موقع النيلين:
2024-09-09@17:53:55 GMT

راشد عبد الرحيم: وإتفرج يا سلام

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

إسم ساخر لعمود صحفي ساخر وكاتب فنان وساخر هو الاستاذ طلحة الشفيع الذي إختاره الله إلي جواره قبل ثلاثة أيام .

بهذا العمود المتميز جلس صاحبه في مقاعد المقدمة مع عمالقة الكتابة في مرحلة الستينيات وإلي التسعينيات .

إحتل موقعه مجاورا للصحفيين الكبار عبد الرحمن مختار صاحب جريدة الصحافة وشقيقه الكاتب الرياضي حسن واشتهر بين كتابات الدكتور جعفر بخيت وفضل الله محمد والسر قدور و محمد توفيق صاحب ( الجمرات )

اول عهدي به في أيام ثقافية نظمتها جماعة ( ابادماك ) وهي النسخة الثقافية للحزب الشيوعي .


حاضرنا يومها هو و عبد الله جلاب وكيل وزارة الثقافة والإعلام .
لم يكن طلحا ملتزما في الحزب بل كان مواليا .

جمعت بيننا لاحقا جريدة الصحافة وعرفته عن قرب حين عملنا سويا في قسم السكرتارية .
كنا سياسيا علي طرفي نقيض وكان الخلاف سببا في تقارب وإحترام ومودة حيث لمست كرمه وإنسانيته البينة .

يحب بعمق أهل بيته شقيقته سهير التي عملت بإدارة الصحيفة وشقيقه صبري الذي قاده طلحة للمهنة .
لم يكن ما في جيبه له يزدري المال وينفق بسخاء .

كان إذا إحتاج مالا يذهب إلي الخزينة ويصرف راتبي او ما يجده من مخصصاتي للعمل الإضافي لا يستأذنني ولا يفكر في ذلك وقد اذهب للخزينة ويقال لي أن طلحة صرف راتبك .
عندما يتوفر له المال كان يأتيني وإذا وجدني منكبا علي الكتابة يضعه في جيبي او تحت اوراقي .

٠كان إذا لم يتوفر طلبه عن الذي لي عند الصراف فيعلم اني في حاجة فيأتيني قائلا ( لو انا مكانك كنت قطعت عمودك ( إشارات ) ولصقته بشريط حتي يصل بنك فيصل الإسلامي الذي كان علي بعد حوالي خمسمائة مترا وطالبتهم بمنحي شريطا من الجنيهات بطول الأعمدة ) .
عرف بسخرية لاذعة كان هو والمرحوم الدكتور تيتاوي من اشهر كتاب الهلال الذي نال هزيمة نكراء يوما من نده المريخ فخرجت الجماهير من الإستاد إلي دار الصحافة تقصد طلحة وإلي الايام تقصد تيتاوي وكانت تهتف ( طلحة الشين دخلت بوين ، تيت تيت تيتاوي بليد ) فخرج للجماهير وصعد علي ظهر عربة وخاطبهم ( أسمعوا انا مقتنع أني شين امشوا اقنعوا تيتاوي انه بليد ) فتفرقت الجماهير ضاحكة .

إشتهر بإطلاق تسميات تشتهر بعدها فقد سمي رئيس الهلال طه علي البشير ( بالحكيم ) والطيب عبد الله ( البابا ) . سمي الشاعر الحلنقي بما هو مشهور به حتي الآن ( رئيس جمهورية الحب ) .
الكتابة عنه لا تمل والمساحة لا تسمح .
غفر الله له وطيب ثراه فقد كان من جيل العمالقة في تأريخ الصحافة السودانية .

راشد عبد الرحيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إدريس وهيكل.. عبقري يصف عبقريًا

يُعد يوسف إدريس واحدًا من أساطين القصة القصيرة عالميًا في القرن العشرين، إذ يمثل مع الأديب الروسي الشهير "أنطون تشيكوف" قمة هذا الفن الإبداعي.

ومن بين كتب إدريس الشهيرة، تمر هذه الأيام ذكرى مرور (40) عامًا على صدور كتابه الماتع "جبرتي الستينات" الصادر عام 1984م، وهو عبارة عن مجموعة كبيرة من المقالات والحوارات مع، وعن الكثير من أعلام عصره.

وقد توقفت كثيرًا عند ذلك الحوار القصير بين إدريس "عبقري القصة القصيرة" مع "عبقري الصحافة" محمد حسنين هيكل.. أو "الأستاذ" كما درجنا نحن "الجورنالجية" أن نسميه.. حيث يصف إدريس هيكل قائلًا: "سريع الحركة، سريع الفهم، سريع الإجابة، ومن الثانية الأولى، تجد نفسك منجذبًا إلى ملامحه الدائمة التغير والانفعال، المشحونة بكم وافر من الإطلاع وحب الاستطلاع".

ويستطرد: ".. .فالكلام عنده ليس بضاعة تُقاس بالأمتار، الكلام كرة ككرة الباسكت يجب أن تُحرك باستمرار، فإذا تلكأت احتسبت (فاول) وارتبكت أنت". ويكمل إدريس: ".. .وإذا بك بعد دقائق قد أصبحت مثله، سريع الحركة، سريع الفهم، سريع الأخذ والرد والإجابة والاستجابة".

وحين سأله إدريس: ".. .ولكنك بما تكتبه تقوم بدور سياسي فعلاً"، فرد هيكل: "أنا أزاول السياسة كصحفي، ولكن أبدًا لا أزاول الصحافة كسياسي. وما الفارق؟.. هو الفارق بين الصحافة والسياسة، وأنا لا أستطيع أن أعمل إلا بالصحافة، فهي ليست بالنسبة إليّ مجرد عمل، أو هواية، أو لقمة عيش، إنها حياتي، إنها أنا".. رحم الله العبقريين.

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد يطلق جامعة دبي الوطنية باستثمارات 4.5 مليار درهم
  • إدريس وهيكل.. عبقري يصف عبقريًا
  • من الذي سمى الرسول باسم "محمد"؟
  • ورش الكتابة الإبداعية: ضد الالتزام بالكتابة وحيدا أم اتباع لوجهة المدرب وذائقته؟
  • محمد بن راشد: مشروع مترو دبي يمثل ثقافة الإمارة القائمة على الجودة والالتزام
  • دعاء قضاء الحاجة الذي لا يرد.. سبحان الله رب العرش العظيم
  • وفاة ابن النظام القاضي سامي عبد الرحيم داخل محبسه في مصر
  • راشد عبد الرحيم: ما بعد الصين
  • 3 أشهر حبس لمن ادعى العجز عن الكتابة أو حمل سلاحا أثناء الاقتراع
  • "الكتابة الاحترافية باللغة العربية" ندوة بمكتبة مصر الجديدة.. الليلة