح عن بيوتهم، ولم يقتصر القاسم المشترك بينهم على وحدة الساحات، ولم يقتصر القاسم المشترك على وحدة الدم، ووحدة المصير، ووحدة الآمال والأحلام، بل صار القاسم المشترك هو عذاب النازحين ومعاناتهم، وحصارهم، وتجويعهم، في رسالة إلى كل العالم، بأن العدو الإسرائيلي لا يهتم بالرأي العام الدولي، ولا يهتم بقرارات الأمم المتحدة، ولا يعمل حساباً للأمة العربية والإسلامية، ولا يرتعب من ردة فعل الجماهير العربية، وهذا الجموح الصهيوني المدعوم من الغرب الاستعماري، وبالتحديد المدعوم من أمريكا سلاحاً ومالاً ورجالاً ومخابرات وتكنولوجيا، هذا العدو الذي انفلت من عقاله، ليستوحش على المدنيين العرب في لبنان وغزة، ما كان ليستوحش بهذا الشكل لو وجد ردة فعل عربية أو إسلامية أو إنسانية، ولكنه اطمأن للدعم الأمريكي والغربي، وراح يستبيح كل المحرمات بتغطية إرهابية من أمريكا سيدة إرهاب العالم. مشاهد النزوح في لبنان وغزة تطرح على جامعة الدول العربية، وعلى الأنظمة العربية سؤلاً صريحاً: إلى متى تجنحون إلى المهادنة والسلم والخنوع للعدو الإسرائيلي؟ وإلى متى ترون ملايين العرب في لبنان وغزة يموتون تحت القصف، وتحت العسف الصهيوني؟ وهل أنتم تراقبون النزوح أو تباركون الفعل الصهيوني؟ وإلى متى تشترون المهانة والمذلة بالأموال العربية، والموارد العربية؟ وإلى متى تكممون أفواه الشعوب العربية، وتحولون بينها وبين الصرخة المدوية صد إرهاب العدو الصهيوني؟ نزوح الملايين من سكان غزة والضفة الغربية، وعذابهم في ترك بيوتهم المدمرة مهانة تلطخ وجه الجماهير العربية، التي تجهل حاضرها، وتغيب عن مستقبلها، وتترك عدوها، العدو الإسرائيلي ليستفرد بكل جبهة عربية على حدة، حيث أن العدوان على غزة ولبنان عابر للحدود، ويتجاوز أرض غزة ولبنان، وله ارتداداته السياسية والاستراتيجية على كل المنطقة العربية، وهذا يحتم على الجماهير العربية أن تبيت على قلق، وأن تصنع بفعلها مستقبلها، وأن ترسم بدمائها معالم مصيرها، بعيداً عن الهيمنة الأمريكية، وبعيداً عن السطوة الإسرائيلية.
كاتب وسياسي فلسطيني