كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

أكَّد شيخ الأزهر ضرورة أن يمس التعليم مشكلات المجتمع، وأن تُسخر المناهج التعليمية لمعالجة المشكلات المجتمعية، وأن تعكس هذه المناهج رؤية منطقية وحلولًا قابلة للتطبيق لمواجهة هذا الموروث من العادات والتقاليد التي ابتُليتْ بها مجتمعاتنا وظلت تتوارثها جيلًا بعد جيل.

وشدد فضيلة الإمام الأكبر خلال لقائه الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، ووفدًا رفيع المستوى من عمداء الكليات والأساتذة والطلاب، على ضرورة تصدي جامعات الصعيد للظواهر المجتمعية التي تنال من حقوق المرأة والفتيات وكرامتهن، وأبرزها موروثات ظاهرة "التعصب القبلي" ضد الفتيات، تلك الظاهرة المرهقة والظالمة والجائرة على حقوق الفتيات، وتعتبر هذه الحقوق خروجًا على العادات المتعارف عليها مجتمعيا، إلى غير ذلك من الظواهر المجتمعية الجائرة كحرمان الفتيات من الميراث.

وطالب شيخ الأزهر بضرورة تنسيق الجهود بين مختلف المؤسسات والجهات المعنية لدراسة الحلول المناسبة لهذه الظواهر، مؤكدًا دور التعليم والإعلام والمساجد والكنائس في وضع حلول مناسبة تستهدف التأثير على الأسرة، وتغيير نمط التفكير الذي قضى على مستقبل الكثير من بناتنا وفتياتنا، وتغيير ثقافة الأسر وتشجيعهم على ترك هذا الموروث من العادات والتقاليد الظالمة، وضرورة اضطلاع كل جهة بدورها ومسؤولياتها في التوعية، واستعداد الأزهر لتسخير وعاظه وواعظاته للقضاء على هذه الظواهر، التي تعد امتدادًا لظاهرة "وأد البنات" التي انتشرت في المجتمعات الجاهلية.

من جهته، أعرب الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، والوفد المرافق له، عن سعادتهم بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، وامتنانهم لتواجدهم في الأزهر الشريف قلعة العلم والفكر والدين، وتقديرهم لجهود فضيلة الإمام الأكبر في خدمة الإسلام والإنسانية، مؤكدين توافقهم مع رؤية فضيلته في ضرورة التصدي للظواهر المجتمعية السلبية وبخاصة المنتشرة في الصعيد، وأن هذه الرؤية نابعة من معايشته لواقع الصعيد ومشكلاته.

وأكد وفد جامعة سوهاج، ترحيبهم بمقترح شيخ الأزهر في تضمين مناهج دراسية متعلقة بالمشكلات المجتمعية المعاصرة، مشيرين إلى أن الجامعة لديها مقرر "القضايا المجتمعية" وهو معنيٌّ بالتعرض لقضايا المجتمع، واستعدادهم لإدراج محتوى تعليمي لمكافحة ظاهرة "العصبية القبلية ضد الفتيات" ضمن هذا المقرر الدراسي.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: سعر الدولار إيران وإسرائيل نتيجة الثانوية العامة الطقس أولمبياد باريس 2024 أسعار الذهب انهيار عقار الساحل زيادة البنزين والسولار إسرائيل واليمن هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان شيخ الأزهر الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

احرصوا على سجل الذكريات

الذكريات صفحات تسجلها الذاكرة منذ الطفولة، مع كل الأشخاص الذين نعيش معهم، ويعيشون حولنا في الشارع والحارة، في المدرسة، في بيوت أهالينا وجيراننا، وفي كثير من المواقف التي تمر بنا، وتلتصق بذاكرتنا، إما لطرافتها، أو لجمالها ، أو لصعوبتها وقسوتها، وتبقى الذكريات أجمل ما نحمله معنا، حتى القاسية منها، تفقد قسوتها مع مرور الزمن. والجميل يطغى على السيئ، وكثيراً ما يحتاج الناس لا ستراجعها من الذاكرة، لإرواء عطش تصحُّر أيام أصابها الجفاف، واستيراد دفء الماضي، وقد تفيد في إشعال الأمل للمستقبل.
واعتقد أن أهم محضن، وأول ميدان لصناعة الذكريات، هو (منزل العائلة)، وصناعة الذكريات، واجب جميع أفراد العائلة، وعلى رأسهم الوالدين والأجداد والإخوة والأخوات، ولن أنسى العائلة الممتدة من خلال الأب (أعمام وعمات) وكذلك الأم (أخوال وخالات)، ويدخل ضمنها الجيران وزملاء وزميلات العمل. من كل هؤلاء، وبهم، ومعهم، تصنع الذكريات. لذا فمن المهم جداً، أن يحرص كل فرد في العائلة، وكذلك الأصدقاء والجيران أن يرسموا خريطة ذكرياتهم بكلماتهم ومواقفهم وتواجدهم بين بعضهم البعض. فالذكريات لا تأتي من نفسها، بل هي كاللوحة الفنية يرسمها الرسام، لذلك ينتقي للوحته الألوان الجيدة، والوقت المناسب، لتكون اللوحة قد رسمت بحب وشغف. والعكس صحيح. فبدون اعتناء، وحرص، ستكون اللوحة مشوشة. هكذا الذكريات وليس منا من أحد إلا ويختزن في ذاكرته ملفات وفيديوهات بعضها مشرقة بحروف دونها أصحابها من نور. في استرجاعها سعادة وشوق وسرور، وأخرى قاسية غليظة بغلاظة من كتبها في ذاكرة الآخرين سواء أبناء أو زملاء أو جيران! ولعل أهم الذكريات، هي التي ينقشها الوالدان في عقول أبنائهما، فعلاقة الأب بالأم علاقة جميلة راقية ملؤها الاحترام، حتى لو اختلفا، فبعيداً عن السوء من الأفعال والأقوال، يحرصون على تعريف الأبناء أن الحياة جميلة حتى مع الخلافات، وأن الخلافات أمر طبيعي لا يخلو منها بيت، لكن نوع الخلافات، وأسلوب تعاطيها، هو المهم. فالخلاف مع النقاش الهادئ المحترم، مهم جداً ليتعلم الأبناء كيف يكون الخلاف. فأكثر ما يترك أثراً في ذاكرة الأبناء، هي العلاقة بين والديهم. وقيسوا على ذلك تعامل الوالدين مع بقية أفراد العائلة، فعندما تسود العلاقات الجيدة المليئة بالود والتقدير، وحين تكون اللقاءات العائلية، والرحلات الترفيهية بينهم، فبدون شك هم يصنعون ذكريات، يحفظها أفراد العائلة وأهمهم الأبناء الذين تتشكل ذاكرتهم بحسن سير وتعامل أهلهم، الجلسات العائلية الدافئة، تصنع ذكريات غاية في الجمال، فكيف يفرط البعض في ذلك؟ وأيضاً الصحبة الطيبة الراقية، بيئة رائعة لصناعة الذكريات، فتستحق الحرص عليها. العلاقات مع الأهل والأقارب، ميدان خصب لأجمل الذكريات. فهل يمكن التفريط في ذلك؟ كما أن علاقات العمل والمساجد والمدارس، كلها محاضن لذكريات كم أسعدت كثيراً ولازالت. الذكريات استثمار للسعادة في الحياة.
من المهم أن يستثمر رب العائلة وقته مع زوجته وأبنائه فيملأه حباً ولعباً وتعاملاً راقياً وتعاوناً، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (فخيركم خيره لأهله وأنا خيركم لأهلي) لا أدري ألا يخجل الرجل القاسي في بيته والليِّن مع رفاقه، ألا يخجل الرجل الذي يقضي جل وقته لاهياً خارج بيته وعائلته آخر اهتمامه؟ مثل هؤلاء الرجال (هداهم الله)، الخجل يخجل منهم! حتى يكبر الأبناء وهم يحملون أجمل الذكريات، لابد أن يبذل الآباء والأمهات جهداً لفهم معنى العائلة وواجباتها التي لا تتوقف عند المأكل والمشرب والملبس، فللحياة احتياجات نفسية وعاطفية وعقلية مهمة جداً، إذا تم التفريط فيها، فكثيراً ما تحدث نتائج لا يريدها الأهل. فلله در أولئك الذين يزرعون في نفوس الآخرين أجمل وأطيب الذكريات.
إن جودة صناعة الذكريات، مسؤولية الجميع.
وليبقى الكل في ذاكرة الكل ذكرى جميلة، أرجو أن يوفق الله الجميع لصناعة أجمل الذكريات في حياة أحبتهم. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

مقالات مشابهة

  • الشؤون الدينية بمسجد روما: العمل الإنساني في الإمارات امتداد لإرث الشيخ زايد
  • رعاية الفتيات بالأحساء تشارك في تفعيل يوم الخدمة الأجتماعية
  • شاهد بالفيديو.. شاب سوداني يرد على استفزاز إحدى الفتيات ويغني أغنية “هندية” بطريقة رائعة
  • 15 عامًا على تولي الإمام الطيب مشيخة الأزهر.. مسيرة بدأت من قلب الصعيد إلى قيادة الأمة الإسلامية
  • محافظ سوهاج يشارك أطفال مؤسسة البنين بحي الكوثر إفطار رمضان
  • طائرة درون تنهي حياة سيدات بالعاصمة الخرطوم
  • رئيس العاشر من رمضان يتفقد مشروع امتداد الموقف الإقليمي الجديد
  • تفريغ الكاميرات في واقعة مضايقة الفتيات في بورسعيد
  • إسناد غزة بعيداً عن الظواهر الصوتية
  • احرصوا على سجل الذكريات