جددت إسرائيل التأكيد على استعدادها العسكري لمواجهة الرد الإيراني المتوقع على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، كما أبقت الباب مفتوحا لتنفيذ "ضربات استباقية" ضد إيران وحزب الله اللبناني.

وقال الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان هرتسي هاليفي ترأس اليوم جلسة "لتقييم الوضع والتصديق على خطط التعامل مع السيناريوهات المختلفة".

وتزامن ذلك مع زيارة قائد القيادة الوسطى الأميركية مايكل كوريلا لإسرائيل، حيث أجرى مباحثات في ظل مخاوف أميركية من اندلاع حرب واسعة في الشرق الأوسط.

وقال الجيش الإسرائيلي إن هاليفي أجرى مع كوريلا "تقييما للتعامل مع التهديدات بالشرق الأوسط".

وقد أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل المزيد من الطائرات المقاتلة والسفن الحربية إلى الشرق الأوسط، مع تصاعد التوترات الإقليمية.

خطط هجوم سريع

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته مركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي ولقائه قائد السلاح تومر بار، اليوم الاثنين، إن إسرائيل يجب أن تكون مستعدة للانتقال السريع إلى الهجوم إذا نفذت إيران ردا عسكريا.

وذكرت وزارة الدفاع في بيان أنه "في ضوء التطورات الأخيرة، تم إطلاع الوزير على جاهزية الدفاع الجوي، والقدرات الهجومية المحتملة التي يمكن استخدامها في كل ساحة".

ونقل البيان عن غالانت قوله "أعداؤنا يدرسون بعناية كل تحركاتهم بسبب قدرات سلاح الجو التي ظهرت على مدار العام الماضي. ومع ذلك، يجب أن نكون مستعدين لأي شيء، بما في ذلك الانتقال السريع إلى الهجوم".

في الوقت نفسه، قال الجيش الإسرائيلي إن قائد القيادة الشمالية الجنرال أوري غوردين التقى اليوم رؤساء السلطات البلدية في شمال إسرائيل لبحث تقييمات الوضع الراهن ومناقشة انتشار القوات في المنطقة لمواجهة التهديدات المختلفة.

وقال غوردين "أريدكم أن تعرفوا أن خططنا الهجومية جاهزة أمامنا، ونحن مستعدون لها في جميع الأنظمة".

وأضاف "هاجمنا ودمرنا الكثير من الأهداف في الأشهر العشرة الماضية، ولكن لا يزال لدينا عمل للقيام به، ونحن مصممون على تغيير الوضع هنا في الشمال، وإعادة سكاننا إلى ديارهم".

من جهة أخرى، لم ينف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر أو يؤكد إن كانت الولايات المتحدة تمنع إسرائيل من تنفيذ "ضربات استباقية" ضد إيران وحزب الله.

وقال خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو "نفذنا في الماضي بعض الضربات الاستباقية المذهلة ولم ننتظر حتى يتم الهجوم علينا عندما يبدو الهجوم وشيكا".

وتابع مينسر "إذا كان هناك أي إجراء استباقي يجب اتخاذه، فستقوم الحكومة بإصدار تفويض بشأنه وتكليف الجيش الإسرائيلي الذي ينفذ إرادة الحكومة".

سيناريو 14 أبريل

في سياق متصل، نقل موقع "جويش إنسايدر" عن مصادر إسرائيلية قولها إن من المطروح على الطاولة حاليا أن يتعاون الحلفاء الغربيون لاعتراض الصواريخ التي تستهدف إسرائيل، على غرار ما حدث في الهجوم الإيراني السابق في 14 أبريل/نيسان الماضي.

وأضاف الموقع أن المسؤولين الإسرائيليين واثقون في الحصول على دعم الولايات المتحدة رغم اعترافهم بالتوترات التي شابت مكالمة الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي.

واغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قبيل فجر الأربعاء الماضي في مقر إقامته بطهران، وتوصلت التحقيقات الإيرانية الأولية إلى أن الاغتيال تم بواسطة مقذوف قصير المدى، في حين أوردت صحيفة نيويورك تايمز رواية تفيد بأن عبوة ناسفة استخدمت في العملية.

وأعلنت إيران أنها سترد على العملية، وقال قائد الحرس الثوري حسين سلامي اليوم إن إسرائيل ستتلقى "ضربة قاصمة في المكان والزمان المناسبين".

ضبابية التوقيت

وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن الضربة الإيرانية قد تكون أوسع نطاقا من تلك التي استهدفت إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.

لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أشارت إلى عدم يقين في إسرائيل بشأن موعد الرد الإيراني المحتمل، وقالت إن الاستعدادات جارية لشن هجوم فوري إذا ردت إيران.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله "ليس لدينا مؤشر دقيق على موعد الهجوم الإيراني".

من ناحية أخرى، واستنكر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد استمرار حالة التوتر في إسرائيل، ملقيا باللائمة على الحكومة.

وقال "هل يعقل أن تبقى دولة كاملة لمدة 5 أيام بحالة تأهب وتوتر واستنفار؟".

بدوره، قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان إنه "لا يوجد سبب لانتظار الطرف الآخر ليهاجم إسرائيل. المبادرة يجب أن تكون دائما في أيدينا".

وتبدو إسرائيل في حالة استنفار شامل تحسبا للضربة الإيرانية المحتملة التي قد تتزامن مع هجمات لحزب الله اللبناني الذي توعد بدوره إسرائيل بالرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر مساء الثلاثاء الماضي في ضاحية بيروت الجنوبية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟

رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه على مدى سنوات، عارضت إسرائيل الاتفاق النووي مع إيران، واستمرت في عرض انتهاكاتها للعالم، لكن مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عرض إجراء محادثات مع طهران، يبدو أن تغييراً قد حدث.

 

وقالت يديعوت أحرونوت تحت عنوان "هل إيران والولايات المتحدة على الطريق نحو اتفاق نووي؟ موقف إسرائيل والخيارات المتبقية"، أنه بعد أشهر طويلة من التهديدات بإمكانية مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وسلسلة من التقارير التي تتحدث عن أن إسرائيل تدرس تنفيذ "هجمات كبيرة" في النصف الأول من عام 2025، يبدو أن دخول ترامب إلى البيت الأبيض هو الذي غيّر الخطط.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تعد تؤيد بالضرورة إمكانية القيام بعمل عسكري ضد إيران، وأنها بعد سنوات من معارضة الاتفاق، تفضل الدبلوماسية على القوة، وهي في الواقع أكثر دعماً لخيار عسكري موثوق به ضد إيران، ولكن إذا كان من الممكن التوصل إلى ترتيب جيد من شأنه أن يمنع طهران من الحصول على الأسلحة النووية، فإن إسرائيل، بعد سنوات من معارضة الاتفاق، سوف تفضل الدبلوماسية على القوة.
ولفتت يديعوت إلى إعلان ترامب بأنه بعث رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، طلب فيها التفاوض بشأن اتفاق على البرنامج النووي الإيراني، قائلة إنها حصلت على معلومات تفيد بأن طهران، من جانبها، اتصلت بالولايات المتحدة عبر سويسرا لاستكشاف المحادثات الرامية إلى المضي قدماً في الاتفاق النووي مع إدارة ترامب.

قدرات عسكرية إيرانية جديدة تثير قلق إسرائيلhttps://t.co/Bv6F6zv48T pic.twitter.com/UuMa2wIQnZ

— 24.ae (@20fourMedia) March 6, 2025  الحوار غير مستبعد

كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى توقيع ترامب على تشديد العقوبات ضد إيران الشهر الماضي، بعد أن صرح مصدر إسرائيلي بأنه بعد الهجوم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وضعت إسرائيل خططاً لشن هجوم مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد المنشآت النووية، مستطردة: "الآن، لم يعد الحوار بين إيران والولايات المتحدة أمراً مستبعداً في إسرائيل، وهناك قدر كبير من التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بطهران، وما يجب القيام به لمعالجة انتهاكاتها".

هل غيرت إسرائيل موقفها؟

وأوضحت الصحيفة العبرية أن الخيارات المطروحة على الطاولة بالنسبة لإسرائيل قد تكون العقوبات، وإمكانية معقولة للعمل العسكري، بالإضافة إلى حقيقة أن ترامب مستعد للتحدث مع إيران والتوصل إلى اتفاق معها، وهو الاحتمال الذي ذكره حتى قبل الانتخابات الأخيرة، موضحة أنه خلال مايو (أيار) 2018، خلال ولايته السابقة، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، بعد أن قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "الأرشيف النووي"، وقال الرئيس الأمريكي آنذاك: "اليوم لدينا دليل قاطع على أن الوعد الإيراني كان كذبة".
وتقول يديعوت إنه على الرغم من انعدام الثقة العميق، الذي لا يزال قائما لأسباب واضحة، فإن إسرائيل لا تستبعد التوصل إلى اتفاق جديد، إذا حققت هدفها في منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، مشيرة إلى أنهم في إسرائيل لا يعتقدون أن الحل الوحيد هو قصف إيران، إلا أنهم مستعدون لهذه الإمكانية ويستكملون الإجراءات اللازمة لذلك.
وفي الوقت نفسه، تحتاج إسرائيل إلى زيادة التنسيق العسكري وإظهار القوة، مثل التدريب المشترك الذي أجرته هذا الأسبوع طائرات مقاتلة إسرائيلية مع قاذفة أمريكية.
وعلقت: "هذه الأحداث وقعت في الماضي، وهذه ليست المرة الأولى، ولكن الآن، عندما تحدث في عهد إدارة ترامب، فهناك رسالة هنا إلى إيران مفادها أن الدول منسقة فيما بينها وتريد تحقيق نفس الهدف، بغض النظر عن الأسلوب والطريقة، ويبدو أن إسرائيل غيرت موقفها، وأصبحت تفضل الطريق الدبلوماسي".

بزشكيان تحت المجهر.. أزمات إيران تتفاقم في عهد الرئيس الإصلاحيhttps://t.co/wlEH9S8p7A

— 24.ae (@20fourMedia) March 6, 2025  تهديدات ترامب

وفي ظل المحاولات على المسار الدبلوماسي، أطلق الرئيس ترامب، من البيت الأبيض تهديداً جديداً تجاه إيران، وقال للصحافيين "الشيء التالي الذي ستتحدثون عنه هو إيران، ماذا سيحدث لها، هذا كل ما أستطيع أن أخبركم به، نحن في المراحل النهائية ضد إيران، سيكون الأمر مثيراً للاهتمام، نحن في اللحظات الأخيرة".
وأضاف ترامب مهددا: "على أي حال، سيكون الأمر كبيراً، إنها فترة مثيرة للاهتمام في تاريخ العالم، ولكن هناك موقف مع إيران حيث سيحدث شيء ما قريباً، قريباً جداً، ستتحدثون عنه قريباً، وآمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام، أنا لا أتحدث من موقع القوة أو الضعف، أنا فقط أقول إنني أفضل أن أرى اتفاق سلام بدلاً من الخيار الآخر، لكن الخيار الآخر من شأنه أن يحل المشكلة".

 

مقالات مشابهة

  • الشرع يدعو للوحدة الوطنية لمواجهة التحديات المتوقعة بعد اشتباكات الساحل السوري
  • وزير المال الإسرائيلي: خطة ترامب لنقل سكان غزة بدأت “تتبلور”
  • هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟
  • إيران ترفض دعوات أمريكية للتفاوض
  • وزارة الدفاع السورية: الأوضاع تحت السيطرة الكاملة
  • وزير الخارجية الإيراني: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل وعلى العالم الإسلامي التحرك لمنع تدمير فلسطين
  • إبرام صفقة نووية أو الحرب.. ترامب يكشف ما جاء في رسالته إلى المرشد الإيراني
  • شاهد.. قصة مصارع أميركي استيقظ بسيارة إسعاف بعد لكمة الوحش الأسود
  • توصيات الأمن القومي الإسرائيلي الجديدة.. مناطق ب في غزة و3 خيارات مع إيران وسوريا
  • حماس تهاجمكم الآن.. رئيس الأركان الإسرائيلي يفاجئ جنوده بمناورة في غزة