قال الموقع المتخصص في إدارة مخاطر الأمن البحري، إن هجمات جماعة الحوثي على سفن الشحن في البحرين الأحمر والعربي، مصدر تهديد لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

 

وأضاف الموقع في تحليل ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" أن أنشطة الحوثيين المناهضة للشحن في اليمن، والتي تتضمن نشر الألغام والطائرات بدون طيار والمركبات البحرية غير المأهولة والضربات الصاروخية، تشكل تهديدات كبيرة للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

 

وتابع أن "تجاهل تصرفات هذا المحور المعادي للغرب قد يقوض بشدة المصالح الاستراتيجية والاقتصادية الغربية"، مؤكدا أنه يتعين على حلف شمال الأطلسي تعزيز الأمن البحري والابتكار التكنولوجي وتبني استراتيجيات شاملة للحفاظ على الأمن والاستقرار العالميين في ظل هذه التهديدات المتطورة.

 

ويرى الموقع المتخصص في إدارة مخاطر الأمن البحري أن هذه الهجمات تعرض الطرق البحرية الحيوية للتجارة العالمية وإمدادات الطاقة للخطر، مما يسلط الضوء على دور الحوثيين في الحرب غير النظامية والمنافسة الاستراتيجية المتأثرة بالصين وروسيا وإيران. يتعين على حلف شمال الأطلسي، وهو تحالف دفاعي يركز على أمن الدول الأعضاء فيه، أن يدرك هذه التهديدات ويتصدى لها لحماية مصالحه.

 

وأشار إلى أن سيطرة الحوثيين على ساحل البحر الأحمر في اليمن تسمح لهم بتعطيل مضيق باب المندب، وهو نقطة اختناق بحرية بالغة الأهمية تربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب. لافتا إلى أن هذا المضيق حيوي لنقل النفط والغاز الطبيعي والسلع التجارية بين أوروبا وآسيا والأمريكيتين.

 

وقال "على الرغم من كونه خارج الحدود الجغرافية التقليدية لحلف شمال الأطلسي، فإن الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة للتجارة العالمية وأمن الطاقة لا يمكن إنكارها". مشيرا إلى أن أكثر من 50 هجومًا على السفن من قبل الحوثيين تؤكد على التهديد الذي تتعرض له هذه الطرق البحرية، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الشحن وأقساط التأمين، وبالتالي التأثير على التجارة العالمية.

 

وأوضح أن دعم روسيا والصين للحوثيين هو جزء من استراتيجية أوسع لتحدي الناتو والنفوذ الغربي.

 

وأفاد أن "روسيا تهدف إلى إضعاف تماسك الناتو وتشتيت انتباهه عن الأمن الأوروبي، والاستفادة من عدم الاستقرار للحصول على مزايا استراتيجية في مناطق مثل السودان. وعلى نحو مماثل، تستفيد الصين من الاضطرابات في الطرق البحرية المحاذية للغرب، والتي تعيق منافسيها الاستراتيجيين وتدعم مبادرة الحزام والطريق".

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الناتو الحوثي الملاحة الدولية الأمن البحری شمال الأطلسی

إقرأ أيضاً:

الخيارات الاستراتيجية للدول العربية في ظل تهديدات الحرب العالمية الثالثة

 

سلطان بن سالم العيسائي**
تُنذر حجم الاضطرابات والحروب التي تهز أجزاء كثيرة من العالم؛ بأن احتمالات اندلاع شرارة الحرب العالمية الثالثة قائمة بالفعل، وقد لا يكون مُهماً معرفة من أين ستبدأ هذه الحرب؟ وما هي التحالفات الجديدة التي بدأت ملامحها تتشكل بناءً على الجيوسياسية؟ ورغم تباين آراء الخبراء بشأن مدى تأثير عملية التوغل العسكرية التي أقدمت عليها القوات الأوكرانية في إقليم كورسك الروسي الحدودي، وبعمق وصل في بعض التقديرات إلى أكثر من 30 كيلومترا داخل روسيا؛  إلا أن السباق على التسلح والمناورة والتجنيد يتزامن مع  بؤر الصراعات المشتعلة والمتشابكة تُنذر بمواجهة كونية لا مفر منها.
والشرق الأوسط شهد صراعات متعددة على مر العقود أثرت على الاستقرار الإقليمي والدولي؛ لذلك ينبغي على الدول العربية أن لا تتفاجأ بمثل هذه الأزمات، كالأزمات الاقتصادية العالمية التي أدت إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي وأثرت في الاستثمارات المحلية والأجنبية، وجائحة كورونا التي أفرزت كساد اقتصادي احتاج إلى فترة طويلة للتعافي منه.
ويُمكن تحقيق مجموعة من الإجراءات الاستباقية بالنسبة لدول العالم العربي والعالم الثالث، وإعادة ترتيب أوراقها من خلال إعادة تقييم السياسات والاستراتيجيات الحالية، وبناء شراكات وعلاقات قوية مع القوى الاقتصادية والتجارية التي يُمكن أن تكون بديلة، واستخدام القنوات الدبلوماسية لتعزيز التواصل وتحقيق هذه الشراكات، وتفعيل دور اللجان والمنظمات الاقليمية العربية مثل: المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لجامعة الدول العربية، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، واللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (الكومسيك)، ودور مجلس التعاون الخليجي، ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية وغيرها.
وكذلك الإسراع في إبرام اتفاقيات الأمن الإقليمي، وتطوير اتفاقيات أمنية وتعاون عسكري بين دول الجوار لتعزيز الأمن المشترك، واتفاقيات التكامل الاقتصادي لتقليل الاعتماد على القوى الكبرى، وتطوير القدرة الدفاعية من خلال البحث عن التوازن، وتعزيز الدفاعات العسكرية بشكل يهدف إلى الردع دون التسبب في سباق تسلح قد يؤدي إلى تصعيد النزاعات، وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الدول الصديقة لتحسين التنسيق وتعزيز الثقة.
ومن الإجراءات الاستباقية المهمة أيضاً، التحضير لحالات الطوارئ من خلال وضع خطط طوارئ لمواجهة الأزمات والتخفيف من تأثيرات الأزمات المحتملة، وتطوير استراتيجيات للتعاون الإنساني مع الدول الأخرى لتقديم المساعدات في حالات الطوارئ، وتعزيز الأمن السيبراني لحماية البنية التحتية من الهجمات الإلكترونية، وإنشاء مراكز تحكم وتبادل المعلومات حول التهديدات المحتملة، والأهم من ذلك كله هو تعزيز برامج السلام والتسامح الدولي، والتسوية السلمية للنزاعات الدولية.

Sultan52053@gmail.com
باحث دكتوراه بجامعة صحار، ورئيس قسم التعلم مدى الحياة بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة **

مقالات مشابهة

  • «القابضة للملاحة الجوية»: حملة مكبرة للقضاء على الأعشاب والزواحف بمهبط مطار برج العرب
  • تصاعد الاتهامات.. ألمانيا تتهم روسيا مجددًا بالهجمات الإلكترونية على حلف الناتو
  • مجلة أمريكية: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تكشف عن مرونة عملياتية كبيرة رغم الجهود الغربية
  • خبير طرق: ضرورة الاستفادة من موقع مصر الجغرافي في تطوير المواني البحرية
  • بلومبيرغ: أميركا تخسر معركة البحر الأحمر.. هل يمكن الاعتراف بهزيمة قوة عظمى منهكة على طول الطريق؟ (ترجمة خاصة)
  • ما تبعات استهداف الحوثي للملاحة الدولية على الاقتصاد اليمني؟
  • خبير اقتصادي:بسبب الفشل والفساد..الحكومة أمام تحدي مالي كبير جراء انخفاض أسعار النفط
  • مركز أبحاث: اليمن يقف عند مفترق طرق حرج حيث يلتقي تغير المناخ والصراع المسلح (ترجمة خاصة)
  • الخيارات الاستراتيجية للدول العربية في ظل تهديدات الحرب العالمية الثالثة
  • خلافات وانقسامات في البنتاغون على إثر هجمات الحوثيين في البحر الأحمر (ترجمة خاصة)