د. أنيل شيلين: تقدّمت باستقالتى بسبب الدعم غير المشروط من البيت الأبيض لإسرائيل

قالت الدكتورة أنيل شيلين، المسئولة السابقة بالشئون الخارجية فى مكتب شئون الشرق الأدنى التابع لمكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان بوزارة الخارجية الأمريكية، إن «بايدن» يدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين فى غزة.

وأكدت «شيلين»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الرئيس رجل عجوز ومتمسّك جداً بأفكاره، وليس على استعداد لقبول فكرة أن دعم إسرائيل ليس الخيار الصحيح، والإدارة الأمريكية تعانى إفلاساً أخلاقياً.

. وإلى نص الحوار: لماذا قدمتِ استقالتك من إدارة الرئيس الأمريكى بعد مرور أشهر على حرب غزة؟

- استقلت أواخر مارس الماضى، أى بعد نحو 6 أشهر من الحرب، انتظرت حتى ذلك الحين، لأنه كان علىّ التزام بالعمل فى الحكومة الأمريكية لمدة عام كامل، وأردت البقاء لأن مكتبى كان يعمل على تقارير حقوق الإنسان وكنت مسئولة عن 5 دول، ولم أرغب فى ترك فريقى يتولى هذا العمل إذا كنت قد استقلت فى وقت سابق، لذا، فإن التزامى بالخدمة لمدة عام واستكمال تقارير حقوق الإنسان يتوافقان مع نهاية شهر مارس، وهو الوقت الذى أخبرت فيه وزارة الخارجية بأننى سأستقيل.

هل أخبرتِ وزارة الخارجية باستقالتك علناً؟

- لا، لم أخبرهم أننى سأفعل ذلك علناً، أنا شخصياً لم أخطط للقيام بذلك علناً إلا قبل أسبوع تقريباً من تاريخ استقالتى.

هل واجهتِ ضغوطاً لعدم الاستقالة؟

- عبّر المشرفون علىّ عن بعض الحزن عندما أخبرتهم أننى سأستقيل بسبب غزة، وسألونى عما إذا كانت هناك أى طريقة لإقناعى بالبقاء، فقلت لا، لم أعد أرغب فى أن تكون لى أى علاقة بهذه الإدارة، ولم أرغب فى العمل لصالح الولايات المتحدة.

هل هناك مسئولون أمريكيون آخرون يمكن أن يعلنوا استقالتهم؟

- هناك بالتأكيد آخرون، لكن معظمهم فى المستويات الأدنى تأثيراً، وأرى أنه إذا استقال شخص فى مرتبة عُليا بالإدارة الأمريكية، فذلك يبعث رسالة أقوى إلى إدارة جو بايدن والعالم.

كيف تعلقين على الاستقالات الأخرى داخل الإدارة الأمريكية؟

- أنا معجبة للغاية بكل الأفراد والمسئولين الذين استقالوا من إدارة جو بايدن، لكننى أشعر بخيبة أمل، لأنه ليس هناك المزيد، أعتقد أن 12 شخصاً قد استقالوا علناً، أنا على اتصال مع هؤلاء الأفراد، قد يكون هناك آخرون، لكننى ما زلت أشعر بخيبة الأمل لأننى كنت أتمنى أن يستقيل الأفراد البارزون بسبب الحرب على غزة، ومن المخيب للآمال للغاية أننا لم نشاهد أشخاصاً رفيعى المستوى داخل وزارة الخارجية أو داخل الحكومة يستقيلون، وأعتقد أن هذا يشير إلى الإفلاس الأخلاقى لهذه الإدارة.

كيف تعاملتِ مع حرب غزة خلال عملك؟

- لم أكن أغطى إسرائيل وفلسطين فى عملى، لقد ركّز عملى فى المقام الأول على بلدان المغرب العربى، بالإضافة إلى دولتين خليجيتين، لكن عملى تأثر بشكل كبير بعد أحداث السابع من أكتوبر، وفى ما يتعلق بالتعامل مع حرب غزة، تنفق وزارة الخارجية قدراً هائلاً من الوقت للوصول إلى المعلومات هناك، وجميع المعلومات الاستخبارية حول الشرق الأوسط تركز على غزة وإسرائيل والضفة الغربية، وهذا كان له تأثير كبير على عملى اليومى فى وزارة الخارجية، لكننى لم أكن أغطى إسرائيل أو فلسطين بشكل مباشر.

ما رأيك فى الدعم الأمريكى اللامحدود لإسرائيل فى حرب الإبادة الجماعية؟

- لقد فوجئت بدعم جو بايدن لحرب الإبادة الجماعية، لقد حاول أن يقدّم صورة إلى الأمريكيين عند انتخابه عام 2020 كشخص يمكن أن يثق به الشعب الأمريكى بعد رئاسة دونالد ترامب، ليكون شخصاً يضع نوعاً من الأخلاق والقيم الأمريكية فى المقام الأول، وفوجئت باستمراره فى تقديم هذا الدعم غير المشروط لإسرائيل، وعندما أحاول أن أفهم ما فعله، لا أعتقد أن الأمر مثير للدهشة، نظراً لأنه لم تتم معاقبة أى سياسى أمريكى على الإطلاق سياسياً أو انتخابياً بسبب دعمه إسرائيل أكثر من اللازم، و«بايدن» يؤمن بشدة بدعم إسرائيل، لذلك ومن الصادم أن يقوم أى شخص بدعم إسرائيل بعد كل ما فعلته، لكننى أرى أن «بايدن» رجل عجوز، ومتمسك جداً بأفكاره، وهو ليس على استعداد للاستماع إلى أولئك الذين يقولون له إن دعم إسرائيل ليس الخيار الصحيح.

كم مرة تحدّثت مع إدارة بايدن حول إبادة الأطفال والنساء فى غزة؟

- أنا لست مسئولة كبيرة بما يكفى لأكون على اتصال مباشر بإدارة بايدن، لكننى ما زلت بالتأكيد على اتصال مع زملائى السابقين، البعض منهم يعتقدون أنهم ما زالوا يقومون بعمل مهم داخل وزارة الخارجية، أو لأنهم ببساطة لا يرون أى خيار للمغادرة فى ما يتعلق بوضعهم المالى، فعليهم أن يحتفظوا بوظائفهم من أجل أسرهم، وأنا على اتصال بهؤلاء الأفراد، الذين يتفق الكثير منهم على أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية.

كيف تعلقين على تغيير الدعم العالمى لإسرائيل وبداية الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

- الأمر المثير للاهتمام هو كيف تغيّر الدعم الأمريكى لإسرائيل، فالاحتجاجات فى حرم الجامعات وبعض التقارير الإعلامية واستطلاعات الرأى أظهرت أنه كان هناك تحول كبير فى الرأى العام الأمريكى، وفى ما يتعلق بكونها بداية الاعتراف بفلسطين، أعتقد للأسف أن ذلك من وجهة نظر أمريكية ربما لا يزال بعيداً جداً، لكن الأجيال الشابة من الأمريكيين لن تدعم إسرائيل دون قيد أو شرط بالطريقة التى فعلها آباؤهم وأجدادهم، وذلك سيستغرق عقوداً قبل أن نبدأ فى رؤية تأثير حقيقى على الصعيدين السياسى والانتخابى فى الولايات المتحدة.

 صورة «أمريكا»

اهتزت صورة «أمريكا»، ولسوء الحظ، شابها النفاق بالفعل، بسبب ردود الفعل على أحداث 11 سبتمبر، وغزو العراق، والحرب العالمية على الإرهاب، لكن ما تفعله الولايات المتحدة الآن يتجاوز كل ذلك، وجزء مهم من اهتزاز صورة أمريكا يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعى، بالطريقة التى يرى بها الناس فى جميع أنحاء العالم أهوال ما يفعله الجيش الإسرائيلى من حيث إسقاط القنابل، وتجويع الفلسطينيين.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب غزة استقالات بـ البيت الأبيض الانتهاكات الإسرائيلية الإبادة الجماعیة وزارة الخارجیة على اتصال

إقرأ أيضاً:

عضو في وفد إسرائيل المفاوض: لن تكون هناك صفقة تبادل قريبا

إسرائيل – نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي المفاوض قوله لعائلات الأسرى بأن صفقة التبادل مع حركة الفصائل الفلسطينية لن تكون قريبة، ولا حتى المرحلة الأولى منها.

وأكد المسؤول أن “الطريق الوحيد للوصول للصفقة هي وقف الحرب. استمروا بالضغط من أجل خلق حالة شعبية داعمة لوقف الحرب”.

هذا وخرج حشد كبير من الإسرائيليين في مظاهرة كبرى بتل أبيب، احتجاجا على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث طالبوا بعقد صفقة تبادل أسرى لإطلاق سراح ذويهم من قطاع غزة المحاصر.

وتصاعدت الانتقادات ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وراحت تحمله مسؤولية مقتل المحتجزين الإسرائيليين الستة لدى حركة الفصائل، الذين عُثر على جثثهم داخل نفق في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة.

وجاء ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز أمن “الشاباك” العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة  وهم: كرمل غات، وعدين يروشلمي، وهيرش غولدبرغ بولين، وألكسندر لوبانوف، والموغ ساروسي، وضابط الصف أوري دانينو.

وقد أثار ذلك انتقادات لاستراتيجية إدارة بايدن في وقف إطلاق النار في غزة وزاد من الضغوط على نتنياهو من قبل الإسرائيليين لإعادة الأسرى المتبقين إلى منازلهم.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية تحث إسرائيل على الانتهاء من التحقيق في مقتل مواطنة أمريكية بالضفة الغربية
  • وزير الخارجية: هناك خلل في تشغيل معبر رفح الفلسطيني بسبب الاحتلال (فيديو)
  • وزير الخارجية: هناك رغبة من الشركات الدنماركية لتوسيع استثماراتها في مصر (فيديو)
  • إسرائيل تغلق المنفذ الأخير للفلسطينيين
  • عضو في وفد إسرائيل المفاوض: لن تكون هناك صفقة تبادل قريبا
  • الخارجية الأمريكية: نبارك نتائج الإنتخابات الرئاسية في الجزائر
  • الخارجية الأمريكية: نبارك النتائج التي خلصت إليها الانتخابات الرئاسية في الجزائر
  • وزارة النفط العراقية ترد على رسالة أعضاء بالكونغرس الأمريكي الى الرئيس بايدن
  • اعتقالات وتدمير البنية التحتية.. إسرائيل تواصل حرب الإبادة الجماعية في فلسطين
  • تنديد واسع بقتل إسرائيل الناشطة الأمريكية عائشة نور