تقرير إسرائيلي عن قاعدة القوات الجوية الأمريكية في قطر: التحكم في كافة التحركات الجوية في المنطقة
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
أشار تقرير عبري في القناة 12 إلى مركز العمليات الجوية المشتركة في قطر الذي تديره القيادة المركزية الأمريكية، موضحا أن هذا المركز يتحكم ويقود ويدير القوات الجوية بأكملها بالمنطقة.
وحسب تقرير القناة 12 الإسرائيلية، فإن مركز العمليات الجوية المشتركة (CAOC)، الموجود في قاعدة "العديد" الجوية في قطر، يوفر القيادة والسيطرة على القوة الجوية في جميع أنحاء المنطقة، تحت مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية.
وتضم المنطقة التي يسيطر عليها المركز 21 دولة - من شمال شرق إفريقيا والشرق الأوسط إلى وسط وجنوب آسيا، ويعمل هناك ممثلون عن أكثر من 20 دولة.
ووفق التقرير، يعمل المركز كجسر تشغيلي يدمج ويتزامن مع القرارات الاستراتيجية للتنفيذ على المستوى التكتيكي ويتكون من مجموعة متنوعة من الأشخاص والبرامج والعمليات التي تؤدي عمليات جوية وفضائية يومية متكاملة توفر الاستجابة السريعة والتحكم والتنسيق وفك الاشتباك لأنظمة الأسلحة.
ويعمل المركز بمثابة الجهاز العصبي المركزي للحملة الجوية في الفضاء، ويقوم بتخطيط ومراقبة وتوجيه تنفيذ الطلعات الجوية، وتوفير الدعم الجوي القريب والضربات الجوية الدقيقة.
كما أنه يوفر الاستخبارات والمراقبة والدوريات والتزود بالوقود الجوي والإجلاء الطبي الجوي وعدد لا يحصى من العمليات الأخرى ذات المهام الحرجة.
ويعتمد تنظيم جميع القوات العاملة في المركز على خبرات الفرق المشتركة والتحالفية العاملة في خمسة أقسام: قسم الإستراتيجية، قسم الخطط القتالية، قسم العمليات القتالية، أقسام الحركة الجوية، قسم الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
يشار إلى أنه تم إنشاء هذا المرفق من قبل جنود أمريكيين وأفراد من الحرس الوطني في الخدمة الفعلية في يوليو 2002، وأصبح الموظفون والمعدات في المركز جاهزين للعمل بكامل طاقتهم في 18 فبراير 2003. وقد تم بناء المركز بتكلفة 60 مليون دولار وشمل مشروعا لتركيب أكثر من 67 ميلا من الكابلات والألياف الضوئية العالية السعة.
ويتطلب التشغيل والصيانة المستمرة لنشاط هذه الأنظمة مئات الأشخاص، الذين يعملون في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وتحليل الصور وتصميم الشبكات وبرمجة الكمبيوتر وأنظمة الراديو وإدارة الأنظمة وغيرها من المجالات.
وفي ضوء فهم أهمية السيطرة الجوية في المنطقة، كشف عضو الكنيست بيني غانتس أن غانتس هو من أدرك الفرصة الأمنية، وهو الذي سافر بين دول المنطقة، وقام ببناء نظام تعاون دفاعي أصبح بمثابة مرساة لأمن إسرائيل على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من جلب اتفاقيات إبراهيم.
ويقال أيضا إنه "يجب النظر إلى هذا الترتيب كجزء من مستقبل إسرائيل، وفهم أن التطبيع مع المملكة العربية السعودية ليس حرف "V" في سيرة نتنياهو الذاتية، ولكنه جزء من حرب التفوق الأمني في المنطقة التي تخوضها تل أبيب ضد إيران"، حسب التقرير الإسرائيلي.
جدير بالذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت فجر اليوم الاثنين، أن الوزير لويد أوستن تحدث هاتفيا مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت للتأكيد على موقف واشنطن من مسألة دعم أمن إسرائيل.
وأشارت الوزارة إلى أن "الوزيرين ناقشا تحركات القوات الأمريكية لتعزيز حماية الولايات المتحدة قواتها المنتشرة في الشرق الأوسط، ودعم الدفاع عن إسرائيل، وردع وتهدئة التوترات في المنطقة".
وهكذا، تعيش المنطقة على صفيح ساخن وسط حالة من ترقب رد إيراني محتمل على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة طهران بعد أن وجه "الحرس الثوري الإيراني" أصابع الاتهام إلى تل أبيب في ضلوعها بالجريمة وأشرك معها واشنطن في هذا الأمر.
بالإضافة إلى ترقب كبير لاحتمال توسع الصراع بين "حزب الله" وإسرائيل إلى حرب شاملة، عقب اغتيال القيادي الكبير في "الحزب" فؤاد شكر بغاراة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
ومؤخرا، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجهوزية والاستعداد لمواجهة أي هجوم محتمل على البلاد سواء من إيران و"حزب الـله" اللبناني وغيرهما
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استراتيجي افريقيا والشرق الاوسط اشخاص الاستراتيجي الاستخبارات التحكم الجهاز العصبي الجهاز العصبي المركزي فی المنطقة الجویة فی
إقرأ أيضاً:
هجمات إسرائيل على اليمن.. هل تردع الحوثي أم تمنحه الشرعية والقوة؟ (تقرير)
لاقت الضربات التي شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت منشآت حيوية، في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة الخاضعتين لسيطرة الحوثيين، ردود فعل متباينة، بين أوساط اليمنيين.
الغارات التي بدأت عند الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس، تركزت على منشآت مدنية حيوية في كل من العاصمة اليمنية صنعاء، ومدينة الحديدة، حيث استهدفت محطات الكهرباء والطاقة في شمال وجنوب صنعاء، فيما استهدفت ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي بالحديدة.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحوثيين بالمزيد من الهجمات، وقال إن من يمس إسرائيل "سيدفع ثمنا باهظا للغاية"، بعد ساعات من شن تلك الغارات.
وقال نتنياهو في بيان إنه "بعد حركة حماس وحزب الله ونظام الأسد في سوريا، أصبح الحوثيون تقريبا الذراع الأخير المتبقي لمحور الشر الإيراني". وأضاف "يتعلم الحوثيون وسيتعلمون بالطريقة الصعبة أن من يمس إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا للغاية".
ويعد هذا ثالث هجوم تشنه إسرائيل على اليمن منذ بداية الإبادة بغزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكان الأول في يوليو/ تموز الماضي، والثاني في سبتمبر/ أيلول الفائت، عبر استهداف ميناء الحديدة ومنشآت الوقود في محطة توليد الكهرباء بالمدينة.
وأدان مجلس القيادة الرئاسي، العدوان الاسرائيلي الجديد على الاراضي اليمنية، محملا في ذات الوقت جماعة الحوثي، مسؤولية التصعيد والانتهاك للسيادة الوطنية، داعيا إياها الى تغليب مصلحة الشعب اليمني على أي مصالح اخرى.
وقد دانت جماعة الحوثي "الهجمات الإسرائيلية الأميركية وقالت إنها "جرائم حرب إرهابية، تأتي استمرارا لمسلسل الإجرام في المنطقة. وذكرت أن "القصف الأميركي الإسرائيلي للمنشآت المدنية كمحطات الكهرباء والموانئ يكشف حقيقة نفاق الغرب، ويسقط كل ادعاءاته الإنسانية".
وحظيت الغارات الإسرائيلية، بردود فعل متباينة في أوساط اليمنيين، منهم من اعتبرها انتهاك للسيادة وتدخل سافر، هدفها الإضرار بالمصالح الحيوية لليمن، فيما يرى آخرون أنها انقاذ للحوثيين ومنحهم الشرعية، اذ من المفترض أن توجه تلك الضربات لاستهداف قيادات الجماعة كما فعلت إسرائيل في جنوب لبنان واستهدافها قيادة حزب الله.
تخادم حوثي إسرائيلي
وفي السياق قال سفير اليمن في لندن، الدكتور ياسين سعيد نعمان، إن "على الاسرائيليين وهم يستعرضون عضلاتهم بتدمير مقدرات الشعب اليمني، أن يدركوا أنهم يقدمون هدية لا تقدر بثمن للحوثيين الذين لا يعنيهم شيء من أمر اليمن واليمنيين، وما شيدوه بعرقهم وكفاحهم طوال حياتهم، جيلاً وراء جيل".
وأضاف نعمان "الحوثي عصابة خارجة عن القانون سيطرت على جزء من اليمن، وهي تبحث عن شرعية لتبرير هذه القرصنة بتشغيل صواريخ إيران ومسيراتها تحت يافطة "غزة"، وتنتظر بفارغ الصبر القصف الاسرائيلي للمنشآت اليمنية بمثل تلك الصورة التي لم تعد تتسع لها قلوب تعج بالأحزان والأوجاع".
وقال "اسرائيل تسوق الحوثي ضمن عملية تخادم بين الطرفين، تستغفل العقل العربي المنفعل بمأساة غزة، فاسرائيل تبحث عن أي مبرر لمواصلة ذبح غزة وتدميرها، والحوثي يبحث عن شرعية لعصابته، ويقدم مقدرات اليمن ثمناً لصاروخ ضال يقال إنه أطلق على تل أبيب".
ذبابة تصارع وحشاً كاسراً
الكاتب والدبلوماسي اليمني السابق، مصطفى احمد نعمان يقول "لا يمكن ولا يجوز أن يمنيا يعلن عن رضاه أو سعادته أو أن يتغاضى عما قامت به إسرائيل من قصف لمنشآت مدنية مملوكة لكل الشعب اليمني".
وأضاف "لكن هذا الفعل الاسرائيلي القبيح والمدان هو نتيجة حتمية للعبث المدمر الذي يمارسه الحوثيون من استدعاء صريح ودعوة مفتوحة لقصف بلادهم وتدمير ما تبقى من بناها التحتية".
ويرى أن الحوثيين مازالوا يعيشون وهم أنهم قوة تستطيع مقارعة الكبار في هذا العالم، ولا يدرك عبدالملك الحوثي أنه مجرد ذبابة تصارع وحشا كاسرا"، متابعا "الذبابة قد تزعج لكنها حتما ستقتل".
وزاد النعمان "لقد انتهكت أعراض الناس ونهبت مدخراتهم وأوقفت مرتباتهم ونسفت بيوت كثير منهم، وهكذا تسبب الحوثيون بغرورهم وتعاليهم في جلب كل الشر إلى اليمن، واليوم يدفع كل اليمنيين ثمن هذه العنجهية والتكبر، ولم ينفعوا الفلسطينيين بشيء".
الانتشاء والقوة
في حين قال الباحث مصطفى الجبزي، قال إن الجماعة الحوثية تتشابه مع إسرائيل حد التطابق في استعراض القوة لمجرد الاستعراض.
وأشار إلى أن هناك ثلاثة مواقف يمنية تجاه الضربات الاسرائيلية: الحوثيون ينتشون لهذه الضربات يستجلبونها لإنها تخرجهم من ورطة سياسية واخلاقية يمنية وتضعهم في موضع الفاعل الدولي الذي يناطح أمريكا واسرائيل.
وذكر أن أغلبية يمنية لا تناصر الحوثي، لكن موقفها المبدئي من القضية الفلسطينية يجعلها تتحسس من التدخل الإسرائيلي في اليمن الذي يجرح كرامتها، لأنه لا يحقق هدف غير مضاعفة معاناة اليمنيين وهدم مقدراتهم، يتمنون الخلاص ولكن على إلا يكون على يد إسرائيل".
وتابع الجبزي "موقف ثالث أقل لا يكترث لمن سيقوض الحوثيين"، مردفا "لن تزيد إيران عن اكثر من بيان ادانة. إسرائيل تتدخل لتؤكد تفوقها العسكري امام عمليات حوثية ليست أكثر من رمزية".
مقامرة بمقدرات اليمن
المحلل السياسي غمدان اليوسفي "هذا الدمار الذي يستدعيه الحوثي لتدمير بنيتنا التحتية هو دعوة لسوق سوداء سيتاجر بها هو ومشرفيه ويستخرجون بها مبالغ من المساكين".
وأكد أن كل قذيفة إسرائيلية هي عبارة عن سوق سوداء للحوثي، فاليمنيون يخسرون مع كل صاروخ يطلقه الحوثي باتجاه الفضاء وهو يربح".
وقال اليوسفي "لم يخوله أحد بحرب إسرائيل، بينما نحن من يدفع الثمن"، مشيرا إلى أن هذه المناظر (التدمير) هي التي تفرح قلب الحوثي.
وأفاد "مناظر بلدنا تدمر وهو يحاول فرض هذه المسرحية على اليمنيين وأنه يحارب إسرائيل وهو يأكل أقواتهم ويدمر مؤسساتهم ويسجنهم ويقتلهم".
ورقة ضغط
الإعلامي عبدالله اسماعيل كتب "يعرف الحوثي جيدا أن هياطه وخردواته التي يعلن اطلاقها على الكيان الصهيوني، وارهابه على الشحن البحري في البحر الأحمر، ستكون نتائجها ضرب اليمن، وتدمير مقدراته".
وأضاف "هو يعرف ويدرك جيدا انه لا يمتلك القوة الرادعة، وأن قوته الوحيدة لم تنفعه الا في قتل اليمنيين تدمير بلادهم، ولا يملك دفاعا جويا، او قدرة على إطفاء حريق لطيران الاحتلال في ميناء الحديدة، والذي انتظره الى ان تم اخماده ذاتيا".
واستدرك "لكنه يعرف جيدا كيف يختبئ، ويراهن على بقائه ورقة وظيفية لم تستغن عنها قوى دولية، ترى في بقائه خدمة لأهداف زعزعة المنطقة، وخدمة التفاهمات مع ايران، وتسليمه الكامل لأوامر ايران التي تستخدمه لتحويل اليمن الى ساحة للهمجية الصهيونية والغربية بعيدا عن أرضها ومصالحها".
وزاد "لا أحد يرضى أن تضرب بلاده، ولا أن تدمر مقدراتها، ولا أن يتحول اليمنيون في مناطق الاحتلال الحوثي الى دروع بشرية، يستثمر الحوثي الإيراني دماءهم لتعظيم الحاجة اليه، بعيدا عن تحوله هو الى هدف".
جرائم حرب
من وجهة نظر أخرى قال الصحفي المولي للحوثيين رشيد الحداد "العدوان أمريكي بريطاني، واستهداف مصالح خدمية من قبل واشنطن، يندرج في إطار جرائم الحرب".
وأضاف "لن يضروكم إلا أذى، أمريكا أكدت بهذا الهجوم الذي يمكن وصفة بالعنيف أنها موجوعة". مستدركا "لا خطوط حمراء في البحر الأحمر، انتهى زمن الغطرسة والهيمنة الأمريكية والصهيونية".